نهاية العالم ومخاوف المترفين
مرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 6:46 pm
ولكم الرأي
نهاية العالم ومخاوف المترفين
ثلاثون مليون أمريكي يشكلون 30% من مجمل سكان الولايات المتحدة الأمريكية يرتعدون خوفا من نهاية العالم خلال هذا الأسبوع وذلك عند ارتطام كوكب نيبيرو بالأرض وقلبها رأسا على عقب ووكالة ناسا تصدر البيانات المتوالية التي تنفي هذا التوقع كي تعيد لهم شيئا من الطمأنينة، غير أني لا أعتقد أن عجوزا يتضور جوعا في وسط أفريقيا أو طفلا يكاد يموت من البرد في مخيمات اللاجئين على الحدود السورية التركية يمكن أن يشكل له هذا الحدث أي مصدر للخوف، ولا يعود ذلك إلى أنه لم يسمع به بل لأن لديه مخاوفه الحقيقية ومآسيه التي تحاصره فلا يعود بحاجة إلى اختراع المخاوف والمآسي وتصديقها.
ثمة رغبة دفينة لدى الإنسان أن يعيش خوفا ما يشعر من خلاله أن حياته كفرد وحياة الناس من حوله كمجتمع مهددة بما يضع نهاية لها، وإذا لم تتوفر للإنسان هذه المخاوف والمآسي ترك لمخيلته العنان كي تخترع هذه المخاوف التي لا يلبث أن يصدقها ويقع في حبائلها.
المترفون الآمنون وحدهم هم من يخترعون أكاذيب نهاية العالم خلال أسبوع أما الذين يتضورون من الجوع ويرتعدون من الحرب ويرتعشون من سياط البرد ويعانون من تسلط الأنظمة التي تعرضهم للقهر والإبادة فهم يعرفون أن للعالم نهايات صغرى تمثل ما يعانون منه ويتعرضون له ولهم في البحث عن لقمة العيش والملاذ الآمن والوطن الذي يمنحهم العزة والكرامة ما يشغلهم عن مخاوف المترفين وأوهام الآمنين.
الترف والأمن الذي اخترع نهاية العالم خلال هذا الأسبوع ووجد في كوكب نيبرو ما يعزز مخاوفه هو الذي يقف وراء كثير من أفلام الرعب التي تمنح المترفين الآمنين لحظات من الخوف اللذيذ الذي لا يلبثون أن يخلعوه عن قلوبهم ليعودوا إلى أمنهم المترف وترفهم الآمن، ولو عاش صانعو ذلك الرعب ساعة من الخوف الحقيقي الذي تعيشه بعض شعوب العالم الثالث لعرفوا معنى الرعب والخوف الحقيقي الذي تعيشه هذه الشعوب وأراحونا من أفلامهم وأوهامهم.
نهاية العالم ومخاوف المترفين
ثلاثون مليون أمريكي يشكلون 30% من مجمل سكان الولايات المتحدة الأمريكية يرتعدون خوفا من نهاية العالم خلال هذا الأسبوع وذلك عند ارتطام كوكب نيبيرو بالأرض وقلبها رأسا على عقب ووكالة ناسا تصدر البيانات المتوالية التي تنفي هذا التوقع كي تعيد لهم شيئا من الطمأنينة، غير أني لا أعتقد أن عجوزا يتضور جوعا في وسط أفريقيا أو طفلا يكاد يموت من البرد في مخيمات اللاجئين على الحدود السورية التركية يمكن أن يشكل له هذا الحدث أي مصدر للخوف، ولا يعود ذلك إلى أنه لم يسمع به بل لأن لديه مخاوفه الحقيقية ومآسيه التي تحاصره فلا يعود بحاجة إلى اختراع المخاوف والمآسي وتصديقها.
ثمة رغبة دفينة لدى الإنسان أن يعيش خوفا ما يشعر من خلاله أن حياته كفرد وحياة الناس من حوله كمجتمع مهددة بما يضع نهاية لها، وإذا لم تتوفر للإنسان هذه المخاوف والمآسي ترك لمخيلته العنان كي تخترع هذه المخاوف التي لا يلبث أن يصدقها ويقع في حبائلها.
المترفون الآمنون وحدهم هم من يخترعون أكاذيب نهاية العالم خلال أسبوع أما الذين يتضورون من الجوع ويرتعدون من الحرب ويرتعشون من سياط البرد ويعانون من تسلط الأنظمة التي تعرضهم للقهر والإبادة فهم يعرفون أن للعالم نهايات صغرى تمثل ما يعانون منه ويتعرضون له ولهم في البحث عن لقمة العيش والملاذ الآمن والوطن الذي يمنحهم العزة والكرامة ما يشغلهم عن مخاوف المترفين وأوهام الآمنين.
الترف والأمن الذي اخترع نهاية العالم خلال هذا الأسبوع ووجد في كوكب نيبرو ما يعزز مخاوفه هو الذي يقف وراء كثير من أفلام الرعب التي تمنح المترفين الآمنين لحظات من الخوف اللذيذ الذي لا يلبثون أن يخلعوه عن قلوبهم ليعودوا إلى أمنهم المترف وترفهم الآمن، ولو عاش صانعو ذلك الرعب ساعة من الخوف الحقيقي الذي تعيشه بعض شعوب العالم الثالث لعرفوا معنى الرعب والخوف الحقيقي الذي تعيشه هذه الشعوب وأراحونا من أفلامهم وأوهامهم.