الوسواس
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 8:10 pm
على خفيف
الوسواس
المتوقع هو أنه كلما تقدم المجتمع وتعلم فإن نظرة أفراده إلى الحياة تكون أكثر واقعية وعملية وبعدا عن الأوهام أو الحرص على تفسير الأحلام أو الركض نحو الدجالين والمشعوذين والرقاة الكاذبين، ولكن هذا المجتمع الذي نعيش فيه بقدر ما تعلم وتطور نجد فئات عديدة من أفراده تميل إلى التوقف عند الرؤى والأحلام وطرق أبواب من يدعون القدرة على تفسيرها من الذين بدأوا يتكاثرون في الفضائيات والصحف لسماع ما يحصل للرائي من كوابيس أو ما يشاهده من أحلام لتفسيرها لهم ثم التعلق بذلك التفسير تعلقاً مرضياً وربط علاقاتهم بالآخرين به حتى يصبح ذلك الحالم أو تلك الحالمة في جحيم لا يُطاق من الشك والوساوس وقد يتخذ بعضهم قرارات وخطوات مصيرية في حياته على أساس ما وصله أو سمعه من تفسير لحلم رآه، كما حصل لأحد الأخوة، عندما رأى في نومه حلماً أنه مسافر إلى أرض بعيدة، فلجأ إلى من يفسر له ذلك الحلم فزعم المفسر الجهبذ أن الرائي راحل عن الدنيا إلى الآخرة في أقرب وقت ممكن!، فاكتأب أخونا وأصابه الأرق وأخذ يكتب وصيته وقدم استقالته لجهة عمله فحصل على تقاعد مبكر وظل ينتظر «عزرائيل» ليل نهار ولكن عشرين عاماً مضت حتى تاريخه وملك الموت لم يزره، ولم يتسن لي سؤله عن رأيه فيما حصل له منذ ترقبه للموت الذي وعد به، ولكنني على يقين أنه أدرك بعد فوات الأوان أنه كان يجري وراء الأوهام، وما ذكر لا يعني أن الرؤى والأحلام كلها لا تتحقق بل إن المؤكد شرعاً وعرفاً أن الرؤية الصادقة قد يفسرها الواقع ولو بعد حين، ولكن التوجيه النبوي يقتضي أن الإنسان إذا ما رأى في منامه ما يسوؤه نفث وتعوذ بالله من الشيطان، ثم لا يحدث بما رآه أحداً من الناس، فما بال قوم أخذوا يبحثون عن مفسرين لأحلامهم يظنون أنهم قادرون على تقديم تفسير لها مقدمين لهم مبالغ مالية لضمان الحصول على تفسير مضمون الجودة،؟! وهل لما ذكر علاقة بالفراغ الروحي وضعف الإيمان الذي يعاني منه الإنسان في هذه الأزمان؟!
الوسواس
المتوقع هو أنه كلما تقدم المجتمع وتعلم فإن نظرة أفراده إلى الحياة تكون أكثر واقعية وعملية وبعدا عن الأوهام أو الحرص على تفسير الأحلام أو الركض نحو الدجالين والمشعوذين والرقاة الكاذبين، ولكن هذا المجتمع الذي نعيش فيه بقدر ما تعلم وتطور نجد فئات عديدة من أفراده تميل إلى التوقف عند الرؤى والأحلام وطرق أبواب من يدعون القدرة على تفسيرها من الذين بدأوا يتكاثرون في الفضائيات والصحف لسماع ما يحصل للرائي من كوابيس أو ما يشاهده من أحلام لتفسيرها لهم ثم التعلق بذلك التفسير تعلقاً مرضياً وربط علاقاتهم بالآخرين به حتى يصبح ذلك الحالم أو تلك الحالمة في جحيم لا يُطاق من الشك والوساوس وقد يتخذ بعضهم قرارات وخطوات مصيرية في حياته على أساس ما وصله أو سمعه من تفسير لحلم رآه، كما حصل لأحد الأخوة، عندما رأى في نومه حلماً أنه مسافر إلى أرض بعيدة، فلجأ إلى من يفسر له ذلك الحلم فزعم المفسر الجهبذ أن الرائي راحل عن الدنيا إلى الآخرة في أقرب وقت ممكن!، فاكتأب أخونا وأصابه الأرق وأخذ يكتب وصيته وقدم استقالته لجهة عمله فحصل على تقاعد مبكر وظل ينتظر «عزرائيل» ليل نهار ولكن عشرين عاماً مضت حتى تاريخه وملك الموت لم يزره، ولم يتسن لي سؤله عن رأيه فيما حصل له منذ ترقبه للموت الذي وعد به، ولكنني على يقين أنه أدرك بعد فوات الأوان أنه كان يجري وراء الأوهام، وما ذكر لا يعني أن الرؤى والأحلام كلها لا تتحقق بل إن المؤكد شرعاً وعرفاً أن الرؤية الصادقة قد يفسرها الواقع ولو بعد حين، ولكن التوجيه النبوي يقتضي أن الإنسان إذا ما رأى في منامه ما يسوؤه نفث وتعوذ بالله من الشيطان، ثم لا يحدث بما رآه أحداً من الناس، فما بال قوم أخذوا يبحثون عن مفسرين لأحلامهم يظنون أنهم قادرون على تقديم تفسير لها مقدمين لهم مبالغ مالية لضمان الحصول على تفسير مضمون الجودة،؟! وهل لما ذكر علاقة بالفراغ الروحي وضعف الإيمان الذي يعاني منه الإنسان في هذه الأزمان؟!