منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By راكان زيدان 9
#58405
بدأت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة بالقاهرة، مارجريت سكوبي، برقيتها رقم "08CAIRO941" عام 2008م إلى الإدارة الأمريكية في واشنطن، مشددة على ضرورة حماية المعلومات المرسلة من قبلها والخاصة بأحد الاجتماعات السرية التي عقدتها مع سياسيين وشخصيات مصرية من منظمات المجتمع المدني والتيارات الليبرالية ونشطاء حقوق الإنسان.

ووفقا لعدد من المراقبين، فإن النظرة الأولى لتلك البرقيات التي سربها موقع "ويكيليكس" عن قيام السفارة الأمريكية بتمويل عدد من الشخصيات والمنظمات المصرية والالتقاء بهم سرا، تكشف عن أن جميع الشخصيات الواردة بها ليس من بينها أي من النشطاء أو السياسيين المحسوبين على التيار الإسلامي على الإطلاق، وهذا يبرئ التيار الإسلامي من جميع التهم التي كانت تطلقها وسائل الإعلام عن عقد لقاءت مزعومة بينهم وبين الإدارة الأمريكية في السر بصرف النظر عما دار في تلك الاجتماعات، إلا أن "مبدأ" التيار الإسلامي كان ولا يزال عدم التورط في تلك الاجتماعات المشبوهة، على حد وصفهم.

وأشار المراقبون إلى أن قائمة الأسماء التي نشرها "ويكيليكس" و"وكالة أنباء أمريكا بالعربية America in Arabic" تضمنت نشطاء ليبراليين مثل نجاد البرعي وهشام قاسم وأسامه الغزالي حرب وغيرهم الكثير بالإضافة إلى النصراني مايكل منير مؤسس جمعية "يدا بيد"، وداليا زيادة، مديرة منظمة "شيعية" أمريكية اسمها "الكونجرس الإسلامي الأمريكي"، وكانت مقربة من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش.

وكانت وثائق سرية سربها موقع "ويكيليكس"، في السابع والعشرين من نوفمبر 2011 الماضي، قد كشفت عن قيام السفارة الأمريكية بالقاهرة بتمويل بعض النشطاء المصريين سرًا خلال السنوات الأخيرة، والمزيد من أسماء الشخصيات التي ترددت على السفارة الأمريكية في فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، معظمها شخصيات ليبرالية وعلمانية ونصرانية وشيعية.

وذكرت "وكالة أنباء أمريكا بالعربية America in Arabic"، التي حصلت على نسخ من تلك البرقيات، أن عددا من المنظمات الأهلية والحقوقية تلقت دعمًا مباشرًا من هيئة المعونة الأمريكية، كما تبين حرص السفارة الأمريكية على عقد لقاءات بعضها "سري" مع شخصيات عامة مصرية ونشطاء وآخرين ساعين للتمويل وآخرين بغرض الإطلاع على الأوضاع الداخلية.

وتشير إحدى البرقيات المسربة إلى إصرار السفيرة الأمريكية السابقة مارجريت سكوبي على سرية اللقاءات وسرية بعض الأسماء التي أمدت السفارة بمعلومات وقراءات لمستقبل مصر السياسي.

كما تشير البرقيات إلى أن الخارجية الأمريكية واصلت تخصيص موارد مالية لصالح بعض المنظمات، خصوصا ضمن الناشطين والحقوقيين، حتى منتصف 2010 على الأقل.

أجندة الرئيس الأمريكي

وجاء في البرقية رقم "08CAIRO941" الصادرة من مكتب السفارة الأمريكية بالقاهرة: "إن السفارة مستمرة في تنفيذ أجندة الرئيس (الأمريكي) للحريات، كما أننا على اتصال وثيق مع أطياف واسعة من المعارضة السياسية ونشطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان والصحفيين من الصحافة المستقلة والمعارضة، علاوة على المدونين الداعين للديمقراطية وحقوق الإنسان".

أما البرقية الثانية، والتي تحمل رقم "09CAIRO325"، تشير إلى أن سكوبي دعت عددًا من النشطاء السياسيين إلى حفلات استقبال وحفلات شاي ولقاءات خاصة في منزلها على العشاء أو الغداء للحصول على معلومات عن الأوضاع السياسية والحقوقية في البلاد.

كما كشفت البرقية رقم "08CAIRO941" ، التي يعود تاريخها إلى الأربعاء 7 مايو 2008م عن أسماء مشاهير مصريين عقدوا لقاءات مع سكوبي،مشيرة إلى أن أحد هذه الاجتماعات تم على العشاء في شهر أغسطس 2007م.

مزيد من الأسماء

ونشرت "وكالة أنباء أمريكا بالعربية America in Arabic"، قائمة الأسماء التي وردت بالوثائق مع ظهور المزيد منها بالإضافة إلى القائمة الحالية التي سربها "ويكيليكس" لمصريين أدلوا بمعلومات للسفارة الأمريكية أو تلقوا تمويلا وهم:

1- هشام قاسم، مؤسس جريدة المصري اليوم، والفائز بجائزة الديمقراطية لعام 2007 الصادرة عن الوقف القومي الأمريكي للديمقراطية وهو مؤسس والعضو التنفيذي في جريدة المصري اليوم.

2- أسامة الغزالي حرب، عضو نقابة الصحفيين المصرية، وكان عضوا في الحزب الديمقراطي الحاكم سابقا وكان يحرر منشورة السياسة الدولية التابعة للأهرام.

3- أنور عصمت السادات، عضو سابق في الحزب ويقود منظمة أهلية غير مسجلة علاوة على حزب كان غير مصرح به هو حزب الإصلاح والتنمية.

4- حسن نافعة، الأكاديمي المصري المعروف.

5- هالة مصطفى، الصحفية المصرية محررة منشورة الديمقراطية التابعة لمؤسسة الأهرام القاهرية.

6- الدكتور حسام عيسى، عضو الحزب الناصري وأستاذ القانون.

7- داليا زيادة، ناشطة ومدونة تمثل في مصر منظمة شيعية أمريكية اسمها "الكونجرس الإسلامي الأمريكي"، وكانت مقربة من الرئيس الأمريكي جورج بوش.

8-هشام البسطويسي، قاض سابق رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في مصر.

9- حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والتي تسعى للترويج لحرية العقيدة بين المسلمين والنصارى، كما أنه عضو اللجنة التوجيهية فى مراقبة سياسات الميول الجنسية المدافع عن "حرية الميول الجنسية".

10-جميلة إسماعيل، الناشطة والزوجة السابقة لأيمن نور أحد مرشحي الرئاسة المصرية.

11- نجاد البرعي، مدير منظمة الممولة المتحدة من برنامج مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التي أطلقها الرئيس السابق جورج بوش.

12- حافظ أبوسعدة، مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

13- منى ذوالفقار، عضو المجلس المصري لحقوق الإنسان والمقربة من سيدة مصر الأولى سابقا سوزان مبارك.

14- مايكل منير، رئيس الرابطة الأمريكية للأقباط ومؤسس المنظمة غير الحكومية المصرية، المسماة "يدا بيد" في مصر.

15-وائل نوارة، حزب الغد.

16-إنجي حداد، مديرة المنظمة الإفريقية المصرية لحقوق الإنسان.

17-غادة شهبندار رئيسة منظمة لمراقبة الانتخابات "شايفنكم".

18- باربارة سعد الدين إبراهيم، الزوجة الأمريكية للناشط المصري الأمريكي سعد الدين إبراهيم.

19- أحمد سميح، مدير معهد الأندلس للتسامح ومكافحة العنف ومحرر في راديو حريتنا على الإنترنت.

20- مازن حسن، مديرة منظمة نظرة للدراسات النسوية.

21- حمدي قناوي، موظف في منظمة الإصلاح القانوني العقابي العربي والعضو المؤسس للمركز العربي للتوثيق وملاحقة مجرمي الحرب من الناحية القانونية.

22- دعاء أمين، تنفيذية ومدربة في معهد الأندلس للتسامح ومناهضة العنف، وحقوق الإنسان.

23- مروة مختار، ناشطة في مجال حقوق الإنسان.

24- المحامي ناصر أمين مدير المركز العربي لاستقلال القضاء.

25- عمرو الشوبكي المحلل السياسي من مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية وأحد الأعضاء المؤسسين لحركة كفاية.

شاهد من أهلها

وكانت الناشطة المصرية الأمريكية دولت عيسى قد كشفت، في برنامج "الحقيقة" على فضائية دريم المصرية، عن اكتشافها، أثناء عملها مديرة للحملات الانتخابية بالمعهد الجمهوري التابع للولايات المتحدة، قيام الكونجرس الأمريكي بمنح معونات ومنح هائلة لجمعيات "حقوقية" وأحزاب مصرية ليبرالية مقابل تنفيذ أجندات مشبوهة في مصر.

وقالت دولت: إن الإدارة كانت تشجع التيارات الليبرالية فقط وتقوم بتدريبها، في حين كانت ترفض التيارات الإسلامية سواء الإخوان المسلمين أو السلفيين.

وأضافت: إن المنظمات كانت تجمع معلومات خاصة بالأسرة المصرية كاللبس والأكل والانطباعات السياسية ومعرفة آراء الناس في طبيعة الحكم الذي يرغبون فيه.

كما أشارت دولت إلى " أنها علمت بمخطط الكونجرس أثناء تعاطي بعض الأمريكان ممن يعملون بالمعهد للخمور وأصبحوا فاقدين للوعي وتحدثوا معها عن مخطط المعهد وأنه في حالة كشف الحقيقة من جانب الأمن المصري فإن المصريين فقط هم من يتحملون المسئولية، أما هم فيحملون جوازات سفر أمريكية وسيغادرون البلاد على الفور".

ولفتت إلى أن الكونجرس الأمريكي كان يشرف بنفسه على عمل المنظمات والأحزاب التي كانت تتلقى دعما منه مقابل تنفيذ خطته الموضوعة، لافتة إلى أن المنح الأمريكية كانت تستهدف الأقباط وتميز بينهم وبين المسلمين.

وفي نفس السياق، كشفت دعاء العمروسي، المنسقة السابقة لاستطلاعات الرؤى بالمعهد الجمهوري، أن المعهد كان يطلب من المشاركين عددا من المطالب الغريبة والمحيرة في ذات الوقت، على حد وصفها.

وأضافت " في بعض المحاضرات كانت توجه إليهم أسئلة تتعلق بمعرفة شكل المواطن المصري، وملابسه سواء كان يلبس جلابية أو ملابس مدنية عادية، وكذلك ملابس السيدات، وهل هن محجبات أو ملابس عادية ونوع الحجاب هل هو كامل أم الحجاب العادي وكانوا يسألوننا عن شكله".

وكانت السلطات القضائية المصرية قد أصدرت أوامرها، في أواخر ديسمبر 2011م الماضي، للقيام بعمليات تفتيش شملت 17 من مقار جمعيات ومنظمات المجتمع "المدني" بعد توافر أدلة جدية عن قيام تلك المنظمات بالتورط في تمويلات أجنبية بالمخالفة للقانون من قبل منظمات غربية خاصة الأمريكية منها.