- الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 7:13 pm
#58256
أدّت زيادة قنوات الاتصال و الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت إلى حرية الفرد في التعبير عن رأيه بالشكل الذي يريده ، و أدّى غياب مقص الرقيب لحدوث تدفق معلوماتي رهيب من كل حدبٍ وصوب ، و هذا ما فتح آفاقاً من المعلومات وأبواباً من الحضارات الغائبة عنّا ، و هذا أيضاً ما فتح قنوات عديدة لمرور الإشاعات وسهولة تداولها بين الناس .
بإمكاني أن أعرفّ الإشاعة على أنها معلومة مغلوطة يتم زرعها داخل المجتمع إما بهدفٍ يرجو من وراءها الفائدة ، أو بدون هدفٍ بسبب التسلية و سهولة تداول المعلومة عبر المواقع الاجتماعية وأجهزة البلاك بيري . و ما أراه في الآونة الأخيرة أن الإشاعات أصبحت لقضاء وقت الفراغ وإرعاب الناس أكثر من كونها وسيلة يتم استخدامها لنشر المفيد بين الناس . سأقف أمام عدة أمثلة تم تداولها بكثرة على القنوات الاجتماعية وبرنامج ( الواتساب ) الشهير و ماذا قال الناس عنها .
مذنب الينين ، و الذي اقترب من كوكبنا في ديسمبر 2011 م . إذ قال الكثيرون حينها بأن مروره سيسبب الكثير من الدمار للأرض ، وسيغير من معالمها بفعل الزلازل والبراكين و موجات التسونامي العملاقة التي ستجتاج المدن ، و أن هنالك احتمال كبير لذوبان الجليد في القطبين المتجمدين مما سيؤدي لغرق العالم بأسره .
ولم تقتصر الإشاعات على ذلك فحسب ، بل وصل الأمر إلى تداول ملف فيديو لرجل يدّعي التحدث بشكلٍ علمي عن اختفاء قارات بعد اقتراب المذنب منّا ، وقد تنقرض نسبة كبيرة من الحياة في تلك المحنة العظيمة . أتى التاريخ المزعوم لنهاية العالم ، و لم يحدث أيّ شيء رغم الإشاعة المرعبة الذي تم تدويرها حتى تلاشت بقدوم تاريخها .
ومن ضمن الإشاعات التي انتشرت – وما زالت حتى الآن – هي إشاعة نهاية العالم في ديسمبر القادم من هذا العام ، وأن هنالك كوكباً عملاقاً يدعى نيبيرو سيرتطم بكوكبنا مما سيخلّف دماراً قد يفني بعالمنا . وأكدت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بأنه لا صحة لتلك الإشاعات والتنبؤات المنتشرة على شبكة الإنترنت ورسائل الإيميل ومن الأفضل أن نتجاهل كل السيناريوهات المختلقة حول ذلك اليوم .
وقد نرى يومياً في هواتفنا أو صندوق بريدنا إشاعات بلا مصدر ، كالتحذير من خطورة صنف محدد من الأطعمة ، أو شامبو مسبب للسرطان ، أو حتى أخبار ومقولات وفيديوهات لا تمت للحقيقة بصلة . وما يزيد من المعضلة هو سرعة تداول هذه المعلومات من باب الفضول والرغبة بمعرفة تفاصيلها وذلك من خلال مداورتها فيما بيننا ، و نحن لا نعلم بأن هذا الفعل هو سبب انتشارها في الساحة . وكأننا نعيب الإشاعة والعيب فينا .
* * * * *
لقد أصبحت أجهزة الجوال الذكية في متناول أيدي الجميع ، وهذا ما سيفتح مجالاً لسهولة حصول الأطفال على أي معلومة ، ومواجهتهم لكّم كبير من المعلومات التي لا تناسب أعمارهم الحالية ، ونظراً لصغر عقولهم وقلة إدراكهم وطراوة فكرهم ، قد يتداولوا فيما بينهم إشاعات أو أفكار مشوشة مما يؤثر على نمط تربيتهم بسبب ذلك الانفتاح السابق لأوانه .
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقوم بصد رياح التغير عن المجتمع ، و لعل السلوك الأمثل لمواجهة تكنولوجيا العصر وثورة المعلومات هو خلق بيئة توعوية تتمثل بالبحث والتقصي عن مصدر المعلومة والتأكد من صحتها بدلاً من البدء بنقلها دون وعي . ولأن بيئتنا التعليمية تمحورت حول التلقين والحفظ ، قد نحتاج إلى بعض الوقت لندرك أهمية البحث والاستقصاء حول ما نستقيه من معلومات في شتّى العلوم .
إن من مساوئ الانفتاح الإعلامي الحديث هو سهولة نشر المعلومة على أكبر نطاق ممكن وإن كانت غير مثبتة ، مما يعني صعوبة نفيها في حال إضرار تلك المعلومة لفرد أو منظمة اجتماعية ، وقد يحتاج المتضرر إلى منبر إعلاني ضخم لكي يزيل ما أصابه وهذا ما سيكلفه الكثير من المال والجهد للقضاء على الإشاعات من حوله .
ولضمان أكبر نسبة لحرية الآراء والتقليل من حدتها المطلقة التي قد تضر بمعتقدات وأفكار الغير ، من الواجب أن نقوم بسن قوانين تُحاكم كل من تثبت إدانته بإساءة للغير ، سواءً كانت إشاعة أو معلومات مغلوطة قد تضر بالسمعة العامة . وبهذه الطريقة سنضمن حرية غير حادة ، تمنح المتحدث حدوداً لا تتداخل مع حدود غيره ، وتزيل الرأس المسنن المصاحب لبعض الآراء المتحررة كما يدّعي أصحابها ، وبذلك نجني رأياً حراً (غير حاد) ، ونرضي طموح كل الأطراف .
خاتمة
لا تدع الموضوع يتوقف عندك ! انشر و لك الأجر فربما يهتدي أحدهم بسبب نشرك له ، ويكون في ميزان حسناتك ، المهم انشر !
بإمكاني أن أعرفّ الإشاعة على أنها معلومة مغلوطة يتم زرعها داخل المجتمع إما بهدفٍ يرجو من وراءها الفائدة ، أو بدون هدفٍ بسبب التسلية و سهولة تداول المعلومة عبر المواقع الاجتماعية وأجهزة البلاك بيري . و ما أراه في الآونة الأخيرة أن الإشاعات أصبحت لقضاء وقت الفراغ وإرعاب الناس أكثر من كونها وسيلة يتم استخدامها لنشر المفيد بين الناس . سأقف أمام عدة أمثلة تم تداولها بكثرة على القنوات الاجتماعية وبرنامج ( الواتساب ) الشهير و ماذا قال الناس عنها .
مذنب الينين ، و الذي اقترب من كوكبنا في ديسمبر 2011 م . إذ قال الكثيرون حينها بأن مروره سيسبب الكثير من الدمار للأرض ، وسيغير من معالمها بفعل الزلازل والبراكين و موجات التسونامي العملاقة التي ستجتاج المدن ، و أن هنالك احتمال كبير لذوبان الجليد في القطبين المتجمدين مما سيؤدي لغرق العالم بأسره .
ولم تقتصر الإشاعات على ذلك فحسب ، بل وصل الأمر إلى تداول ملف فيديو لرجل يدّعي التحدث بشكلٍ علمي عن اختفاء قارات بعد اقتراب المذنب منّا ، وقد تنقرض نسبة كبيرة من الحياة في تلك المحنة العظيمة . أتى التاريخ المزعوم لنهاية العالم ، و لم يحدث أيّ شيء رغم الإشاعة المرعبة الذي تم تدويرها حتى تلاشت بقدوم تاريخها .
ومن ضمن الإشاعات التي انتشرت – وما زالت حتى الآن – هي إشاعة نهاية العالم في ديسمبر القادم من هذا العام ، وأن هنالك كوكباً عملاقاً يدعى نيبيرو سيرتطم بكوكبنا مما سيخلّف دماراً قد يفني بعالمنا . وأكدت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بأنه لا صحة لتلك الإشاعات والتنبؤات المنتشرة على شبكة الإنترنت ورسائل الإيميل ومن الأفضل أن نتجاهل كل السيناريوهات المختلقة حول ذلك اليوم .
وقد نرى يومياً في هواتفنا أو صندوق بريدنا إشاعات بلا مصدر ، كالتحذير من خطورة صنف محدد من الأطعمة ، أو شامبو مسبب للسرطان ، أو حتى أخبار ومقولات وفيديوهات لا تمت للحقيقة بصلة . وما يزيد من المعضلة هو سرعة تداول هذه المعلومات من باب الفضول والرغبة بمعرفة تفاصيلها وذلك من خلال مداورتها فيما بيننا ، و نحن لا نعلم بأن هذا الفعل هو سبب انتشارها في الساحة . وكأننا نعيب الإشاعة والعيب فينا .
* * * * *
لقد أصبحت أجهزة الجوال الذكية في متناول أيدي الجميع ، وهذا ما سيفتح مجالاً لسهولة حصول الأطفال على أي معلومة ، ومواجهتهم لكّم كبير من المعلومات التي لا تناسب أعمارهم الحالية ، ونظراً لصغر عقولهم وقلة إدراكهم وطراوة فكرهم ، قد يتداولوا فيما بينهم إشاعات أو أفكار مشوشة مما يؤثر على نمط تربيتهم بسبب ذلك الانفتاح السابق لأوانه .
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقوم بصد رياح التغير عن المجتمع ، و لعل السلوك الأمثل لمواجهة تكنولوجيا العصر وثورة المعلومات هو خلق بيئة توعوية تتمثل بالبحث والتقصي عن مصدر المعلومة والتأكد من صحتها بدلاً من البدء بنقلها دون وعي . ولأن بيئتنا التعليمية تمحورت حول التلقين والحفظ ، قد نحتاج إلى بعض الوقت لندرك أهمية البحث والاستقصاء حول ما نستقيه من معلومات في شتّى العلوم .
إن من مساوئ الانفتاح الإعلامي الحديث هو سهولة نشر المعلومة على أكبر نطاق ممكن وإن كانت غير مثبتة ، مما يعني صعوبة نفيها في حال إضرار تلك المعلومة لفرد أو منظمة اجتماعية ، وقد يحتاج المتضرر إلى منبر إعلاني ضخم لكي يزيل ما أصابه وهذا ما سيكلفه الكثير من المال والجهد للقضاء على الإشاعات من حوله .
ولضمان أكبر نسبة لحرية الآراء والتقليل من حدتها المطلقة التي قد تضر بمعتقدات وأفكار الغير ، من الواجب أن نقوم بسن قوانين تُحاكم كل من تثبت إدانته بإساءة للغير ، سواءً كانت إشاعة أو معلومات مغلوطة قد تضر بالسمعة العامة . وبهذه الطريقة سنضمن حرية غير حادة ، تمنح المتحدث حدوداً لا تتداخل مع حدود غيره ، وتزيل الرأس المسنن المصاحب لبعض الآراء المتحررة كما يدّعي أصحابها ، وبذلك نجني رأياً حراً (غير حاد) ، ونرضي طموح كل الأطراف .
خاتمة
لا تدع الموضوع يتوقف عندك ! انشر و لك الأجر فربما يهتدي أحدهم بسبب نشرك له ، ويكون في ميزان حسناتك ، المهم انشر !