- الأربعاء ديسمبر 19, 2012 12:58 am
#58620
حكم جوزيف ستالين اكبر دولة في العالم لمدة 31 سنة. لا تزال الحقبة الستالينية بعد مرور اكثر من نصف قرن على نهايتها تثير الكثير من الجدل في المجتمع الروسي ولا تحظى بتقييم قاطع.
ولد جوزيف ستالين في 21 من ديسمبر/كانون أول عام 1879 في جورجيا لوالدين تحدرا من عائلة فلاحين أقنان جورجية. وعند بلوغه الـ 15 من عمره، إتصل ستالين بالحلقات الماركسية السرية واخذ يتردد إلى مكتبة عامة كان يرتادها بعض الشبان الرادكاليين. وبعد 4 سنوات إنضم إلى المنظمة الإشتراكية الأولى في جورجيا، وفي تلك الفترة بدأ بقراءة المؤلفات والكتابات الأولى للينين.
إنتظم ستالين ولفترة 10 سنوات في العمل السياسي السري وتعرض للإعتقال والابعاد اكثر من مرة. ومنذ ظهور الخلايا الأولى للحزب البلشفي وحتى إنتصار ثورة أوكتوبر عام 1917 كان ستالين نصيرا مواليا للخط السياسي الذي أرساه لينين.
بعد وفاة لينين، تمكن ستالين من حسم الصراع الداخلي لصالحه واصبح القائد الاوحد للحزب في مطلع الثلاثينات، لتبدأ مرحلة نوعية جديدة في حياة الدولة السوفيتية الفتية. وان كان يختلف المؤرخون بتقييمها الا ان الجميع يتفق على انها تركت بصماتها على مصير الاتحاد السوفيتي لاحقا. لقد اتبع ستالين في اعوام الثلاثينيات سياسة القمع الشديد في داخل البلاد والتي اقترنت باعتقال واعدام ونفي الآف الناس - من اعضاء القيادة العليا للحزب والجنرالات الى العمال والفلاحين البسطاء ورجال الدين. ولم يكن اي احد في البلاد بمنأى عن اعمال القمع الستالينية. واستمر القمع بعد الحرب العالمية الثانمية ايضا.
حاول ستالين قدر الامكان تأجيل موعد المواجهة مع ألمانيا النازية، الا ان هتلر وبعد توقيع إتفاقية عدم الإعتداء بين الإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية بعامين، قام بغزو الإتحاد السوفييتي وتمكّن من احراز إنتصارات عسكرية في بداية الغزو. لكن صلابة ستالين وقوى الانصار والمقاتلين في الجيش الاحمر وعموم شعوب الاتحاد السوفيتي، ادت إلى تحقيق النصر التام على جيوش هتلر في 9 مايو/ايار عام 1945 .
في الأول من مارس/اذار عام 1953 تدهورت حالة ستالين الصحية وتوفي بعدها بأربعة أيام، وقد هزت وفاة ستالين العالم أجمع. قال فيه خصمه الايديولوجي، أحد أهم الزعماءِ في التأريخ البريطاني والعالمي الحديث ونستون تشرشل: "كان ستالين رجلاً ذا طاقة عالية وقوة إرادة لا تقهر... لم أستطع أنا الذي تربيت في البرلمان البريطاني أن أرفض له شيئاً".
ان ستالين كان بالنسبة الى غالبية السوفيتيين بمثابة الاله ولهذا كانت وفاته في 5 مارس/آذار عام 1953 مصابا جللا بالنسبة لهم . وما زال الجدل يدور في روسيا حتى الآن حول شخصية ستالين ودوره في بناء الاتحاد السوفيتي وانتصاره على الفاشية ، لكن القلائل يريدون حقا عودة فترة القمع الستالينية.
الترحيل القسري
بعد الحرب العالمية الثانية بقليل، قام ستالين بترحيل مليون ونصف المليون سوفييتي الى "سيبيريا" وجمهوريات آسيا الوسطى. وكان السبب الرسمي هو إمّا تعاونهم مع القوات النازية الغازية او معاداتهم للمباديء السوفييتية! والمُعتقد ان سبب الترحيل الجماعي هو التّطهير العرقي لكي يتسنّى لستالين من إيجاد توازن إثني في الجمهوريات السوفييتية.
الوفيات
تم إعدام مليون نسمة بين الأعوام 1935 - 1938 والأعوام 1945 - 1950 وتم ترحيل الملايين ترحيلاً قسرياً! في 5 مارس 1940،
قام ستالين بنفسه بالتوقيع على صكّ إعدام 25,700 من المثقفين البولنديين وتضمّن القتلى 14,700 من أسرى الحرب، وقضى على 30,000 - 40,000 من المساجين فيما يعرف "بمذبحة المساجين". ويتّفق المؤرّخون على أن ضحايا الإعدامات والإبعاد وكذلك المجاعات السوفييتية تقدّر بـ 8 الى 20 مليون قتيل! وأحد التقديرات تقول أن ضحايا ستالين قد يصلون الى 50 مليون ضحيّة. يظلّ عدد الضحايا في الحقبة الستالينية ضرب من التقدير لعدم ورود أرقام رسمية سوفييتية أو روسية بعدد ضحايا تلك الحقبة.
الحرب العالمية الثانية
بعد توقيع إتفاقية عدم الإعتداء بين الإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية بعامين، قام هتلر بغزو الإتحاد السوفييتي ولم يكن ستالين متوقعاً للغزو الألماني. فكان ستالين توّاقاً لكسب الوقت ليتسنّى له بناء ترسانته العسكرية وتطويرها الا ان هتلر لم يترك الإتحاد السوفييتي يؤهّل نفسه عسكرياً. وتمكّن الألمان من جني الإنتصارات العسكرية في بداية غزوهم للإتحاد السوفييتي نتيجة ضعف خطوط الدفاع السوفييتية الناتجة عن إعدام ستالين لكثير من جنرالات الجيش الأحمر. وتكبّد الإتحاد السوفييتي خسائر بشرية فادحة في الحرب العالمية الثانية، إذ كان الألمان يحرقون القرى السوفييتية عن بكرة أبيها، وتقدّر خسائر الإتحاد السوفييتي البشرية في الحرب العالمية الثانية من 21 الى 28 مليون نسمة!
نهايته
في الأول من مارس 1953، وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي "بيريا" و"خوروشوف" وآخرون، تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام. تجدر الإشارة ان المذكرات السياسية لـ "مولوتوف" والتي نُشرت في عام 1993 تقول أن الوزير "بيريا" تفاخر لـ "مولوتوف" بأنّه عمد الى دسّ السم لستالين بهدف قتله.
ولد جوزيف ستالين في 21 من ديسمبر/كانون أول عام 1879 في جورجيا لوالدين تحدرا من عائلة فلاحين أقنان جورجية. وعند بلوغه الـ 15 من عمره، إتصل ستالين بالحلقات الماركسية السرية واخذ يتردد إلى مكتبة عامة كان يرتادها بعض الشبان الرادكاليين. وبعد 4 سنوات إنضم إلى المنظمة الإشتراكية الأولى في جورجيا، وفي تلك الفترة بدأ بقراءة المؤلفات والكتابات الأولى للينين.
إنتظم ستالين ولفترة 10 سنوات في العمل السياسي السري وتعرض للإعتقال والابعاد اكثر من مرة. ومنذ ظهور الخلايا الأولى للحزب البلشفي وحتى إنتصار ثورة أوكتوبر عام 1917 كان ستالين نصيرا مواليا للخط السياسي الذي أرساه لينين.
بعد وفاة لينين، تمكن ستالين من حسم الصراع الداخلي لصالحه واصبح القائد الاوحد للحزب في مطلع الثلاثينات، لتبدأ مرحلة نوعية جديدة في حياة الدولة السوفيتية الفتية. وان كان يختلف المؤرخون بتقييمها الا ان الجميع يتفق على انها تركت بصماتها على مصير الاتحاد السوفيتي لاحقا. لقد اتبع ستالين في اعوام الثلاثينيات سياسة القمع الشديد في داخل البلاد والتي اقترنت باعتقال واعدام ونفي الآف الناس - من اعضاء القيادة العليا للحزب والجنرالات الى العمال والفلاحين البسطاء ورجال الدين. ولم يكن اي احد في البلاد بمنأى عن اعمال القمع الستالينية. واستمر القمع بعد الحرب العالمية الثانمية ايضا.
حاول ستالين قدر الامكان تأجيل موعد المواجهة مع ألمانيا النازية، الا ان هتلر وبعد توقيع إتفاقية عدم الإعتداء بين الإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية بعامين، قام بغزو الإتحاد السوفييتي وتمكّن من احراز إنتصارات عسكرية في بداية الغزو. لكن صلابة ستالين وقوى الانصار والمقاتلين في الجيش الاحمر وعموم شعوب الاتحاد السوفيتي، ادت إلى تحقيق النصر التام على جيوش هتلر في 9 مايو/ايار عام 1945 .
في الأول من مارس/اذار عام 1953 تدهورت حالة ستالين الصحية وتوفي بعدها بأربعة أيام، وقد هزت وفاة ستالين العالم أجمع. قال فيه خصمه الايديولوجي، أحد أهم الزعماءِ في التأريخ البريطاني والعالمي الحديث ونستون تشرشل: "كان ستالين رجلاً ذا طاقة عالية وقوة إرادة لا تقهر... لم أستطع أنا الذي تربيت في البرلمان البريطاني أن أرفض له شيئاً".
ان ستالين كان بالنسبة الى غالبية السوفيتيين بمثابة الاله ولهذا كانت وفاته في 5 مارس/آذار عام 1953 مصابا جللا بالنسبة لهم . وما زال الجدل يدور في روسيا حتى الآن حول شخصية ستالين ودوره في بناء الاتحاد السوفيتي وانتصاره على الفاشية ، لكن القلائل يريدون حقا عودة فترة القمع الستالينية.
الترحيل القسري
بعد الحرب العالمية الثانية بقليل، قام ستالين بترحيل مليون ونصف المليون سوفييتي الى "سيبيريا" وجمهوريات آسيا الوسطى. وكان السبب الرسمي هو إمّا تعاونهم مع القوات النازية الغازية او معاداتهم للمباديء السوفييتية! والمُعتقد ان سبب الترحيل الجماعي هو التّطهير العرقي لكي يتسنّى لستالين من إيجاد توازن إثني في الجمهوريات السوفييتية.
الوفيات
تم إعدام مليون نسمة بين الأعوام 1935 - 1938 والأعوام 1945 - 1950 وتم ترحيل الملايين ترحيلاً قسرياً! في 5 مارس 1940،
قام ستالين بنفسه بالتوقيع على صكّ إعدام 25,700 من المثقفين البولنديين وتضمّن القتلى 14,700 من أسرى الحرب، وقضى على 30,000 - 40,000 من المساجين فيما يعرف "بمذبحة المساجين". ويتّفق المؤرّخون على أن ضحايا الإعدامات والإبعاد وكذلك المجاعات السوفييتية تقدّر بـ 8 الى 20 مليون قتيل! وأحد التقديرات تقول أن ضحايا ستالين قد يصلون الى 50 مليون ضحيّة. يظلّ عدد الضحايا في الحقبة الستالينية ضرب من التقدير لعدم ورود أرقام رسمية سوفييتية أو روسية بعدد ضحايا تلك الحقبة.
الحرب العالمية الثانية
بعد توقيع إتفاقية عدم الإعتداء بين الإتحاد السوفييتي وألمانيا النازية بعامين، قام هتلر بغزو الإتحاد السوفييتي ولم يكن ستالين متوقعاً للغزو الألماني. فكان ستالين توّاقاً لكسب الوقت ليتسنّى له بناء ترسانته العسكرية وتطويرها الا ان هتلر لم يترك الإتحاد السوفييتي يؤهّل نفسه عسكرياً. وتمكّن الألمان من جني الإنتصارات العسكرية في بداية غزوهم للإتحاد السوفييتي نتيجة ضعف خطوط الدفاع السوفييتية الناتجة عن إعدام ستالين لكثير من جنرالات الجيش الأحمر. وتكبّد الإتحاد السوفييتي خسائر بشرية فادحة في الحرب العالمية الثانية، إذ كان الألمان يحرقون القرى السوفييتية عن بكرة أبيها، وتقدّر خسائر الإتحاد السوفييتي البشرية في الحرب العالمية الثانية من 21 الى 28 مليون نسمة!
نهايته
في الأول من مارس 1953، وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي "بيريا" و"خوروشوف" وآخرون، تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام. تجدر الإشارة ان المذكرات السياسية لـ "مولوتوف" والتي نُشرت في عام 1993 تقول أن الوزير "بيريا" تفاخر لـ "مولوتوف" بأنّه عمد الى دسّ السم لستالين بهدف قتله.