كوريا و اليابان
مرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 6:58 pm
مقدمـــــــــــــــــــه
إن تناول موضوع الاحتلال الياباني و جلاء القوات اليابانية عن كوريا يثير العديد
من التساؤلات والتي من بينها.كيف ولماذا حدث هذا الاحتلال والجلاء وما هي العوامل التى آدت آلي هذا الاحتلال أكانت العوامل الداخلية وحدها هي المسئولة عن هذا الاحتلال آم إن هناك عوامل خارجية أخرى .
أولا/ علاقة كوريا باليابان قبل أن تصبح أحد مستعمراتها:
تقول الأساطير انه في عام 2333 قبل الميلاد
قام تان_جون&النصف اله&بتكوين مملكة اسماها تشوسون في شبة الجزيرة الكورية.وقد اتخذ الكوريون هذا العام تاريخا لتأسيس الدولة الكورية ومن المعروف آن أول مملكة أو دولة تكونت في شبة الجزيرة الكورية كانت في العصر البرونزي (من عام 1000 قبل الميلاد إلي 300 قبل الميلاد) وعرفت باسم كو تشوسون آو تشوسون القديمة وفى غضون القرن تكون في الجزء الشمالي مملكة تدعى كوريا (37قبل الميلاد 668بعد الميلاد) ثم ظهرت مملكة أخرى جنوبي نهر هان جانج (18 قبل الميلاد660 بعد الميلاد) في المنطقة التى تسمى سيول حاليا وتدعى مملكة بيكتش أما مملكة مملكة شيلا (57قبل الميلاد_668 بعد الميلاد) وهى ابعد الممالك عن الصين.إلي أن تأسست الجمهورية بعد استسلام اليابان فى15 أغسطس 1945.
وخلال الممالك السابقة قد مرت كوريا بمراحل عديدة من الازدهار وكانت أخرها فترة حكم الملك سيجونج(1418_1450) حيث تمتعت كوريا بازدهار غير مسبوق في المجال الثقافي والفنى على سبيل المثال اختراع حروف الهجاء الكورية اوالها نجول بالإضافة إلى العديد من الاختراعات الأخرى. وذاقت كوريا في أواخر القرن السادس عشر ويلات الحرب.
وذلك خلال حرب السنين السبع مع اليابان.ولقد رفض قصر تشوسون طلب قائد الحرب الياباني (تويو تومى هيديوشى) لشق طريق اليابان لغزو الصين. وقد شن (هيديوش) الحرب على كوريا وبذلك دمر جزء كبير من شبة الجزيرة كما فقدت العديد من الكنوز الثقافية والآثار.بالإضافة إلى إجبار العديد من الصناع الكوريين وخاصة صانع الفخار على الانتقال إلي اليابان وذلك من اجل دعم صناعة الفخار اليابانية. وبفضل الروح القومية لدى الكوريين الذين جمعوا قواهم المتمثلة في العديد من العمليات العبقرية البحرية التى قادها الادميرال (يو سون شين) والبرية التى قادها الرهبان البوذيون والمقاتلون المتطوعون. وبدا اليابانين في الانسحاب بعد موت بطلهم(هيديوشى) واخيرا انتهت الحرب في عام 1598 تاركة بذلك كوارث كبيرة في كل من كوريا والصين.
ثانيا/ محاولات اليابان لاحتلال كوريا وفرض السيطرة عليها قبل الاحتلال الفعليعام 1910:
مع ازدهار الثورة الصناعية في أوروبا ازدادت الحاجة إلى المواد الأولية للتصنيع والى أسواق لتصريف السلع المصنعة.وبدأت السفن الحربية والأساطيل التجارية غير المرغوب بها تجوب المياه الكورية مع إلحاح متزايد على ضرورة فتح كوريا أبوبها ومنح الغرب امتيازات تجارية وفى عام 1876 رضخت كوريا للضغوط ووقعت معاهدة تجارية مع اليابان فكانت هذه المعاهدة الباب المفتوح الذي كانت اليابان تسعى آلية ومع موافقة الغرب الضمنية مهدت اليابان للغزو.
ومع أنصارها على الصين في الحرب الصينية اليابانية بين 1894_1895 وعلى روسيا في الرب ا الروسية اليابانية بين 1904_1905 أضحت اليابان بين ليلة وضحاها قوة عالمية.فأرسلت أولا جيوشها إلى (سيول)لحماية شرعيتها. ودبر الحاكم العسكري الياباني مؤامرة اغتيال ملكة كوريا min أمام صمت الغرب التام. وفى كل مرة كانت كوريا مجيرة فيها على منح اليابانيين أحد الامتيازات الملكية وكانت تضطر إلى إبرام معاهدة أخرى(لإضفاء طابع الشرعية) على هذا الامتياز الجديد أمام العالم.
و في عام 1905 ومباشرة وبعد الانتصار على روسيا وجعلت اليابان من كوريا محمية. وفى عام 1910 ضمت اليابان كوريا أصبحت إحدى مستعمراتها.
ثالثا/ الاحتلال الياباني الفعلي 1910:
كانت الحكومة اليابانية في سيول مهتمة أساسا_باستغلال الاقتصاد الكورى.لذا شجعت الفلاحين والصيادين اليابانيين على الهجرة إلى كوريا حيث تسلموا الأراضي بدون مقابل آو حتى بتكاليف ولكنها مخفضة جدا.وفى الوقت الذي كان يعانى فيه الكوريين من نقص حاد في الأغذية كانت تصدر كميات هائلة من الأرز إلى اليابان. ومن ثم تدهور مستوى المعيشة الكورى مما اجبر مئات الآلف من الكوريين على الهجرة إلي منشوريا أو اليابان ولكنهم لم يجدو الحياة هناك ايسر مما هي عليه
رابعا/ مظاهر الاحتلال الياباني لكوريا:
كانت فترة الاحتلال الياباني لكوريا بين 1910_1945 آسوا فترة في التاريخ الكورى.
فلقد عمدت اليابان أولا إلي السيطرة الكاملة على كل اوجه الحياة في كوريا من مصاريف ومحاكم ومؤسسات تربوية ودينية وصناعية وزراعية. واستغل اليابانيون المصادر الكورية.
وقد تبنت اليابان سياسة تهدف إلي ضم الثقافة الكورية إلي الثقافة اليابانية.
حيث عممت اللغة اليابانية في المدارس محل اللغة الكورية كما أغلقت الصحف الكورية الصادرة باللغة الكورية وفرضت الرقابة عليها. وقد حاول التاريخ الياباني الزائف الأبحاث الخاصة بالآثار إثبات آن كوريا كانت مرتبطة باليابان ولكن بدرجة آدني منها . وقد قاوم الكوريون هذا النوع من العدوان الثقافي والنفسي.كما اجبر الكوريون على استخدام نظام الأسماء اليابانية.إلي جانب إعاقة الاستعمار الياباني لنظام التعليم في كوريا أما في مجال الأدب والفنون بالنسبة لمسائل الأدب و خلال السنوات التالية لعملية الضم مع اليابان تحقق الوعى القومي الجديد المعالج وقد كانت مسائل الأدب مكتوبة بخط (هان جول) ويطلق على هذا الأدب(شينمونهاك) أو الأدب الجديد. أما بالنسبة للرسم والنحت فقد أخذت الأساليب التقليدية للرسم في التقهقر تحت وطئة سياسات المستعمرات اليابانية وإحباط جميع محاولات تطوير النحت واخيرا الرقص فقد تلاشت العديد من الرقصات التقليدية خلال فترة الحكم الاستعماري . كما كان وفى خلال هذه الأشياء سلبت العديد من الكنوز القومية والآثار الكورية وشحنت إلي اليابان ولم تعد إلي ألان.
خامسا / مظاهر المقاومة ضد الاحتلال الياباني :
أدى الحكم الياباني الاستعماري إلى نمو الشعور الوطني بين الكوريين.
ففي 1 مارس 1919 تجمع 33 من الوطنيين الكوريين في حديقة باجودا
في سيول للإعلان عن الاستقلال. وسرعان ما انتشرت هذه الحركة
في كل أرجاء البلاد وتحركت للمطالبة بإنهاء الحكم الاستعماري الياباني ولكن سحقها الاستعمار الياباني بشكل مأسوي مهدرا بذلك آلاف الأرواح. عرف هذا الحدث بعد ذلك ب (سامبل) آو حركة الاستقلال.
وكانت بمثابة الخطوة الأولى في مكافحة كوريا من اجل الحرية . بالرغم من أن هذه الحركة فشلت في التخلص من الاستعمار الياباني لكنها دعمت الحس الوطنى والقومية لدى الكوريين .مما أدى إلى تكوين حركات مقاومة كثيرة بين الشعب الكورى من اجل التحرير
فنذكر مثلا أحد المقاتلين من اجل التحرير وهو (ان تشونج جوون) و(ديون بونج كيل) والوطنية (يوكوان سون) إلى جانب تكوين الحكومة الاقليمية في شنغاهاى وظهور الكفاح المسلح المنظم ضد الاستعمار الياباني في منشوريا.تشكيل جيش استقلال كوري حارب العدو حتى عام 1915 . وقد لعبت الصحف دورا بارزا في حركة الاستقلال من الحكم الاستعماري وتعد كلا من صحيفتا (تشوسون البو) و (دونج _اه البو) مظهرا من مظاهر هذا الاستقلال.
سادسا / حركة الاستقلال الكورية وجلاء القوات اليابانية:
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية حولت اليابان كوريا إلى مصنع
للأسلحة لدعم جهود اليابان الحربية حتى أنها أقحمت الشبان الكوريين في جيوشها.. وفى 15 أغسطس 1945 استسلمت اليابان بدون اى قيد أو شرط. جاء هذا الاستسلام بعد فترة وجيزة من إلقاء القنبلة النووية على هيروشما و نجازاكى وكنتيجة لذلك أصبحت كوريا حرة واستعادت استقلالها بعد 35 عاما من الحكم الاستعماري وعمت الفرحة الشعب الكورى.
سابعا/ الآثار المترتبة عن الاحتلال الياباني:
وتتمثل تلك الآثار في :
1- الصراعات العراقية حيث انقسم الناس حول أحقية من في الحكم.
فسارعت القوات السوفيتية إلى احتلال الجزء الشمالي من شبة الجزيرة و تحرت القوات الأمريكية إلى الجزء الجنوبي وذلك طبقا لاتفاق مؤتمر بوتسدام 1945.
2- في 25 يونيو 1950 قامت كوريا الشمالية بغزو الجزءالجنوبى و خلال سنوات الحرب الثلاث بين الكوريتين دمرت الأراضي وضعف الاقتصاد حيث خلقت هذه الحرب ورائها الملايين بدون مأوى أو منفصلين عن عائلاتهم.
3- تقسيم شبة الجزيرة الكورية ويصنف الدارسون الدول المجزئة أو المنقسمة من حيث أسباب انقسامها إلى نمطين أحدهما داخلي والأخر خارجي أو دولي.. وعلى خلاف ذلك فان هناك من المحللين من يرى ان الانقسام الكورى ذو خاصية مزدوجة بمعنى ان العوامل الداخلية والدولية تضافرت معا من اجل تقسيم شبة الجزيرة الكورية. ويرى هؤلاء ان العوامل الدولية كانت هي العوامل المرجحة أو ذات التأثير الأكبر.
وما زال الشعب الكورى يعانى من آلم هذا التقسيم حيث هناك الآلاف من المنفصلين عن عائلاتهم بسبب هذا التقسيم.