ماذا يحدث في سورية
مرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 7:31 pm
لا شك في أننا نعيش مخاض نهضة عربية جديدة، ومسار تحوّل يسعى ليعيد لهذه الأمّة وجهها المشرق، لتنفض عن كاهلها شعور المهانة والإذلال والاستلاب.
وكي لا نبتعد عن حقائق الأمور، علينا أن نتفق بأن من أهم عوامل هذا الحراك الشعبي في العديد من الدول العربية، جاء نتاجاً لواقع رسمي عربي تحنّط أمام تداعيات وإفرازات القضية الفلسطينية، والتغلغل الصهيوني إلى عواصم بعض تلك الدول التي أهانت مشاعر شعوبها بتوقيع اتفاقيات معلنة وسريّة للتحالف مع "إسرائيل" ومساعي التطبيع، وافتتاح سفارات ومكاتب لها في العديد من العواصم العربية، ورفع العلم "الإسرائيلي" في تلك العواصم التي قدمت الكثير من أبنائها وقوتها ومعاناتها من أجل تحررها من قيود الأجنبي والاستلاب والاحتلال.
لقد حرصت تلك الحكومات العربية، بكل الأسف، على خطب ودّ الصهاينة ومن يدعمهم، وشاركت في حصار وفي الهجوم على حصون المقاومة، سواء في لبنان، أو في العراق وفلسطين والسودان وغيرها من المناطق الساخنة من أجل تنفيذ مشروع مضاد لمصالح وكرامة الشعوب، ولم يبق من حصن حام للمقاومة غير سورية وهي تحتضن قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة، وتدعم المقاومة في لبنان، وتعلن في كل مناسبة حرصها على وحدة العراق، ووحدة السودان، وكان من الطبيعي، من المنظور الاستعماري أن تكون سورية مستهدفة، ومحاصرة، وبانتظار لحظة حاسمة لتدخل خارجي سافر في شؤونها الداخلية لاقتلاع التوجّه المقاوم الوحيد الباقي في هذه الأمّة.
وجاءت تلك اللحظة لتنفيذ ذلك التطلّع لشرق أوسط جديد، مستسلم، وخانع، ومنضوي تحت الهيمنة الصهيونية بركوب موجّة هبّات الشعوب، في تونس وفي مصر، ثم في اليمن وليبيا وووووووو.
وقد غاب عن الجميع، كما يبدو، ذلك الهدف غير المعلن من التربّص واستهداف سورية، ليس من أجل الحرص على توفير إصلاحات لصالح الشعب، بل من أجل غايات أخرى أدهى وأمرّ، لن يكون آخرها تمرير مشروع الاستلاب، والتخلّص من المقاومة، بل يمكن أن يصل الحال إلى احتلال مباشر أو غير مباشر لمقدرات وإرادة وقدر هذه الأمّة.
لقد جاءت هبّات الشعوب في تلك الدول من منطلق الشعور العام لدى الشعوب بالمهانة والإذلال، وكانت ثورة 25 يناير في مصر، ومن أهم مسبباتها، السعي للخلاص، وفك الارتباط بالحلف الذي أقامه النظام في مصر مع "إسرائيل" والغرب، وللاصطفاف مع أمنيات وطموحات الشعب العربي المصري للتحرر، إلى جانب التخلّص من هيمنة الفساد، والمحسوبية، والظلم الذي عمل على تفقير الشعب، وإذلاله.
في سورية الأمر يختلف تماماً، فسورية هي المستهدفة من تلك الجهات التي تسعى شعوب حكومات عربية أخرى للتخلّص منها، والتي لم تكفّ في أي يوم عن التخطيط ورسم المؤامرات، وتوقيع الحصارات، وتشويه الحقائق من أجل الوصول إلى استهداف توجّه الفكر، وإرادة المقاومة في سورية.
إن مسألة الإصلاحات حق طبيعي للشعوب، ليس في سورية أو في المنطقة العربية وحسب، بل في كل دول العالم دون استثناء، وهو حق مبرر ومشروع للشعوب وأمنياتها وطموحاتها لتوفير حياة حرّة وكريمة وأمينة على حياتها ومستقبلها، ولن تتحقق الإصلاحات كافّة في أي مكان بين عشية وضحاها، بل يجب أن تقوم على ركائز، وقد بدأت سورية في عملية إصلاحات شاملة تابعنا جميعاً معطياتها على الواقع، فما هو المبرر لتواصل عمليات التدخّل وفرض فوضى، "ورشّ" أموال، وتجنيد عملاء، ورفع مستوى التحريض في كثير من وسائل الإعلام المشبوهة، والمضلّلة غير صدق حدسنا في مساعي المشروع المضاد من استهداف سورية.؟؟
لقد وجدنا كل العذر، واحترمنا وقوف فضائيات عربية إلى جانب ثورة شعب تونس، وثورة شعب مصر على أرض قومية عربية حرّة وغير خاضعة لإملاءات وأجندات معادية، فكيف نفهم الآن وقوف هذه الفضائيات مع مسببي الفوضى والغوغائيين المُمَوّلين من تلك الأجندات المعادية من أجل استهداف سورية وموقعها القومي العربي.؟
لقد تجاوزت سورية عقبات كثيرة، واستطاعت أن تحقق ذاتها، وموقعها الطليعي، واستقلالية قرارها الوطني والقومي، وأن تبقى الحصن الحامي والحاضن للمقاومة، والخصم العنيد الصامد في وجه المشاريع الاحتلالية والإحلالية، ولا شك في أنها ستنتصر على هذه الموجة الجديدة، وعلى الذين حرّضوا وموّلوا وخططوا ونفّذوا خلق الفوضى في بعض المناطق في سورية، وستنجو سورية من كل المؤامرات سواء تلك التي جاءت من بعيد، أو من قريب، ثم يأتي يوم الحساب.
وكي لا نبتعد عن حقائق الأمور، علينا أن نتفق بأن من أهم عوامل هذا الحراك الشعبي في العديد من الدول العربية، جاء نتاجاً لواقع رسمي عربي تحنّط أمام تداعيات وإفرازات القضية الفلسطينية، والتغلغل الصهيوني إلى عواصم بعض تلك الدول التي أهانت مشاعر شعوبها بتوقيع اتفاقيات معلنة وسريّة للتحالف مع "إسرائيل" ومساعي التطبيع، وافتتاح سفارات ومكاتب لها في العديد من العواصم العربية، ورفع العلم "الإسرائيلي" في تلك العواصم التي قدمت الكثير من أبنائها وقوتها ومعاناتها من أجل تحررها من قيود الأجنبي والاستلاب والاحتلال.
لقد حرصت تلك الحكومات العربية، بكل الأسف، على خطب ودّ الصهاينة ومن يدعمهم، وشاركت في حصار وفي الهجوم على حصون المقاومة، سواء في لبنان، أو في العراق وفلسطين والسودان وغيرها من المناطق الساخنة من أجل تنفيذ مشروع مضاد لمصالح وكرامة الشعوب، ولم يبق من حصن حام للمقاومة غير سورية وهي تحتضن قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة، وتدعم المقاومة في لبنان، وتعلن في كل مناسبة حرصها على وحدة العراق، ووحدة السودان، وكان من الطبيعي، من المنظور الاستعماري أن تكون سورية مستهدفة، ومحاصرة، وبانتظار لحظة حاسمة لتدخل خارجي سافر في شؤونها الداخلية لاقتلاع التوجّه المقاوم الوحيد الباقي في هذه الأمّة.
وجاءت تلك اللحظة لتنفيذ ذلك التطلّع لشرق أوسط جديد، مستسلم، وخانع، ومنضوي تحت الهيمنة الصهيونية بركوب موجّة هبّات الشعوب، في تونس وفي مصر، ثم في اليمن وليبيا وووووووو.
وقد غاب عن الجميع، كما يبدو، ذلك الهدف غير المعلن من التربّص واستهداف سورية، ليس من أجل الحرص على توفير إصلاحات لصالح الشعب، بل من أجل غايات أخرى أدهى وأمرّ، لن يكون آخرها تمرير مشروع الاستلاب، والتخلّص من المقاومة، بل يمكن أن يصل الحال إلى احتلال مباشر أو غير مباشر لمقدرات وإرادة وقدر هذه الأمّة.
لقد جاءت هبّات الشعوب في تلك الدول من منطلق الشعور العام لدى الشعوب بالمهانة والإذلال، وكانت ثورة 25 يناير في مصر، ومن أهم مسبباتها، السعي للخلاص، وفك الارتباط بالحلف الذي أقامه النظام في مصر مع "إسرائيل" والغرب، وللاصطفاف مع أمنيات وطموحات الشعب العربي المصري للتحرر، إلى جانب التخلّص من هيمنة الفساد، والمحسوبية، والظلم الذي عمل على تفقير الشعب، وإذلاله.
في سورية الأمر يختلف تماماً، فسورية هي المستهدفة من تلك الجهات التي تسعى شعوب حكومات عربية أخرى للتخلّص منها، والتي لم تكفّ في أي يوم عن التخطيط ورسم المؤامرات، وتوقيع الحصارات، وتشويه الحقائق من أجل الوصول إلى استهداف توجّه الفكر، وإرادة المقاومة في سورية.
إن مسألة الإصلاحات حق طبيعي للشعوب، ليس في سورية أو في المنطقة العربية وحسب، بل في كل دول العالم دون استثناء، وهو حق مبرر ومشروع للشعوب وأمنياتها وطموحاتها لتوفير حياة حرّة وكريمة وأمينة على حياتها ومستقبلها، ولن تتحقق الإصلاحات كافّة في أي مكان بين عشية وضحاها، بل يجب أن تقوم على ركائز، وقد بدأت سورية في عملية إصلاحات شاملة تابعنا جميعاً معطياتها على الواقع، فما هو المبرر لتواصل عمليات التدخّل وفرض فوضى، "ورشّ" أموال، وتجنيد عملاء، ورفع مستوى التحريض في كثير من وسائل الإعلام المشبوهة، والمضلّلة غير صدق حدسنا في مساعي المشروع المضاد من استهداف سورية.؟؟
لقد وجدنا كل العذر، واحترمنا وقوف فضائيات عربية إلى جانب ثورة شعب تونس، وثورة شعب مصر على أرض قومية عربية حرّة وغير خاضعة لإملاءات وأجندات معادية، فكيف نفهم الآن وقوف هذه الفضائيات مع مسببي الفوضى والغوغائيين المُمَوّلين من تلك الأجندات المعادية من أجل استهداف سورية وموقعها القومي العربي.؟
لقد تجاوزت سورية عقبات كثيرة، واستطاعت أن تحقق ذاتها، وموقعها الطليعي، واستقلالية قرارها الوطني والقومي، وأن تبقى الحصن الحامي والحاضن للمقاومة، والخصم العنيد الصامد في وجه المشاريع الاحتلالية والإحلالية، ولا شك في أنها ستنتصر على هذه الموجة الجديدة، وعلى الذين حرّضوا وموّلوا وخططوا ونفّذوا خلق الفوضى في بعض المناطق في سورية، وستنجو سورية من كل المؤامرات سواء تلك التي جاءت من بعيد، أو من قريب، ثم يأتي يوم الحساب.