منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#14100
size=150][/size]


الانحطاط العربي في ظل القومية


لا يستطيع أحد أن ينكر الهزيمة , والضعف , والانكسار الذي تعانيه الدول العربية والاسلامية في هذا
العصر الذي أصبحت فيه دولنا دول شبه نائمة ومهمشة على جميع الأصعدة الدولية , سواء كانت السياسية , أو العسكرية , أو الاجتماعية , أو العسكرية
لذا احببت أن أطرح في هذا الموضوع ( وجهة نظري ) تجاه أهم الأسباب التي أدت الى هذا الضعف والانكسار والهزيمة العربية والاسلامية , والتي أرى أن من أهمها القومية العربية .

لو أردنا أن نعرف العلاقة بين القومية وبين ضعف الدول العربية والاسلامية , لابد أن نعود بالتاريخ الى الوراء قليلا , وتحديدا الى أواخر عهد الدولة العثمانية ( الرجل المريض )
فعندما انعقد مؤتمر هرتزل سنة 1897 والذي دعمت فيه الدول الغربية الكبرى فكرة انشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين , وقف السلطان عبدالحميد موقفا صارما ضد هذه الفكرة - كما هو معروف - وقد عرض هرتزل ( مؤسس الحركة الصهيونية ) على السلطان عبدالحميد تسديد جميع ديون الدولة العثمانية مقابل سماح السلطان عبدالحميد له بانشاء وطن قومي لليهود على الأراضي الفلسطينية , لكن عرضه السخي باء بالفشل .
عندها قرر الصهاينة - وبالاستعانة بالدول الكبرى - التي كانت بدورها تريد اضعاف الدولة الاسلامية ايضا ,
انشاء احزاب مندسة هدفها اسقاط السلطان عبد الحميد وزعزعة كيان الدولة الاسلامية , فكانت جمعية الاتحاد
والترقي التي ترفع شعار- الشعوبية والطورانية - هي البؤرة التي نفذ من خلالها الصهاينة , فقاموا بدعمها بجميع الوسائل المادية والمعنوية .
وقد كان الهدف الأساسي لديهم هو تتريك الدولة العثمانية وتمزيق وحدتها ومن ثم انشاء الوطن القومي للشعب اليهودي - اللقيط - على أرض فلسطين .
ومن ناحية أخرى قامت بريطانيا بالاتفاق مع الشريف حسين من خلال ماسمي ( مراسلات الحسين – مكماهون ) بأن توليه ملك على الأقطار العربية اذا قام بمساندتهم ودعى الى الثورة العربية ضد الحكم التركي , وبالفعل قام الشريف حسين الذي كان يتحين الفرصة للانقضاض على الحكم التركي باطلاق الثورة العربية , وهزم الأتراك ا وتمت معاهدة سايكس بيكو التي قسمت الدول العربية تحت المظلة الفرنسية والبريطانية , وأعطيت فلسطين لليهود , وكان جزاء السلطان عبدالحميد أن نفي وأخذ منه الملك !!

عندما قامت جمعية الاتحاد والترقي , والتي كان كل قادتها ماسونيين ولم يكن منهم أحد مسلم أو تركي الأصل !! أنشأ العرب فكر قومي مضاد , فسبقت عواطفهم عقولهم , وسبق حماسهم تبصرهم .. وقرروا بأن يثأروا لعروبتهم بذبح الوحدة الاسلامية , والتي كانت هي الاساس الصلب لقيام حضارتهم بعد ان كانوا يتخبطون في ظلام الجاهلية .
فظهرت الحركات القومية التي تتسابق وتتوالى لاحياء القومية العربية التي أعادت حضارتهم ومجدهم التليد الى نقطة البداية .
فقامت حركات قومية مثل حركة العربية الفتاة ( السورية ) والجمعية القحطانية والحركة الناصرية , وحركة القوميين العرب ورائدها ( ميشيل عفلق ) الذي سرعان ماعاد الى فكره الشيوعي البحت بعد أن تبين له استحالة تحقيق هذه الوحدة .
لقد اخضع القوميون العرب دولهم وشعوبهم لحقول تجاربهم الفاشلة التي فككت وحدتهم الاسلامية وقتلتها مع سبق الاصرار والترصد .
لقد نسي القوميون العرب أن الأساس الصلب لحضارتهم وقوتهم السابقة هي وحدة العقيدة وليست وحدة العروبة التي كانت تعوم في الجهل والتمزق والضلال .
يقول المستشرق الفرنسي 0 جان بورك وهو من اكبر الفلاسفة المعاصرين .. يقول عن الواقع العربي اليوم : (( ان حركة التحرر العربي الحالية ستعيد بشكل او باخر التاريخ الثوري الاسلامي في عهده الاول . لقد كان الاسلام مرادفا للحضارة العربية وتعبيرا عن الذات العربية , ومما لاشك فيه ان تلك القوة الحضارية هي التي اعطت الشعوب العربية الكثير من امكانات المقاومة ضد المستعمرين , ))
لقد فشلت القومية العربية في تحقيق هدفها الاساسي بجدارة وهو توحيد الدول العربية , بل على العكس من ذلك , ساهمت بتقسيمنا قبل ان تقسمنا اتفاقية ( سايكس بيكوا ) فأصبحنا دول تابعة للغرب , تحركنا دولهم كيفما شاءت وكيفما اتفقت . والعرب معروفين منذ القدم بأنهم أتفقوا على أن لا يتفقوا , وليست القمم العربية الا أكبر دليل على ذالك .
لقد أصبحت الدول العربية والاسلامية تنظر الى بعضها البعض وهي تحتل واحدة تلو الاخرى , ولاتستطيع القيام بأي شيئ ماعدا الشجب والاستنكار وبعض الشعارات والخطب الرنانة التي نسمعها كل يوم من بعض الأفواه التي يقول أصحابها مالا يفعلون .
لقد نسفت القومية اكثر من عشرة قرون من انجازات الأمة الاسلامية التي كانت خير أمة انزلت للناس عندما قامو بتحجيم الفكر الاسلامي الشمولي وحصره في رقعة محددة جغرافيا وعرقيا , ومع ذالك فانهم لم يحاولوا استيعاب الدرس ويقوموا بلم الشمل الاسلامي أو ماتبقى منه , وأنا هنا لا أقصد النظر الى الموضوع بنظرة طوباوية كما نظر اليها القوميون العرب من قبل , بأن اقصد أن تعود الدول الاسلامية تحت مظلة نظام سياسي واحد , وتحت ظل دولة اسلامية واحدة , لأن هذا يعد ضربا من الخيال في ظل الظروف الدولية الراهنة , ولكن المقصد هو محاولة تعزيز التضامن والتعاون الاسلامي في ظل بنيان واحد يشد بعضه بعضا , ليس بالشعارات الزائفة التي كلت وملت منها الاذان , ولكني اقصد التعاون الفعلي والتطبيقي لدعم هذه الوحدة , سواء كان ذالك بتفعيل دور المؤتمر الاسلامي باخضاع الدول الاعضاء فيه لبنود واتفاقيات ملزمة سواء كانت عسكرية, او اقتصادية , أو تقنية , والاستفادة من التجربة الأوروبية ( الاتحاد الأوروبي ) من الناحية الهيكلية والعملية , أو بانشاء مجلس أمن على غرار مجلس الأمن للأمم المتحدة , تشارك فيه جميع الدول الاسلامية , وذالك بدلا من المحاولات البائسة في كل سنة للحصول على نتائج مثمرة تمتن بها علينا جامعة الدول العربية التي لم تجر علينا سوى الانقسام تلو الانقسام .
اننا حتى لو نظرنا الى الموضوع نظرة عقلية ومجردة من العاطفة , لوجدنا ان القوة التي ننشدها لن تتحقق الا بالتعزيز الفعلي للتضامن والترابط السياسي والعسكري , والاقتصادي , والتقني تحت ظل منظمة المؤتمر الاسلامي بعد عمل صياغة جديدة وشاملة لها , او منظمة اخرى تقوم على نفس الاهداف , فالدول الاسلامية غير العربية هي اقوى من الدول العربية مجتمعة , وأكثر تقدما علميا وتقنيا وتكنولوجيا , ولهذا فمن الافضل ان نترابط معها ونتحد ونشكل جبهة واحد بدلا من المحاولات البائسة لجمع الدول العربية ولم شتاتها تحت راية واحدة اثبتت التجارب استحالة تحقيقها .
صورة العضو الرمزية
By محمد الصبيحي (6)
#14381
اللهم انصر الاسلااام والمسلمين ..

شكرااا لك ع هاذا الموضوع ..
By ماجد الشمري
#17896
ان القوة التي ننشدها لن تتحقق الا بالتعزيز الفعلي للتضامن والترابط السياسي والعسكري , والاقتصادي

اتفق معاك اخوي عبدالرحمن

كما اتفق معك في حديثك عن المؤتمر الاسلامي كا الية لتوحيد القوى

لكن الا ترى ان المشكلة ليست في اليات التي تساعد البلدان العربية على الاجتماع لتشكيل قوة سوى على البعد الاقليمي او الدولي

انا لا ارى المشكلة الاساسية في هذه الاليات اين كانت وانما تكمن المشكلة فيما هم قادات ورؤساء لهذه البلدان العربية والاسلامية

عندما يكون الراعي يعمل لرعيتة بمناط الشرع الاسلامي محتسباً في ذلك الله عز جل وخدمة للدين الحنيف وفقاً

لذلك تندثر النزعات المصلحية والدنوية في عقول من ولاهم الله امور المسلمين وكذلك شعوبهم وتبعاً لذلك تتحقق الوحدة وتكاتف المثمرة للقوة