كل شيء ينمو ويخبو فدعونا نمشي
مرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 6:52 pm
بوص ونوص
كل شيء ينمو ويخبو فدعونا نمشي
(كل شيء ينمو) كان عنوان كتاب أصدره زميل المهنية والاحتراف الدكتور سعود المصيبيح، قبل ثلاث سنين، قال في إهدائه لي -مع وافر الاحترام والتقدير وبوح خاطري ونفحات وجداني- جل ما ورد في الكتاب ثمار لبوح من مسارات حياة كانت قطافا فطرية لنماء الحياة، ومهارة الري والتنقيط بديلا للغمر المشرق والمغرق للحقل والمحاصيل.
استوقفني كثيرا العنوان وجالت بخاطرى معان ومترادفات لما ذكره الله جل وعلا في محكم الآيات من أن النمو هو فطرة الحياة التي أوجدها الخالق جل وعلا في كل ما خلق: ?سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون?.
الإنسان خلقه الله أطوارا، كل طور فيه نمو يبدأ بمراحل تكوين خلق الأجنة ثم الولادة والنمو الجسدي والعقلي حتى ينتهي الحال بالضعف والشيبة ثم نهاية كل حي الموت (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير).
وأعجب ما أجد رغم كل هذا التبيان الفكري، أن أناسيا كثيرين من المتداولين للأفكار في التعليم والإعلام ووسائط التعبير الاجتماعي، لا يعيرون هذا المنحى كثير اهتمام في جل ما يتدالون وكأن العالم مستقر لا يتغير.
الأفكار تنمو والأعمار تنمو والأجساد تنمو، لكن هناك حدا فطريا تقف عنده حياة النمو، لكن أظن أن الأفكار تتطور وتخلد جيلا بعد جيل في جل لغات العالم من خلال تراكم كم المعرفة الإنسانية في شتى صنوف العلم التطبيقي والإنساني الاجتماعي، وإلا لما ما زلنا نستدر رفاة عقول طواها الموت من آلاف السنين، ولعل الشعر العربي لسان بيان لما أقول بعض من متداولي الأفكار يريدون البقاء والإبقاء على مبان ومناح في الخدمات العامة كما عهدها أجداد في عصور مضت، وهذا يعني توقف الحياة والنماء المتواصل في الإعمار والتعمير وهذا مخالف لسنة الحياة التي هي لحي بعد حي.
هنالك أقوام يريدون بقاء أحياء في المدن دون إعمار وتجديد وتطوير دون حساب لتبدل الأجيال والمسافات والمساحات، وأقوام يعتقدون ببقاء خدمات صحية كما كانت قبل عقود من الزمن دون حساب لتكاثر السكان وتبدل حياة التحضر وتعقد سبل التواصل والاتصال وارتقاء في التعامل والتعاملات اليومية وتداخل وتشابك واختلاط منابت وأصول السكان في خلايا مجتمعية بدل الخلايا العنقودية الأسرية.
ولا يقل الحال سوءا في المجال الفكري عما سبق، فلدينا أقوام ما برحوا في تفكير منغلق على تراث شعبي من قبل السيارات والكهرباء ووسائط الاتصال، جعل منه بعض الوعاظ سمة لها قداسة أشبه ما لو كان من الدين فصار تعلق فئام من الناس في المجتمع به كما لو كان عبادة أكثر منه عادة.
أنا ادعو كما دعا المفكر المكي الراحل أحمد السباعي -رحمه الله- قبل نصف قرن: دعونا نمشي.
كل شيء ينمو ويخبو فدعونا نمشي
(كل شيء ينمو) كان عنوان كتاب أصدره زميل المهنية والاحتراف الدكتور سعود المصيبيح، قبل ثلاث سنين، قال في إهدائه لي -مع وافر الاحترام والتقدير وبوح خاطري ونفحات وجداني- جل ما ورد في الكتاب ثمار لبوح من مسارات حياة كانت قطافا فطرية لنماء الحياة، ومهارة الري والتنقيط بديلا للغمر المشرق والمغرق للحقل والمحاصيل.
استوقفني كثيرا العنوان وجالت بخاطرى معان ومترادفات لما ذكره الله جل وعلا في محكم الآيات من أن النمو هو فطرة الحياة التي أوجدها الخالق جل وعلا في كل ما خلق: ?سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون?.
الإنسان خلقه الله أطوارا، كل طور فيه نمو يبدأ بمراحل تكوين خلق الأجنة ثم الولادة والنمو الجسدي والعقلي حتى ينتهي الحال بالضعف والشيبة ثم نهاية كل حي الموت (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير).
وأعجب ما أجد رغم كل هذا التبيان الفكري، أن أناسيا كثيرين من المتداولين للأفكار في التعليم والإعلام ووسائط التعبير الاجتماعي، لا يعيرون هذا المنحى كثير اهتمام في جل ما يتدالون وكأن العالم مستقر لا يتغير.
الأفكار تنمو والأعمار تنمو والأجساد تنمو، لكن هناك حدا فطريا تقف عنده حياة النمو، لكن أظن أن الأفكار تتطور وتخلد جيلا بعد جيل في جل لغات العالم من خلال تراكم كم المعرفة الإنسانية في شتى صنوف العلم التطبيقي والإنساني الاجتماعي، وإلا لما ما زلنا نستدر رفاة عقول طواها الموت من آلاف السنين، ولعل الشعر العربي لسان بيان لما أقول بعض من متداولي الأفكار يريدون البقاء والإبقاء على مبان ومناح في الخدمات العامة كما عهدها أجداد في عصور مضت، وهذا يعني توقف الحياة والنماء المتواصل في الإعمار والتعمير وهذا مخالف لسنة الحياة التي هي لحي بعد حي.
هنالك أقوام يريدون بقاء أحياء في المدن دون إعمار وتجديد وتطوير دون حساب لتبدل الأجيال والمسافات والمساحات، وأقوام يعتقدون ببقاء خدمات صحية كما كانت قبل عقود من الزمن دون حساب لتكاثر السكان وتبدل حياة التحضر وتعقد سبل التواصل والاتصال وارتقاء في التعامل والتعاملات اليومية وتداخل وتشابك واختلاط منابت وأصول السكان في خلايا مجتمعية بدل الخلايا العنقودية الأسرية.
ولا يقل الحال سوءا في المجال الفكري عما سبق، فلدينا أقوام ما برحوا في تفكير منغلق على تراث شعبي من قبل السيارات والكهرباء ووسائط الاتصال، جعل منه بعض الوعاظ سمة لها قداسة أشبه ما لو كان من الدين فصار تعلق فئام من الناس في المجتمع به كما لو كان عبادة أكثر منه عادة.
أنا ادعو كما دعا المفكر المكي الراحل أحمد السباعي -رحمه الله- قبل نصف قرن: دعونا نمشي.