- الأحد مارس 29, 2009 4:27 am
#14100
size=150][/size]
الانحطاط العربي في ظل القومية
لا يستطيع أحد أن ينكر الهزيمة , والضعف , والانكسار الذي تعانيه الدول العربية والاسلامية في هذا
العصر الذي أصبحت فيه دولنا دول شبه نائمة ومهمشة على جميع الأصعدة الدولية , سواء كانت السياسية , أو العسكرية , أو الاجتماعية , أو العسكرية
لذا احببت أن أطرح في هذا الموضوع ( وجهة نظري ) تجاه أهم الأسباب التي أدت الى هذا الضعف والانكسار والهزيمة العربية والاسلامية , والتي أرى أن من أهمها القومية العربية .
لو أردنا أن نعرف العلاقة بين القومية وبين ضعف الدول العربية والاسلامية , لابد أن نعود بالتاريخ الى الوراء قليلا , وتحديدا الى أواخر عهد الدولة العثمانية ( الرجل المريض )
فعندما انعقد مؤتمر هرتزل سنة 1897 والذي دعمت فيه الدول الغربية الكبرى فكرة انشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين , وقف السلطان عبدالحميد موقفا صارما ضد هذه الفكرة - كما هو معروف - وقد عرض هرتزل ( مؤسس الحركة الصهيونية ) على السلطان عبدالحميد تسديد جميع ديون الدولة العثمانية مقابل سماح السلطان عبدالحميد له بانشاء وطن قومي لليهود على الأراضي الفلسطينية , لكن عرضه السخي باء بالفشل .
عندها قرر الصهاينة - وبالاستعانة بالدول الكبرى - التي كانت بدورها تريد اضعاف الدولة الاسلامية ايضا ,
انشاء احزاب مندسة هدفها اسقاط السلطان عبد الحميد وزعزعة كيان الدولة الاسلامية , فكانت جمعية الاتحاد
والترقي التي ترفع شعار- الشعوبية والطورانية - هي البؤرة التي نفذ من خلالها الصهاينة , فقاموا بدعمها بجميع الوسائل المادية والمعنوية .
وقد كان الهدف الأساسي لديهم هو تتريك الدولة العثمانية وتمزيق وحدتها ومن ثم انشاء الوطن القومي للشعب اليهودي - اللقيط - على أرض فلسطين .
ومن ناحية أخرى قامت بريطانيا بالاتفاق مع الشريف حسين من خلال ماسمي ( مراسلات الحسين – مكماهون ) بأن توليه ملك على الأقطار العربية اذا قام بمساندتهم ودعى الى الثورة العربية ضد الحكم التركي , وبالفعل قام الشريف حسين الذي كان يتحين الفرصة للانقضاض على الحكم التركي باطلاق الثورة العربية , وهزم الأتراك ا وتمت معاهدة سايكس بيكو التي قسمت الدول العربية تحت المظلة الفرنسية والبريطانية , وأعطيت فلسطين لليهود , وكان جزاء السلطان عبدالحميد أن نفي وأخذ منه الملك !!
عندما قامت جمعية الاتحاد والترقي , والتي كان كل قادتها ماسونيين ولم يكن منهم أحد مسلم أو تركي الأصل !! أنشأ العرب فكر قومي مضاد , فسبقت عواطفهم عقولهم , وسبق حماسهم تبصرهم .. وقرروا بأن يثأروا لعروبتهم بذبح الوحدة الاسلامية , والتي كانت هي الاساس الصلب لقيام حضارتهم بعد ان كانوا يتخبطون في ظلام الجاهلية .
فظهرت الحركات القومية التي تتسابق وتتوالى لاحياء القومية العربية التي أعادت حضارتهم ومجدهم التليد الى نقطة البداية .
فقامت حركات قومية مثل حركة العربية الفتاة ( السورية ) والجمعية القحطانية والحركة الناصرية , وحركة القوميين العرب ورائدها ( ميشيل عفلق ) الذي سرعان ماعاد الى فكره الشيوعي البحت بعد أن تبين له استحالة تحقيق هذه الوحدة .
لقد اخضع القوميون العرب دولهم وشعوبهم لحقول تجاربهم الفاشلة التي فككت وحدتهم الاسلامية وقتلتها مع سبق الاصرار والترصد .
لقد نسي القوميون العرب أن الأساس الصلب لحضارتهم وقوتهم السابقة هي وحدة العقيدة وليست وحدة العروبة التي كانت تعوم في الجهل والتمزق والضلال .
يقول المستشرق الفرنسي 0 جان بورك وهو من اكبر الفلاسفة المعاصرين .. يقول عن الواقع العربي اليوم : (( ان حركة التحرر العربي الحالية ستعيد بشكل او باخر التاريخ الثوري الاسلامي في عهده الاول . لقد كان الاسلام مرادفا للحضارة العربية وتعبيرا عن الذات العربية , ومما لاشك فيه ان تلك القوة الحضارية هي التي اعطت الشعوب العربية الكثير من امكانات المقاومة ضد المستعمرين , ))
لقد فشلت القومية العربية في تحقيق هدفها الاساسي بجدارة وهو توحيد الدول العربية , بل على العكس من ذلك , ساهمت بتقسيمنا قبل ان تقسمنا اتفاقية ( سايكس بيكوا ) فأصبحنا دول تابعة للغرب , تحركنا دولهم كيفما شاءت وكيفما اتفقت . والعرب معروفين منذ القدم بأنهم أتفقوا على أن لا يتفقوا , وليست القمم العربية الا أكبر دليل على ذالك .
لقد أصبحت الدول العربية والاسلامية تنظر الى بعضها البعض وهي تحتل واحدة تلو الاخرى , ولاتستطيع القيام بأي شيئ ماعدا الشجب والاستنكار وبعض الشعارات والخطب الرنانة التي نسمعها كل يوم من بعض الأفواه التي يقول أصحابها مالا يفعلون .
لقد نسفت القومية اكثر من عشرة قرون من انجازات الأمة الاسلامية التي كانت خير أمة انزلت للناس عندما قامو بتحجيم الفكر الاسلامي الشمولي وحصره في رقعة محددة جغرافيا وعرقيا , ومع ذالك فانهم لم يحاولوا استيعاب الدرس ويقوموا بلم الشمل الاسلامي أو ماتبقى منه , وأنا هنا لا أقصد النظر الى الموضوع بنظرة طوباوية كما نظر اليها القوميون العرب من قبل , بأن اقصد أن تعود الدول الاسلامية تحت مظلة نظام سياسي واحد , وتحت ظل دولة اسلامية واحدة , لأن هذا يعد ضربا من الخيال في ظل الظروف الدولية الراهنة , ولكن المقصد هو محاولة تعزيز التضامن والتعاون الاسلامي في ظل بنيان واحد يشد بعضه بعضا , ليس بالشعارات الزائفة التي كلت وملت منها الاذان , ولكني اقصد التعاون الفعلي والتطبيقي لدعم هذه الوحدة , سواء كان ذالك بتفعيل دور المؤتمر الاسلامي باخضاع الدول الاعضاء فيه لبنود واتفاقيات ملزمة سواء كانت عسكرية, او اقتصادية , أو تقنية , والاستفادة من التجربة الأوروبية ( الاتحاد الأوروبي ) من الناحية الهيكلية والعملية , أو بانشاء مجلس أمن على غرار مجلس الأمن للأمم المتحدة , تشارك فيه جميع الدول الاسلامية , وذالك بدلا من المحاولات البائسة في كل سنة للحصول على نتائج مثمرة تمتن بها علينا جامعة الدول العربية التي لم تجر علينا سوى الانقسام تلو الانقسام .
اننا حتى لو نظرنا الى الموضوع نظرة عقلية ومجردة من العاطفة , لوجدنا ان القوة التي ننشدها لن تتحقق الا بالتعزيز الفعلي للتضامن والترابط السياسي والعسكري , والاقتصادي , والتقني تحت ظل منظمة المؤتمر الاسلامي بعد عمل صياغة جديدة وشاملة لها , او منظمة اخرى تقوم على نفس الاهداف , فالدول الاسلامية غير العربية هي اقوى من الدول العربية مجتمعة , وأكثر تقدما علميا وتقنيا وتكنولوجيا , ولهذا فمن الافضل ان نترابط معها ونتحد ونشكل جبهة واحد بدلا من المحاولات البائسة لجمع الدول العربية ولم شتاتها تحت راية واحدة اثبتت التجارب استحالة تحقيقها .
الانحطاط العربي في ظل القومية
لا يستطيع أحد أن ينكر الهزيمة , والضعف , والانكسار الذي تعانيه الدول العربية والاسلامية في هذا
العصر الذي أصبحت فيه دولنا دول شبه نائمة ومهمشة على جميع الأصعدة الدولية , سواء كانت السياسية , أو العسكرية , أو الاجتماعية , أو العسكرية
لذا احببت أن أطرح في هذا الموضوع ( وجهة نظري ) تجاه أهم الأسباب التي أدت الى هذا الضعف والانكسار والهزيمة العربية والاسلامية , والتي أرى أن من أهمها القومية العربية .
لو أردنا أن نعرف العلاقة بين القومية وبين ضعف الدول العربية والاسلامية , لابد أن نعود بالتاريخ الى الوراء قليلا , وتحديدا الى أواخر عهد الدولة العثمانية ( الرجل المريض )
فعندما انعقد مؤتمر هرتزل سنة 1897 والذي دعمت فيه الدول الغربية الكبرى فكرة انشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين , وقف السلطان عبدالحميد موقفا صارما ضد هذه الفكرة - كما هو معروف - وقد عرض هرتزل ( مؤسس الحركة الصهيونية ) على السلطان عبدالحميد تسديد جميع ديون الدولة العثمانية مقابل سماح السلطان عبدالحميد له بانشاء وطن قومي لليهود على الأراضي الفلسطينية , لكن عرضه السخي باء بالفشل .
عندها قرر الصهاينة - وبالاستعانة بالدول الكبرى - التي كانت بدورها تريد اضعاف الدولة الاسلامية ايضا ,
انشاء احزاب مندسة هدفها اسقاط السلطان عبد الحميد وزعزعة كيان الدولة الاسلامية , فكانت جمعية الاتحاد
والترقي التي ترفع شعار- الشعوبية والطورانية - هي البؤرة التي نفذ من خلالها الصهاينة , فقاموا بدعمها بجميع الوسائل المادية والمعنوية .
وقد كان الهدف الأساسي لديهم هو تتريك الدولة العثمانية وتمزيق وحدتها ومن ثم انشاء الوطن القومي للشعب اليهودي - اللقيط - على أرض فلسطين .
ومن ناحية أخرى قامت بريطانيا بالاتفاق مع الشريف حسين من خلال ماسمي ( مراسلات الحسين – مكماهون ) بأن توليه ملك على الأقطار العربية اذا قام بمساندتهم ودعى الى الثورة العربية ضد الحكم التركي , وبالفعل قام الشريف حسين الذي كان يتحين الفرصة للانقضاض على الحكم التركي باطلاق الثورة العربية , وهزم الأتراك ا وتمت معاهدة سايكس بيكو التي قسمت الدول العربية تحت المظلة الفرنسية والبريطانية , وأعطيت فلسطين لليهود , وكان جزاء السلطان عبدالحميد أن نفي وأخذ منه الملك !!
عندما قامت جمعية الاتحاد والترقي , والتي كان كل قادتها ماسونيين ولم يكن منهم أحد مسلم أو تركي الأصل !! أنشأ العرب فكر قومي مضاد , فسبقت عواطفهم عقولهم , وسبق حماسهم تبصرهم .. وقرروا بأن يثأروا لعروبتهم بذبح الوحدة الاسلامية , والتي كانت هي الاساس الصلب لقيام حضارتهم بعد ان كانوا يتخبطون في ظلام الجاهلية .
فظهرت الحركات القومية التي تتسابق وتتوالى لاحياء القومية العربية التي أعادت حضارتهم ومجدهم التليد الى نقطة البداية .
فقامت حركات قومية مثل حركة العربية الفتاة ( السورية ) والجمعية القحطانية والحركة الناصرية , وحركة القوميين العرب ورائدها ( ميشيل عفلق ) الذي سرعان ماعاد الى فكره الشيوعي البحت بعد أن تبين له استحالة تحقيق هذه الوحدة .
لقد اخضع القوميون العرب دولهم وشعوبهم لحقول تجاربهم الفاشلة التي فككت وحدتهم الاسلامية وقتلتها مع سبق الاصرار والترصد .
لقد نسي القوميون العرب أن الأساس الصلب لحضارتهم وقوتهم السابقة هي وحدة العقيدة وليست وحدة العروبة التي كانت تعوم في الجهل والتمزق والضلال .
يقول المستشرق الفرنسي 0 جان بورك وهو من اكبر الفلاسفة المعاصرين .. يقول عن الواقع العربي اليوم : (( ان حركة التحرر العربي الحالية ستعيد بشكل او باخر التاريخ الثوري الاسلامي في عهده الاول . لقد كان الاسلام مرادفا للحضارة العربية وتعبيرا عن الذات العربية , ومما لاشك فيه ان تلك القوة الحضارية هي التي اعطت الشعوب العربية الكثير من امكانات المقاومة ضد المستعمرين , ))
لقد فشلت القومية العربية في تحقيق هدفها الاساسي بجدارة وهو توحيد الدول العربية , بل على العكس من ذلك , ساهمت بتقسيمنا قبل ان تقسمنا اتفاقية ( سايكس بيكوا ) فأصبحنا دول تابعة للغرب , تحركنا دولهم كيفما شاءت وكيفما اتفقت . والعرب معروفين منذ القدم بأنهم أتفقوا على أن لا يتفقوا , وليست القمم العربية الا أكبر دليل على ذالك .
لقد أصبحت الدول العربية والاسلامية تنظر الى بعضها البعض وهي تحتل واحدة تلو الاخرى , ولاتستطيع القيام بأي شيئ ماعدا الشجب والاستنكار وبعض الشعارات والخطب الرنانة التي نسمعها كل يوم من بعض الأفواه التي يقول أصحابها مالا يفعلون .
لقد نسفت القومية اكثر من عشرة قرون من انجازات الأمة الاسلامية التي كانت خير أمة انزلت للناس عندما قامو بتحجيم الفكر الاسلامي الشمولي وحصره في رقعة محددة جغرافيا وعرقيا , ومع ذالك فانهم لم يحاولوا استيعاب الدرس ويقوموا بلم الشمل الاسلامي أو ماتبقى منه , وأنا هنا لا أقصد النظر الى الموضوع بنظرة طوباوية كما نظر اليها القوميون العرب من قبل , بأن اقصد أن تعود الدول الاسلامية تحت مظلة نظام سياسي واحد , وتحت ظل دولة اسلامية واحدة , لأن هذا يعد ضربا من الخيال في ظل الظروف الدولية الراهنة , ولكن المقصد هو محاولة تعزيز التضامن والتعاون الاسلامي في ظل بنيان واحد يشد بعضه بعضا , ليس بالشعارات الزائفة التي كلت وملت منها الاذان , ولكني اقصد التعاون الفعلي والتطبيقي لدعم هذه الوحدة , سواء كان ذالك بتفعيل دور المؤتمر الاسلامي باخضاع الدول الاعضاء فيه لبنود واتفاقيات ملزمة سواء كانت عسكرية, او اقتصادية , أو تقنية , والاستفادة من التجربة الأوروبية ( الاتحاد الأوروبي ) من الناحية الهيكلية والعملية , أو بانشاء مجلس أمن على غرار مجلس الأمن للأمم المتحدة , تشارك فيه جميع الدول الاسلامية , وذالك بدلا من المحاولات البائسة في كل سنة للحصول على نتائج مثمرة تمتن بها علينا جامعة الدول العربية التي لم تجر علينا سوى الانقسام تلو الانقسام .
اننا حتى لو نظرنا الى الموضوع نظرة عقلية ومجردة من العاطفة , لوجدنا ان القوة التي ننشدها لن تتحقق الا بالتعزيز الفعلي للتضامن والترابط السياسي والعسكري , والاقتصادي , والتقني تحت ظل منظمة المؤتمر الاسلامي بعد عمل صياغة جديدة وشاملة لها , او منظمة اخرى تقوم على نفس الاهداف , فالدول الاسلامية غير العربية هي اقوى من الدول العربية مجتمعة , وأكثر تقدما علميا وتقنيا وتكنولوجيا , ولهذا فمن الافضل ان نترابط معها ونتحد ونشكل جبهة واحد بدلا من المحاولات البائسة لجمع الدول العربية ولم شتاتها تحت راية واحدة اثبتت التجارب استحالة تحقيقها .