صفحة 1 من 1

حركة 18 تشرين الثاني 1963

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 10:05 pm
بواسطة عبدالله الغديان (1)
..




حركة 18 تشرين الثاني 1963، هي حركة 18 تشرين التصحيحية حسب رأي قادتها أو انقلاب أو ردة حسب رأي معارضيها، والتي قام بها رئيس الجمهورية العراقية عبد السلام محمد عارف لإقصاء حكم حزب البعث، حيث نجح بالتعاون مع شخصيات سياسية وضباط أعضاء في تنظيم الضباط الوطنيين "أو الأحرار" لحركة 14 يوليو 1958، وبعض الشخصيات التي تنتمي للتيار العروبي وأخرى مستقلة من عسكريين ومدنيين والتي ساهمت في تنفيذ حركة 8 شباط 1963 ضد نظام حكم رئيس الوزراء الاسبق العميد عبد الكريم قاسم. حيث كان أغلب قادة حركة 8 فبراير/ شباط 1963 هم من شخصيات عروبية وبعض أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين "الاحرار" لحركة 14 تموز 1958 وأغلبهم من المنتمين إلى حزب البعث وبعد نجاح حركة 8 شباط 1963، تم تشكيل "المجلس الوطني لقيادة الثورة" من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين "أو الأحرار" لحركة 14 تموز 1958 مع الضباط المساهمين بحركة 8 شباط 1963 وغلب على قيادة المجلس اعضاء حزب البعث كما أسندت الوزارات لإثني عشر وزيراً بعثياً وباقي الوزارات تولتها شخصيات مستقلة أو من تيارات أخرى.


بعد نجاح الحركة واقصاء التيارات المتصارعة لحزب البعث عن السلطة اصدر رئيس الجمهورية عبد السلام عارف سلسلة من قرارات العفو عن الكثير من اعضاء حزب البعث والشيوعيين المتسببين بحالة الفوضى في الشارع من الذين تم اعتقالهم والتحقيق معهم، عدا من ارتكب جرائم جنائية واحيل للمحاكم المدنية. وبعد شهرين في مطلع عام 1964 شكل عارف لجنة دستورية من خبراء قانونيين لتعديل الدستور العراقي، وتم تشكيل الوزارة من شخصيات مدنية وعسكرية معروفة سياسيا أو مهنيا.

حيث انتقى عددا من الوزراء من ذوي الباع في العمل أو من ذوي العلمية العالية وحضر اجتماعا لمجلس الوزراء وعرض خطة عمله طالبا منهم الاستعداد لحملة من الاعمار والتنمية والبناء وطلب تفعيل خطط مجلس الاعمار للحكم الملكي والاستمرار بتوزيع اراضي الإصلاح الزراعي على الفلاحين التي بدأ بها سلفه عبد الكريم قاسم فارسل نائبه أحمد حسن البكر لتوزيع سندات الاراضي على الفلاحين والتي كان يفخر بها البكر دائما أثناء توليه الرئاسة بعد حركة 17 يوليو / تموز 1968 كما دعا لحل شامل للقضية الكردية منطلقا من مبادئه في ارساء الوحدة الوطنية قبل الشروع بالوحدة العربية فاصدر بيان أبريل عام 1964 الخاص بالحل الشامل للقضية الكردية بمنحهم حقوقهم الثقافية وسمح للمحتفلين بمناسبة عاشوراء بالتعبير عن مشاعرهم ومن خلال الاذاعة والتلفزيون.



أيدت الحركة قطاعات واسعة من الشعب العراقي فأصدرت الحوزات العلمية الشيعية بيانات التاييد والمناصرة كما اسبشرت القيادات الكردية بالتطورات الأخيرة ودخلت مع الدولة بمفاوضات لدراسة اليات تنفيذ بيان 1964. وفي السياسة العربية نحت الحركة منحى عروبي فوجد عارف نفسه امام فرصة سانحة لتحقيق حلم توحيد الدول العربية فاقترح اعادة تشكيل الجمهورية العربية المتحدة على أسس مدروسة مستفيدين من دروس الانفصال عام 1961 فاقترح تشكيل اتحاد ثلاثي من العراق ومصر وسوريا من اجل تنمية الدول الثلاثة من جهة وللوقوف بوجه القوه الإسرائيلية المتنامية من جهه أخرى. وفي السياسة الدولية تبنى مبدأ عدم الانحياز والحياد الايجابي وارسى علاقات متوازنة مع العالمين الشرقي والغربي وعقد سلسلة من الاتفاقيات الخاصة بالتنمية واستيراد المصانع الإنتاجية مع العديد من الدول خصوصا ألمانيا والاتحاد السوفيتي.




..