- الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 7:20 pm
#58268
افق الشمس
سيكيولوجية التناقض
نتميز كمجتمع سعودي بحالة التناقض المثير للاستغراب تارة، والضحك تارة، والتعجب تارات وتارات..!
التناقض لا يقف عند مستوى الرؤى الفكرية والانتماء الايدلوجي ومايفرزه من مواقف وقرارات وربما فتاوي بل يتأصل في كثير من مواقفنا وقراراتنا ما يعني انه جزء من مفاصل القرار الاداري احيانا..
هذه الايام وبكل اهتمام يتناقل المواطنون عبر الواتسب تغريدات رجل منتحل شخصية الإعلامي داود الشريان والتي تبشر بأخبار جميلة مع صدور الميزانية.. قبول تلك الاخبار يأتي وفق استراتيجية الخصوصية السعودية..
ولكم جزء من المشهد:
في وسائل الاتصال والشبكات الاجتماعية نجد تعليقات ساخرة على برنامج الثامنة والمؤكد انها او بعضها على الاقل تنال من مقدم الثامنة وتصفه بكل ما يخطر في بالك وربما اكثر وفق منظور سلبي حيث يؤكدون انه اكبر إبرة تخدير، وتارة يصفونه ببرنامج فضفض وانسَ، وخلاف ذلك..
وبصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع تلك الآراء الا ان متابعة حساب منتحل شخصية الشريان واعتبار معلوماته مهمة وذات مصداقية تدخل في مشهد التناقض السعودي.. فكيف نرفض برنامجا اثار الكثير من القضايا وفتح الكثير من الملفات ونصدق حسابا مزورا فقط لانه يعدنا بزيادة راتب او يؤكد صدور قرارات تثلج القلب..؟
تناقضنا لا يقف هنا والا لهان الامر بل يتأصل في الكثير من مفاصل حياتنا فنحن في الامس نؤكد ان صوت المرأة عورة واليوم نتبارى على متابعة برامج الداعيات عبر قنوات خاصة بهن في اليوتيوب..؟
بل هناك من يعتبر عمل المرأة في المجال الطبي محرماً وولي أمرها (د..) فيما هم يطالبون بإدخال المرأة في عمل الحسبة.. تناقضنا هنا يعني ان اعراض المريضات لا تهمهم فيما اعراض رائدات الاسواق والمطاعم اهم.. وهي وصاية التحليل والتحريم وفق مقاييس التناقض السعودي..
بالمناسبة هذا التناقض لم يقف عند ابواب العامة بل وصل لبعض العلماء ايضا وفق المصطلح السعودي المحلي..
حالة التناقض تلك تشبه في تباينها اجواء مدينة الرياض فهي غالبا جافة وترفع حاجبيها تكشيرة في وجوهنا رغم عشقنا اللامتناهي لها لتفاجئنا في صباحات المطر الجميلة بأن خريطة سيرنا لابد ان تتغير لان بعض الطرق من النعومة والرقة بحيث فاضت دموعها فوق طاقتها الاستيعابية..!
نصلي صلاة الاستسقاء ثم نتذمر من طرقاتنا وزحمتها وتزايد منسوب مياهها ثم وبسرعة لا تليق الا بنا وبعفويتنا نحمل أمتعتنا لنستمتع ببقايا الغيوم والمطر في رمال الثمامة خاصة ايام العمل حيث بعضنا والذي يعلمنا في الصباح اهمية الامانة وعدم اكل المال الحرام والالتزام لا يجد حرجا في خروجه لاداء صلاة الظهر وعدم العودة للعمل ليتنعم ببقايا المطر..
إنه تناقضنا الذي نتميز به..!
وفي سياق التناقض نجد المسؤول ايضا يمارس تنظيره الاقتصادي ويطالب المواطن بالترشيد في كل شيء بما في ذلك دقائق استحمامه فيما قد تكشف لنا حالة التناقض ان فاتورة المياه المتسربة من انكسار المواسير تفوق الالاف هو ليس مسرفا ولكنه جزء من سيكيولوجية التناقض الوطنية..
ولأن التناقض جزء من مشهد عام فإننا نحرم على نسائنا مانبيحه لنساء الاخرين خاصة وان الرجل في سيكيولوجيتنا شايل عيبه، وجيبه معيار قيمته الاجتماعية ولاكتمال الصورة فإن الجميع يؤكد على مبدأ ديني ان خلق ودين الرجل معيار قبوله كزوج ولكن سيكيولوجية التناقض تخترق هذا لتبيح في المساء ما تحفظت عليه في الصباح..
سيكيولوجية التناقض
نتميز كمجتمع سعودي بحالة التناقض المثير للاستغراب تارة، والضحك تارة، والتعجب تارات وتارات..!
التناقض لا يقف عند مستوى الرؤى الفكرية والانتماء الايدلوجي ومايفرزه من مواقف وقرارات وربما فتاوي بل يتأصل في كثير من مواقفنا وقراراتنا ما يعني انه جزء من مفاصل القرار الاداري احيانا..
هذه الايام وبكل اهتمام يتناقل المواطنون عبر الواتسب تغريدات رجل منتحل شخصية الإعلامي داود الشريان والتي تبشر بأخبار جميلة مع صدور الميزانية.. قبول تلك الاخبار يأتي وفق استراتيجية الخصوصية السعودية..
ولكم جزء من المشهد:
في وسائل الاتصال والشبكات الاجتماعية نجد تعليقات ساخرة على برنامج الثامنة والمؤكد انها او بعضها على الاقل تنال من مقدم الثامنة وتصفه بكل ما يخطر في بالك وربما اكثر وفق منظور سلبي حيث يؤكدون انه اكبر إبرة تخدير، وتارة يصفونه ببرنامج فضفض وانسَ، وخلاف ذلك..
وبصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع تلك الآراء الا ان متابعة حساب منتحل شخصية الشريان واعتبار معلوماته مهمة وذات مصداقية تدخل في مشهد التناقض السعودي.. فكيف نرفض برنامجا اثار الكثير من القضايا وفتح الكثير من الملفات ونصدق حسابا مزورا فقط لانه يعدنا بزيادة راتب او يؤكد صدور قرارات تثلج القلب..؟
تناقضنا لا يقف هنا والا لهان الامر بل يتأصل في الكثير من مفاصل حياتنا فنحن في الامس نؤكد ان صوت المرأة عورة واليوم نتبارى على متابعة برامج الداعيات عبر قنوات خاصة بهن في اليوتيوب..؟
بل هناك من يعتبر عمل المرأة في المجال الطبي محرماً وولي أمرها (د..) فيما هم يطالبون بإدخال المرأة في عمل الحسبة.. تناقضنا هنا يعني ان اعراض المريضات لا تهمهم فيما اعراض رائدات الاسواق والمطاعم اهم.. وهي وصاية التحليل والتحريم وفق مقاييس التناقض السعودي..
بالمناسبة هذا التناقض لم يقف عند ابواب العامة بل وصل لبعض العلماء ايضا وفق المصطلح السعودي المحلي..
حالة التناقض تلك تشبه في تباينها اجواء مدينة الرياض فهي غالبا جافة وترفع حاجبيها تكشيرة في وجوهنا رغم عشقنا اللامتناهي لها لتفاجئنا في صباحات المطر الجميلة بأن خريطة سيرنا لابد ان تتغير لان بعض الطرق من النعومة والرقة بحيث فاضت دموعها فوق طاقتها الاستيعابية..!
نصلي صلاة الاستسقاء ثم نتذمر من طرقاتنا وزحمتها وتزايد منسوب مياهها ثم وبسرعة لا تليق الا بنا وبعفويتنا نحمل أمتعتنا لنستمتع ببقايا الغيوم والمطر في رمال الثمامة خاصة ايام العمل حيث بعضنا والذي يعلمنا في الصباح اهمية الامانة وعدم اكل المال الحرام والالتزام لا يجد حرجا في خروجه لاداء صلاة الظهر وعدم العودة للعمل ليتنعم ببقايا المطر..
إنه تناقضنا الذي نتميز به..!
وفي سياق التناقض نجد المسؤول ايضا يمارس تنظيره الاقتصادي ويطالب المواطن بالترشيد في كل شيء بما في ذلك دقائق استحمامه فيما قد تكشف لنا حالة التناقض ان فاتورة المياه المتسربة من انكسار المواسير تفوق الالاف هو ليس مسرفا ولكنه جزء من سيكيولوجية التناقض الوطنية..
ولأن التناقض جزء من مشهد عام فإننا نحرم على نسائنا مانبيحه لنساء الاخرين خاصة وان الرجل في سيكيولوجيتنا شايل عيبه، وجيبه معيار قيمته الاجتماعية ولاكتمال الصورة فإن الجميع يؤكد على مبدأ ديني ان خلق ودين الرجل معيار قبوله كزوج ولكن سيكيولوجية التناقض تخترق هذا لتبيح في المساء ما تحفظت عليه في الصباح..