تحياتي ..
سألني احد الاخوة يوما عن مفهوم المقاومة وما الفرق بينها وبين الارهاب وهل ما يجري من تفجير بين الابرياء والناس العاديين وقتل وخراب هو نوع من انواع المقاومة والجهاد ام تراه ارهابا ام ماذا بالضبط ؟ خصوصا واننا هذه الايام نعيش في حال من الفوضى في العراق فما عاد كثير منا يميز بين الاثنان لاختلاط الحابل بالنابل ..
فاستشعرت من سؤاله بان صاحبي ولا ريب هو من شريحة الناس العاديين او ما يمكنني تسميتهم بالمتلقين الذين لايملكون ما يكفي من الخلفية المعرفية التي تؤهلهم للخوض الى هكذا مواضيع او فرزها وفق مفاهيم علمية ومعرفية وهو امر لا يلام عليه هو او غيره فكل خلق لما هو ميسر له .
وعليه واستجابة لسؤالة وعطفا عما كونته من معلومات معرفية سابقة وخزين من قراءات سالفه واستقراء متواضع لما يعشه عراقنا المبتلى وجدتني اقول له .. اسمح لي ان ابدأ ردي على سؤالك بذكر امر مهم له صلة بموضوع النقاش .. الا وهو .. الاسلام فهذا الدين جاء خاتمة وناسخا لكل ما قبلة من رسالات سماوية والتي بمجملها جائت تحمل نفس الاسس والمبادئ والقيم من رب العزة سبحانه لجميع البشر وليس للمسلمين على وجه الخصوص ومن اهم تلك القيم والمبادئ .. الحق ، العدل ، المساواة والحرية وهي مبادئ ارتضاها الله تعالى لكل من يعتنق هذا الدين من خلقه وبالتالي امره بان يتعامل مع غيره سواء افرادا او شعوبا وفق هذه الاسس والقيم .
ومن هذا المنطلق فلابد لنا ان اردنا ان نعرف او نفهم اي معطى من معطيات حياتنا سواء كان عقائدي او مادي او معنوي علينا ان نعود الى تلك الاسس ونحاول ان نصل الى الصيغة الحقيقة لذلك المفهوم او المعطى وفق ما سبق حتى يمكننا ان نتواصل عبره الى ما نريد .
وعليه .. كان لابد لي من هذه المقدمة حتى اصل معك عزيزي الى المفهوم الحقيقي للمقاومه والارهاب وهو .. وحسب اعتقادي ووفق المفاهيم الاربعة سالفة الذكر هي ..
كل فعل او حركة او فكر .. ( بشقية الكتابي او الكلامي ) .. يهدف الى تصحيح او رد خطأ من اي نوع وقع في زمان ما او مكان ما بهدف ادخال تغييرعلى طبيعة رغبة او مشيئة او اختيار طرف ما .
وتحت هذا المفهوم تندرج كل مقاومة من كل نوع بدئا من مقاومتنا لاي ظلم في حياتنا اليومية وانتهائا بالمقاومة المسلحة موضوع النقاش ..
اما الارهاب فهو .. ( وايضا لما سبق من مفاهيم ) .. كل فعل او حركة او فكر.. ( وايضا بشقيه الكتابي او الكلامي ) .. يهدف الى ادخال تغيير على طبيعة رغبة او مشيئة او اختيار طرف ما .
وعلى هذا الاساس يمكننا ان نبدأ في طريقنا لمناقشة الموضوعين .. ومن وجهة نظري المتواضعه .. ان ما حدث ويحدث في العراق لا يخرج عن اطار المقاومة الحقيقية والارهاب الحقيقي حسب مفهومهما الاصطلاحي السابق او وفق سياق مبادئ الحق ،العدل ،المساواة والحرية فحين انتهكت هذه المبادئ وتم التعدي عليها من قبل جهة غاشمة ( امريكا وحلفائها وخدمها ) .. كان لابد من رد فعل يصحح هذا التعدي وينهيه فانبثقت المقاومة بشى انواعها عملا وحركة وفكرا ثم مع مرور الزمن راحت تكبد العدو صنوفا من العذاب والخسائر حتى اثخنت فيه ثم تطور الوضع الى ان جعلت منه الطرف الخاسر وبشكل دائم وصل الى حد يومي مع ما استتبع ذلك من خسائر معنوية واخلاقية ومادية وعندما اعيتة الحيل والطرق لرد هذا الفعل المتصاعد كان لزاما عليه ان يفكر في طريقة تنتشله مما هو فيه من وضع مزر فلجأ الى كل وسيلة غير اخلاقية بدئا من التدمير المنظم للبنى التحتية الى اغتيال الكفاءت مرورا بالقتل العشوائي والمنظم ، الى الاعتقال الاعمى الى التعذيب مستعينا باعوانه من العملاء ممن اعانهم ونصبهم ليعينوه وطبعا بعد التهديد بانه قد يتخلى عنهم دون اي تفكير لان الامر بلغ ذروته .. و لان اولئك العملاء مطلقي الوالء لسيدهم وربهم الاعلى فقد انبرى هؤلاء في التفكير ولانهم جبلواعلى كل ما هو غير اخلاقي فبدئوا رحلة الانحطاط باول الافعال ..
الارهاب بكل اشكاله لتشوية سمعة المقاومة فاستخداموا مليشياتهم التي دربتها دول كأيران ، امريكا ، اسرائيل وغيرها من دول ساقطة تدور في فلك امريكا فراحوا يقتلون ويدمرون كل من تطاله ايديهم تحت اي مسمى حتى ولو كان منهم ومع وجود الة اعلام ضخمة وملايين الدولارات واجهزه مخابرات واستخبارات من كل ارجاء العالم تطيع الرب الامريكي بالاضافة الى المرتزقه فلن يصعب ان يتم تفجير في المسجد الفلاني او الحسينية الفلانية او قتل علان من الناس والصاق الفعلة بالمسلحين .. ( المقاومة ) .. خصوصا وانهم قادرون ان يصلوا الى تلك الاماكن دون جهد .. ( الاندساس بين الناس .. كما حدث في البصرة حين تم القبض على جنديين من فرقة العمليات القذرة البريطانية وهما يرتديان الزي العربي يقومان بقنص بعض العلماء ) .. او بحكم انهم مقربون من الحكام واصحاب الاحزاب ولسذاجة المتلقين من ابناء الشعب وللاسف ( هذه حقيقة لابد الاعتراف بها ) صدق من صدق وانخدع من انخدع .
ثم جائت المرحلة الثانية .. التصفية الطائفيه .. البداية بعمل ضخم يؤجج هذه النعرة الغير متوفرة اصلا ولكن قبل هذا لابد من التهيئة والتمهيد فكان النعيق من كل عمامة سوداء كانت او بيضاء بان هناك من يقتل الشرطة والجيش تحت مسمى طائفي وهو امر يعلمه من في راسه ذرة عقل بانه غير صحيح بدليل ان هؤلاء الشرطة والجيش يقتلون في كل مدن العراق من شماله وحتى جنوبة ومن غربة وحتى شرقه وهو من اساسيات المقاومة .. ( خصوصا وان هؤلاء يشكلون الدرع الواقي والمدافع الاول عن جنود المحتل وقواعده فيمنعون المقاوم من الوصول اليهم وهو يقع ضمن مفهوم ما بني على باطل هو باطل فعمل الشرطة والجيش في هذا السياق باطل ) .. فانطلقت الكلمات تغذي العقول المريضة والقلوب المجنونه ثم بمساعده المليشيات والمحتل واجهزته تم التمهيد وفرش الارض بالقتل على اساس طائفي او مذهبي او حتى قومي استعدادا للحدث الاكبر .. تفجيرات سامراء .
وانطلق المارد الكريه من قمقمه ليقطع الاوصال وينتهك الحرمات ويشرد الاطفال قبل الكبار ويعلن بعد فترة من الزمن مسؤوليته الكاملة عن خمسة ملاين يتيم ومثل هذا العدد او يزيد من الارامل والمشردين وايضا التهمة تلصق بالمقاومة ويصدق من يصدق وينخدع من ينخدع .
والان الى المرحلة الثالثة فقد اضحى الجو العام مهيئا للانفراد بالمقاومة ورجالها كما ظن المحتل وايتامه الصغار فاستثمر التوتر الذي بسببه هدأت المقاومة من اعمالها ضده فاندفع في عمل اكثر شيطانية .. فتح خزائنه لروساء العشائر ليغريهم بالمال الحرام ويغدق عليهم منه بشرط التخلي اوعلى الاقل وقف امداد المقاومة بالرجال وايضا العمل على اشاعة التقاتل بين فصائل المقاومة ان استطاعوا وبالفعل .. لقلة عقل البعض وموت الضمير عند الاخر ،انخدع ودخل اللعبة القذرة موافقا على الشرط وتخلى بسهولة عن المقاومة وراح يسبح بحمد المحتل واذياله ودفع ببعض ضعاف النفوس لارباك المقاومة التي سرعان ما اكتشفته وقضت عليه ورغم ذلك لم تهدأ ولا انطفأ فعلها القاتل للمحتل واتباعه ففكر بحل اقوى من ذلك فراح يدعو لصناعة الاعيب جديدة يضيفها الى حضيرة ( المنطقة الغبراء ) وما لديه اصلا فيها فبذل المال وصنع الغفوات .. اشباه بشر لا صناعة ولا عمل اللهم الا التسكع واتباع الشهوات وتنفيذ اوامر الشيطان في كل فعل سيئ ..
الراس منهم بثمن زهيد لا يتعدى ثمن حذاء عسكري .. ( 200 ) دولار , يا بلاش وانخرط الكثير ممن يهوى التظاهر والمظاهر بحمل السلاح والادعاء برجولته . امام الصيبة والحجارة ونشرهم حيث يظن المقاومة .. وها هي الايام تدور عليهم وتوشك ان ينفض المحتل يديه منهم كما فعل مع سابقيهم .
ورغم ذلك لم تنطفئ نار المقاومة وراحت تلهب ظهرة وظهر اتباعه ولا زالت الى اليوم تفعل به الافاعيل وتقطف منه الرؤوس حتى تنهيه او يخرج ذليلا صاغرا وان غد لناظره قريب .
وهكذا الحال مع كل المقاومات في كل ارجاء المعمورة .. المحتل نفسة بافعالة وارهابه والعملاء انفسهم بافعالهم وان تغيرت الوجوه والمسميات ولا يبقى وسط كل هذه المعمة الخادعه الا عنوان واحد حقيقي لا يقبل الخداع والا الخديعة او الزيف هو .. عنوان المقاومة .
وتقبلوا احترامي