صفحة 1 من 1

أحبهم شعباً فأحبوه ملكاً

مرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 6:17 pm
بواسطة محمد العجلان 9
البيت العربي
أحبهم شعباً فأحبوه ملكاً

استطاع الملك عبدالله حفظه الله أن يحصد من المحبة ما لم يُسبق إليه.

ولم أر إجماعا على حبٍ دون خوفٍ أو رجاء في عصرنا الحاضر كما رأيت ما يحظى به خادم الحرمين.

ولم يجمع الحب من كونه ملكا فقط، بل من كونه أبا لشعبه حاول بكل ما يملك أن يوفر لهم الحياة الكريمة ويضع عنهم الأغلال التي وضعها عليهم بعضهم ظلما وجهلا.

حاول مساعدة الفقراء. وضاعف النفقات، ودعم الميزانيات بكل كرم.

ولو توفر له فريق عمل يؤمن بمعشار ما يؤمن به ويطبقه، لكان مستوى معيشة المواطن السعودي أفضل بكثير مما هي عليه.

لو نفذوا كل ما أمر به لتمت محاربة الفقر، وسداد الديون، وتيسير السكن، ومحاصرة الفساد.

اتسم حديثه حفظه الله بالصدق، وصبغت قراراته الحكمة والواقعية.

ولهذا كان حديثه من القلب للقلب.

أفقد منتقديه التوازن على شتى الأصعدة.

فعلى الصعيد السياسي تجاوز خطوطا لم يتجاوزها سواه وعرض خطة السلام الشامل، فأسقط في يد الإسرائيليين.

أما على المستوى الاجتماعي فقد أدار عجلة التغيير نحو الأفضل رغم المقاومة الشرسة. وأعطى المرأة الفرصة للمشاركة في بناء مجتمع حديث يستطيع التمييز بين الدين والأعراف.

على مستوى التعليم طالب بالتغيير والتميز في التعليم الأساسي وفي التعليم العالي كذلك. وفتح من الجامعات ضعف الموجود وأرسل البعثات بعشرات الآلاف إلى أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا.

يكفي أن نعرف أن مجموع ما صرف على التنمية خلال السنيات القليلة الفائتة تجاوز اثنين ونصف "ترليون" ريال. وكان للحرمين منها نصيب الأسد.

أما عندما تعافى حفظه الله من مرضه فقد اجتاحت قلوب المواطنين فرحة عارمة. فرحة غير مصطنعة. فرحة نابعة من الأعماق جعلتهم ينطلقون إلى الشوارع من غير أن يؤمروا فملأوا الساحات احتفاء بخبر مغادرته للمستشفى بصحة جيدة.

إنه الملك الذي جعل همه الأول الوطن والمواطن.

وكما أحب شعبه أحبه شعبه.