صفحة 1 من 1

الفلسفة المثالية والفلسفة الواقعية

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 11:23 pm
بواسطة عبدالرحمن آل مقرن ١٣
لفلسفة المثالية :
تعد من أقدم الفلسفات الفكرية ، وترجع إلى كل من سقراط ، وأفلاطون ، وتؤمن بأزلية الأفكار وكونيتها ، وأن العقل حقيقة كونية ، وهو مصدر المعرفة الوحيد ، وأن المعرفة أساس الفضيلة ، ويرى المثاليون أن الأفكار تسبق المحسوسات ، وأن ماهية الأشياء تسبق وجودها .
ويرى المثاليون أن الإنسان مكون من عقل ومادة ، أو روح وبدن ، أما الروح ؛ فينسب إلى عالم المثل الأزلي ، الذي لا يدرك إلا بالعقل ، وأما البدن فينسب إلى عالم الحس ، ورجحت عالم المثل على عالم الحس ؛ لذلك اهتمت بالجانب العقلي ( المعرفي ) ، وعدت المعرفة قيمة عليا بوصفها طريق الفضيلة ، وقد ترتبت على هذه الفلسفة العديد من التوجهات في مجال التربية منها :
1. إعلاء شأن العقل والروح ؛ لذلك ينبغي أن تركز عليهما التربية .
2. إن العملية التربوية يجب ان تساعد الفرد على البحث عن الحقيقة والجمال والأشياء الجيدة .
3. الاهتمام باجتماعية الإنسان والتدريب الأخلاقي ؛ لغرض تحقيق القيم والمثل .
4. التشديد على سيادة القيم العليا ؛ لأنها أزلية وثابتة ، ولا يمكن الوصول إليها إلا من طريق العقل .
5. وضع منهج تتراكم فيه المعارف والخبرات الثابتة ، التي تساعد على تنمية الإنسان المثالي ، وأن التركيز في هذا المنهج على الجانب العقلي والروحي ، وان ينظم المنهج على وفق محاور : العلوم الأساسية : كالقراءة ، والكتابة ، والحساب ، والعلوم التعليمية لتنمية العقل وتوسيع مدركاته مثل : الفلسفة ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، وعلم التاريخ ، وعلوم الجمال : كالفن ، والأدب ، والموسيقى ، والعلوم الطبيعية مثل : الجغرافيا ، والفيزياء ، والكيمياء ، والأحياء .
الفلسفة الواقعية :
ظهرت الواقعية ردّ فعل على المثالية على يد أرسطو تلميذ أفلاطون ، وجاءت لتوازن بين الأشياء المعروفة والذات العارفة ، وتؤكد وجود الطبيعة ، وأن العالم هو مصدر كل الحقائق ؛ لذا ينبغي الاهتمام به ، إذ لا وجود لعالم المثل ، فالعالم الخارجي وما يتضمنه من أشياء مستقل عن العقل الذي يدرك تلك الأشياء ، وتؤكد الواقعية أن الحقائق لا تستقى من الحدس والإلهام ، ويمكن أن يتوصل إليها ( الحقائق ) ، بإتباع الطرائق العلمية ، ومن طريق التجربة ، ويرى أصحاب الفلسفة الواقعية أنّ التربية يجب أن تكون واحدة لجميع أفراد المجتمع، وتهتم بتربية الجسم والعقل ، وأنّ تربية الجسم ينبغي أن تسبق عملية التعليم ، وتهدف (التربية) إلى مساعدة الإنسان ليتكيف مع بيئته ، وتهتم بتدريب الفرد على التفكير القياسي ، والاستقرائي.
الواقعية والمنهج :
• أن يتضمن المنهج عناصر من فنون المعرفة الحرة ، وعناصر أخرى من المعرفة التطبيقية
• يشدد المنهج الواقعي على الموضوعات الدراسية بوصفها المحور المركزي في العملية التربوية .
• المنهج الواقعي يشدد على العلوم والرياضيات والجغرافيا الطبيعية أولا ، وثم الفنون واللغات ، والدراسات الاجتماعية ثانيا .كما انه ليس للعلوم السلوكية مثل علم النفس مكان في المنهج الواقعي .
• تركز الواقعية على ضرورة أن يكون المنهج مشتملا على وقائع الحياة ، وعلى الموضوعات التي تقع ضمن نطاق العلوم الطبيعية .