منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#58550
بقلمليلى جمال حماد











الأشخاص المعرضون للدخان عموماً أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي من غيرهم

ضع يدك على أنفك حينما تعطس ..

دخل فصل الشتاء، وازدحمت العيادات الطبية هنا وهناك بالمرضى والمراجعين، الذين يعاني معظمهم من الالتهابات التنفسية بأنواعها. لذلك ترى الكثيرين لا يحبون فصل الشتاء، مع ما يحمله هذا الفصل من الخير والبركة، وكثير منهم يقصرون في وقاية أنفسهم وأطفالهم ثم يلقون باللائمة عليه.

تعتبر الالتهابات التنفسية الحادة من أكثر الأمراض شيوعا في العالم من أي مرض حاد آخر، وخصوصاً في فصل الشتاء؛ حيث يتوفى في الدول النامية سنوياً نحو 15 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات ثلث هذه الوفيات بسبب الالتهابات التنفسية الحادة، وتحديداً التهاب الرئة حيث يسبب 90 في المئة من مجموع هذه الحالات . والالتهابات التنفسية هي مجموعة الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي عامة؛ وهي نوعان:

الأول: يصيب الجزء العلوي منه، أي الأجزاء الواقعة فوق الحنجرة مثل الرشح والزكام والأنفلونزا والحلق والجيوب الأنفية. وتشكل هذه الالتهابات الغالبية العظمى من أمراض الجهاز التنفسي، وهي بشكل عام غير خطيرة وتستمر عادة لعدة أيام ثم تزول.

الثاني: التهابات تصيب الجزء السفلي من الجهاز التنفسي، كالتهابات الرئة والشعب الهوائية، وهي عادة أقل انتشاراً، ولكنها أكثر خطورة وقد تؤدي إلى الوفاة .

اسباب الالتهابات الجهاز التنفسي

وأسباب الالتهابات التنفسية بنوعيها العلوية والسفلية تنقسم إلى:

أسباب بكتيرية: ينتج عنها التهابات عدة أهمها:

التهاب اللوزتين الحاد.


التهاب الاذن الوسطى.


التهاب الجيوب الأنفية الحاد.


أسباب فيروسية: ينتج عنه :

التهاب الانف والحلق .


التهاب ملتحمة العين .


التهاب الحنجرة.


التهاب القصبات الهوائية.


التهاب الرئة.


أعراض الالتهابات البكتيرية:

والالتهابات البكتيرية (التهاب اللوزتين، التهاب الأذن الوسطى، التهاب الجيوب الأنفية) أعراض خاصة بها.

ومن أعراض التهاب اللوزتين الحاد نذكر الآتي:

حرارة عالية.


صداع.


مغص معوي.


قيء.


صعوبة شديدة في البلع.


تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة.


تورم اللوزتين بشكل واضح لتصبح كالكرة الحمراء المشتعلة في الحلق.


قد يوجد صديد كبقع بيضاء على اللوزتين. ويجدر بالذكر هنا أن الكحة والعطس وانسداد الأنف غير موجودة غالباً.


التهاب الأذن الوسطى:

آلام مبرحة في الأذن لدرجة توقظ الطفل من نومه، ما يسبب للرضع بكاء شديدا في الليل غير معروف السبب.


حرارة عالية.


تظهر بمنظار الأذن الطبلة محتقنة ومليئة بسوائل قد تكون صديدية، وقد يخرج الصديد فعلا من الأذن وعندها يختفي الألم فوراً.


أعراض التهاب الجيوب الأنفية:

ارتفاع درجة الحرارة إلى 39 درجة مئوية.


انتفاخ فوق العينين.


آلام في الوجنتين أو الوجه.


سعال في النهار.


صداع.


أعراض الالتهابات الفيروسية:

حرارة عالية قد تناهز 40 درجة مئوية.


رعشة مع إحساس بالبرودة.


آلام في المفاصل.


صداع شديد.


إرهاق وتعب عام.


آلام في الحلق، مع احمرار فيه.


صعوبة في البلع.


عطاس متكرر، ورشح، وانسداد في الأنف.


كحة بسيطة قد تصحب ببلغم يشعر به في الحلق.


تقرحات في الفم.


تضخم محتمل في الغدد الليمفاوية.


مضاعفات التهابات الجهاز التنفسي

عدم معالجة التهابات الجهاز التنفسي يؤدي إلى حدوث التهابات مزمنة، كالتهاب الغدد اللمفاوية الصديدي والتهاب الأذن الوسطى والتهاب حول تجويف العين، وأيضا يؤدي إلى حدوث مضاعفات حادة (دمل أو تقيح أو تجمع السوائل في الغشاء البلوري المحيط بالرئة، خصوصاً عند حديثي الولادة والمسنين وكذلك المدخنين، هبوط في الجهاز التنفسي وأحيانا الموت).

وكثير من الناس الذين لايحبون فصل الشتاء، ويلقون باللائمة عليه فيما يحصل لهم ولأطفالهم من انتكاسات صحية لا يلتفتون إلى إهمالهم بحق صحتهم وصحة أطفالهم، ولا ينتبهون إلى الممارسات الخاطئة التي يرتكبونها بحقهم وأطفالهم. فمن الناس الآن من يراعي إعطاء الأطفال المطاعيم في المواعيد المحددة، ومنهم يهتم كثيرا بالتغذية؛ وخصوصاً في سنوات الطفل الأولى، لا سيما الرضاعة الطبيعية، التي تعتبر إحدى أهم الأسباب الوقائية والمناعية التي تحمي الطفل من الالتهابات التنفسية بأنواعها .

العلاج

الوقاية من الالتهابات التنفسية:

إن تجنب العوامل السابقة المساعدة على الإصابة بالمرض والابتعاد عنها تصنف على أنها عوامل وقاية من الإصابة بالالتهابات التنفسية بأنواعها، التي يمكن إجمالها بما يلي:

الالتزام بمواعيد المطاعيم الأساسية للطفل يساهم في الحماية من الالتهابات الرئوية الناتجة عن الحصبة والسعال الديكي والتدرن الرئوي .


ممارسة الرضاعة الطبيعية فترة لا تقل عن سنتين من عمر الطفل مع الانتباه إلى عدم إعطاء الطفل أية أغذية مساعدة – دون حاجة - خلال الأربعة إلى الستة شهور الأولى من عمره .


التركيز على التغذية المتوازنة المناسبة لكل مرحلة من مراحل العمر ومراعاة احتوائها على الفواكه والخضروات الطازجة والتي تحتوي على فيتاميني A و C.


الحرص على سلامة الجهاز التنفسي للطفل ، وذلك بتجنيبه التيارات الهوائية الباردة ، وإبعاده عن الأشخاص المصابين بالتهابات الجهاز التنفسي .


الابتعاد عن العادات الصحية السيئة، مثل: تقبيل الرضع والأطفال، خصوصاً من قبل الأشخاص المصابين بالمرض، وتجنب العطس والبصق بالقرب من الأطفال واستعمال المناديل الورقية لهذا الغرض.


الانتباه إلى البيئة المحيطة بالفرد، وذلك بــــ:

تجديد هواء المنزل باستمرار عدة مرات في اليوم .


الابتعاد عن الأماكن المزدحمة سيئة التهوية والرطبة التي لا تتعرض إلى الشمس قدر الإمكان.


الإقلاع عن التدخين نهائيا أو في المنازل على أقل تقدير .


الاهتمام الدائم والمستمر بالنظافة الشخصية العامة.


علاج الالتهابات التنفسية:

ما تقدم أشكال وأساليب للوقاية من الالتهابات تقي الفرد والمجتمع إلى حد كبير، لكن الوقاية التامة والكاملة غير ممكنة. من هنا كان لا بد من البحث عن أشكال العلاج المتاحة، وعلاج الالتهابات التنفسية. وفي حال وقوعها لسبب أو لآخر، يجب أن يسير في عدة خطوط أهمها:

التغذية؛ ويندرج تحتها:

الاستمرار في ممارسة الرضاعة الطبيعية.


إعطاء الطفل وجبات خفيفة ومتعددة ترتكز على الإكثار من شرب السوائل الدافئة خلال فترة المرض؛ وذلك للمساعدة على تخفيف آلام الحلق وتهدئة السعال، مثل الشوربة والبابونج واليانسون... الخ. أما إذا كان عمر الطفل أقل من ستة شهور، فيفضل الاقتصار على الرضاعة الطبيعية فقط .


النظافة على كل المستويات وبجميع الأشكال، وتشمل:

تنظيف الأنف، وذلك لأن انسداد الأنف يقلل من رضاعة الطفل ويجعله عصبيا، لذلك من الضروري تنظيف أنف الطفل باستمرار، وخصوصاً قبل النوم والرضاعة. ويتم تنظيف الأنف بواسطة لف محرمة أو قطعة قماش نظيفة وإدخالها في أنف الطفل لامتصاص المخاط.


تجفيف الأذن التي يسيل منها الصديد (القيح)، وذلك بعمل فتيل من القماش الناعم والقطن ووضعه في أذن الطفل حتى يبتل، ثلاث مرات يومياً حتى تجف الأذن، مع مراعاة عدم استخدام مواد صلبة في عملية التنظيف مثل العيدان، وكذلك عدم وضع سوائل في الأذن مثل الزيت أو حليب الأم.


تجنب دخول الماء إلى أذن الطفل طيلة فترة المرض.


تخصيص أغراض خاصة بالطفل المريض مثل المنشفة والملعقة والكأس... إلخ، وذلك لمنع انتقال العدوى من الشخص المصاب بالمرض إلى أشخاص سليمين، لأن هذا المرض سريع العدوى.


ملاحظة حرارة الجسم باستمرار وعن كثب، لأن ارتفاعها مؤشر خطير، لذا لا بد من تخفيض درجة الحرارة، فإذا زادت درجة حرارة المصاب عن 38 درجة مئوية يجب تخفيضها، وذلك باستعمال:

كمادات الماء الفاتر على الفخذين والجبين واليدين.


التحاميل أو الشراب الخافض للحرارة (للأطفال عادة) في حالة عدم انخفاضها، وخصوصاً إذا كانت درجة الحرارة أكثر من 38.5 درجة مئوية.


وبعد، المجاري التنفسية هي محل الداء والدواء، لذا فالاهتمام بما يدخل لها وما تستنشقه من أولى الأولويات، ومن ذلك: تهوية الغرفة؛ وذلك من خلال فتح الباب أو النوافذ عدة مرات في اليوم، مع مراعاة عدم تعرض المصاب إلى مجرى الهواء،و عدم التعرض للدخان، لأن الأشخاص المعرضين للدخان، سواء كان دخان سجائر أو مصانع أو سيارات، أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي من غيرهم.

وللعلاج الكيميائي (العلاج بالعقاقير) دور في الالتهابات التنفسية، لكن لا يلجأ إليه إلا في حالات متقدمة من الالتهابات المصحوبة بسعال حاد أو مزمن، ويجب عدم تناوله إلا بعد مراجعة الطبيب، ووصفه للعقار المناسب، ويجب التنبه إلى استكمال كامل الوصفة الطبية من المضاد الحيوي، حتى لو شعر المريض بالتحسن، وإذا حصل للمريض تقيؤ بعد تناول الدواء مباشرة فيجب أخذ جرعة أخرى .

وأخيراً إن فصل الشتاء فصل جميل وسعيد لمن استطاع أن يقي نفسه وأطفاله من الآثار السلبية له، التي لا تقارن بما يحمله من خير وفير وعطاء جزيل للجميع .