صفحة 1 من 1

تطور السياسة الدولية فى القرنين التاسع عشر والعشرين

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 11:39 am
بواسطة عبدالكريم اللحيدان
مؤلفات عربية ـ تطور السياسة الدولية فى القرنين التاسع عشر والعشرين ـ د محمد السيد سليم ـ القاهرة ـ دار الفجر
ـ 2002
يمكننا من خلال فصول هذا الكتاب رصد مجموعة من الأحداث الهامة التى يتناولها الكاتب بالتحليل مثل الثورة الفرنسية 14 يوليو
ـ 1789 التى أدت إلى نشر الفكر القومى فى القارة الأوروبية، ونشر الفكر الديمقراطى فى أوروبا والتأثير فى التوازن الأوروبى
كذلك نرصد مؤتمر فيينا عام 1815 الذى جاء فى أعقاب هزيمة نابليون وخلق أسس جديدة للتسوية فى القارة الأوروبية ثم المرحلة من
مؤتمر فيينا وحتى حرب القرم ـ(1815 ـ 1856)ـ والتى شهدت ظهور مجموعة من الدول الجديدة فى السياسة الدولية، فشهدت استقلال
المستعمرات الأسبانية فى أمريكا اللاتينية، استقلال البرازيل، استقلال بلجيكا، استقلال اليونان، كما شهدت تلك الفترة مجموعة
من الأحداث الهامة منها تولى محمد على ولاية مصر عام 1805، ومحاولاته التى حققت نجاحا ملحوظا لبناء إمبراطورية مترامية
الأطراف، ساعده على ذلك تحديثه لنظام الزراعة، وإنشاء صناعات جديدة وبناء جيش قوامه 200 ألف جندى وبناء صناعة حربية حديثة
ونظام اقتصادى تحتكر فيه الدولة النشاط الاقتصادى فبسط نفوذه على الجزيرة العربية واليمن كما فتح معظم أجزاء السودان وضم
السودان عام 1824، وتطورت السياسة التى انتهت بهزيمة الجيش العثمانى فى معركة قونية عام 1832 وعقد صلح كوتاهية بين الطرفين
فى عام 1833، ثم عقد معاهدة لندن فى 15 يوليو 1840 بين بريطانيا وروسيا والنمسا وبروسيا من أجل إيقاف تقدم محمد على وتقليص
نفوذه وهو ما حدث بالفعل حيث تراجع حكم محمد على إلى مصر والسودان وبشكل وراثى كما شهدت هذه الفترة بدايات التوسع
الاستعمارى المعاصر مثل:ـ التوسع الفرنسى واحتلال الجزائر عام 1830، وكذلك التوسع الأمريكى فى أمريكا الشمالية الذى ضمت من
خلاله فلوريدا عام 1819، وتكساس عام 1844، ثم كاليفورنيا ونيومكسيسكو عام 1848، وكانت المقاطعات الثلاثة الأخيرة تابعة
للمكسيك كذلك شهدت تلك الفترة التوسع البريطانى فى الخليج وجنوب أفريقيا، ومحاولاتها فرض فتح الأسواق الصينية بالقوة أمام
المنتجات والصادرات البريطانية التى كانت تنتج فى مستعمراتها فى الخارج
أما الفترة من عام 1856 ـ 1871 فقد شهدت مجموعة من الأحداث الهامة منها الوحدة الإيطالية 1860، والوحدة الألمانية عام
ـ 1870، كما شهدت هذه الفترة إنشاء مجموعة من الاتحادات الدولية التى شكلت بذور المنظمات الدولية بعد ذلك ففى عام 1856 تم
إنشاء لجنة الدانوب المكونة من الدول المطلة على نهر الدانوب الاتحاد الدولى للتلغراف عام 1865، والاتحاد العام للبريد عام
ـ 1874
وينتقل الدكتور محمد السيد سليم إلى نشوب الحرب العالمية الأولى ولعل من الملفت للنظر ـ وهكذا يبدو الأمر قبل الوقوع فى
براثن الحرب ـ أنه حينما اندلعت الحرب كانت الدول المتحاربة تتصور أن تلك الحرب سوف تكون حربا خاطفة بيد أنه سرعان ما
اتضح أن تلك التصورات كانت من قبيل الأوهام فقد فشل الهجوم الألمانى فى معركة الماران مع فرنسا فى سبتمبر 1914، كما فشل
الهجوم الفرنسى على اللورين، وتحولت الجبهة الفرنسية ـ الألمانية إلى الجمود فى شكل حرب خنادق وعلى الجبهة الشرقية فشل
الهجوم الروسى على ألمانيا بعد معركة تاننربج فى أغسطس عام 1914 وفشل الهجوم النمساوى الألمانى على جاليسيا كما فشل الهجوم
النمساوى على صربيا فى ديسمبر 1914 وهكذا مع نهاية عام 1914 تحولت الحرب الخاطفة المتصورة إلى حرب استنزاف طويلة الأمد
يتحقق النصر فيها للطرف الذى يستطيع الصمود اقتصاديا وعسكريا أطول فترة ممكنة ويقدم الباحث مجموعة من التفسيرات المتعلقة
بنشوب الحرب العالمية الأولى:ـ الصراع حول المستعمرات ـ(النظرية اللينية)ـ نظرية اختلال توازن القوى، نظرية التحول فى
ميزان القوى نظريات تعارض المصالح بين الدول الكبرى، الجذور الداخلية للحرب العالمية الأولى، نظرية المسئولية الأنجلو ـ
فرنسية، التفسيرات المركبة وأخيرا يقدم المؤلف محاولة لتفسير نشوب الحرب حيث يرى أن الأمور كانت مهيأة، وتدفع نحو نشوب
الحرب، فمنذ سقوط بسمارك عام 1890 تمحورت السياسة الأوروبية حول محورين هما الحلف الثلاثى ـ(الأمانى ـ النمساوى ـ
المجرى ـ الإيطالى)ـ فى مواجهة قطب الوفاق الثلاثى ـ(البريطانى ـ الفرنسى ـ الروسى)ـ كذلك كما أدى توقيع مجموعة
اتفاقيات الوفاق بين دول الوفاق الثلاثى إلى توتر شديد فى العلاقات الألمانية ـ البريطانية قد تخوفت ألمانيا من محاصرتها
وبالتالى سعت إلى تحطيم هذا التكتل أيضا كانت فرنسا مصممة على استعادة إقليمى الألزاس واللورين من ألمانيا التى استشعرت تلك
الرغبة من فرنسا
وقد جاء عام 1918 ليعلن نهاية الحرب باستسلام ألمانيا وهزيمة حلفائها فى الحرب وتوقيع معاهدات الصلح مع دول الوفاق، حيث تم
توقيه معاهدة فرساى فى 28 يونيو 1919، مع ألمانيا ومعاهدة سان جرمان مع النمسا، تريانون مع المجر، ناييى مع بلغاريا، سيفر
مع الدولة العثمانية
ثم ينتقل الباحث إلى دراسة الفترة التى تقع بين الحربين العالمية الأولى ـ(1914 ـ 1919)ـ والثانية ـ(1939 ـ 1945)ـ
فيتطرق إلى بعض القضايا مثل الحركات القومية، الحركات القومية فى العالم العربى، قضية الخلافة الإسلامية، المؤسسات الدولية
والأمن الجماعى حيث يتطرق إلى عصبة الأمم، نشأتها وانهيارها، الأزمة الاقتصادية العالمية الكبرى ـ(1929 ـ 1933)ـ ثم ينتقل
إلى دراسة الموضوعات الهامة فى السياسة الدولية والتى شكلت ما أسماه الباحث ـ الطريق إلى الحرب العالمية الثانية)ـ يتطرق
إلى موضوعات مثل:ـ سباق التسلح الأوروبى، السياسات التوسعية لدول المحور، قضية الحبشة، التوسع الألمانى
ويتناول الفصل الرابع عشر موضوع السياسة الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى نهاية الاتحاد السوفيتى وانهياره فى
ديسمبر 1991 وقبل أن يتوغل الباحث فى أهم القضايا التى جاءت فى الأربعة عقود ونصف من الزمان ـ(1945 ـ 1991)ـ التى ميزت
تلك الفترة يقدم الدكتور سليم أهم خصائص تلك الفترة على المستوى الدولى الذى شهد الثورات العلمية والتكنولوجية، مركزية
العالم الاقتصادى فى السياسة الدولية، نشوء ظاهرة الاعتماد المتبادل، دخول العامل النووى فى السياسة الدولية لأول مرة ففى
تلك الفترة تم اكتشاف سر الخلية الذى يكمن فى حمض DNA وتم اختراع الكمبيوتر الشخصى عام 1967، كما تم اختراع أول راديو
ترانزيستور عام 1955، كم شهد العالم التفجيرات النووية التى بدأت بالولايات المتحدة التى أسقطت قنبلتين نوويتين على اليابان
فى أغسطس 1945 ثم شهد العالم دخول الاتحاد السوفيتى، بريطانيا، فرنسا، الصين، الهند إلى النادى النووى
ويتعرض المؤلف للحرب الباردة التى يرى أنها تفرعت عن الحرب العالمية ذاتها، وذلك حينما شعرت الدول الغربية أن الاتحاد
السوفيتى يبسط نفذوه فى شرق أوروبا بشكل مباشر يتضمن السعى لنشر المذهب الشيوعى فى تلك الدول ومحاولات تجاذب وتقسيم أوروبا
ثم ينتقل إلى مرحلة التعايش السلمى والرد المرن ثم الانفراج الدولى ثم الحرب الباردة الجديدة
الفصل الخامس عشر والأخير جاء بعنوان ـ السياسة الدولية فى عصر القطبية الأحادية والعولمة ـ حيث تناول المؤلف موضوعات
متعددة منها الصعود الأوروبى والآسيوى بنية النسق العالمى، القطبية الحادية، عملية العولمة، ويختتم الدكتور سليم مؤلفه
بمجموعة من الملاحق تشمل أهم المعاهدات والاتفاقيات على مدار تطور السياسة الدولية