”ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع “اﻟﺮق وﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻹﺳﻼم ﻣﻌﻪ
مرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 1:02 pm
هذه مقاله لسلطان العامر في مدونته. وتكملتها في الرابط أسفله.
ﺳﺄﺗﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺮق. وﻟﻦ ﯾﻜﻮن ﺣﺪﯾﺜﻲ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺧﻠﻖ أﻋﺬار وﺗﺒﺮﯾﺮ ﻟﻤﺎ ﺣﺪث، وﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻣﻬﺠﻮﺳﺔ ﺑﺎﺧﺘﺮاع اﻧﺘﺼﺎرات وﻫﻤﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ. اﻟﻬﺪف ﻓﻘﻂ :ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺜﻲ ﻫﻨﺎ ﯾﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺘﯿﻦ
- ١ ﻓﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺮق ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻜﻮن ﺣﻜﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻛﺜﺮ ﻋﺪﻻ .وﻣﺼﺪاﻗﯿﺔ
- ٢ إزاﻟﺔ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻋﺎدة .ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻟﺤﺮﯾّﺔ، واﻟﻌﺪاﻟﺔ… وﻏﯿﺮﻫﺎ
ﻣﺎذا ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺮق؟
ﻗﺪﯾﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺐ اﻟﺤﺮوب ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ، وﻛﺎن ،اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ﯾﻘﻮم ﺑﻘﺘﻞ اﻟﻤﻬﺰوم. ﻟﻜﻦ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﯿﺮ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ، ﻓﻌﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﻬﺰوم ﯾﻘﻮم ﺑﺎﺳﺘﻌﺒﺎدﻩ. ﻓﻤﺎ اﻟﺬي أدى ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻐﯿﺮ؟
ﻗﺒﻞ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﺆآل، ﻻﺑﺪ أن ﻧﺸﯿﺮ
ﻟﻺﻧﺴﺎن- أي إﻧﺴﺎن- ﺣﺎﺟﺎت أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻋﻠﯿﻪ ﺗﻠﺒﯿﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﯾﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﻛﻔﺮد ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة وﻣﻦ أﺟﻞ أن ﺗﺒﻘﻰ أﺳﺮﺗﻪ أو ﻗﺮﯾﺘﻪ أو ﻗﺒﯿﻠﺘﻪ أو اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﺟﻤﻌﺎء، ﺣﺎﺟﺎت ﺗﺘﻨﻮع ﻣﻦ ﻣﺄﻛﻞ وﻣﺸﺮب وﻣﺴﻜﻦ إﻟﻰ ﺗﻜﺎﺛﺮ ووﻻدة وﺗﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺠﯿﻞ اﻟﻘﺎدم. ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮد ﺳﺪﻫﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﯿﻪ وﺗﺠﺒﺮﻩ ﺑﺄن ﯾﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺳﺪﻫﺎ، وﺑﺪون ﺳﺪ ﻫﺬﻩ .اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺮا ﻓﺎﻟﺤﺮﯾّﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﯿﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎل أﺧﺮى. ﻓﺤﺘﻰ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻌﺎﺑﺪ أن ﯾﺘﻔﺮغ ﻟﻤﻨﺎﺟﺎة رﺑﻪ، ﻋﻠﯿﻪ أوﻻ أن ﯾﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ، وﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف ﺗﺄﻣﻞ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻷزﻟﯿﺔ، ﻋﻠﯿﻪ أوﻻ أن ﯾﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ، وﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﻮاﻃﻨﻲ آﺛﯿﻨﺎ اﻟﺘﻔﺮغ ﻟﻠﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ أﻣﻮر اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ، ﻓﻌﻠﯿﻬﻢ أوﻻ أن .ﯾﺘﺤﺮروا ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺘﻰ اﻛﺘﺸﻒ اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺮﻋﻲ، وﻣﺘﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪا ﺑﺪأت اﻟﺘﺠﺎرة، ﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻧﻌﻠﻤﻪ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﻤﻞ ﻧﺸﻮء ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮر أﺻﺒﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﻘﺪا ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ. ﻓﺎﻟﻘﺮﯾﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻻ ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ. واﻟﻔﺮق اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺠﻮﻫﺮي، أن ﻋﻤﻠﯿﺔ “ﺳﺪ اﻟﺤﺎﺟﺎت” ﻓﻲ اﻟﻘﺮﯾﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ داﺧﻞ أرض اﻷﻓﺮاد وﻣﻠﻜﯿﺎﺗﻬﻢ، ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻚ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﻄﻌﻢ أو ﺗﺘﺴﻮق ﻓﻲ اﻟﺴﻮﺑﺮﻣﺎرﻛﺖ ﻟﺸﺮاء اﻟﻤﻘﺎدﯾﺮ اﻷوﻟﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮم ﺑﻄﺒﺨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل. وﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﺳﺪ اﻟﺤﺎﺟﺎت داﺧﻞ اﻟﻤﻨﺰل إﻟﻰ ﺳﺪﻫﺎ ﺧﺎرﺟﻪ ﻫﻮ ﻗﺼﺔ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي إﻟﻰ .اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ
ﻛﺎن رب اﻟﻤﻨﺰل، أو ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺰرﻋﺔ، ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻵﺧﺮﯾﻦ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻟﺪﯾﻪ ﻟﻜﻲ ﯾﻘﻮﻣﻮا ﺑﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ، وﻟﻬﺬا ﻛﺎن ﯾﺤﺘﺎج ﻋﺒﯿﺪا. وﺳﺪ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻫﺬا ﻫﻮ ﺣﺮﯾﺘﻪ، أي أﻧﻪ ﺑﺪون ﻋﺒﯿﺪ ﻻ ﯾﻤﻜﻨﻪ أن ﯾﻨﺎل ﺣﺮﯾﺘﻪ، أي أن اﺳﺘﻌﺒﺎد اﻻﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل واﻟﺤﯿﺰ اﻟﺨﺎص ﻛﺎن ﺷﺮﻃﺎ ﺿﺮورﯾﺎ ﻷﺟﻞ ﻧﯿﻞ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺧﺎرﺟﻪ. إذ ﻟﻮﻻ اﻟﻌﺒﯿﺪ، ﻟﻜﺎن اﻟﻤﺮء ﯾﺴﺘﻐﺮق ﺟﻬﺪا ووﻗﺘﺎ ﻃﻮﯾﻼ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ. وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻛﺎن اﻷﺣﺮار” ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻗﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن“ اﻻأﻛﺜﺮﯾﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺨﺮة ﻟﺴﺪ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻣﻦ ﻧﺴﺎء أو ﻋﺒﯿﺪ. ﻓﺎﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻧﻌﻨﯿﻪ اﻟﯿﻮم ﺑﺎﻟﺤﺮﯾﺔ، اﻟﺤﺮ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻧﺎل ﺣﺮﯾﺘﻪ .ﻋﺒﺮ اﺳﺘﻌﺒﺎد اﻻﺧﺮﯾﻦ
ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﺳﻮق وﻓﺮص وﻇﯿﻔﯿﺔ أو ﺗﺠﺎرة ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﻧﻔﻬﻤﻪ اﻟﯿﻮم، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻘﺎﯾﻀﺎت ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﺒﺴﯿﻂ، ﺣﺘﻰ وإن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﺎﯾﻀﺎت ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻞ ﻋﺒﺮ وﺳﯿﻂ ﻫﻮ اﻟﻤﺎل، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻘﺎﯾﻀﺔ ﺷﯿﺌﯿﻦ، ﻓﺎﻟﻤﺎل اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ أوراﻗﺎ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻗﯿﻤﺘﻬﺎ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺼﺪرة ﻟﻪ، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ أي ﺷﻲء ﻣﻠﻤﻮس ذو ﻗﯿﻤﺔ. اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﯾﻔﻀﻞ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺠﺪ ﻗﻮﺗﺎ ﯾﺄﻛﻠﻪ أو ﻣﺴﻜﻨﺎ ﯾﺄوﯾﻪ أن ﯾﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﯾﻘﻮم ﺑﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎت آﺧﺮ .ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﯾﻪ ﺣﺮﯾﺘﻪ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺒﯿﺌﺔ ﻣﺎذا ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻌﻨﯿﻪ
ﻟﻦ ﯾﻌﻨﻲ ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻟﺠﻤﯿﻊ إﻟﻰ أﺣﺮار، ﺑﻞ ﯾﻌﻨﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻠﯿﺔ اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﺮﯾﺘﻬﺎ، إذ أن اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺳﯿﻨﺸﻐﻠﻮن ﺑﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻓﻘﺪوا اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺘﻮﻓﺮون ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﺴﺨﯿﺮ اﻻﺧﺮﯾﻦ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ. إن إﻟﻐﺎء اﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻟﻦ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻨﺎس، ﺑﻞ إﻟﻰ .ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻟﺠﻤﯿﻊ إﻟﻰ ﻋﺒﯿﺪ ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
ﻓﺤﺘﻰ ﯾﻨﺎل اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب ﺣﺮﯾﺘﻪ، ﻛﺎن ﻋﻠﯿﻪ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﻬﺰوم أن ﯾﺒﻘﯿﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة وﯾﺴﺨﺮﻩ ﻟﺴﺪ ﺣﺮﯾﺘﻪ، ﻓﻘﻂ ﻓﻲ .ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻤﻜﻨﻪ أن ﯾﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎن اﻻﺛﯿﻨﯿﯿﻦ واﻟﺮوﻣﺎن ﻻ ﯾﻔﻬﻤﻮن ﻣﻦ “اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ” ﻣﺎ ﻧﻔﻬﻤﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﯿﻮم- أي اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ أﻣﺔ أو دوﻟﺔ- ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻔﻬﻤﻮن اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﺘﻔﺮغ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أن ﻻ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﺒﺪ واﻟﻤﺮأة أﺣﺮارا، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ .ﯾﺘﺤﺮرا ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ﻣﺜﻞ رب اﻷﺳﺮة
اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ اﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻈﺎﻫﺮة اﻟﺮق
رأﯾﻨﺎ ﻓﯿﻤﺎ اﻟﺴﺒﻖ أن اﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ ﺿﺮورﯾﺔ ﻷﺟﻞ ﻧﯿﻞ اﻟﺤﺮﯾﺔ، وﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ﺣﺮا أن ﯾﻘﻮم ﺑﺎﺳﺘﻌﺒﺎد آﺧﺮﯾﻦ. وﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﺪ ﻫﺬﻩ .اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻧﺸﺄت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻓﺎﺳﺘﻌﺒﺎد اﻟﻤﻬﺰوم ﻓﻲ اﻟﺤﺮب ﻫﻮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ .ﻧﻈﺮي ﯾﻌﺘﺒﺮ أﻓﻀﻞ ﻷﻧﻪ اﻧﻘﺎذ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺑﺪأت ﺑﺎﻻﻧﺘﺸﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺎﺳﺘﺤﺪاث وﺳﺎﺋﻞ أﺧﺮى ﻟﻼﺳﺘﻌﺒﺎد، وﻹﺳﺎءة :ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﺒﯿﺪﻫﻢ
أ- ﻧﺸﺄت ﻋﺼﺎﺑﺎت ﺗﻘﻮم ﺑﺨﻄﻒ اﻟﻨﺎس وﻧﻘﻠﻬﻢ ﻷﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى وﺑﯿﻌﻬﻢ ﻛﻌﺒﯿﺪ )أﻏﻠﺐ اﻟﻌﺒﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺟﺎؤوا إﻟﯿﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ .(اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ
ب- وﺟﻮد دول ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻃﻨﯿﻬﺎ أن ﯾﺘﺤﻮل ﻋﺒﯿﺪا، أو وﺟﻮد ﺷﺮوط ﻓﻲ ﻋﻘﻮد اﻹﻗﺮاض ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺒﯿﺢ ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﻘﻮم ﺑﺘﺤﻮﯾﻞ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﺳﺘﯿﻔﺎء دﯾﻮﻧﻪ إﻟﻰ ﻋﺒﺪ .ﻟﻪ
ج- اﻟﻀﺮب واﻹﯾﺬاء أو إﻫﺎﻧﺔ ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺘﻪ وﻛﺄﻧﻪ ﺣﯿﻮان. ﺑﻞ ﺗﻢ ﻓﻌﻼ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﺒﯿﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻻ ﯾﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ اﻟﺒﺸﺮ” اﻟﺬﯾﻦ أﺻﺒﺤﻮا ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻧﺎﻟﻮا ﺣﺮﯾﺘﻬﻢ“ .ﻋﺒﺮ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺴﺨﯿﺮ اﺧﺮﯾﻦ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
وﻫﺬﻩ اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺗﻨﺸﺄ دوﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻨﺎس، ﻓﻤﺜﻼ ﻧﺠﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻣﻮﺟﻮدة ﻟﺪى اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ،ﻃﺮﯾﻘﺔ اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﻌﻤﺎﻟﻬﺎ )رواﺗﺐ زﻫﯿﺪة ﻋﺪم ﺗﻮﻓﯿﺮ رﻋﺎﯾﺔ ﺻﺤﯿﺔ، ﺗﺸﻐﯿﻠﻬﻢ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻤﻞ ﻣﺮﻫﻘﺔ، ﻋﺪم ﺗﻮﻓﯿﺮ ﺗﻌﻠﯿﻢ وﻻ ﺳﻜﻦ ﻟﻬﻢ…إﻟﺦ( وﻣﺜﻠﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻧﻬﺎء “اﻟﻌﻤﻞ” ﻷﻧﻪ ﻇﻠﻢ ﺑﻞ إﻟﻐﺎء اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ ﻟﻬﺎ و”ﺗﺤﺴﯿﻦ ﻇﺮوف اﻟﻌﻤﻞ”، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺑﺄي ﺣﺎل أن ﯾﻄﺎﻟﺐ أﺣﺪﻫﻢ ﺑﺈﻧﻬﺎء .اﻟﺮق” ﺑﻞ إﻟﻐﺎء اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ ﻟﻪ“
اﻹﺳﻼم واﻟﺮق
اﻟﻤﺒﺪأ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﯾﺤﻜﻢ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻹﺳﻼم ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻼت اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻫﻮ اﻟﻌﺪل ورﻓﻊ اﻟﻈﻠﻢ. وأﻣﺎم ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺮق ﻗﺎم اﻹﺳﻼم :ﺑﺎﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ
- ١ أﻋﺎد اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎواة اﻷﺻﻠﯿﺔ إذ )أﻧﺘﻢ ﺑﻨﻮ آدم وآدم ﻣﻦ ﺗﺮاب(، ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻣﻜﻠﻔﺎ وﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻓﯿﻬﺎ اﻟﺘﻔﺮﯾﻖ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺮ ،واﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎم ﻛﺎن اﻟﺘﻔﺮﯾﻖ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺒﺪ ﻛﺘﺨﻔﯿﻒ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺰﻧﺎ ﻋﻠﯿﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻠﺪة إﻟﻰ ﺧﻤﺴﯿﻦ )ﻓﻌﻠﯿﻬﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت .(ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب
- ٢أﻟﻐﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺮﻗﺎق اﻷﺑﺪي، وذﻟﻚ ﺑﺈﻟﻐﺎء :ﻣﺼﺎدر اﻟﺮق اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ
التكملة http://www.sultan-alamer.com/2012/06/09 ... 85-%D9%85/
ﺳﺄﺗﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺮق. وﻟﻦ ﯾﻜﻮن ﺣﺪﯾﺜﻲ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺧﻠﻖ أﻋﺬار وﺗﺒﺮﯾﺮ ﻟﻤﺎ ﺣﺪث، وﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻣﻬﺠﻮﺳﺔ ﺑﺎﺧﺘﺮاع اﻧﺘﺼﺎرات وﻫﻤﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ. اﻟﻬﺪف ﻓﻘﻂ :ﻣﻦ ﺣﺪﯾﺜﻲ ﻫﻨﺎ ﯾﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺘﯿﻦ
- ١ ﻓﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺮق ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻜﻮن ﺣﻜﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻛﺜﺮ ﻋﺪﻻ .وﻣﺼﺪاﻗﯿﺔ
- ٢ إزاﻟﺔ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻋﺎدة .ﺑﻤﻔﻬﻮم اﻟﺤﺮﯾّﺔ، واﻟﻌﺪاﻟﺔ… وﻏﯿﺮﻫﺎ
ﻣﺎذا ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺮق؟
ﻗﺪﯾﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺐ اﻟﺤﺮوب ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ، وﻛﺎن ،اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ﯾﻘﻮم ﺑﻘﺘﻞ اﻟﻤﻬﺰوم. ﻟﻜﻦ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﯿﺮ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ، ﻓﻌﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﻬﺰوم ﯾﻘﻮم ﺑﺎﺳﺘﻌﺒﺎدﻩ. ﻓﻤﺎ اﻟﺬي أدى ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻐﯿﺮ؟
ﻗﺒﻞ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﺆآل، ﻻﺑﺪ أن ﻧﺸﯿﺮ
ﻟﻺﻧﺴﺎن- أي إﻧﺴﺎن- ﺣﺎﺟﺎت أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻋﻠﯿﻪ ﺗﻠﺒﯿﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﯾﺒﻘﻰ ﻫﻮ ﻛﻔﺮد ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة وﻣﻦ أﺟﻞ أن ﺗﺒﻘﻰ أﺳﺮﺗﻪ أو ﻗﺮﯾﺘﻪ أو ﻗﺒﯿﻠﺘﻪ أو اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﺟﻤﻌﺎء، ﺣﺎﺟﺎت ﺗﺘﻨﻮع ﻣﻦ ﻣﺄﻛﻞ وﻣﺸﺮب وﻣﺴﻜﻦ إﻟﻰ ﺗﻜﺎﺛﺮ ووﻻدة وﺗﻨﺸﺌﺔ ﻟﻠﺠﯿﻞ اﻟﻘﺎدم. ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻓﺮد ﺳﺪﻫﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﯿﻪ وﺗﺠﺒﺮﻩ ﺑﺄن ﯾﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺳﺪﻫﺎ، وﺑﺪون ﺳﺪ ﻫﺬﻩ .اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺮا ﻓﺎﻟﺤﺮﯾّﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﯿﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎل أﺧﺮى. ﻓﺤﺘﻰ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻌﺎﺑﺪ أن ﯾﺘﻔﺮغ ﻟﻤﻨﺎﺟﺎة رﺑﻪ، ﻋﻠﯿﻪ أوﻻ أن ﯾﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ، وﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف ﺗﺄﻣﻞ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻷزﻟﯿﺔ، ﻋﻠﯿﻪ أوﻻ أن ﯾﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ، وﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﻮاﻃﻨﻲ آﺛﯿﻨﺎ اﻟﺘﻔﺮغ ﻟﻠﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ أﻣﻮر اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ، ﻓﻌﻠﯿﻬﻢ أوﻻ أن .ﯾﺘﺤﺮروا ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺘﻰ اﻛﺘﺸﻒ اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺰراﻋﺔ واﻟﺮﻋﻲ، وﻣﺘﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪا ﺑﺪأت اﻟﺘﺠﺎرة، ﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻧﻌﻠﻤﻪ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﻤﻞ ﻧﺸﻮء ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮر أﺻﺒﺢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﻘﺪا ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ. ﻓﺎﻟﻘﺮﯾﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻻ ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ. واﻟﻔﺮق اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺠﻮﻫﺮي، أن ﻋﻤﻠﯿﺔ “ﺳﺪ اﻟﺤﺎﺟﺎت” ﻓﻲ اﻟﻘﺮﯾﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻢ داﺧﻞ أرض اﻷﻓﺮاد وﻣﻠﻜﯿﺎﺗﻬﻢ، ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻚ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﻄﻌﻢ أو ﺗﺘﺴﻮق ﻓﻲ اﻟﺴﻮﺑﺮﻣﺎرﻛﺖ ﻟﺸﺮاء اﻟﻤﻘﺎدﯾﺮ اﻷوﻟﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮم ﺑﻄﺒﺨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل. وﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﺳﺪ اﻟﺤﺎﺟﺎت داﺧﻞ اﻟﻤﻨﺰل إﻟﻰ ﺳﺪﻫﺎ ﺧﺎرﺟﻪ ﻫﻮ ﻗﺼﺔ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي إﻟﻰ .اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻲ
ﻛﺎن رب اﻟﻤﻨﺰل، أو ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺰرﻋﺔ، ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻵﺧﺮﯾﻦ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻟﺪﯾﻪ ﻟﻜﻲ ﯾﻘﻮﻣﻮا ﺑﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ، وﻟﻬﺬا ﻛﺎن ﯾﺤﺘﺎج ﻋﺒﯿﺪا. وﺳﺪ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻫﺬا ﻫﻮ ﺣﺮﯾﺘﻪ، أي أﻧﻪ ﺑﺪون ﻋﺒﯿﺪ ﻻ ﯾﻤﻜﻨﻪ أن ﯾﻨﺎل ﺣﺮﯾﺘﻪ، أي أن اﺳﺘﻌﺒﺎد اﻻﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل واﻟﺤﯿﺰ اﻟﺨﺎص ﻛﺎن ﺷﺮﻃﺎ ﺿﺮورﯾﺎ ﻷﺟﻞ ﻧﯿﻞ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺧﺎرﺟﻪ. إذ ﻟﻮﻻ اﻟﻌﺒﯿﺪ، ﻟﻜﺎن اﻟﻤﺮء ﯾﺴﺘﻐﺮق ﺟﻬﺪا ووﻗﺘﺎ ﻃﻮﯾﻼ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ. وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻛﺎن اﻷﺣﺮار” ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻗﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن“ اﻻأﻛﺜﺮﯾﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺨﺮة ﻟﺴﺪ اﻟﺤﺎﺟﺎت ﻣﻦ ﻧﺴﺎء أو ﻋﺒﯿﺪ. ﻓﺎﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻧﻌﻨﯿﻪ اﻟﯿﻮم ﺑﺎﻟﺤﺮﯾﺔ، اﻟﺤﺮ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻧﺎل ﺣﺮﯾﺘﻪ .ﻋﺒﺮ اﺳﺘﻌﺒﺎد اﻻﺧﺮﯾﻦ
ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﺳﻮق وﻓﺮص وﻇﯿﻔﯿﺔ أو ﺗﺠﺎرة ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﻧﻔﻬﻤﻪ اﻟﯿﻮم، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻘﺎﯾﻀﺎت ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﺒﺴﯿﻂ، ﺣﺘﻰ وإن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﺎﯾﻀﺎت ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻞ ﻋﺒﺮ وﺳﯿﻂ ﻫﻮ اﻟﻤﺎل، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻘﺎﯾﻀﺔ ﺷﯿﺌﯿﻦ، ﻓﺎﻟﻤﺎل اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ أوراﻗﺎ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﻗﯿﻤﺘﻬﺎ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺼﺪرة ﻟﻪ، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ أي ﺷﻲء ﻣﻠﻤﻮس ذو ﻗﯿﻤﺔ. اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﯾﻔﻀﻞ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺠﺪ ﻗﻮﺗﺎ ﯾﺄﻛﻠﻪ أو ﻣﺴﻜﻨﺎ ﯾﺄوﯾﻪ أن ﯾﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﯾﻘﻮم ﺑﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎت آﺧﺮ .ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﯾﻪ ﺣﺮﯾﺘﻪ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺒﯿﺌﺔ ﻣﺎذا ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻌﻨﯿﻪ
ﻟﻦ ﯾﻌﻨﻲ ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻟﺠﻤﯿﻊ إﻟﻰ أﺣﺮار، ﺑﻞ ﯾﻌﻨﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻠﯿﺔ اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﺮﯾﺘﻬﺎ، إذ أن اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺳﯿﻨﺸﻐﻠﻮن ﺑﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻓﻘﺪوا اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺘﻮﻓﺮون ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﺴﺨﯿﺮ اﻻﺧﺮﯾﻦ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ. إن إﻟﻐﺎء اﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻟﻦ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻨﺎس، ﺑﻞ إﻟﻰ .ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻟﺠﻤﯿﻊ إﻟﻰ ﻋﺒﯿﺪ ﻟﺤﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
ﻓﺤﺘﻰ ﯾﻨﺎل اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب ﺣﺮﯾﺘﻪ، ﻛﺎن ﻋﻠﯿﻪ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﻤﻬﺰوم أن ﯾﺒﻘﯿﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة وﯾﺴﺨﺮﻩ ﻟﺴﺪ ﺣﺮﯾﺘﻪ، ﻓﻘﻂ ﻓﻲ .ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻤﻜﻨﻪ أن ﯾﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎن اﻻﺛﯿﻨﯿﯿﻦ واﻟﺮوﻣﺎن ﻻ ﯾﻔﻬﻤﻮن ﻣﻦ “اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ” ﻣﺎ ﻧﻔﻬﻤﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﯿﻮم- أي اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ أﻣﺔ أو دوﻟﺔ- ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻔﻬﻤﻮن اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﺘﻔﺮغ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أن ﻻ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﺒﺪ واﻟﻤﺮأة أﺣﺮارا، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ .ﯾﺘﺤﺮرا ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ﻣﺜﻞ رب اﻷﺳﺮة
اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ اﻟﻤﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻈﺎﻫﺮة اﻟﺮق
رأﯾﻨﺎ ﻓﯿﻤﺎ اﻟﺴﺒﻖ أن اﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ ﺿﺮورﯾﺔ ﻷﺟﻞ ﻧﯿﻞ اﻟﺤﺮﯾﺔ، وﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن ﺣﺮا أن ﯾﻘﻮم ﺑﺎﺳﺘﻌﺒﺎد آﺧﺮﯾﻦ. وﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﺪ ﻫﺬﻩ .اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻧﺸﺄت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻓﺎﺳﺘﻌﺒﺎد اﻟﻤﻬﺰوم ﻓﻲ اﻟﺤﺮب ﻫﻮ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ .ﻧﻈﺮي ﯾﻌﺘﺒﺮ أﻓﻀﻞ ﻷﻧﻪ اﻧﻘﺎذ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺑﺪأت ﺑﺎﻻﻧﺘﺸﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺎﺳﺘﺤﺪاث وﺳﺎﺋﻞ أﺧﺮى ﻟﻼﺳﺘﻌﺒﺎد، وﻹﺳﺎءة :ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﺒﯿﺪﻫﻢ
أ- ﻧﺸﺄت ﻋﺼﺎﺑﺎت ﺗﻘﻮم ﺑﺨﻄﻒ اﻟﻨﺎس وﻧﻘﻠﻬﻢ ﻷﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى وﺑﯿﻌﻬﻢ ﻛﻌﺒﯿﺪ )أﻏﻠﺐ اﻟﻌﺒﯿﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺟﺎؤوا إﻟﯿﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ .(اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ
ب- وﺟﻮد دول ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻃﻨﯿﻬﺎ أن ﯾﺘﺤﻮل ﻋﺒﯿﺪا، أو وﺟﻮد ﺷﺮوط ﻓﻲ ﻋﻘﻮد اﻹﻗﺮاض ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺒﯿﺢ ﻟﻠﺪاﺋﻦ أن ﯾﻘﻮم ﺑﺘﺤﻮﯾﻞ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﺳﺘﯿﻔﺎء دﯾﻮﻧﻪ إﻟﻰ ﻋﺒﺪ .ﻟﻪ
ج- اﻟﻀﺮب واﻹﯾﺬاء أو إﻫﺎﻧﺔ ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺘﻪ وﻛﺄﻧﻪ ﺣﯿﻮان. ﺑﻞ ﺗﻢ ﻓﻌﻼ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﺒﯿﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﻻ ﯾﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ اﻟﺒﺸﺮ” اﻟﺬﯾﻦ أﺻﺒﺤﻮا ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻧﺎﻟﻮا ﺣﺮﯾﺘﻬﻢ“ .ﻋﺒﺮ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺴﺨﯿﺮ اﺧﺮﯾﻦ ﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
وﻫﺬﻩ اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺗﻨﺸﺄ دوﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻨﺎس، ﻓﻤﺜﻼ ﻧﺠﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻣﻮﺟﻮدة ﻟﺪى اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ،ﻃﺮﯾﻘﺔ اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﻌﻤﺎﻟﻬﺎ )رواﺗﺐ زﻫﯿﺪة ﻋﺪم ﺗﻮﻓﯿﺮ رﻋﺎﯾﺔ ﺻﺤﯿﺔ، ﺗﺸﻐﯿﻠﻬﻢ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻤﻞ ﻣﺮﻫﻘﺔ، ﻋﺪم ﺗﻮﻓﯿﺮ ﺗﻌﻠﯿﻢ وﻻ ﺳﻜﻦ ﻟﻬﻢ…إﻟﺦ( وﻣﺜﻠﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻧﻬﺎء “اﻟﻌﻤﻞ” ﻷﻧﻪ ﻇﻠﻢ ﺑﻞ إﻟﻐﺎء اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ ﻟﻬﺎ و”ﺗﺤﺴﯿﻦ ﻇﺮوف اﻟﻌﻤﻞ”، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺑﺄي ﺣﺎل أن ﯾﻄﺎﻟﺐ أﺣﺪﻫﻢ ﺑﺈﻧﻬﺎء .اﻟﺮق” ﺑﻞ إﻟﻐﺎء اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ ﻟﻪ“
اﻹﺳﻼم واﻟﺮق
اﻟﻤﺒﺪأ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﯾﺤﻜﻢ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻹﺳﻼم ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻼت اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻫﻮ اﻟﻌﺪل ورﻓﻊ اﻟﻈﻠﻢ. وأﻣﺎم ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺮق ﻗﺎم اﻹﺳﻼم :ﺑﺎﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ
- ١ أﻋﺎد اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎواة اﻷﺻﻠﯿﺔ إذ )أﻧﺘﻢ ﺑﻨﻮ آدم وآدم ﻣﻦ ﺗﺮاب(، ﻓﺠﻌﻠﻪ ﻣﻜﻠﻔﺎ وﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻓﯿﻬﺎ اﻟﺘﻔﺮﯾﻖ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺮ ،واﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ اﻷﺣﻜﺎم ﻛﺎن اﻟﺘﻔﺮﯾﻖ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺒﺪ ﻛﺘﺨﻔﯿﻒ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺰﻧﺎ ﻋﻠﯿﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻠﺪة إﻟﻰ ﺧﻤﺴﯿﻦ )ﻓﻌﻠﯿﻬﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺼﻨﺎت .(ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب
- ٢أﻟﻐﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺮﻗﺎق اﻷﺑﺪي، وذﻟﻚ ﺑﺈﻟﻐﺎء :ﻣﺼﺎدر اﻟﺮق اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ
التكملة http://www.sultan-alamer.com/2012/06/09 ... 85-%D9%85/