أسباب السعال المزمن وعلاجه
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 10:59 pm
بقلمكمال جبر
رغم الاعتقادات الشائعة بأن السعال هو مدخل المرض، فإنه في الحقيقة ليس سوى لاعب حيوي في دفاعات الجسم ضد الأمراض. فالسعال يطرد المخاط والميكروبات والدقائق الغريبة من الجهاز التنفسي للإنسان، الأمر الذي يدعم حماية الرئتين من العدوى والالتهابات.
ويبدأ السعال أولا بشهيق يسحب الهواء عميقا إلى الرئتين، ثم تأخذ الزردمة (المزمار-glottis) بالعمل، واضعة غطاء مسدودا فوق الرغامى (القصبة الرئيسية). والخطوة الثالثة هي الانقباض القوي لعضلات القفص الصدري، والبطن، والحجاب الحاجز.
وفي حالة التنفس الاعتيادي تقوم هذه العضلات المذكورة بدفع الهواء برقة من الرئتين عبر الأنف والفم. ولكن عندما تغلق الزردمة (المزمار) فإن الهواء ينحصر، مما يولد ضغطا هائلا داخل القصبات الهوائية. وأخيرا فإن الزردمة تنفتح ليخرج الهواء مندفعا بقوة. وهذا الاندفاع يتسم بالقوة، إذ تصل سرعة الهواء في حالة السعال القوي إلى سرعة الصوت تقريبا، ما يسبب حدوث عواء أو صفير، نطلق عليه اسم "السعال".
ويمكن أن يحدث السعال بشكل واعٍ أو كحدث إرادي، أو نتيجة لرد فعل لا إرادي غير متحكم فيه. وفي الحالة الأخيرة فإن تحفيز أعصاب الحنجرة والجهاز التنفسي هو الذي يلعب دوره في بدء كل العملية. ويمكن أن تتهيج هذه الأعصاب نتيجة العدوى، والحساسية، والهواء البارد، ووجود أورام فيها، ومواد كيميائية كتلك الناتجة عن التدخين، وعوامل ميكانيكية مثل دخول دقائق الغبار، أو بسبب سوائل الجسم المعتادة مثل المخاط من الأنف، أو أحماض المعدة. ولذا فليس من المدهش القول إن هناك أسبابا مختلفة لحدوث السعال.
السعال المزمن
كل إنسان معرض للسعال، ولا أحد يتخوف من السعال بين حين وآخر. والكثير من الأمراض الحادة - التي تمتد ما بين حمى القش ونزلة البرد الشائعة إلى الإصابة بذات الرئة - تولد نوبات متكررة من السعال. إلا أن هذا السعال المصاحب بالأمراض الحادة يزول خلال عدة أيام أو أسابيع.
وعلى النقيض من ذلك هناك السعال المزمن الذي يعرف بأنه سعال يستمر لأكثر من ثمانية أسابيع، وأحيانا يستمر لشهور، بل وحتى لسنوات.
إن السعال المزمن حالة شائعة، وهو متكرر الحدوث بحيث يعتبر أكثر الأسباب الشائعة للتوجه إلى عيادة الطبيب. ورغم أن المرضى والأطباء، على حد سواء، يصبون اهتمامهم على تقصي أسباب السعال - وهو أمر هم محقون فيه - فإن السعال نفسه مسؤول عن حدوث مشكلات كبيرة.
وإضافة إلى مخاوف المريض من نتائج تشخيص حالته، فإنه يعاني أيضا من الخيبة والقلق، خصوصا إن طالت مدة التشخيص والعلاج لعدة أسابيع، وهو ما يحدث في الغالب. كما أن السعال يؤدي إلى اضطراب النوم ويولد الإجهاد ويقود إلى اضطراب في تركيز الذهن وإلى تدني الأداء في العمل. وفي العصر الحديث المخيف في فيروساته الجديدة فإن الكثير من العلاقات الاجتماعية ستتأثر بسبب السعال.
كما قد يؤدي السعال إلى عواقب جسدية تتراوح بين حدوث حالة سلس البول إلى الإغماء وكسر عظام القفص الصدري. وأخيرا فإن السعال مشكلة باهظة التكاليف.
أسباب السعال المزمن:
التدخين هو السبب الرئيسي، فعاجلا أم آجلا سيظهر "سعال المدخن" (smoker’s couph) لدى غالبية مدخني السجائر. وفي هذه الحالة تقع مسؤولية السعال على التهيج الكيميائي، إلا أن نفس المواد السامة المسببة لسعال المدخن البسيط يمكنها أن تقود إلى مشكلات صحية أخطر مثل التهاب القصبات (bronchitis)، وانتفاخ الرئة (emphysema)، وذات الرئة (pneumonia)، وسرطان الرئة. ولذا فإن السعال المزمن هو أحد المخاوف التي تقلق المدخنين.
كما أن السعال المتواصل يثير المخاوف أيضا لدى غير المدخنين. ومن حسن الحظ أن المشكلات الصحية الحميدة تكون مسؤولة عن أغلب حالات السعال المزمن لدى غير المدخنين. ولكن، ومهما كان نوعه، حميدا أم خبيثا، فإن السعال المزمن يثير القلق والحرج والتعب، بل وأكثر من ذلك. ولهذا السبب فإنه يجب تشخيص السعال المزمن ومعالجته قبل أن يستمر لفترة طويلة.
وقد تتسبب عشرات الأمراض في حدوث نوبات متكررة من السعال أو السعال المتواصل، إلا أن خمسة منها تحتل حصة الأسد وهي: الرشح الأنفي الارتجاعي (postnasal drip)، الربو (asthma)، ارتجاع الحمض المريئي a(gastroesophageal reflux disease (GERD) a، والتهاب القصبات المزمن (chronic bronchitis) والعلاج بأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) المستخدمة لعلاج ضغط الدم المرتفع. وتوجد عدة مسببات من هذه الحالات لدى الكثير من الناس إلا أن الحالات الثلاث الأولى تنتشر منفردة أو مجتمعة بين غير المدخنين أيضا، وهي تشكل كل حالات السعال المزمن لديهم.
وبمقدور الأطباء تنفيذ مختلف الاختبارات بهدف تشخيص المصابين بالسعال المزمن. ورغم أن تلك الاختبارات دقيقة وناجحة فإنه وفي ما عدا التصوير بأشعة إكس، فإنها غير ضرورية عادة. وهذا راجع إلى أن الأشخاص المصابين يتوصلون إلى الأسباب بأنفسهم. ولكن، وقبل أن تشرع في إجراء التشخيص بنفسك، فإن عليك التدقيق في علامات الخطر التي تستدعي التوجه فورا لطلب المشورة الطبية بدلا من القيام بذلك بنفسك.
وإن كنت من الأشخاص المصابين بالسعال المتواصل، فعليك التفكير بالأسباب الرئيسية التالية له.
الرشح الأنفي الارتجاعي
رغم الاعتقادات الشائعة بأن السعال هو مدخل المرض، فإنه في الحقيقة ليس سوى لاعب حيوي في دفاعات الجسم ضد الأمراض. فالسعال يطرد المخاط والميكروبات والدقائق الغريبة من الجهاز التنفسي للإنسان، الأمر الذي يدعم حماية الرئتين من العدوى والالتهابات.
ويبدأ السعال أولا بشهيق يسحب الهواء عميقا إلى الرئتين، ثم تأخذ الزردمة (المزمار-glottis) بالعمل، واضعة غطاء مسدودا فوق الرغامى (القصبة الرئيسية). والخطوة الثالثة هي الانقباض القوي لعضلات القفص الصدري، والبطن، والحجاب الحاجز.
وفي حالة التنفس الاعتيادي تقوم هذه العضلات المذكورة بدفع الهواء برقة من الرئتين عبر الأنف والفم. ولكن عندما تغلق الزردمة (المزمار) فإن الهواء ينحصر، مما يولد ضغطا هائلا داخل القصبات الهوائية. وأخيرا فإن الزردمة تنفتح ليخرج الهواء مندفعا بقوة. وهذا الاندفاع يتسم بالقوة، إذ تصل سرعة الهواء في حالة السعال القوي إلى سرعة الصوت تقريبا، ما يسبب حدوث عواء أو صفير، نطلق عليه اسم "السعال".
ويمكن أن يحدث السعال بشكل واعٍ أو كحدث إرادي، أو نتيجة لرد فعل لا إرادي غير متحكم فيه. وفي الحالة الأخيرة فإن تحفيز أعصاب الحنجرة والجهاز التنفسي هو الذي يلعب دوره في بدء كل العملية. ويمكن أن تتهيج هذه الأعصاب نتيجة العدوى، والحساسية، والهواء البارد، ووجود أورام فيها، ومواد كيميائية كتلك الناتجة عن التدخين، وعوامل ميكانيكية مثل دخول دقائق الغبار، أو بسبب سوائل الجسم المعتادة مثل المخاط من الأنف، أو أحماض المعدة. ولذا فليس من المدهش القول إن هناك أسبابا مختلفة لحدوث السعال.
السعال المزمن
كل إنسان معرض للسعال، ولا أحد يتخوف من السعال بين حين وآخر. والكثير من الأمراض الحادة - التي تمتد ما بين حمى القش ونزلة البرد الشائعة إلى الإصابة بذات الرئة - تولد نوبات متكررة من السعال. إلا أن هذا السعال المصاحب بالأمراض الحادة يزول خلال عدة أيام أو أسابيع.
وعلى النقيض من ذلك هناك السعال المزمن الذي يعرف بأنه سعال يستمر لأكثر من ثمانية أسابيع، وأحيانا يستمر لشهور، بل وحتى لسنوات.
إن السعال المزمن حالة شائعة، وهو متكرر الحدوث بحيث يعتبر أكثر الأسباب الشائعة للتوجه إلى عيادة الطبيب. ورغم أن المرضى والأطباء، على حد سواء، يصبون اهتمامهم على تقصي أسباب السعال - وهو أمر هم محقون فيه - فإن السعال نفسه مسؤول عن حدوث مشكلات كبيرة.
وإضافة إلى مخاوف المريض من نتائج تشخيص حالته، فإنه يعاني أيضا من الخيبة والقلق، خصوصا إن طالت مدة التشخيص والعلاج لعدة أسابيع، وهو ما يحدث في الغالب. كما أن السعال يؤدي إلى اضطراب النوم ويولد الإجهاد ويقود إلى اضطراب في تركيز الذهن وإلى تدني الأداء في العمل. وفي العصر الحديث المخيف في فيروساته الجديدة فإن الكثير من العلاقات الاجتماعية ستتأثر بسبب السعال.
كما قد يؤدي السعال إلى عواقب جسدية تتراوح بين حدوث حالة سلس البول إلى الإغماء وكسر عظام القفص الصدري. وأخيرا فإن السعال مشكلة باهظة التكاليف.
أسباب السعال المزمن:
التدخين هو السبب الرئيسي، فعاجلا أم آجلا سيظهر "سعال المدخن" (smoker’s couph) لدى غالبية مدخني السجائر. وفي هذه الحالة تقع مسؤولية السعال على التهيج الكيميائي، إلا أن نفس المواد السامة المسببة لسعال المدخن البسيط يمكنها أن تقود إلى مشكلات صحية أخطر مثل التهاب القصبات (bronchitis)، وانتفاخ الرئة (emphysema)، وذات الرئة (pneumonia)، وسرطان الرئة. ولذا فإن السعال المزمن هو أحد المخاوف التي تقلق المدخنين.
كما أن السعال المتواصل يثير المخاوف أيضا لدى غير المدخنين. ومن حسن الحظ أن المشكلات الصحية الحميدة تكون مسؤولة عن أغلب حالات السعال المزمن لدى غير المدخنين. ولكن، ومهما كان نوعه، حميدا أم خبيثا، فإن السعال المزمن يثير القلق والحرج والتعب، بل وأكثر من ذلك. ولهذا السبب فإنه يجب تشخيص السعال المزمن ومعالجته قبل أن يستمر لفترة طويلة.
وقد تتسبب عشرات الأمراض في حدوث نوبات متكررة من السعال أو السعال المتواصل، إلا أن خمسة منها تحتل حصة الأسد وهي: الرشح الأنفي الارتجاعي (postnasal drip)، الربو (asthma)، ارتجاع الحمض المريئي a(gastroesophageal reflux disease (GERD) a، والتهاب القصبات المزمن (chronic bronchitis) والعلاج بأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) المستخدمة لعلاج ضغط الدم المرتفع. وتوجد عدة مسببات من هذه الحالات لدى الكثير من الناس إلا أن الحالات الثلاث الأولى تنتشر منفردة أو مجتمعة بين غير المدخنين أيضا، وهي تشكل كل حالات السعال المزمن لديهم.
وبمقدور الأطباء تنفيذ مختلف الاختبارات بهدف تشخيص المصابين بالسعال المزمن. ورغم أن تلك الاختبارات دقيقة وناجحة فإنه وفي ما عدا التصوير بأشعة إكس، فإنها غير ضرورية عادة. وهذا راجع إلى أن الأشخاص المصابين يتوصلون إلى الأسباب بأنفسهم. ولكن، وقبل أن تشرع في إجراء التشخيص بنفسك، فإن عليك التدقيق في علامات الخطر التي تستدعي التوجه فورا لطلب المشورة الطبية بدلا من القيام بذلك بنفسك.
وإن كنت من الأشخاص المصابين بالسعال المتواصل، فعليك التفكير بالأسباب الرئيسية التالية له.
الرشح الأنفي الارتجاعي