صفحة 1 من 1

محاضرة يوم الاثنين26/1/1434

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 2:52 pm
بواسطة علي الشهري 80
العلاقات الدولية وقت الحرب في التصور الإسلامي:

إن الحرب أبغض شيء إلى نفس المؤمن، و الأصل هو الرحمة و النهي عن القتل إلا أن تعتدي الرذيلة على الفضيلة أو يسود الشر على الخير. و دوافع الحرب اثنين: 1) دفع الاعتداء و الظلم 2) تأمين حرية العقيدة.
فالحرب في الإسلام دفاعية، قال الله: {و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين}. و قال: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعلمون بصير}.
آداب الحرب في الإسلام

1- ما قبل المعركة:
كان الرسول ينهى عن الحرب بقوله: "لا تتمنوا لقاء العدو، و إذا لقيتموه فاصبروا". و قد أوصى الرسول معاذ عند فتح اليمن بقوله: "لا تقاتلوهم حتى تدعوهم، فإن أبوا فلا تقاتلوهم حتى يبدؤوكم، فإن بدؤوكم فلا تقاتلوهم حتى يقتلوا منكم قتيلاً، ثم أرهم هذا القتيل و قولوا لهم هل إلى خير من هذا؟ فلإن يهدي الله على يديك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس".
2- آثناء المعركة:

كان النبي يوجه أصحابه بقوله: "انطلقوا بسم الله، و بالله، و على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تقتلوا شيخاً فانياً و لا طفلاً و لا صغيراً و لا امرأة؛ و لا تغلوا، و ضموا غنائمكم و أصلحوا و أحسنوا، إن الله يحب المحسنين". و قد أوصى الخليفة الصديق قائد جيوشه إلى الشام يزيد بن أبي سفيان بقوله: "إنك ستجد قوماً زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم و ما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له. و ستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف. و إني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأةً و لا صبياً و لا كبيراً هرماً و لا تقطعن شجراً مثمراً و لا تخربن عامراً و لا تعقرن شاةً و لا بعيراً ،إلا لمأكلة، و لا تحرقن نخلاً و لا تغرقنه و لا تغلل و لا تجبن".

3- ما بعد المعركة:
تنتهي الحرب بإحدى ثلاث:

‌أ- استنفاذ أغراضها، كأن يسلم العدو أو يستسلم.
‌ب- أن تكون موادعة (هدنة) يتوقف فيها القتال لأجل معلوم.
‌ج- صلح دائم مستمر.

4- معاهدات ما بعد الانتصار:

جرت العادة في المعاهدات الدولية في تعاملاتها على مبدأ "الويل للمغلوب". أما في الإسلام فالأصل الرحمة و الرفق. قال الله: {و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون}.
5- الأسرى:

قال الله: {و يطعمون الطعام على حبه مسكيناً و يتيماً و أسيراً}. و قال الرسول: "استوصوا بالأسارى خيراً". فالمسلم في الحرب في جهادين، جهاد السيف و جهاد ضبط النفس إزاء الأسير.