معركة عين جالوت
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 10:04 pm
معركة عين جالوت " أهم المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي "
تعد معركة عين جالوت التي وقعت بتاريخ الثالث من سبتمبر عام 1260م من أهم المعارك التي عرفها التاريخ الإسلامي، حيث تم من خلالها القضاء على أسطورة الجيش التتري الذي لا يقهر، و الذي لم يسلم من بطشه أحد سواء المسلمين أو العرب بل وصل حتى الصين وبلاد فارس وممالكها الإسلامية والأتراك؛ فكانت هزيمتهم في عين جالوت بداية نهاية الإمبراطورية العملاقة؛ ففي أحلك الظروف ظهر الملك قطز ووحد المماليك والعرب لصد الهجوم المغولي وبفضل الحنكة العسكرية والسياسية استطاع مع الأمير بيبرس الانتصار على الجند الذين لا يعرفون الخسارة، وتعقبوا فلولهم، ووحدوا الشام ومصر لمدة 200 سنة.
من هو السلطان المظفر قطز (( قاهر التتار ))
هو السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي، تسلطن بعد أن خلع الملك المنصور علي ابن الملك المعز أيبك و شجرة الدر في يوم السبت 17من ذي القعدة سنة 657 هـ- 1959م، بعد أن تفاقم خطر التتار، وأصبحت مصر مهددة بغزوهم الوشيك.
توسع التتار قبل معركة عين جالوت
عرف التتار بحروب الصاعقة التي تعتمد على المفاجأة و سرعة الحركة مستفيدين أيضًا من حرب الأعصاب إلى أقصى مدى، فنشروا الذعر والخوف في كل مكان، وحيثما اتجهت قواتهم كانت تسبقهم الأقاصيص عن طغيانهم وقسوتهم ومذابحهم.
ففي سنة 654 هجرية أي 1256م، ملك َ التتار سائر بلاد الروم، ثم توجه بعدها قائد التتار هولاكو بن طولوي بن جنكيز خان إلى بغداد في صفر من سنة 656 هجرية أي 1285م، محدثًا مجازر في أهلها من قتل و نهب ، وقضوا على الخلافة العباسية، وعلى معالم الحضارة الإسلامية، ثم قتلوا الخليفة المستعصم بالله وأفراد أسرته وأكابر دولته.
و بعد سقوط بغداد و الخلافة العباسية تقدم التتار إلى بلاد الجزيرة، واستولوا على "حران" و"الرُّها" و"ديار بكر" في سنة 657 هجرية أي 1259م، ثم جاوزوا الفرات، ونزلوا على "حلب" في سنة 658 هجرية 1260م، واستولوا عليها.
و لم يكتفوا بذلك بل توجهت جيوشهم إلى "دمشق" و بهروب سلطانها الناصر يوسف بن أيوب دخلت جيوشهم دمشق، وتسلموها بالأمان، ثم غدروا بأهلها وفتكوا بهم، ونهبوا وسلبوا ودمروا مما زادهم كبرياء فتوجهوا إلى "نابلس"، ثم إلى "الكرك" وبيت المقدس، وتقدموا إلى "غزة" دون أن يلقوا مقاومة تذكر.
أحداث المعركة
أرسل هولاكو خان قائد الجيش التتري رسالة تهديد مع أربعين رسولًا إلى الملك المظفر قطز، هذا الأخير جمع الأمراء، واتفق معهم على قتل رُسُل هولاكو، كل مجموعة منهم أمام باب من أبواب القاهرة، وعُلقت رؤوسهم على باب "زويلة" ، فالملك قرر محاربة التتار وكان قراره نهائيًا لا رجعة عنه خصوصًا بعد أن ترددت المعلومات الموثوق بها عن زحف التتار باتجاه مصر، كما علم المصريون باستيلاء التتار على سورية وفلسطين، كما وصل إلى القاهرة.
شرع الملك المظفر قطز في حض الأمراء على الاستعداد لحربهم وجمع المحاربين من مصر وعساكر الشام من التركمان، وأعلن الدعوة إلى الجهاد في سبيل نصرة دين الله ورسوله وأخذ يجمع المال وينفقه على تجهيز الجيش وقد أفتى العز بن عبد السلام بيع الحلي والجواهر في سبيل الجهاد ومحاربة المغول.
وأمر الملك المظفر أحد قواده الأمير ركن الدين بيبرس بالمسير بقطعة من الجيش ليستكشف تجمعات التتار، فسار إلى أن وجد طليعة لهم فأخذ في مناوشتها إلى أن لحق به السلطان في موقع عين جالوت.
وفي يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان عام 658 للهجرة جاء التتار بجموعهم الهائلة، والتحم الجيشان، وقرعت طبول الحرب حيث بلغ عدد جنود السلطان قطز وقائده الظاهر بيبرس حوالي 20,000 ، وبلغ عدد جند التتار حوالي 20,000 بقيادة كتيغا الذي خلف هولاكو بعد عودته إلى قراقورم.
قسم قطز الجيش إلى قسمين:القسم الأول الطلائع بقيادة بيبرس والقسم الثاني احتياطي يختبيء بين الوديان والتلال المجاورة لصد الهجوم أو قوات الدعم؛ فقام الظاهر بيبرس بهجوم سحب على إثره الخيالة من جند العدو إلى الكمين وانقض عليهم جيش قطز ،اعتقد كتبغا أن قواته انتصرت فتقدم فتم تطويق قواته أيضًا؛ إلا أن الجيش الإسلامي اضطرب؛ فتقدم القائد قطز نحو جنوده وألقى بخوذته على الأرض وصاح فيهم بأعلى صوته "واإسلاماه" وحمل بنفسه ومن معه حملة صادقة، وقتل "كتبغا" قائد التتار وعدد من الأمراء الذين كانوا معه، وانهزم الجيش التتري واندفعت الجيوش المسلمة تطاردهم أسرًا وقتلًا حتى وصلوا إلى بيسان، وهناك التحمت باقي أفول الغزاة بجيش لهم في تلك البلدة فاشتد القتال مرة أخرى؛ إلا أن الجيش الإسلامي وأمراءهم استماتوا وكروا كرة عظيمة على التتار فكان النصر المؤزر من الله عز وجل وكان الدحر والهزيمة لجيش الغزاة، كان انتصارًا للعقيدة لا مراء .
عوامل انتصار المسلمين في المعركة:
- التقارب في عدد المقاتلين من الطرفين .
- الحنكة والخطة العسكرية المُحكمة فكانت كتلك التي قاتل بها المسلمون في معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي.
- ربط المسلمين القتال بالجهاد والعقيدة والدين عكس التتار الذين لا دين لهم .
- ارتفاع معنويات جيش المسلمين بعد انتصارهم على التتار بقيادة بيبرس عند مدينة غزة قبيل المعركة.
- قيام هولاكو بسحب أغلب جنده عندما ذهب لاختيار الخاكان الأعظم، و لولا ذلك لكان من الصعب تحقيق النصر فغياب هولاكو كان في صالح المسلمين.
- ايمان الملك قطز بالنصر و ثقته في الله عز وجل و تثبيت جنده حيث أظهر لهم الفرق بين من يقاتل لأجل دين الله وبين المغول .
- تحديد المسلمين موقع المعركة في عين جالوت حيث عين ماء، ومرتفعات.
- مقتل قائد التتار كتبغا مما حطم معنويات الجيش التتاري و دب الرعب في قلوبهم مما أدى إلى هروب العديد منهم .
- اقتناع المصريين بأن لا حل إلا بالانتصار؛ فالخسارة تعني احتلال مصر، و مسح حضارتها مثل فارس و العراق.
و تدور عجلة التاريخ؛ لنشهد اليوم جيشًا من التتار يحتل أراضينا، فما أشبه غزو التتار بغزو الصهاينة، وما أشبه دعم الصليبيين القدامى للتتار بدعم الصليبيين الجدد للصهاينة، وما أحوجنا اليوم إلى الملك المظفر قائدًا يتخذ الهجوم مبدأ، ولا يكتفي بالدفاع، ويتخذ العمل منهجًا ولا يكتفي بالكلام، ويقاتل العدو الصهيوني في الأرض المحتلة، ولا ينتظر أن يقاتله في أرضه، ويطلب الموت لتوهب له الحياة.
تعد معركة عين جالوت التي وقعت بتاريخ الثالث من سبتمبر عام 1260م من أهم المعارك التي عرفها التاريخ الإسلامي، حيث تم من خلالها القضاء على أسطورة الجيش التتري الذي لا يقهر، و الذي لم يسلم من بطشه أحد سواء المسلمين أو العرب بل وصل حتى الصين وبلاد فارس وممالكها الإسلامية والأتراك؛ فكانت هزيمتهم في عين جالوت بداية نهاية الإمبراطورية العملاقة؛ ففي أحلك الظروف ظهر الملك قطز ووحد المماليك والعرب لصد الهجوم المغولي وبفضل الحنكة العسكرية والسياسية استطاع مع الأمير بيبرس الانتصار على الجند الذين لا يعرفون الخسارة، وتعقبوا فلولهم، ووحدوا الشام ومصر لمدة 200 سنة.
من هو السلطان المظفر قطز (( قاهر التتار ))
هو السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز بن عبد الله المعزي، تسلطن بعد أن خلع الملك المنصور علي ابن الملك المعز أيبك و شجرة الدر في يوم السبت 17من ذي القعدة سنة 657 هـ- 1959م، بعد أن تفاقم خطر التتار، وأصبحت مصر مهددة بغزوهم الوشيك.
توسع التتار قبل معركة عين جالوت
عرف التتار بحروب الصاعقة التي تعتمد على المفاجأة و سرعة الحركة مستفيدين أيضًا من حرب الأعصاب إلى أقصى مدى، فنشروا الذعر والخوف في كل مكان، وحيثما اتجهت قواتهم كانت تسبقهم الأقاصيص عن طغيانهم وقسوتهم ومذابحهم.
ففي سنة 654 هجرية أي 1256م، ملك َ التتار سائر بلاد الروم، ثم توجه بعدها قائد التتار هولاكو بن طولوي بن جنكيز خان إلى بغداد في صفر من سنة 656 هجرية أي 1285م، محدثًا مجازر في أهلها من قتل و نهب ، وقضوا على الخلافة العباسية، وعلى معالم الحضارة الإسلامية، ثم قتلوا الخليفة المستعصم بالله وأفراد أسرته وأكابر دولته.
و بعد سقوط بغداد و الخلافة العباسية تقدم التتار إلى بلاد الجزيرة، واستولوا على "حران" و"الرُّها" و"ديار بكر" في سنة 657 هجرية أي 1259م، ثم جاوزوا الفرات، ونزلوا على "حلب" في سنة 658 هجرية 1260م، واستولوا عليها.
و لم يكتفوا بذلك بل توجهت جيوشهم إلى "دمشق" و بهروب سلطانها الناصر يوسف بن أيوب دخلت جيوشهم دمشق، وتسلموها بالأمان، ثم غدروا بأهلها وفتكوا بهم، ونهبوا وسلبوا ودمروا مما زادهم كبرياء فتوجهوا إلى "نابلس"، ثم إلى "الكرك" وبيت المقدس، وتقدموا إلى "غزة" دون أن يلقوا مقاومة تذكر.
أحداث المعركة
أرسل هولاكو خان قائد الجيش التتري رسالة تهديد مع أربعين رسولًا إلى الملك المظفر قطز، هذا الأخير جمع الأمراء، واتفق معهم على قتل رُسُل هولاكو، كل مجموعة منهم أمام باب من أبواب القاهرة، وعُلقت رؤوسهم على باب "زويلة" ، فالملك قرر محاربة التتار وكان قراره نهائيًا لا رجعة عنه خصوصًا بعد أن ترددت المعلومات الموثوق بها عن زحف التتار باتجاه مصر، كما علم المصريون باستيلاء التتار على سورية وفلسطين، كما وصل إلى القاهرة.
شرع الملك المظفر قطز في حض الأمراء على الاستعداد لحربهم وجمع المحاربين من مصر وعساكر الشام من التركمان، وأعلن الدعوة إلى الجهاد في سبيل نصرة دين الله ورسوله وأخذ يجمع المال وينفقه على تجهيز الجيش وقد أفتى العز بن عبد السلام بيع الحلي والجواهر في سبيل الجهاد ومحاربة المغول.
وأمر الملك المظفر أحد قواده الأمير ركن الدين بيبرس بالمسير بقطعة من الجيش ليستكشف تجمعات التتار، فسار إلى أن وجد طليعة لهم فأخذ في مناوشتها إلى أن لحق به السلطان في موقع عين جالوت.
وفي يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان عام 658 للهجرة جاء التتار بجموعهم الهائلة، والتحم الجيشان، وقرعت طبول الحرب حيث بلغ عدد جنود السلطان قطز وقائده الظاهر بيبرس حوالي 20,000 ، وبلغ عدد جند التتار حوالي 20,000 بقيادة كتيغا الذي خلف هولاكو بعد عودته إلى قراقورم.
قسم قطز الجيش إلى قسمين:القسم الأول الطلائع بقيادة بيبرس والقسم الثاني احتياطي يختبيء بين الوديان والتلال المجاورة لصد الهجوم أو قوات الدعم؛ فقام الظاهر بيبرس بهجوم سحب على إثره الخيالة من جند العدو إلى الكمين وانقض عليهم جيش قطز ،اعتقد كتبغا أن قواته انتصرت فتقدم فتم تطويق قواته أيضًا؛ إلا أن الجيش الإسلامي اضطرب؛ فتقدم القائد قطز نحو جنوده وألقى بخوذته على الأرض وصاح فيهم بأعلى صوته "واإسلاماه" وحمل بنفسه ومن معه حملة صادقة، وقتل "كتبغا" قائد التتار وعدد من الأمراء الذين كانوا معه، وانهزم الجيش التتري واندفعت الجيوش المسلمة تطاردهم أسرًا وقتلًا حتى وصلوا إلى بيسان، وهناك التحمت باقي أفول الغزاة بجيش لهم في تلك البلدة فاشتد القتال مرة أخرى؛ إلا أن الجيش الإسلامي وأمراءهم استماتوا وكروا كرة عظيمة على التتار فكان النصر المؤزر من الله عز وجل وكان الدحر والهزيمة لجيش الغزاة، كان انتصارًا للعقيدة لا مراء .
عوامل انتصار المسلمين في المعركة:
- التقارب في عدد المقاتلين من الطرفين .
- الحنكة والخطة العسكرية المُحكمة فكانت كتلك التي قاتل بها المسلمون في معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي.
- ربط المسلمين القتال بالجهاد والعقيدة والدين عكس التتار الذين لا دين لهم .
- ارتفاع معنويات جيش المسلمين بعد انتصارهم على التتار بقيادة بيبرس عند مدينة غزة قبيل المعركة.
- قيام هولاكو بسحب أغلب جنده عندما ذهب لاختيار الخاكان الأعظم، و لولا ذلك لكان من الصعب تحقيق النصر فغياب هولاكو كان في صالح المسلمين.
- ايمان الملك قطز بالنصر و ثقته في الله عز وجل و تثبيت جنده حيث أظهر لهم الفرق بين من يقاتل لأجل دين الله وبين المغول .
- تحديد المسلمين موقع المعركة في عين جالوت حيث عين ماء، ومرتفعات.
- مقتل قائد التتار كتبغا مما حطم معنويات الجيش التتاري و دب الرعب في قلوبهم مما أدى إلى هروب العديد منهم .
- اقتناع المصريين بأن لا حل إلا بالانتصار؛ فالخسارة تعني احتلال مصر، و مسح حضارتها مثل فارس و العراق.
و تدور عجلة التاريخ؛ لنشهد اليوم جيشًا من التتار يحتل أراضينا، فما أشبه غزو التتار بغزو الصهاينة، وما أشبه دعم الصليبيين القدامى للتتار بدعم الصليبيين الجدد للصهاينة، وما أحوجنا اليوم إلى الملك المظفر قائدًا يتخذ الهجوم مبدأ، ولا يكتفي بالدفاع، ويتخذ العمل منهجًا ولا يكتفي بالكلام، ويقاتل العدو الصهيوني في الأرض المحتلة، ولا ينتظر أن يقاتله في أرضه، ويطلب الموت لتوهب له الحياة.