صفحة 1 من 1

المكملات الغذائية ... هل يمكن ان تكون بديلا لوجبة الطعام ؟

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 10:19 pm
بواسطة عبدالعزيزالعياضي101
لا تعتبر المكملات الغذائية طعاما ولا دواء وإنما هي منتجات تؤخذ عن طريق الفم تحتوي على مكون غذائي يقصد من ورائه تكميل الغذاء وليست بديلاً عن الطعام الصحي ووفقاً للقانون الأمريكي المسمى dietary supplement health and education الذي ينظم مجال المكملات الغذائية على مستوى الصحة والتعليم والذي أجيز عام 1994 فان مصطلح مكملات غذائية يشير إلى نطاق واسع من المنتجات: الفيتامينات ، المعادن والأعشاب وغيرها من المنتجات النباتية ، والأحماض الأمينية علاوة على مواد كالإنزيمات والهرمونات والمركزات والخلاصات ونواتج التمثيل الغذائي.

عندما نتناول الوجبات بالكميات والنوعيات التي وزع فيها الهرم الغذائي الغذاء وفق حصص محددة كما ونوعا، فإننا بذلك تقريبا وبشكل عام نستهلك الكميات المثلى من الطاقة والفيتامينات والمعادن وغيرها من المواد التي تزودنا بالصحة والعافية، وهي خصائص لا يمكن للمكملات الغذائية منافستها، فلا يمكن إطلاقا أن تأخذ حبة دواء او مشروبا او مكملا غذائيا بديلا لوجبة الطعام. وبحمد الله فإن طعامنا به وفرة وتنوع تزخر بها أسواقنا ومتاجرنا، وبرغم ذلك فإننا نلاحظ أن كثيرًا من الناس يتناولون المكملات الغذائية من مختلف الأنواع، وهي صناعة تجارية، وبلغة الأرقام نجد أن حجمها في الولايات المتحدة 17 مليار دولار سنوياً حسب تقديرات عام 2002 وهي آخذة في النمو !









لا توجد مكملات تحقق طريقاً سريعاً وميسوراً نحو الصحة






لقد ازداد استهلاك الأفراد للمكملات الغذائية، وبرغم فائدتها عند استخدامها بحكمة وذلك بالاكتفاء بتناول الجرعة الموصى بها لمن يعانون من نقص لأحد العناصر الغذائية، إلا أن هناك ممن يتناولون جرعات عالية من المكملات وذلك بناءً على نصيحة من صديق او من وسائل الإعلام وليس من الطبيب أو من مقدمي الخدمة الصحية، وذلك دون تشخيص طبي عن مدى الحاجة الفعلية لبعض أنواع المكملات الغذائية وهذا العمل قد يشكل خطورة كبيرة، فالمكملات في بعض الأحيان سليمة من الناحية الطبية وفي بعضها الآخر ليست كذلك وإذا تناولها المرء بجرعات قليلة أو ملائمة تحقق "بعض" المكملات الفوائد الصحية في بعض الظروف، إلا أن البعض يتناولون المكملات بحثاً عن الوقاية أو كعلاج لمشكلات صحية مثل الاكتئاب أو شيخوخة الجلد أو السرطان أو التهاب المفاصل وهناك البعض الآخر الذي يبحث عن فوائد إضافية مثل اداء رياضي افضل او قوة جنسية، وللأسف فإن في كثير من الاحيان يكون استعمال المكملات بسبب الوعود التسويقية المضللة او التي لا تقوم على أي اساس علمي.

وبغض النظر فانه لا توجد مكملات تحقق طريقاً سريعاً وميسوراً نحو الصحة وهو طريق يبدو في مخيلة الناس أيسر من اتخاذ اختيارات حكيمة في الطعام او المواظبة على ممارسة النشاط البدني . إن التغذية السليمة تعتمد على اتباع أسلوب صحي شامل في تناول الطعام وفي الحياة النشطة وليس على استعمال المكملات الغذائية وتحتاج الصحة الطيبة إلى ما هو اكثر كثيراً من مجرد مكمل غذائي أو اثنين أو أكثر، فاستعمال المكملات لا يزال الى حد كبير عالماً من الغموض، فمزايا بعضها غير معلوم والتفاعلات مع الطعام غير معلوم أيضا، وكذلك مع العقاقير او المكملات الأخرى، والمعايير غير محددة ومستوى الامان والفعالية غير معلوم، ولحسن الحظ انه تجري حالياً خطوات لجمع الأدلة العلمية التي تجيب عن بعض التساؤلات عن مدى أمانها وفعاليتها، ويظل التساؤل عن مدى الاستعمال الصحيح وغير الصحيح للمكملات الغذائية..

السؤال هو .. هل تتناول مكملات الفيتامينات والمعادن ؟ في الحقيقة ربما البعض بحاجة إليها، لكن نجد أيضا أن بعض المكملات لا تباع من الفيتامينات والمعادن في صورة منفردة كمكملات أحادية وكثيراً ما تباع في جرعات ضخمة وربما تفوق ما تحتاج اليه في حين تباع مكملات أخرى مجمعة في صورة فيتامينات ومعادن متعددة فأيها الأصلح ؟

بالتأكيد عندما نتناول غذاءً متنوعاً ومتوازناً ؟ فإن المكملات عادة غير ضرورية طالما كنا نتمتع بالصحة والقدرة على تناول غذاء متوازن ومتنوع، فارتفاع الثقافة الغذائية باتباع التغذية الصحية يؤدي إلى الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن التي تحتاج إليها من اختياراتك الذكية من الطعام، وهناك بعض الحالات التي قد ينصح بها طبيبك أو اخصائي التغذية المعتمد RD بتناول مكمل غذائي، ومثال ذلك :

• امرأه تعاني من نزيف طمثي غزير ؟ قد تحتاج لمكمل الحديد الغذائي من أجل تعويض الحديد المفقود نتيجة للنزيف. ولتحسين كفاءة الامتصاص تناولي مكملات الحديد مع ماء أو عصير على معدة خاوية إذا كان الشعور بالغثيان والإمساك يمثلان مشكلة لكِ فتناولي مكملات الحديد أثناء الأكل قد يقل معدل الامتصاص بنسبة تصل إلى 50% عند تناولها مع وجبة.

• امرأه حامل أو مرضع ؟ أنت في حاجة للمزيد من بعض العناصر الغذائية، خاصة الفولات والحديد وربما الكالسيوم إذا لم تكوني تتناولين قدراً كافياً من الأطعمة الغنية بالكالسيوم.

• امرأة في سن الحمل والإنجاب؟ عليك بتناول 400 ميكروجرام من حمض الفوليك (الشكل الاصطناعي من مركبات الفولات) يومياً من الأطعمة المدعمة ومكملات الفيتامينات أو من الاثنين مجتمعين بالإضافة إلى الفولات الموجودة بشكل طبيعي في بعض الفاكهة والخضروات والبقوليات إن تناول مقدار إضافي من حمض الفوليك يحقق الوقاية من إصابة الجنين بعيوب أو تشوهات بالحبل الشوكي. وحمض الفوليك التخليقي يُمتص بشكل أفضل من مركبات الفولات الموجودة بالطعام. ومن أصناف الطعام المدعمة بحمض الفوليك مثل الحبوب والدقيق المزودة به، فاختاري واحدًا يحوي جرعة لا تزيد على 1000 ميكروجرام من حمض الفوليك يومياً

• تحتاج المرأة في سن اليأس الى تناول مكمل الكالسيوم علاوة على تناول غذاء غني بالكاليسيوم للإبطاء من معدل فقد الكالسيوم من العظام.

• شخص يتبع نظام إنقاص وزن بالغ الصرامة ( أي أقل من 1200 سعر حراري يومياً)؟ قد لا تتناول طعاماً كافياً لتلبية جميع احتياجاتك من العناصر الغذائية، لذلك قد ينصح طبيبك أو اخصائي التغذية المعتمد بتناول مكملات عديدة من الفيتامينات.

• شخص يخفض من مقدار ما يتناوله من حليب بسبب حالة عدم تحمل اللاكتوز أو بحساسية للحليب أو ببساطة عند عدم تناول قدر كافٍ من منتجات الألبان ، فقد تحتاج لمكمل الكالسيوم لإبطاء معدل فقد عظامك للكالسيوم. كما قد يُنصح المسنون بتناول مكمل فيتامين (د).

• شخص يعاني من حالة صحية تؤثر على الاستفادة من العناصر الغذائية؟ لذلك كثيراً مايصف الأطباء المكملات لأولئك الذين يعانون من مشكلات صحية تؤثر على شهيتهم أو نمط تناولهم للطعام أو على كيفية امتصاص العناصر الغذائية أو إخراجها.

• إن 10-30% من الكبار الذين جاوزوا الخمسين من العمر يعانون من التهاب المعدة الضموري وهي حالة تسبب تلفاً بخلايا المعدة ومن ثم تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الفيتامين ب ولهذا السبب ينصح أن يتناول الكبار في هذه الفئة العمرية بعض المكملات الخاصة للحصول على المزيد من فيتامينات ( ب ) سواء من المكملات او من الطعام المدعوم به.