منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
By عبدالله الصنقر3
#57931
الخليفة عبد المجيد الأول (1255- 1277هـ)

وهو ابن الخليفة محمود الثاني، تسلم الخلافة وكان عمره 18 سنة.

استمرار الحرب مع محمد علي

ازدادت حدة الخلافات مع محمد علي، وخاصة بعدما رأى قائد البحرية العثمانية أن محمد علي هو الوحيد القادر على أن يعيد للدولة العثمانية، هيبتها المفقودة، فسار بالأسطول العثماني وسلمه لمحمد علي في الإسكندرية.

فدب الذعر في قلوب الدول الأوربية لزيادة قوة محمد علي، وبخاصة بعدما أصبحت الدولة العثمانية غير قادرة على الصمود أمامه، فقدمت كل من روسيا والنمسا وإنجلترا وفرنسا لائحة مشتركة إلى الخليفة بألا يتخذ قرارًا يتعلق بمحمد علي إلا بمشورتهم، ووعدوه بالتوسط بينه وبين محمد علي فوافق الخليفة.

ثم اجتمعت كل من إنجلترا وروسيا وبروسيا والنمسا عام 1256هـ، فعقدوا اتفاقية صدق عليها العثمانيون وانسحبت منها فرنسا وشجعت محمد علي رفضها ووعدته بأنها ستساعده في الوقوف ضد الدول الأخرى وكانت من النصوص المقترحة لهذه الاتفاقية:

1- أن ينسحب محمد علي من الأجزاء التي دخلها في أملاك الدولة العثمانية.

2- أن يحتفظ لنفسه فقط بمصر وجنوب الشام، وأن يكون لكل من إنجلترا والنمسا الحق في مساعدة السكان في الشام على عصيان محمد علي في الأجزاء الخاضعة له، وأن يكون لكل من النمسا وإنجلترا وروسيا الحق في دخول إستانبول إذا ما تعرضت لهجوم من محمد علي، أما إذا لم تتعرض فلا يدخلها أحد.

وفي مصر جاء قناصل إنجلترا وروسيا وبروسيا والنمسا يعرضون عليه في بداية الأمر أن تكون له مصر وراثية وعكا وجنوب الشام مدى حياته، ثم جاءوا ومعهم مندوب العثمانيين يخبرونه بأن مصر فقط ستكون له وراثية, فرفض وطردهم من مصر ولم تساعد فرنسا محمد علي كما وعدته فتركته يواجه مصيره أمام دول أوربا بمفرده وكان دور الدول المتحالفة كالآتي:

اكتفت روسيا بوجودها في إستانبول، أما إنجلترا فكان لها الدور الأكبر في نقل أساطيلها إلى الشام مع القليل من سفن النمسا، ونزلت القوات المتحالفة ببيروت، واستطاعت أن تحرز انتصارًا كبيرًا على جيوش محمد علي بقيادة ابنه إبراهيم باشا، فاضطر إبراهيم للانسحاب إلى مصر، وقضى على الكثير ممن معه أثناء العودة حيث انقضت عليهم القبائل العربية في الطريق.

ثم توسطت الدول الأوربية بين محمد علي والعثمانيين على أن تكون له مصر وراثية في مقابل أن يرد إلى العثمانيين أسطولهم، ويجعل جيشه محددًا بـ 18000جندى فقط، وألا يقوم ببناء أسطول وأن يدفع للعثمانيين 80.000 كيس سنويًّا.

معاهدة المضائق 1257هـ

واستغلت إنجلترا وفرنسا الفرصة لنزع نفوذ روسيا من الدولة العثمانية، فاتفقوا جميعًا على إلغاء معاهدة خونكار اسكله سي, وأن تكون المضائق العثمانية مغلقة أمام الجميع.

حروب القرم مع روسيا

كانت فرنسا فيما سبق تشرف على كنائس بيت المقدس، ثم أخذت روسيا مكان فرنسا أيام حرب نابليون، ثم أرادت فرنسا العودة لما كانت عليه فشكلت الدولة العثمانية لجنة من رجال الكنائس أقروا بأحقية فرنسا في الإشراف على الكنائس، فهددت روسيا بالحرب، واتصلت بإنجلترا تعرض عليها تقسيم الدولة العثمانية بينهما، وتكون لإنجلترا مصر فرفضت إنجلترا، ثم حاولت أن تغرى فرنسا بنفس الإغراء على أن تكون تونس لفرنسا، فرفضت، فهددت روسيا باحتلال الأفلاق والبغدان، إن لم تعد الدولة العثمانية معاهدة خونكار اسكله سي وتعطى لروسيا حق حماية النصارى في الدولة العثمانية، فلم يبد الخليفة أي اهتمام لتهديدات روسيا، وخاصة أن إنجلترا وفرنسا وعدتاه بالوقوف في وجه روسيا ضد أي عمل تقوم به.

تحركت الأساطيل الإنجليزية والفرنسية باتجاه مضيق الدردنيل لصد أي هجوم روسي مرتقب، وبالفعل احتلت روسيا إقليمي الأفلاق والبغدان وحاولت النمسا الصلح بين العثمانيين والروس بعقد مؤتمر ويانة (فيينا) 1269هـ، ولكن سعت إنجلترا وفرنسا لإفشال المؤتمر، وحثتا العثمانيين على رفض جميع اقتراحاته.

وتحالفت إنجلترا وفرنسا والنمسا ومملكة البيمونت بإيطاليا والسويد مع العثمانيين ضد روسيا، وتقدمت قوات الحلف على جميع الجبهات وضربت أساطيل إنجلترا وفرنسا ميناء سيباستيبول في شبه جزيرة القرم، وضربت الكثير من قلاعه بالإضافة للإغارة على الكثير من موانئ روسيا على البحر الأسود، وتوغلت القوات المتحالفة في أراضي روسيا حتى طلبت الصلح وعقدت معاهدة باريس 1275هـ والتي تنص على:

1- تبقى الأفلاق والبغدان تحت حماية الدولة العثمانية.

2- عودة الأراضي التي دخلتها القوات المتحالفة في روسيا إلى الروس، ويطلق سراح جميع الأسرى.

3- أن يكون للصرب استقلال ذاتي، وتكون في نفس الوقت مرتبطة مع العثمانيين.

4- ألا تقيم كل من روسيا أو العثمانيين أي قواعد بحرية حربية في البحر الأسود، تكون حرية الملاحة فيه للجميع.

5- تطلق حرية الملاحة في نهر الدانوب.

الفتن الداخلية

واستمرت دول أوربا في إشعال الثورات في أنحاء الدولة العثمانية، فاتفقت الدول الأوربية على اتحاد الأفلاق والبغدان تحت حكومة شبه مستقلة تسمى حكومة الإمارات المتحدة، وتكون تحت حماية جميع الدول وحذرت الدولة العثمانية من قمع الثورات في الصرب أو الجبل الأسود وغالبًا ما كانت الدول الأوربية تدعم تلك الثورات.

وقد حدث اعتداء على النصارى في جدة، وأصيب قنصل فرنسا، وهدأ والي مكة الأوضاع، غير أن الإنجليز ضربوا جدة بالمدافع.

الفتن الطائفية في الشام

تمتلئ منطقة جبل لبنان بالطوائف المختلفة من دروز وموارنة وشيعة ونصيرية وغيرهم، وكان الدروز لهم السيطرة على جبل لبنان ويدعمهم الإنجليز، أما الموارنة فكانت فرنسا تدعمهم، وفي عام 1257هـ دخل الدروز دير القمر واعتدوا على الموارنة، وارتكبوا أبشع المنكرات فيهم، وازدادت الاعتداءات بين الدروز والموارنة، والدولة تحاول تهدئة الوضع بالطرق السلمية، ولكنها فشلت ووجدت الدول الأوربية الفرصة للتدخل في شئون الدولة من جهة، وتقوية النصارى في الدولة من جهة أخرى، وبرغم إرسال الدولة الجيش ليسيطر على الموقف إلا أن دول أوربا أجبرت العثمانيين على السماح لهم بالتدخل، بحجة أن العثمانيين لا يستطيعون السيطرة على الموقف, وأرسلت فرنسا 6000 جندي إلى جبل لبنان عام 1277هـ، ثم أبرم اتفاق ينص على تكوين حكومة مستقلة في جبل لبنان تحت سيادة العثمانيين، يتولى رئاستها نصراني لمدة 3 سنوات لا يحق للدولة عزله إلا بعد موافقة الدول الأوربية، وبذلك انسحبت فرنسا من جبل لبنان، وتوفي الخليفة عبد المجيد عام 1277هـ.

الخليفة عبد العزيز (1277- 1293هـ)

وهو أخو الخليفة عبد المجيد ومما يذكر في عهده فتح قناة السويس عام 1285هـ، وقيام ثورة في جزيرة كريت عام 1283هـ وتم إخمادها، وكان الخليفة كثير التجوال في البلاد الخارجية، فزار مصر وزار دول أوربا، وحاول تقريب روسيا إليه حتى تخافه دول أوربا، وجاء أحمد مدحت باشا رئيس مجلس الشورى العثماني بفكرة عزل الخليفة، وتمكن من عزله ذلك عام 1293هـ، ومات قتيلاً وأشيع أنه انتحر.

الخليفة مراد الخامس (1293- 1293هـ)

تولى بعد أخيه الخليفة عبد العزيز، ولم يستمر عهده أكثر من 3 أشهر، وتم عزله بسبب اختلال عقله