صفحة 1 من 1

نـقــص التـرويــــة الـقــلـبيــــــة اســـبابهـــا .. وعـــ

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 11:14 pm
بواسطة عبدالعزيزالعياضي101
بقلمعمر الريحاوي








يجب ان لا يغيب عن بالنا، ونحن بهذا الصدد عامل مهم من عوامل الاضطرابات الوعائية القلبية، وبخاصة ما يظهر عند النساء من أعراض في مرحلة مهمة، هي مرحلة سن اليأس، كضيق تنفس، وزيادة التوتر العصبي النفسي، وما يرافقه من ارتفاع في الضغط الدموي مع شعور متزايد بارتفاع حرارة الجسم مرة وبرودته مرة اخرى.



وليس بمستغرب إذا قلت اننا نصادف في عيادتنا كثيراً من اصابات احتشاء في العضلة القلبية في سن الثلاثين، بل أصبح الشائع لدينا تشخيص نوب خناق الصدر في سن يراوح بين الثلاثين والأربعين عاماً. ويمكننا أن نتمهل قليلاً عند حالة تصلب الشرايين وما أحدثته من وفيات في عدد من دول العالم. ففي عام 1979 توفي في الولايات المتحدة الأمريكية، 600 ألف شخصاً تبلغ اعمارهم خمسين عاماً، منهم 1850 دون الخامسة والأربعين، في حين بلغت نسبة الوفيات في العام نفسه مئتي الف اصابة احتشاء عضلة قلبية. وتبين في احصائية اجريت في البلدان النامية أن نسبة 30٪ من الشباب يعانون من نقص التروية في العضلة القلبية. وأجرى المعهد المركزي لأمراض القلب في روسيا البيضاء احصائية تبين فيها أن نسبة الوفيات في العشر السنوات الأخيرة ارتفعت الى 60٪، ممن هم في سن الثلاثين الى سن الأربعين. كما راوحت نسبة الوفيات، ممن تراوح اعمارهم بين الأربعين والرابعة والخمسين، بين 26٪ الى 39٪. أما نسبة الوفيات بين من هم دون الثلاثين عاماً فتراوحت بين 10٪ و15٪. وفي سنة 1987 تبين ان نصف عدد الشباب ممن تراوح اعمارهم بين 25 و30 سنة، كانوا يعانون من تصلب الشرايين الاكليلية. ولا بأس ان نتوقف قليلاً عند التشنج الاكليلي عند الشباب، والذي تعود اسبابه الأولى الى العامل العصبي، أو ما يسمى بحالة التشنج العصبي المركزي (Stress) وتعود هذه الحالة بدورها الى طبيعة العمل والوضع العائلي والعمل المجهد والارهاق المتواصل، والبعد عن الراحة المنتظمة. كما ان هذا التشنج يسبب خناقاً صدرياً، أي تشنجاً اكليلياً واضحاً، وهذا يتسبب في احتشاء العضلة القلبية. والاجهاد سبب رئيسي في أمراض القلب. ويتبين لنا بعد هذا أن الاعمال المجهدة والعضلية، هي سبب رئيسي في نشوء اصابات القلب الاكليلية عند العمال، وخصوصاً في ساعات العمل الاضافية، التي يقومون بها بعد دوامهم النظامي، والتي تسبب لهم ارهاقاً عصبياً وعقلياً، يؤدي الى نوب خناق صدر ونقص تروية في العضلة القلبية. وما دمنا في صدد العمل والعمال، فإن انعدام الشروط الصحية والتهوية الجيدة في مكان العمل، سواء أكان في قطاع نسيجي او صناعي كيماوي أو غيره من قطاعات العمل التي يتعامل فيها العمال مع مواد كيماوية، كالرصاص والقصدير والكروم والنيكوتات والدهانات وغيرها من المواد، وما تشعه من غازات سامة، كلها عوامل مساعدة في نشوء خناق صدر، ليس من الناحية التحسسية فقط، كما قد يتبادر لأذهان بعض الناس، بل أن الأثر السمي لهذه الغازات يلعب دوراً كبيراً في اضطراب العضلة القلبية، ويسبب تسارعاً في نشوء نوب خناق صدر، بسبب سوء الأكسدة وتبادل المواد في العضلة القلبية. وإذا كنا قد تعرضنا لطرح هذه الفكرة، فإن هدفنا من ذلك ليس تحذير العمال من خطورتها، فحسب، بل لنلفت النظر، وخصوصاً نظر الاطباء المعالجين في الشركات والمعامل، الى ضرورة الاهتمام بظروف العمل وما تتطلبه من امور التهوية الجيدة والتغذية المطلوبة وتنظيم العمل اليومي واجراء بعض التمارين الرياضية وقت العمل، وعدم التعرض للعمل الاضافي المرهق والمجهد، والتخفيف منه ما أمكن خارج أوقات الدوام والاستفادة من العطلة السنوية في الراحة والاستجمام، واجراء الفحوص الدموية المخبرية والشعاعية للعمال كل ستة أشهر على أقل تقدير. ولا ننسى موضوعاً مهماً هو فرط التوتر الشرياني، الذي يرافقه دائماً نقص التروية في العضلة القلبية. وهذا بالتالي يدعونا الى ان نعالج، ونراقب هؤلاء، لعلنا نكتشف اعراضاً اخرى لديهم، كارتفاع الشحوم والسكر في الدم واصابات الكلية والمجاري البولية والاضطرابات الهرمونية. ويجب ان نشير الى حقيقة مهمة هي دور العامل الوراثي في نشوء أمراض الأوعية الدموية والقلبية. وأذكّر بأن هذا العامل موجود، ولكن ليس وحده السبب، والأسباب الأخرى، تعرضت لذكرها آنفاً، تلعب دوراً اساسياً في نشوء تلك الاصابات. ولنا أن نقول إن المراقبة الطبية الدائمة والكشف الدوري المستمر، واجراء الفحوص المخبرية الدورية واعطاء العلاجات المناسبة هي من الأمور الضرورية المهم اتباعها إذا أردنا ان نتجنب مخاطر نقص التروية، وما يرافقها من خطورات ومضاعفات.