صفحة 1 من 1

سوريا... بعد الثورة إلى أين؟؟!!!

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 6:46 pm
بواسطة يزيد الدريهم9
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوريا... بعد الثورة إلى أين؟؟!!!

نعم ،سوريا ... بعد الثورة إلى أين ؟؟!!! هذا سؤال يطرحه كل من يهمه ما ستُسفِرُ عنه الثورة السورية؛ وذلك بالنظر إلى التحديات التي سوف يواجهها السوريون بعد الثورة، والتي يجب على السوريين ألا يغفلوها من الآن، سواء كانت هذه التحديات داخلية أو خارجية.
أما التحديات الداخلية فتتمثل أساسا فيما يلي: محاولة لم شَملِ الشعب السوري تحت بوتقة واحدة، تمثله داخليا وخارجيا والسهر على خدمته اقتصاديا واجتماعيا، وخاصة بعد المعانات التي واجهها ما يقارب السنتين، في مواجهة الحكم لنصيري وأتباعه من العسكر والشبيحة الأنجاس.
ومن التحديات عدم إغفال التجارب التي أجهضت الكثير من الثورات ،والمتمثلة أساسا في طريقة التعامل مع الفصائل التي قاتلت إبان الثورة، علما أن كل فصيل سوف يسعى جاهدا من أجل أن تكون له مكانة ضمن القوى الفاعلة في البلاد، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، وخير دليل على ما سبق ما تعيشه اليوم دول الربيع العربي، من الشقيقة تونس الخضراء مرورا بليبيا العزة والكرامة؛ وما مصر عنا ببعيد ،لا نريد لسوريا العربية المسلمة أن تتخبط في نفس الحلقات التي تخبطت فيها أكثر من دولة عربية، دون الإستفادة من هذه التجارب واستثمارها ومحاولة الإستفادة منها حتى لا يضحك علينا الغرب في سوريا الحبيبة كما ضحك على كثير من دولنا العربية؛ إلى متى يا عرب ؟؟؟!!!!!إلى متى يا مسلمين ؟؟!!!إلى متى يا سوريين نستفيد من تجارب غيرنا ؟؟!!!إلى متى يا......؟؟!!!أفتوني بارك الله فيكم، نعم أفتوني بارك الله فيكم؛
إن التجربة التي مرت بها الجزائر في مطلع التسعينيات كانت كافية لكل مسلم ولكل دولة عربية وإسلامية للإعتبار، لكن وللأسف الشديد دائما تتكرر نفس الأخطاء، وما لا نتمناه أن تستنسخ هذه التجارب القاتلة في الثورة السورية المظفرة، علما أن الكثير من أعدائنا يتنبأ لنا بعد سقوط نظام الطاغية بشار بأنهار من الدماء جراء حرب أهلية داخلية بين الفصائل الثائرة اليوم؛ وهذا مالا نتمناه ولا يتمناه السوريين وغيرها من الإحتمالات التي لابد أن تؤخذ بعين الإعتبار.
أما الإحتمالات الخارجية فتتمثل أساسا في العلاقات الخارجية ومسألة الحدود ،والدول الصديقة ودول الجوار،والتحالفات والإنتماء إلى المنظمات الدولية، سواء على المستوى الإقليمي أو القاري أو العالمي....الخ.
1/العلاقات الخارجية:مما لاشك فيه في حالة ما إذا تمكن السوريين من القضاء على نظام الأسد ولم تتدخل الولايات المتحدة عسكريا في سوريا، سوف تسعى الكثير من الدول إلى إقامة علاقات مع النظام الجديد، بدءً بأمريكا وروسيا مرورا بالدول الأوروبية لكن قد يتساءل البعض عن روسيا أليست حليفة لنظام الأسد المنهار. الجواب طبعا:بـــــــــــــلى،لـــــــكــــن هــــذه الدول سياساتها مبنية على أساس برغماتي مصالحي محض،اليوم مع الأسد وغدا مع من سيخلف الأسد؛ لكن هل يقبل النظام القادم بالتحالف مع روسيا التي وقفت مع الأسد ؟؟مما لاشك فيه أنها سوف تقبل خاصة إذا عرضت روسيا المنافقة المساهمة في اعمار سوريا ما بعد الحرب ،والمساهمة في تسليح الجيش السوري الجديد وغيرها من المعطيات التي تجعل روسيا والصين على علاقة وطيدة مع سوريا الجديدة، إضافة إلى مكانتيهما في مجلس الأمن وتمتعهما بحق النقض(الفيتو)هذا كله في حالة ما إذا لم تكن القيادة الجديدة للتيار السلفي الذي يسمونه بالمتشدد.
2/الحدود:مما لاشك فيه أن من النقاط الحدودية الحساسة والساخنة في المرحلة القادمة هي تلك التي تجمع سوريا مع إسرائيل بالدرجة الأولى، والمتمثلة أساسا في هضبة الجولان باعتبارها جزء من الأراضي السورية، وإسرائيل العدو اللدود للعرب والمسلمين،وأكثر ما يخيف إسرائيل في سوريا هو التيار السلفي بقيادة جبهة النصرة وغيرها من التيارات التي همها الدفاع عن أعراض السوريين وتحرير سوريا من قبضة الأسد وإقامة دولة سورية إسلامية وفي الحقيقةهو مطلب جل الفصائل المتواجدة على أرض المعركة؛ أما النقطة الحساسة الثانية هي العراق ولبنان علما أن هاتان الدولتان ـ في الوقت الحالي ـ عبارة عن عرائس تحركها إيران من خلف الستار؛ وعليه فإن إيران لن تدخر جهدا في بقاء النظام الأسدي باعتباره حلقة وصل بينها وبين نصر الله في لبنان، أما العراق من شيعة ورافضة لا ولن يقبلوا بجار سني، اللهم إلا في حالة ما إذا استطاعت دوله العراق الإسلامية المنسوبة إلى الإرهاب العالمي أن تسد ثغرهم بضربات (صليل الصوارم)،
3/الدول الصديقة: سوف تكون على رأسها السعودية وقطر باعتبار أن سقوط الأسد يهمهما وخاصة السعودية التي تسعى إلى مجارات نظيرتها الإيرانية في كسب ود دول إلى جوارها وبالتالي تعزيز نفوذها في المنطقة.
4/ دول الجوار والتحالفات والإنتماء إلى المنظمات الدولية سواء على المستوى الإقليمي أو القاري أو العالمي:هذه النقاط تبدوا شبه واضحة لذلك لن نخوض بحرها طلبا للإختصار.
وفي الأخير أطرح بعض التساؤلات التي تجول في ذاكرة كل شريف أبي .
*هل سقوط النظام النصيري البائس بات وشيكا أم.....؟؟؟مما لاشك فيه ومن خلال قراءة الميدان،فما هي إلا مسألة أيام أو وعلى الأكثر أسابيع، لكن الحرب مبنية على المفاجآت فقد يطول عمر هذا النظام البائس لشهور، علما أننا لا نتمن ذلك لكن الميدان هو سيد الموقف وهو المتحكم في ساعة الحسم، وليست التحاليل السياسية البراقة.
*هل ستخمد نار الحرب بعد سقوط الأسد أم أن سقوطه هو بداية الشرارة للحرب التي تأتي على الأخضر واليابس؟؟؟إذا خمدت نيران الحرب المستعرة بسقوط نظام الأسد وهو ما نتمناه، أما في حالة ما إذا ازدادت استعارا فقد تكون بداية مخاض وتهيئة للملاحم التي وعد النبي صلى الله عليه وسلم، علما أنها تبدأ من الشام وتستمر إلى أن تفتح روما وهي عاصمة إيطاليا اليوم.
*في حالة سقوط الطاغية هل سيتمكن السوريين من بناء دول سورية إسلامية متحضرة تكفل للشعب السوري احتياجاته ؟ هذا ما نتمنى أن نراه بأعيننا وتسمعه أذننا وتعيه قلوبنا آمين
*ســـــوريـــــا...بـــعــد الثـــورة إلى أيــــــن؟؟!!!
والله ولي التوفيق.