- الاثنين ديسمبر 17, 2012 7:20 pm
#57937
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.النووي الإيراني.. سباق بعكس عقارب الساعة
بعد خمس سنوات من قيام مجموعة إيرانية معارضة، بالكشف، في المنفى، عن الجوانب السرية للبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، يبدو هذا البرنامج اليوم، في صلب أزمة دبلوماسية، تزداد حدة يوماً بعد يوم. وهو يعرّض للخطر مصير اتفاقيات حظر الانتشار النووي، وقوة إيران الإقليمية المتصاعدة، وسط ملفات ملتهبة في الشرقين الأدنى والأوسط. وهناك استحقاقات متعددة ومهمة يمكن أن تلعب دوراً في مصير الأزمة. أو تؤثر على الطريقة التي يتعامل الغربيون معها، في الوقت الذي تبرز فيه الخلافات بين هؤلاء وكل من الصين وروسيا اللتين تمنعان اعتماد قرار دولي بفرض عقوبات جديدة ضد طهران منذ شهر سبتمبر الماضي. ومن المتوقع أن يقدم محمد البرادعي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منتصف هذا الشهر، تقريره بشأن مستوى تعاون إيران مع فريقه من المراقبين، وعلى هذا التقرير أن يقيم نتائج «خطة العمل» التي تم الاتفاق عليها بين الوكالة وطهران، في أغسطس الماضي، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على ماضي البرنامج النووي الإيراني. وكذلك، هناك تقرير آخر سوف يصدر عن خافيير سولانا، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بشأن الرد الإيراني على عرض للتعاون مع القوى الكبرى، ثم تقديمه في يونيو 2006، ولكنه يشترط تعليق طهران المسبق لنشاطاتها في تخصيب اليورانيوم. وبالرغم من الصراعات على السلطة والنفوذ، التي برزت داخل صفوف النظام الإيراني، فإن إيران رفضت رسمياً أي نوع من أنواع التعليق لنشاطاتها التخصيبية، وضربت بعرض الحائط، طلب مجلس الأمن الدولي، الذي صدر في يوليو 2006. وإذا جاء أحد التقريرين، سواء من البرادعي أو سولانا، سلبياً، فإن الدبلوماسيين الغربيين يقولون إن مجلس الأمن الدولي سوف يعتمد سلسلة ثالثة من العقوبات ضد إيران بعد القرارين اللذين أقرهما في ديسمبر 2006، في مارس 2007. ولمواجهة إيران طورت الولايات المتحدة استراتيجية احتواء متعددة العناصر والوجوه، تمثلت في نشر حاملات طائرات في منطقة الخليج، وفي العمل على تشكيل جبهة من الدول الإقليمية المعتدلة، ضد طهران، والسعي لفرض عقوبات في مجلس الأمن الدولي، وفرض سياسة «الخنق المالي»، ومن المصارف والشركات الدولية من التعامل مع إيران. وتؤكد واشنطن، في الوقت عينه أن «جميع الخيارات موجودة على الطاولة» بما فيها الخيار العسكري، وأن على الدبلوماسية أن تواصل عملها ومسيرتها. وهكذا فإن سباقاً بعكس عقارب الساعة قد انطلق، ويؤكد دبلوماسيون مطلعون عن كثب على الملف الإيراني، أن عتبة الوصول إلى تشغيل ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي، قد تم تخطيها، في أكتوبر الماضي، في المصنع الإيراني لتخصيب اليورانيوم في «ناتنز». ومن الناحية النظرية، هذا الحجم يسمح لإيران بإنتاج، في غضون سنة واحدة، ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية.
كاتبة في صحيفة «لوموند»
.النووي الإيراني.. سباق بعكس عقارب الساعة
بعد خمس سنوات من قيام مجموعة إيرانية معارضة، بالكشف، في المنفى، عن الجوانب السرية للبرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، يبدو هذا البرنامج اليوم، في صلب أزمة دبلوماسية، تزداد حدة يوماً بعد يوم. وهو يعرّض للخطر مصير اتفاقيات حظر الانتشار النووي، وقوة إيران الإقليمية المتصاعدة، وسط ملفات ملتهبة في الشرقين الأدنى والأوسط. وهناك استحقاقات متعددة ومهمة يمكن أن تلعب دوراً في مصير الأزمة. أو تؤثر على الطريقة التي يتعامل الغربيون معها، في الوقت الذي تبرز فيه الخلافات بين هؤلاء وكل من الصين وروسيا اللتين تمنعان اعتماد قرار دولي بفرض عقوبات جديدة ضد طهران منذ شهر سبتمبر الماضي. ومن المتوقع أن يقدم محمد البرادعي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منتصف هذا الشهر، تقريره بشأن مستوى تعاون إيران مع فريقه من المراقبين، وعلى هذا التقرير أن يقيم نتائج «خطة العمل» التي تم الاتفاق عليها بين الوكالة وطهران، في أغسطس الماضي، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على ماضي البرنامج النووي الإيراني. وكذلك، هناك تقرير آخر سوف يصدر عن خافيير سولانا، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بشأن الرد الإيراني على عرض للتعاون مع القوى الكبرى، ثم تقديمه في يونيو 2006، ولكنه يشترط تعليق طهران المسبق لنشاطاتها في تخصيب اليورانيوم. وبالرغم من الصراعات على السلطة والنفوذ، التي برزت داخل صفوف النظام الإيراني، فإن إيران رفضت رسمياً أي نوع من أنواع التعليق لنشاطاتها التخصيبية، وضربت بعرض الحائط، طلب مجلس الأمن الدولي، الذي صدر في يوليو 2006. وإذا جاء أحد التقريرين، سواء من البرادعي أو سولانا، سلبياً، فإن الدبلوماسيين الغربيين يقولون إن مجلس الأمن الدولي سوف يعتمد سلسلة ثالثة من العقوبات ضد إيران بعد القرارين اللذين أقرهما في ديسمبر 2006، في مارس 2007. ولمواجهة إيران طورت الولايات المتحدة استراتيجية احتواء متعددة العناصر والوجوه، تمثلت في نشر حاملات طائرات في منطقة الخليج، وفي العمل على تشكيل جبهة من الدول الإقليمية المعتدلة، ضد طهران، والسعي لفرض عقوبات في مجلس الأمن الدولي، وفرض سياسة «الخنق المالي»، ومن المصارف والشركات الدولية من التعامل مع إيران. وتؤكد واشنطن، في الوقت عينه أن «جميع الخيارات موجودة على الطاولة» بما فيها الخيار العسكري، وأن على الدبلوماسية أن تواصل عملها ومسيرتها. وهكذا فإن سباقاً بعكس عقارب الساعة قد انطلق، ويؤكد دبلوماسيون مطلعون عن كثب على الملف الإيراني، أن عتبة الوصول إلى تشغيل ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي، قد تم تخطيها، في أكتوبر الماضي، في المصنع الإيراني لتخصيب اليورانيوم في «ناتنز». ومن الناحية النظرية، هذا الحجم يسمح لإيران بإنتاج، في غضون سنة واحدة، ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية.
كاتبة في صحيفة «لوموند»