الفيروسات تسبب غالبية أمراض الجهاز الجهاز التنفسي
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 10:58 pm
بقلمعاصم الشهابي
يتعرض الجهاز التنفسي العلوي للإنسان باستمرار للعدوى بعدد من الفيروسات المعدية, وهذه قد تبقى بصورة مؤقتة عند نسبة معينة من الأشخاص بدون أن تظهر عليهم أية أعراض أو علامات مرضية. وقد تنتهز أحد هذه الفيروسات الفرصة المواتية لتنشط بالتكاثر في الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي للشخص الحامل لها, ومن ثم تحدث تغييرات فسيولوجية وبيولوجية تنتهي بالتهاب موضوعي في جزء أو أكثر من الجهاز التنفسي حسب نوع الفيروس, وبذلك يصبح الشخص إما مريضاً سريرياً بظهور الصورة المرضية المميزة حسب نوع الفيروس أو مريضاً خفياً بدون المظاهر المرضية, كما هو الحال في معظم حالات العدوى بالفيروسات. وفي كلا الحالتين يصبح المريض ناقلاً ومصدراً لنشر العدوى بالفيروس بين الأشخاص المخالطين له.
الفيروسات:
تشير غالبية الدراسات الموثقة أن 80 – 90 % من مجمل التهابات الحلق واللوزتين والبلعوم تسببها فعلياً الفيروسات وليس البكتيريا, ونادراً الفطريات. وفي حالات كثيرة تمهد الالتهابات الفيروسية الطريق للبكتيريا بالهجوم على الأغشية المخاطية, وإحداث تلف فيها, مما يساعد البكتيريا المعدية على إحداث الالتهابات الموضعية والانتشار منها إلى أجزاء أخرى في جسم المريض. وقد تشترك الفيروسات والبكتيريا معاً بتشكيل الحالة المرضية, فيصعب حينئذ تحديد مسبب الالتهاب التنفسي الحقيقي.
وسريرياً يتم تقسيم التهابات الجهاز التنفسي إلى قسمين, الأول, يتعلق بالجزء العلوي, والثاني, يشمل الجزء السفلي, وقد تنتقل العدوى بأحد أنواع البكتيريا أو الفيروسات من الجزء العلوي إلى السفلي, ومنه إلى أي جزء آخر في جسم الإنسان.
وفي معظم الأوقات تبدأ التهابات الجهاز التنفسي عند الأطفال الصغار بالجزء العلوي, وتنتهي بمضاعفات مثل, خمج الدم والتهاب السحايا والتهاب الملتحمة والأذن وجيوب الأنف والالتهابات البولية وغير ذلك.
فيروسات الجهاز التنفسي المعدية:
يعتقد غالبية الأشخاص أن فيروسات الأنفلونزا تسبب معظم التهابات وأمراض الجهاز التنفسي عند الإنسان, ولكن الحقيقة العلمية تؤكد عكس ذلك, وتبين أن مجموعة فيروسات معدية أخرى تسبب ما لا يقل 80% من مجمل أمراض الجهاز التنفسي وخاصة حالات الزكام الواسعة الانتشار في جميع ارجاء العالم, ومن أكثر مسبباتها, فيروسات رينو Rhinoوكورونا Corona التي تنتشر طوال أيام السنة.
تبدأ مظاهر العدوى بفيروسات رينو وكورونا بشكل احتقان والتهاب أساسي بالغشاء المخاطي للأنف, وبصورة أقل في الحلق, مع ارتفاع بسيط بحرارة الجسم, وهذه الأعراض تتطور بعد حضانة 1- 3 أيام إلى حالة زكام يستمر لعدة أيام, ولا تحدث أية مضاعفات جانبية خطيرة على الجسم, ويكتسب الجسم غالباً مناعة محدودة الزمن بعد العدوى الأولى, ويمكن أن يصاب الشخص مرة ثانية بسلالة جديدة بأحد هذين الفيروسين بعد عدة أسابيع أو أشهر, ولا يوجد حتى الآن لقاح يمنع العدوى بهذه الفيروسات لكثرة سلالاتها التي تختلف بالظهور بين سنة وأخرى.
وأما فيروسات الأنفلونزا الموسمية من النوعين ايه وبي H1N1, فتؤدي إلى حالات مرضية أشد خطورة, وتشمل كل أجزاء الجهاز التنفسي, وتترافق عادة مع حمى عالية وصداع وسعال وإرهاق عام في جميع أعضاء الجسم. وقد يتبعها التهابات بكتيرية تسبب ذات الرئة, وتعرض حياة المريض للخطر, وبخاصة عند الأفراد كبار السن والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة أو أمراض مزمنة في الرئتين. وهناك نوع من فيروسات نظير الأنفلونزا Parainfluenza التي تسبب حالات مرضية مشابهة تماماً للأنفلونزا ولكنها أقل خطورة منها وتكثر خلال أشهر الشتاء والربيع.
وأما فيروس سينستشل التنفسي Respiratory Syncytial الذي يتميز بخاصية شدة العدوى وكثرة الانتشار بين الأطفال الرضع ( 6 أسابيع إلى 6 أشهر ) وبشكل أوبئة في المستشفيات وحضانات الأطفال, وتؤدي العدوى بالفيروس إلى التهابات تشمل كافة أجزاء الجهاز التنفسي العلوي والسفلي, كما يمكن أن يمرض الفيروس البالغين.
ينتشر فيروس سينستشل التنفسي مباشرة عن طريق الملامسة أو الرذاذ, وتكثر حالات العدوى خلال فصل الشتاء في معظم البلدان العربية, وفي الصيف في المناطق الحارة. ويبدأ المرض عادة بالزكام, ثم يتحول إلى التهابات في الشعيبات والقصيبات الرئوية, ويحدث ضيق التنفس, وتستمر هذه الأعراض لمدة عشرة أيام. وتؤدي العدوى الأولى بهذا الفيروس إلى استجابة مناعية محدودة, تزداد تدريجياً بتكرر تعرض الطفل للعدوى بالفيروس, ولا يزال البحث جارياً لتطوير لقاح فعال ضد فيروس سينستشل التنفسي.
وتنتشر العدوى بفيروس Adeno عن طريق الهواء والماء والطعام, وبالانتقال المباشر من شخص إلى آخر, ويكثر انتشار الأوبئة بين صغار الأطفال وصغار البالغين. تهاجم سلالات متغيرة ( طفرات وراثية ) من فيروسات أدينو الغدد اللمفية في الرقبة واللوزتين, وتؤدي إلى التهاب حاد بالحلق, يتلازم مع زكام وسعال وحمى خفيفة, وتترافق هذه الأعراض أحياناً مع التهاب ملتحمة العين,خاصة بين الأشخاص الذين يستعملون المسابح العامة. وذلك لأن فيروسات أدينو لا تموت بسرعة من تأثير مادة الكلورين التي تستعمل بتطهير مياه المسابح. كما تحدث عدة سلالات من فيروسات أدينو التهابات في الجهاز الهضمي والبولي عند الأطفال الرضع, وبعضها يؤدي إلى التهابات الدماغ والسحايا, وذات الرئة الحادة التي قد تؤدي إلى وفاة الأشخاص مكبوتي المناعة مثل مرضى الايدز. وعموماً تترك العدوى بأحد أنماط هذه الفيروسات مناعة مكتسبة تمنع عملياً تكرار مظاهر المرض, ولا يوجد لقاح يضمن الحماية ضدها.
وأما فيروس ابستاين- بار Eppenstein-Bar الذي يصنف ضمن مجموعة فيروسات الهربس Herpes, ويعرف أيضاً باسم فيروس هربس البشري نمط 4. فينتشر بكثرة في كل أرجاء العالم, وتكثر العدوى بين صغار الأطفال في بداية العمر المبكرة في البلدان النامية حيث يكثر الازدحام والفقر وتقل الخدمات الصحية, ويسبب الفيروس عادة أعراض التهاب الحلق الخفيفة التي تنتهي بمناعة مكتسبة تستمر طوال الحياة. وأما في مجتمعات البلدان المتقدمة, حيث مستوى المعيشة والخدمات الصحية الجيدة, فتحدث العدوى بفيروس ابستاين- بار بين صغار البالغين ( 16 – 18 ) عام, وتنتشر عن طريق التقبيل, وتسبب التهابات الحلق والغدد اللمفاوية في الرقبة, مما يؤدي مرض كثرة اللمفاويات وكثرة الوحيدات في الدم, ويعرف هذا المرض باسم الحمى الغدية أو مرض كثرة الوحيدات الخمجية Infectious Mononucleosis . وتحدث مضاعفات العدوى بهذا الفيروس نسبة عالية من التهاب الكبد مع اليرقان Jaundice وتضخم الطحال, ويستمر المرض من 1 – 4 أسابيع. ونادراً ما يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة المريض.
ومن الجدير بالذكر أن هناك أنواع متعددة من الأمراض الفيروسية الأخرى التي قد تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي, وبعضها يسبب بالبداية التهابات خفيفة في الأغشية المخاطية في الأنف والحلق والعقد اللمفاوية، قبل أن تنتشر إلى المعدة أو الدم والجهاز العصبي وباقي أعضاء الجسم, ومن أهمها فيروسات الحصبة وشلل الأطفال وجدري الماء والنكاف
يتعرض الجهاز التنفسي العلوي للإنسان باستمرار للعدوى بعدد من الفيروسات المعدية, وهذه قد تبقى بصورة مؤقتة عند نسبة معينة من الأشخاص بدون أن تظهر عليهم أية أعراض أو علامات مرضية. وقد تنتهز أحد هذه الفيروسات الفرصة المواتية لتنشط بالتكاثر في الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي للشخص الحامل لها, ومن ثم تحدث تغييرات فسيولوجية وبيولوجية تنتهي بالتهاب موضوعي في جزء أو أكثر من الجهاز التنفسي حسب نوع الفيروس, وبذلك يصبح الشخص إما مريضاً سريرياً بظهور الصورة المرضية المميزة حسب نوع الفيروس أو مريضاً خفياً بدون المظاهر المرضية, كما هو الحال في معظم حالات العدوى بالفيروسات. وفي كلا الحالتين يصبح المريض ناقلاً ومصدراً لنشر العدوى بالفيروس بين الأشخاص المخالطين له.
الفيروسات:
تشير غالبية الدراسات الموثقة أن 80 – 90 % من مجمل التهابات الحلق واللوزتين والبلعوم تسببها فعلياً الفيروسات وليس البكتيريا, ونادراً الفطريات. وفي حالات كثيرة تمهد الالتهابات الفيروسية الطريق للبكتيريا بالهجوم على الأغشية المخاطية, وإحداث تلف فيها, مما يساعد البكتيريا المعدية على إحداث الالتهابات الموضعية والانتشار منها إلى أجزاء أخرى في جسم المريض. وقد تشترك الفيروسات والبكتيريا معاً بتشكيل الحالة المرضية, فيصعب حينئذ تحديد مسبب الالتهاب التنفسي الحقيقي.
وسريرياً يتم تقسيم التهابات الجهاز التنفسي إلى قسمين, الأول, يتعلق بالجزء العلوي, والثاني, يشمل الجزء السفلي, وقد تنتقل العدوى بأحد أنواع البكتيريا أو الفيروسات من الجزء العلوي إلى السفلي, ومنه إلى أي جزء آخر في جسم الإنسان.
وفي معظم الأوقات تبدأ التهابات الجهاز التنفسي عند الأطفال الصغار بالجزء العلوي, وتنتهي بمضاعفات مثل, خمج الدم والتهاب السحايا والتهاب الملتحمة والأذن وجيوب الأنف والالتهابات البولية وغير ذلك.
فيروسات الجهاز التنفسي المعدية:
يعتقد غالبية الأشخاص أن فيروسات الأنفلونزا تسبب معظم التهابات وأمراض الجهاز التنفسي عند الإنسان, ولكن الحقيقة العلمية تؤكد عكس ذلك, وتبين أن مجموعة فيروسات معدية أخرى تسبب ما لا يقل 80% من مجمل أمراض الجهاز التنفسي وخاصة حالات الزكام الواسعة الانتشار في جميع ارجاء العالم, ومن أكثر مسبباتها, فيروسات رينو Rhinoوكورونا Corona التي تنتشر طوال أيام السنة.
تبدأ مظاهر العدوى بفيروسات رينو وكورونا بشكل احتقان والتهاب أساسي بالغشاء المخاطي للأنف, وبصورة أقل في الحلق, مع ارتفاع بسيط بحرارة الجسم, وهذه الأعراض تتطور بعد حضانة 1- 3 أيام إلى حالة زكام يستمر لعدة أيام, ولا تحدث أية مضاعفات جانبية خطيرة على الجسم, ويكتسب الجسم غالباً مناعة محدودة الزمن بعد العدوى الأولى, ويمكن أن يصاب الشخص مرة ثانية بسلالة جديدة بأحد هذين الفيروسين بعد عدة أسابيع أو أشهر, ولا يوجد حتى الآن لقاح يمنع العدوى بهذه الفيروسات لكثرة سلالاتها التي تختلف بالظهور بين سنة وأخرى.
وأما فيروسات الأنفلونزا الموسمية من النوعين ايه وبي H1N1, فتؤدي إلى حالات مرضية أشد خطورة, وتشمل كل أجزاء الجهاز التنفسي, وتترافق عادة مع حمى عالية وصداع وسعال وإرهاق عام في جميع أعضاء الجسم. وقد يتبعها التهابات بكتيرية تسبب ذات الرئة, وتعرض حياة المريض للخطر, وبخاصة عند الأفراد كبار السن والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة أو أمراض مزمنة في الرئتين. وهناك نوع من فيروسات نظير الأنفلونزا Parainfluenza التي تسبب حالات مرضية مشابهة تماماً للأنفلونزا ولكنها أقل خطورة منها وتكثر خلال أشهر الشتاء والربيع.
وأما فيروس سينستشل التنفسي Respiratory Syncytial الذي يتميز بخاصية شدة العدوى وكثرة الانتشار بين الأطفال الرضع ( 6 أسابيع إلى 6 أشهر ) وبشكل أوبئة في المستشفيات وحضانات الأطفال, وتؤدي العدوى بالفيروس إلى التهابات تشمل كافة أجزاء الجهاز التنفسي العلوي والسفلي, كما يمكن أن يمرض الفيروس البالغين.
ينتشر فيروس سينستشل التنفسي مباشرة عن طريق الملامسة أو الرذاذ, وتكثر حالات العدوى خلال فصل الشتاء في معظم البلدان العربية, وفي الصيف في المناطق الحارة. ويبدأ المرض عادة بالزكام, ثم يتحول إلى التهابات في الشعيبات والقصيبات الرئوية, ويحدث ضيق التنفس, وتستمر هذه الأعراض لمدة عشرة أيام. وتؤدي العدوى الأولى بهذا الفيروس إلى استجابة مناعية محدودة, تزداد تدريجياً بتكرر تعرض الطفل للعدوى بالفيروس, ولا يزال البحث جارياً لتطوير لقاح فعال ضد فيروس سينستشل التنفسي.
وتنتشر العدوى بفيروس Adeno عن طريق الهواء والماء والطعام, وبالانتقال المباشر من شخص إلى آخر, ويكثر انتشار الأوبئة بين صغار الأطفال وصغار البالغين. تهاجم سلالات متغيرة ( طفرات وراثية ) من فيروسات أدينو الغدد اللمفية في الرقبة واللوزتين, وتؤدي إلى التهاب حاد بالحلق, يتلازم مع زكام وسعال وحمى خفيفة, وتترافق هذه الأعراض أحياناً مع التهاب ملتحمة العين,خاصة بين الأشخاص الذين يستعملون المسابح العامة. وذلك لأن فيروسات أدينو لا تموت بسرعة من تأثير مادة الكلورين التي تستعمل بتطهير مياه المسابح. كما تحدث عدة سلالات من فيروسات أدينو التهابات في الجهاز الهضمي والبولي عند الأطفال الرضع, وبعضها يؤدي إلى التهابات الدماغ والسحايا, وذات الرئة الحادة التي قد تؤدي إلى وفاة الأشخاص مكبوتي المناعة مثل مرضى الايدز. وعموماً تترك العدوى بأحد أنماط هذه الفيروسات مناعة مكتسبة تمنع عملياً تكرار مظاهر المرض, ولا يوجد لقاح يضمن الحماية ضدها.
وأما فيروس ابستاين- بار Eppenstein-Bar الذي يصنف ضمن مجموعة فيروسات الهربس Herpes, ويعرف أيضاً باسم فيروس هربس البشري نمط 4. فينتشر بكثرة في كل أرجاء العالم, وتكثر العدوى بين صغار الأطفال في بداية العمر المبكرة في البلدان النامية حيث يكثر الازدحام والفقر وتقل الخدمات الصحية, ويسبب الفيروس عادة أعراض التهاب الحلق الخفيفة التي تنتهي بمناعة مكتسبة تستمر طوال الحياة. وأما في مجتمعات البلدان المتقدمة, حيث مستوى المعيشة والخدمات الصحية الجيدة, فتحدث العدوى بفيروس ابستاين- بار بين صغار البالغين ( 16 – 18 ) عام, وتنتشر عن طريق التقبيل, وتسبب التهابات الحلق والغدد اللمفاوية في الرقبة, مما يؤدي مرض كثرة اللمفاويات وكثرة الوحيدات في الدم, ويعرف هذا المرض باسم الحمى الغدية أو مرض كثرة الوحيدات الخمجية Infectious Mononucleosis . وتحدث مضاعفات العدوى بهذا الفيروس نسبة عالية من التهاب الكبد مع اليرقان Jaundice وتضخم الطحال, ويستمر المرض من 1 – 4 أسابيع. ونادراً ما يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة المريض.
ومن الجدير بالذكر أن هناك أنواع متعددة من الأمراض الفيروسية الأخرى التي قد تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي, وبعضها يسبب بالبداية التهابات خفيفة في الأغشية المخاطية في الأنف والحلق والعقد اللمفاوية، قبل أن تنتشر إلى المعدة أو الدم والجهاز العصبي وباقي أعضاء الجسم, ومن أهمها فيروسات الحصبة وشلل الأطفال وجدري الماء والنكاف