منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#58473
تبدأ يوم الاثنين المقبل في العاصمة البحرينية «المنامة» اجتماعات الدورة 33 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمدة يومين، حيث تلتئم القمة في ظروف غير عادية، وتحديات شعبية غير مسبوقة؛ أفرزتها تداعيات «الربيع العربي»، والتدخلات الإيرانية في المنطقة، والأزمة السورية، إلى جانب الرغبة الشعبية في تعزيز مظاهر الوحدة الخليجية، و»الدفاع المشترك»، و»التكامل الاقتصادي»، والتنمية البشرية، و»الوعي السياسي» بأهمية الحفاظ على المنجزات.

وتنظر القمة في اجتماعها المقبل إلى توصيات اجتماعات الهيئة المعنية بدراسة الانتقال من مرحلة «التعاون» إلى مرحلة «الاتحاد»، وتذليل العقبات، وسرعة الإنجاز، وهو ما يتوقع أن يتضمنه البيان الختامي للقمة؛ حيث لا يزال هذا المقترح الذي أطلقه الملك عبدالله في «قمة الرياض» العام الماضي؛ يأخذ صدى رسمياً وشعبياً لدى أبناء المنطقة.

«ندوة الثلاثاء» هذا الأسبوع تناقش التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية التي تواجه دول الخليج، وذلك تزامناً مع القمة المرتقبة في «المنامة»..
















تعزيز «الوحدة» والاستقرار و «الدفاع المشترك» والتنمية البشرية وتعزيز «الوعي السياسي» بعد أحداث «الربيع العربي»










قمة غير عادية

في البداية، أوضح «الشيخ حمود آل خليفة» أن القمة الخليجية الثالثة والثلاثين المقرر إقامتها في المنامة نهاية الشهر الحالي هي قمة عادية من حيث مكانها وموعدها المحددين، إلاّ أنها في الواقع قمة تُعقد في ظروف غير عادية؛ نتيجة ما يحدث حولنا من أحداث إقليمية ودولية؛ ما سيكون لها تأثير في طبيعة القمة بحثاً واستشارة وتوصية وقراراً، ومن ذلك الأزمة السورية، والمفاعل النووي الإيراني، مشيراً إلى أن مملكة البحرين استعدت استعداداً كاملاً لعقد هذه القمة، مذكراً بدعوة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للانتقال من مرحلة مجلس التعاون الخليجي إلى الإتحاد، مؤكداً أن مملكة البحرين كانت في طليعة الدول الخليجية التي رحبت وأيّدت هذا المقترح، وحظيت تلك الدعوة بموافقة رسمية وشعبية في «البحرين»، متأملاً أن يتحقق هذا الحلم في القريب العاجل، لا سيما أن المنطقة تمر بالعديد من التحديات.
















د. العقيل: البنية الاجتماعية الخليجية تعاني اختلالاً أثّر في «الهوية» و«الانتماء»








مرحلة الاتحاد

وأكد «العجاجي» أن القمة الخليجية المقبلة تأتي في ظروف استثنائية، وتمثل امتداداً للعمل المشترك الذي استمر منذ الدورة الأولى سنة (1981م)، ومن المتوقع أن يتم التركيز في القمة القادمة في ما تم الاتفاق عليه في المجلس الأعلى في دورته ال (32) بشأن مقترح خادم الحرمين الشريفين الخاص بقضية التحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، حيث تمت الموافقة في ذلك اللقاء على أن تُكوّن هيئة مختصة بهذا الشأن، وهذه الهيئة بدورها رفعت التوصيات إلى المجلس الوزاري المتمثل في وزراء خارجية دول مجلس التعاون بحسبانهم هم الذين يتولون الإعداد لقمة قادة دول المنطقة، ومن المعروف أن هؤلاء القادة دَرجوا على أن يجتمعوا مرتين سنوياً منذ أربعة عشر عاماً، إذ كانوا قبل ذلك يجتمعون كل عام في قمة واحدة بنهاية كل عام ميلادي، إلى أن أصبح هناك اجتماع نصف سنوي تشاوري؛ لوجود حاجة ماسة لقضية التعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والعسكرية.












د. المليكي: نحتاج إلى اتحاد يعبّر عن «دبلوماسية» فاعلة في صناعة القرار الدولي




تحديات اجتماعية

وأكد «د. العقيل» أن التحديات الاجتماعية التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي تدخل في إطار أن هذه الدول تمثّل مجتمعاً واحداً وتاريخاً واحداً ومصيراً واحداً؛ إلاّ أن هناك مجموعة من المدخلات السياسية والاقتصادية والثقافية التي أثّرت في الجانب الاجتماعي، وأهمها اختلالات في البنية الاجتماعية، ومصدرها مدخلات أو مشكلات ربما أوجدناها نحن بسبب التغيّر الاجتماعي، أو التلاقي الحضاري، أو نتيجة دخول بعض الثقافات الأخرى، إضافة إلى البطالة، والفقر، وكثرة العمالة الوافدة، مشيراً إلى أن اختلال البنية يؤدي حتماً إلى فقدان الهوية وضعف الانتماء.












قادة الخليج بذلوا كثيراً لشعوبهم وبقي الحفاظ على المنجز ومواصلة المسيرة بمشروعات نوعية تخدم الأجيال المقبلة








وقال إن كثيرا من الشباب الخليجي فقدوا هويتهم الثقافية والاجتماعية؛ بسبب وجود مدخلات كثيرة، وقد لا يكون لديهم فقدان كبير ولكن لديهم أسئلة عريضة في أذهانهم، مثل: «من نحن؟»، و»ماذا نريد؟»، و»إلى أين نتجه؟»، و»هل مجتمعنا هو الأحسن والأفضل؟ أم نقارن أنفسنا بمجتمعات أخرى؟»، موضحاً أن أسباب ضعف الانتماء الخليجي متعدد، وأهمها المدخلان الثقافي والفكري، إلى جانب كثرة المدخلات وتضاربها، لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و»تويتر» وغيرها من وسائل الإعلام الجديد، ذاكراً أن هذه المدخلات إذا لم تؤثّر تأثيراً مباشراً؛ فهي تضع - على أقل تقدير - علامة استفهام؛ خصوصاً إذا لم تكن هناك ردة فعل عكسية لما هو مُدخل، إلى جانب وجود فضائيات غير منضبطة سواءً في الفكر أو السلوك أو الممارسات المختلفة، أو خلق الأكاذيب أو صنع أخبار ملفقة؛ ما يؤدي إلى إيجاد نوع من الاهتزاز في ثقافة المجتمع.










«الأمن الفكري» التحدي الأكبر أمام شعوب المنطقة بعد تزايد الاهتمام بمواقع «التواصل الاجتماعي» وحرية التعبير










تحديات إعلامية

وقال «د. الحمود» إن الحديث عن الإعلام الخليجي الرسمي اليوم مُصاب بشيء من الضمور، حيث إن فكرة الإعلام الرسمي التي كنّا نتحدث عنها لعقود مضت اليوم نجدها تتلاشى، وهذا لا أعده تحدياً، وإنما هي سمة الواقع المتحول اليوم في بيئة الإعلام في المنطقة العربية والخليج بشكل واضح، حيث من الصعب أن نتحدث اليوم عن إعلام رسمي، وآخر غير رسمي؛ معللاً ذلك بالبيئة المتجددة؛ وتحديداً ظهور وبروز مجموعة من البرامج في الإعلام الرسمي التقليدي الذي كنّا نسمّيه في يوم من الأيام رسمياً وهي برامج متمردة على كل الثقافة الرسمية التي تعودنا عليها.










الشيخ حمود آل خليفة: قدرنا أن يكون مصيرنا واحد لمواجهة تحديات المنطقة




وأضاف أن المؤسسة الرسمية - التي كانت ترعى الإعلام في منطقة الخليج وتمثّلها وزارة الإعلام غالباً - وجدت نفسها مضطرة للدخول في بيئة الإنترنت، وبيئة الشبكات الاجتماعية، وبالتالي نجدها اقتحمت بيئة هي ليست رسمية على الإطلاق، ولكنها بيئة يهيمن عليها غير الرسميين، مبيناً أن الجانب الآخر والمهم هو ذلك الرجل الرسمي الذي يمثّل الإعلام الرسمي سواءً أكان وزير الإعلام أم مدير قناة أم وكالة أنباء أم محرراً أم غيرهم من الوجوه التي كنّا نراها، واليوم لم نعد نرى مثل ما نرى في الإعلام غير الرسمي، وبالتالي نجد أن الشخصية الرسمية الإعلامية تلاشت، وأصبحنا أمام أفراد يخدمون الإعلام الرسمي، ولكنهم يحضرون بشكل أكبر جماهيرياً في الإعلام غير الرسمي، على هذا أرجو من مجلس التعاون أن يأخذ في الحسبان أننا في مرحلة مقبلة تتلاشى فيها الأبعاد الرسمية على الساحة الإعلامية تحديداً.












د. الحمود: الجيل الجديد حسم أمره وشكّل ثقافته ولم ينتظر «الإعلام الرسمي» يوجهه














تحديات الطاقة

وأوضح «د. ابن جمعة» أن لديه دراسات تبحث عن العلاقة بين الاستقرار السياسي والرفاهية الاقتصادية، خصوصاً في دول الخليج مع التركيز في قيمة النفط، وماذا نفعل بالنفط من أجل أن نحقق الرفاهية الاقتصادية لمواطني الخليج؟، مشيداً بمقترح التحول من التعاون إلى الاتحاد؛ ما يدلل على المسؤولية التي يشعر بها قادة هذه الدول تجاه دولهم، حيث الاتحاد أصبح ضرورياً وليس اختياراً فقط؛ إذ إن الاستقرار السياسي إذا لم يتم في دول الخليج؛ فإن جميع طموحاتنا الاقتصادية لن تجدي نفعاً؛ لأن الاستقرار السياسي هو الذي يؤدي إلى الاستثمارات الداخلية في النفط، ويساهم كذلك في تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى دول الخليج ويخفّض عامل المخاطرة في الاستثمارات.












د. ابن جمعة: نجحنا في استخراج النفط وبيعه وبقيت «معركة» التعليم والتأهيل للسوق








تحديات سياسية

وشدّد «د. المليكي» على أهمية تفعيل دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - إلى الاتحاد بدلاً من التعاون؛ لتحقيق قوة اقتصادية وعسكرية في المنطقة، منوّهاً إلى أن الاتحاد يمنحنا قوة دولية تمكنّنا من بناء علاقات استراتيجية في المجتمع الدولي، إلى جانب أن الاتحاد يمنحنا قوة في صنع القرار، وقوة في التنفيذ، حيث أصبح لدينا ما يُسمّى بدبلوماسية خليجية تؤثر في المستوى الدولي، ويجب أن نحافظ عليها ببنائها وتقويتها، لافتاً إلى أن احتفالات اليوم الوطني لكل دولة خليجية أصبحت تعم الخليج؛ لما يربطنا من علاقات تاريخية واجتماعية.










العجاجي: «المجلس» أنجز الكثير اقتصادياً ولا يزال يعاني مشكلات «التشريعية»










وقال إن المقومات الرئيسة للاتحاد موجودة لدينا كاللغة والعادات والدين والتقاليد؛ فإذا قارنا ما لدينا من مقومات الوحدة بالاتحاد الأوروبي لوجدنا الفارق كبيراً لصالحنا، حيث يختلفون في اللغة والعادات والتقاليد، ولكن على الرغم من ذلك استطاعوا أن يكوّنوا الاتحاد الأوروبي، وهذا يرجع إلى التطورات السياسية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى صنع القرار وعدم التردد في تنفيذ القرارات؛ لأننا وللأسف الشديد نجد معظم قرارات مجلس التعاون بحاجة إلى سرعة تنفيذ