أرض الحريه
مرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 2:05 pm
ما أصعب الانتظار , و ما أشد لوعة الحرمان !!
أخذ يعد الدقائق بعد أن ضجر من طول الساعات في انتظار تحقيق حلمه الذي ذهب فقده برونق حياته...
لن يهنأ بعيش الا في تلك الأرض , أرض الأحلام التي طالما أبدعت ريشة مخيلته في رسم معالم مستقبله فيها و تزيينه بأزهى الألوان ..تلك الأرض التي تقدّس فيها الحرية , و تعطى فيها كرامة الانسان ما تستحقه من الرعاية و الاهتمام .
لقد ضاق بالعيش ذرعا في بلده الأصلي لعدم توفر تلك المقومات الأساسية , فعزم على الهجرة الى الأبد !!
ها هو الحلم يصبح حقيقة... و ما أجملها من لحظات , حينما يحين موعد قطف الثمار .. ثمار صبره و تخطيطه , فها هي الطائرة تقترب شيئا فشيئا من تلك الأرض بعد طول انتظار و ترقب كادا يذهبان بما بقي بداخله من فتات أمل.
و مع اقتراب موعد الهبوط , تتعلق عيناه بالنافذة و كأنهما و هبتا نعمة النظر بعد دهر من العمى , و لقد كان أكثر ما شد انتباهه تمــــثال الحــــريــــــة..
ذلك التمثال الذي يقف شامخا على ضفاف المحيط ليعلن لكل قادم عبر المحيط , بل للعالم بأسره أن الحرية هي قانون تلك الأرض و أساس عزها و تقدمها , و بدا له ذلك التمثال خطيبا مفوها يلقي خطبة عصماء , لا تنتهي عباراتها و لا تنقضي حكمها , تتوالى عبر السنين لتأصيل معنى الحرية السامي في النفوس.
كما بدا له ذلك المشعل منارا متوهجا يضيء الدرب للتائهين في متاهات الدنيا الى أرض الحرية و السعادة..
فما أعظمها من أرض و ما أسمى قيمها !!
و مع اقتراب الموعد الحلم , يزداد خفقان قلبه و تتسارع أنفاسه حتى يكاد عقله يطير فرحا و سرورا , و قد عقد العزم على أن يكون تمثال الحرية و قبل كل شيء أول ما يزور في تلك الأرض ..ليقبل جبينه و ينعم بقربه , فقد أصبح يحس و كأنه جزء منه !!
و ما ان وطأت قدماه الأرض , سارع بانهاء اجراءات الدخول الرسمية و اصطف مع بقية المسافرين , و لم يشأ أن يضيّع تلك الدقائق سدى فقد حان موعد التنعم أو كاد , فأخذ يتأمل كل ما حوله.. الشمس ..الأرض.. الهواء..بل حتى البشر , فكل شيء يبدو له و كأنه يراه لأول مرة !! و لبث مستغرقا في تأمل محبب الى نفسه يستشعر من خلاله كل معاني الغبطة و السرور.
و لم ينقطع ذلك الاستغراق العميق الاّ بحركة سريعة مفاجئة من رجال الشرطة , أحاطوه بها على عجل و اقتادوه مكبلا بتهمة الارهاب , بدليل أن اسمه : محمد عبدالله و أنه ذو قسمات عربية !!
أخذ يعد الدقائق بعد أن ضجر من طول الساعات في انتظار تحقيق حلمه الذي ذهب فقده برونق حياته...
لن يهنأ بعيش الا في تلك الأرض , أرض الأحلام التي طالما أبدعت ريشة مخيلته في رسم معالم مستقبله فيها و تزيينه بأزهى الألوان ..تلك الأرض التي تقدّس فيها الحرية , و تعطى فيها كرامة الانسان ما تستحقه من الرعاية و الاهتمام .
لقد ضاق بالعيش ذرعا في بلده الأصلي لعدم توفر تلك المقومات الأساسية , فعزم على الهجرة الى الأبد !!
ها هو الحلم يصبح حقيقة... و ما أجملها من لحظات , حينما يحين موعد قطف الثمار .. ثمار صبره و تخطيطه , فها هي الطائرة تقترب شيئا فشيئا من تلك الأرض بعد طول انتظار و ترقب كادا يذهبان بما بقي بداخله من فتات أمل.
و مع اقتراب موعد الهبوط , تتعلق عيناه بالنافذة و كأنهما و هبتا نعمة النظر بعد دهر من العمى , و لقد كان أكثر ما شد انتباهه تمــــثال الحــــريــــــة..
ذلك التمثال الذي يقف شامخا على ضفاف المحيط ليعلن لكل قادم عبر المحيط , بل للعالم بأسره أن الحرية هي قانون تلك الأرض و أساس عزها و تقدمها , و بدا له ذلك التمثال خطيبا مفوها يلقي خطبة عصماء , لا تنتهي عباراتها و لا تنقضي حكمها , تتوالى عبر السنين لتأصيل معنى الحرية السامي في النفوس.
كما بدا له ذلك المشعل منارا متوهجا يضيء الدرب للتائهين في متاهات الدنيا الى أرض الحرية و السعادة..
فما أعظمها من أرض و ما أسمى قيمها !!
و مع اقتراب الموعد الحلم , يزداد خفقان قلبه و تتسارع أنفاسه حتى يكاد عقله يطير فرحا و سرورا , و قد عقد العزم على أن يكون تمثال الحرية و قبل كل شيء أول ما يزور في تلك الأرض ..ليقبل جبينه و ينعم بقربه , فقد أصبح يحس و كأنه جزء منه !!
و ما ان وطأت قدماه الأرض , سارع بانهاء اجراءات الدخول الرسمية و اصطف مع بقية المسافرين , و لم يشأ أن يضيّع تلك الدقائق سدى فقد حان موعد التنعم أو كاد , فأخذ يتأمل كل ما حوله.. الشمس ..الأرض.. الهواء..بل حتى البشر , فكل شيء يبدو له و كأنه يراه لأول مرة !! و لبث مستغرقا في تأمل محبب الى نفسه يستشعر من خلاله كل معاني الغبطة و السرور.
و لم ينقطع ذلك الاستغراق العميق الاّ بحركة سريعة مفاجئة من رجال الشرطة , أحاطوه بها على عجل و اقتادوه مكبلا بتهمة الارهاب , بدليل أن اسمه : محمد عبدالله و أنه ذو قسمات عربية !!