حوار بين الأديان أو بين الطوائف ؟
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 6:08 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
تركز الاهتمام الفكري الديني في السنوات الأخيرة على موضوع الحوار بين الأديان. كتب وقيل الكثير عنه. ولكن هذا الموضوع ينطوي على مأزق بالنسبة لنا. فكيف نتحاور كمسلمين مع الآخرين إذا كانت المنازعات بيننا لم تنقطع؟ هذا هو المأزق الذي انطلق لمعالجته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، حين دعا إلى تأسيس حركة للحوار الإسلامي بين المذاهب. وكانت لدعوته أصداء في عموم العالم الإسلامي بين الكتاب والباحثين. كان منها المحاضرة القيمة التي ألقاها الزميل نبيل الحيدري قبل أيام قليلة في ديوان حديث الأمة بلندن على هامش هذه الدعوة الكريمة والحكيمة.
تناول الزميل الحيدري سيرة وفلسفة المفكرين الإسلاميين الشهيرين من أبناء الشيعة الدكتور علي الوردي في العراق (1913 - 1995) والعلامة علي شريعتي في إيران (1933 - 1977). وقد تفرعت عن طروحاتهما شتى الأفكار في إزالة الخلافات بين السنة والشيعة في إطار التسامح والتصحيح والتحديث. ولكل منهما مؤلفات كثيرة وغزيرة تمس هذا الموضوع الحيوي.
للوردي مؤلفات كثيرة اشتهر منها «وعاظ السلاطين» الذي نسف فيه جل المعتقدات الطائفية بما أثار عليه ردودا كثيرة، أغلبها من الفرس، فرد على طروحاتهم البالية بكتابه «مهزلة العقل البشري». أما الدكتور شريعتي فقد اشتهر عنه كتابه «التشيع العلوي والتشيع الصفوي»، الموضوع الذي تخصص فيه الزميل الحيدري. يقول الباحث في هذه الأطروحة إن التشيع المعاصر تغلب عليه النزعة الفارسية الصفوية التي تحالف معها وعاظ السلاطين. سادت في إيران بعد أن أجبرت مسلميها السنة بالقوة والقتل على التشيع المتشدد الذي تبنى التكفير والبغضاء ولعن الخلفاء.
دعا كلا هذين المفكرين البارزين إلى توحد السنة والشيعة، واعتبرا الخليفتين عمر وعلي وجهين مشرقين للمحبة والتآلف، كما ذكر الحيدري. وقد أشادا بالمرجعيتين الإصلاحيتين، محمد عبده في مصر والشيعي العربي محسن الأمين في سوريا.
دعا هؤلاء إلى نبذ التكفير والسباب والمعتقدات الخرافية والطقوس الغريبة عن تاريخ العرب. مضى نبيل الحيدري إلى تفصيل الدعوة المشتركة للوردي وشريعتي الذي اعتمد في مؤلفاته على ما ذهب إليه الوردي سابقا. ورأى، أي الحيدري، أن التشدد في مهاجمة الخلفاء، ولا سيما عمر، يعود إلى ما أنجزه في تحرير العراق وفتح إيران وكسر الهيبة الكسروية وإسقاط عروشها.
كان الحضور في «ديوان حديث الأمة» خليطا من المسلمين السنة والشيعة من أقطار مختلفة من العالم العربي. وجاءت ردود فعلهم منسجمة مع طروحات الزميل المحاضر في إدانة التشيع الفارسي الصفوي في إثارة الفرقة بين صفوف المسلمين. وقد قيل الكثير عن التهجمات الفارسية ضد العرب والتي أخذت أمثلة من الاحتقار والتحامل العنصري الصريح كتسمية عرب البادية بأكلة الجراد والضب.
لم يكن الوردي سياسيا، ولكن شريعتي عاش ومات ثائرا ضد التخلف والرجعية، فأسس في فرنسا حركة التحرير الإيرانية ودعم الثورة الجزائرية. لم يكن غريبا على السجون والتشرد فمات غريبا عن وطنه في سوريا ودفن فيها.
تركز الاهتمام الفكري الديني في السنوات الأخيرة على موضوع الحوار بين الأديان. كتب وقيل الكثير عنه. ولكن هذا الموضوع ينطوي على مأزق بالنسبة لنا. فكيف نتحاور كمسلمين مع الآخرين إذا كانت المنازعات بيننا لم تنقطع؟ هذا هو المأزق الذي انطلق لمعالجته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، حين دعا إلى تأسيس حركة للحوار الإسلامي بين المذاهب. وكانت لدعوته أصداء في عموم العالم الإسلامي بين الكتاب والباحثين. كان منها المحاضرة القيمة التي ألقاها الزميل نبيل الحيدري قبل أيام قليلة في ديوان حديث الأمة بلندن على هامش هذه الدعوة الكريمة والحكيمة.
تناول الزميل الحيدري سيرة وفلسفة المفكرين الإسلاميين الشهيرين من أبناء الشيعة الدكتور علي الوردي في العراق (1913 - 1995) والعلامة علي شريعتي في إيران (1933 - 1977). وقد تفرعت عن طروحاتهما شتى الأفكار في إزالة الخلافات بين السنة والشيعة في إطار التسامح والتصحيح والتحديث. ولكل منهما مؤلفات كثيرة وغزيرة تمس هذا الموضوع الحيوي.
للوردي مؤلفات كثيرة اشتهر منها «وعاظ السلاطين» الذي نسف فيه جل المعتقدات الطائفية بما أثار عليه ردودا كثيرة، أغلبها من الفرس، فرد على طروحاتهم البالية بكتابه «مهزلة العقل البشري». أما الدكتور شريعتي فقد اشتهر عنه كتابه «التشيع العلوي والتشيع الصفوي»، الموضوع الذي تخصص فيه الزميل الحيدري. يقول الباحث في هذه الأطروحة إن التشيع المعاصر تغلب عليه النزعة الفارسية الصفوية التي تحالف معها وعاظ السلاطين. سادت في إيران بعد أن أجبرت مسلميها السنة بالقوة والقتل على التشيع المتشدد الذي تبنى التكفير والبغضاء ولعن الخلفاء.
دعا كلا هذين المفكرين البارزين إلى توحد السنة والشيعة، واعتبرا الخليفتين عمر وعلي وجهين مشرقين للمحبة والتآلف، كما ذكر الحيدري. وقد أشادا بالمرجعيتين الإصلاحيتين، محمد عبده في مصر والشيعي العربي محسن الأمين في سوريا.
دعا هؤلاء إلى نبذ التكفير والسباب والمعتقدات الخرافية والطقوس الغريبة عن تاريخ العرب. مضى نبيل الحيدري إلى تفصيل الدعوة المشتركة للوردي وشريعتي الذي اعتمد في مؤلفاته على ما ذهب إليه الوردي سابقا. ورأى، أي الحيدري، أن التشدد في مهاجمة الخلفاء، ولا سيما عمر، يعود إلى ما أنجزه في تحرير العراق وفتح إيران وكسر الهيبة الكسروية وإسقاط عروشها.
كان الحضور في «ديوان حديث الأمة» خليطا من المسلمين السنة والشيعة من أقطار مختلفة من العالم العربي. وجاءت ردود فعلهم منسجمة مع طروحات الزميل المحاضر في إدانة التشيع الفارسي الصفوي في إثارة الفرقة بين صفوف المسلمين. وقد قيل الكثير عن التهجمات الفارسية ضد العرب والتي أخذت أمثلة من الاحتقار والتحامل العنصري الصريح كتسمية عرب البادية بأكلة الجراد والضب.
لم يكن الوردي سياسيا، ولكن شريعتي عاش ومات ثائرا ضد التخلف والرجعية، فأسس في فرنسا حركة التحرير الإيرانية ودعم الثورة الجزائرية. لم يكن غريبا على السجون والتشرد فمات غريبا عن وطنه في سوريا ودفن فيها.