منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#58242
حذرت الأمم المتحدة اليوم الأحد من أن هناك أزمة غذاء شديدة تلوح في الأفق في جميع أنحاء العالم خلال عام 2013.

ونوهت الأمم المتحدة - في أحدث تقرير أصدرته اليوم وأوردته صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني - الى أن احتياطيات الحبوب العالمية منخفضة جدا لدرجة خطيرة وأن الظروف المناخية القاسية في الولايات المتحدة أو غيرها من الدول المصدرة للغذاء قد تؤدي إلى أزمة مجاعة كبرى في العالم خلال العام المقبل.

وذكرت أن تلف موسم الحصاد في الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أخرى أدى إلى تآكل الاحتياطيات هذا العام إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1974. وإن الولايات المتحدة شهدت أعلى موجات الحر والجفاف التي تم تسجيلها في عام 2012، وتمتلك الآن أقل مستوى في الاحتياطيات من الذرة في تاريخها بنسبة 5،6 % مما كانت تتوقع أن تستهلك في العام المقبل.

ونقلت الصحيفة عن عبدالرضا عباسيان -أحد كبار الخبراء الاقتصاديين مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"- قوله "إننا لا ننتج بقدر ما نستهلك ، وهذا هو السبب في اتجاه الأسهم إلى الانخفاض ، إن إمداداتنا الآن محدودة جدا في جميع أنحاء العالم والاحتياطيات عند مستوى منخفض جدا، لا يدع مجالا لأحداث غير متوقعة العام المقبل".

وأضاف أنه مع استهلاك الأغذية التي تزيد عن الانتاج لمدة ست سنوات خلال ال 11 عاما الماضية، فإن البلدان واجهت انخفاضا في احتياطياتها من متوسط 107 أيام من الاستهلاك قبل 10 سنوات إلى أقل من 74 يوما في الآونة الأخيرة.

وأضافت الأمم المتحدة أن أسعار المحاصيل الغذائية الرئيسية مثل القمح والذرة تقترب الآن من تلك التي أثارت أعمال شغب في 25 بلدا في عام 2008. إذ تشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة التي صدرت هذا الأسبوع إلى أن حوالي 870 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية وأزمة الغذاء ونمو سكاني مرتفع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

ومن المتوقع - حسب الأمم المتحدة - أن يشهد إنتاج القمح هذا العام انخفاضا بمعدل 2،5 بالمائة ليكون أقل من 2011 ، كما أن عددا أكبر من المحاصيل الأخرى، باستثناء الأرز، سينخفض أيضا.

وتأتي هذه الأرقام مع إصدار أحد الرواد في مجال البيئة في العالم تحذيرا من أن نظام إمدادات الأغذية العالمية قد ينهار في أي لحظة، مخلفا مئات الملايين من الجياع، مما يتسبب في أعمال شغب واسعة النطاق وإسقاط حكومات.

وفي تقييم جديد صادم لآفاق الاحتياجات الغذائية قال ليستر براون رئيس مركز بحوث سياسة الأرض في واشنطن، إن المناخ لم يعد يمكن الاعتماد عليه وأن الطلب على المواد الغذائية يزداد بسرعة لدرجة أن انهيار النظام الغذائي العالمي أمر لا مفر منه، إلا إذا تم اتخاذ إجراءات عاجلة.

وقال براون في كتاب جديد له "إن نقص الغذاء قوض حضارات سابقة ، ونحن نسير في نفس الاتجاه. كل بلد يجب أن يتوقى الآن لنفسه، والعالم يعيش عاما بعام".

وأضاف براون " إننا نشهد بداية إنهيار إمدادات الغذاء مع اندفاع المضاربين إلى"انتزاع" ملايين الكيلومترات المربعة من الأراضي الزراعية الرخيصة، وتضاعف أسعار الغذاء العالمية خلال عقد من الزمان، وحدوث انهيار كبير للاحتياطيات الغذائية للدول.

وتابعت صحيفة الجارديان البريطانية "إنه خلال العام الحالي، وللمرة السادسة خلال 11 عاما، سوف يستهلك العالم غذاء أكثر مما ينتج ، إلى حد كبير بسبب الطقس الشديد في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الرئيسية المصدرة للغذاء".

وذكرت منظمة أوكسفام الاسبوع الماضي أن سعر المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك القمح والأرز، قد يتضاعف في السنوات ال 20 المقبلة، مما ينذر بعواقب وخيمة بالنسبة للفقراء الذين ينفقون نسبة كبيرة من دخولهم على الغذاء.

وفي عام 2012، ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة فإن أسعارالغذاء بدأت بالفعل في الإقتراب من مستويات قياسية، بعد أن ارتفع بنسبة 4،1 بالمائة في سبتمبر الماضي .

وكان قد ارتفعت في يوليو الماضي أيضا بنسبة 6 بالمائة. ويقول براون "إننا ندخل حقبة جديدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانتشار الجوع، وأن الإمدادات الغذائية أصبحت محدودة في كل مكان والأرض أصبحت أكثر السلع رواجا، باعتبار أن العالم ينتقل من عصر وفرة الغذاء إلى واحدة من أكثرها ندرة" مضيفا "أن الجغرافيا السياسية للغذاء تطغى سريعا على الجغرافيا السياسية للنفط".

وتأتي تحذيرات براون متزامنة مع تقارير من الأمم المتحدة وحكومات العالم تفيد بأن الحرارة الشديدة والجفاف في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الرئيسية المصدرة للغذاء ضربت المحاصيل بشدة ودفعت الأسعار للإرتفاع.

وتابع براون "إن الوضع الذي نحن فيه ليس مؤقتا. هذه الأمور سوف تحدث في كل وقت. المناخ في حالة تغير مستمر ولن يكون شيئا طبيعيا بعد ، لقد بدأنا فصلا جديدا، سنرى الاضطرابات الغذائية في العديد من الأماكن بالعالم".

وأضاف قائلا "إن العدوان المسلح لم يعد التهديد الرئيسي لمستقبلنا. إن التهديدات الملحة لهذا القرن هي تغير المناخ، والنمو السكاني، ونقص المياه وانتشار ارتفاع أسعار المواد الغذائية".