- الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 7:13 pm
#58255
نثار
مصر التي في خاطري
مصر موطني الثاني أدين لها بالوفاء والولاء كما أدين به لوطني الأول السعودية، وقد تعلمتُ في المرحلة الإعدادية والمتوسطة والثانوية على يد معلمين مصريين، وتشربت ثقافتي الأولى من العقاد وطه حسين وأحمد أمين وسلامة موسى، وأول شعر حفظته هو قصائد أحمد شوقي وحافظ إبراهيم واسماعيل صبري، ثم تلقيت تعليمي الجامعي في مصر وبعد تخرجي تزوجت مصرية لم تكمل مع الأسف مشوار الحياة معي، ولكنها تركت لي ابنتين أو جزءاً من نفسها، ولي في مصر الآن أرحام، وأعترف أنني في هذه الأيام بالذات أن أول أخبار أقرأها هي أخبار مصر، وما يحدث فيها الآن يؤلمني وتتقطع نفسي حسرات عليه، فالشعب المصري منقسم على نفسه والهوة بين الفريقين سحيقة خاصة وقد أقحم الدين فيها فأصبح هناك (مؤمنون) و(كفرة)، أو مسلمون وخوارج، والاستفتاء الذي يجري الان على الدستور إن لم توافق عليه الأغلبية بنسبة 70%، فسيكون عامل تفريق جديدا لأن الدستور ليس كالحكومات يتغير كل خمس سنوات بل وجد ليكون نبراساً للحياة وللعقد الاجتماعي طالما بقي الشعب على قيد الحياة، والدستور الأميركي وضع قبل أكثر من مائتي عام، ولم تدخل عليه طيلة هذه المدة سوى خمسة تعديلات، ثم إن الوضع الاقتصادي في مصر في طريقه إلى الانهيار، والاحتياطي الموجود من العملات الأجنبية لا يكفي إلا لمدة ثلاثة شهور وبعدها الجوع، أما قرض البنك الدولي فلن يقدم لمصر لأنها عاجزة عن تلبية شروط البنك خاصة رفع الضرائب ورفع الدعم عن بعض السلع، والسياحة وهي المورد الرئيسي للبلد مضروبة، وابنتي التي تزور الأقصر الآن كلمتني بالتليفون وقالت لي إنها الوحيدة التي تنزل في الفندق العائم في الأقصر، أي لا يوجد أي سياح فيها، والمستقبل إذن مظلم ما لم يحدث توافق بين الفصيلين المتحاربين، وهذا يبدو شبه مستحيل.
مصر التي في خاطري
مصر موطني الثاني أدين لها بالوفاء والولاء كما أدين به لوطني الأول السعودية، وقد تعلمتُ في المرحلة الإعدادية والمتوسطة والثانوية على يد معلمين مصريين، وتشربت ثقافتي الأولى من العقاد وطه حسين وأحمد أمين وسلامة موسى، وأول شعر حفظته هو قصائد أحمد شوقي وحافظ إبراهيم واسماعيل صبري، ثم تلقيت تعليمي الجامعي في مصر وبعد تخرجي تزوجت مصرية لم تكمل مع الأسف مشوار الحياة معي، ولكنها تركت لي ابنتين أو جزءاً من نفسها، ولي في مصر الآن أرحام، وأعترف أنني في هذه الأيام بالذات أن أول أخبار أقرأها هي أخبار مصر، وما يحدث فيها الآن يؤلمني وتتقطع نفسي حسرات عليه، فالشعب المصري منقسم على نفسه والهوة بين الفريقين سحيقة خاصة وقد أقحم الدين فيها فأصبح هناك (مؤمنون) و(كفرة)، أو مسلمون وخوارج، والاستفتاء الذي يجري الان على الدستور إن لم توافق عليه الأغلبية بنسبة 70%، فسيكون عامل تفريق جديدا لأن الدستور ليس كالحكومات يتغير كل خمس سنوات بل وجد ليكون نبراساً للحياة وللعقد الاجتماعي طالما بقي الشعب على قيد الحياة، والدستور الأميركي وضع قبل أكثر من مائتي عام، ولم تدخل عليه طيلة هذه المدة سوى خمسة تعديلات، ثم إن الوضع الاقتصادي في مصر في طريقه إلى الانهيار، والاحتياطي الموجود من العملات الأجنبية لا يكفي إلا لمدة ثلاثة شهور وبعدها الجوع، أما قرض البنك الدولي فلن يقدم لمصر لأنها عاجزة عن تلبية شروط البنك خاصة رفع الضرائب ورفع الدعم عن بعض السلع، والسياحة وهي المورد الرئيسي للبلد مضروبة، وابنتي التي تزور الأقصر الآن كلمتني بالتليفون وقالت لي إنها الوحيدة التي تنزل في الفندق العائم في الأقصر، أي لا يوجد أي سياح فيها، والمستقبل إذن مظلم ما لم يحدث توافق بين الفصيلين المتحاربين، وهذا يبدو شبه مستحيل.