منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By علي زايد الزايد
#58512
عندما سلّمت أمريكا السلطة في سوريا لبشار الأسد خليفةً لحافظ الأسد، وحوّلت النظام الجمهوري إلى نظام وراثي طائفي، وغيّرت الدستور حينئذٍ في أقل من دقيقتين، حتى تسمح لهذا المخلوق الصهيوأمريكي-الإيراني"الإمعة"، أن يستولي على الحكم، في ظل صراعات سياسية داخل رموز فساد هذه الأسرة؛ أي بين رفعت الأسد،وعائلة حافظ الأسد ، وآصف شوكت، وغيرهم... كانت أمريكا تدرك جيدًا أن دور هذه الأسرة لا يكمن في حماية حدود الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة فحسب، وإنما القيام بدور قذر في لبنان، وفي صفوف الثورة الفلسطينية تحديدًا من خلال شق الصف الفلسطيني بعد أوسلو...

إذن، كان الدور الحقيقي لهذه الأسرة -التي جاءت بفضل التخلي عن مؤامرة زرع كوهين الصهيوني داخل البنية السياسية السورية؛ ليستولى على السلطة – هو أن تدمّر سوريا، وأن تجهض بنية الشعب العربي السوري قمعًا وإذلالاً ، انطلاقاً من كون سوريا منبع الحضارة العربية في الشرق والغرب، عندما كانت دمشق عاصمة الدولة الأموية، التي قامت في عهدها دولة عربية إسلامية مترامية الأطراف. وعلى يد هذه الدولة الأموية سقطت أهم حضارتين في التاريخ القديم، وهما: الحضارة الفارسية، والحضارة الرومانية...

وما دامت عملية الصراع حضارية في سوريا؛ فإن عصابات شبيحة النظام تنفذ الآن مخططًا لتدمير الحضارة العربية الأموية في الشام، من خلال تدمير أي ملمح من الآثار العربية في سوريا، ليس الأموية فحسب، وإنما الحضارة العربية على امتداد التاريخ وصولاً إلى الكنعانيين العرب في العصور الغابرة. وهذا ما حدث أيضاً خلال اجتياح أمريكا للعراق، عندما دمرت الحضارة العباسية وحضارة العراق العربية في العصور الغابرة أيضاً!!وفي المحصلة سينتج عن ذلك وضع آثار توراتية مزورة بديلة في المنطقة؛ خاصة بعد أن عجز علماء الآثار الصهاينة عن الوصول إلى آثار عبرية قديمة في فلسطين، بما في ذلك آثار الهيكل التوراتي المزعوم!!

لا يمكن أن تُفسر هذه الحالة من التآمر والتحالف على سوريا والسوريين بين عصابات نظام المجرم بشار الأسد من جهة وحلفائه في إيران وروسيا وأمريكا والكيان الصهيوني وغيرهم من جهة أخرى... التآمر على تدمير سوريا وحضارتها ، وعلى قتل الشعب السوري وتهجيره من وطنه لقلب المعادلة السكانية العالية للعرب (والسنة)، وترجيح كفة الفرس والروم والطائفيين والمجرمين والشبيحة والصهاينة، لجعل سوريا مستعمرة صهيوأمريكية-إيرانية، كما العراق الآن مستعمرة صهيوأمريكية!!

لذلك ليس بشار الأسد وعصاباته وحدهم هم الذين يحاربون الشعب السوري وسوريا، لقد امتلأت سوريا بعصابات حزب الله، والقتلة من جيش الصدر ، والعنصريين من الحرس الجمهوري الإيراني،وبقايا اليسار العربي الشبيحي الملعون، والمتطوعين المرتزقة من روسيا والصهاينة وغيرهم!! هذه هي حقيقة المعركة على العرب اليوم في سوريا ... بل إن المواقف التركية عادت إلى بعض نزواتها السياسية التاريخية ، فغدت تتعامل مع الثورة السورية –أحيانًا- في سياق الانتهازية والتسويق لبرامج انتخابية على طريقة البرامج الانتخابية الأمريكية والصهيونية!!

الكل في العالم بحق سوريا والسوريين، يتفقون الآن على تحويل سوريا إلى ساحة حرب عالمية... لا تبقي ولا تذر على حد تعبيرات بشار الأسد وحلفائه في حزب الله وإيران!! أليس من العجب العجاب أن يطلب العالم كله من الثوار ونظام عصابات بشار أن يوقفوا الاقتتال في العيد مدة أربعة أيام؟! والنظام وحده هو من يقصف ويدمر ويشرد ويقتل!! ولو أوقف القتل في رأيهم؛ فإنه بعد ذلك سيباشر القتل والتدمير في حالة هستيرية لا تجعله مجرم حرب،بل ستجعل العالم يبحث مرة أخرى عن طريقة جديدة لمساندته في الاستمرار في القتل والتدمير...

ما هذه الرأفة نحو حقن دماء الناس في العيد فقط؟!! لهذا السبب لن يكون بشار الأسد أو غيره من مجرمي الحرب في يوم من الأيام ؛ حفاظًا على مجرمي الحرب في إسرائيل من جهة، ولأن إسرائيل تعهدت للزعماء المجرمين في روسيا وفي أمريكا بأن تستتب أوضاعهم الانتخابية إذا ساندوا النظام في تدمير سوريا وقتل السوريين؛ لأن في ذلك مصلحة إسرائيلية خالصة، وبالذات ألا يُسجل القتلة المجرمون في سوريا في سجل مجرمي الحرب!! لماذا تغيرت المعادلة تجاه النظام السوري المجرم عندما زار الرئيس السوري الكيان الصهيوني؟! لماذا تغير رأي الغرب عندما قام الكيان الصهيوني بزيارات مكوكية إلى أمريكا لإقناعها – وهي ليست بحاجة إلى إقناع – بأن لا بديل عن بشار الأسد في المنظور الصهيوني!!

وفي المحصلة، نجد مجرمي حزب الله وإيران وجيش الصدر وطائفيي النظام وشبيحته هم من يمارسون القتل الآن في سوريا، ومن ثمّ ستشتد شوكة النظام يوماً بعد يوم من خلال حلفائه المجرمين، وستزداد همجيتهم وشراستهم في القصف والإعدام وممارسة أبشع الجرائم، حتى في الأعياد؛ لأن القتل في الأعياد بالنسبة إلى هؤلاء الطائفيين يعد أكثر تعبدًا، وهم يقدمون الناس أضحيات على مذابح عقائدهم الطائفية العنصرية المجرمة!! والمطلوب أن تعزل المقاومة والثورة في سوريا، وألا تمد بالوسائل الكفيلة بإسقاط النظام ؛ لتبقى حرب عصابات الأسد وحلفائه المجرمين تنكل بالسوريين وتحرق سوريا بعد أن احترقت كلها!!