منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
By عبدالله بشير العسكر
#58648
ألغام الأسرة
تركي الدخيل

ترتبط كل أسرةٍ بثقافتة المجتمع. الأسرة بشكلها وبطريقة أكلها وشربها ونومها وعملها وتعليمها هي نتاج المجتمع، هذا هو الفرق بين أسرةٍ في الصين، وأخرى في الرياض، وثالثة في الهند.

الزواج في ثقافتنا له ظروفه واشتراطاته التي نبعت من المجتمع، بعضها جيد وبعضها رديء. مسببات انهيار الأسرة هي مسببات ثقافية في الغالب. دور الزوجة غامض، بعضهنّ مدللات لديهن الخادمات، وتنحصر وظائفهنّ في رعاية الزوج فحسب دون الاضطرار إلى تحوّل الزوجة إلى خادمة. وبعضهن يخدمن أسرة الزوج وأهله وأمهاته، هذا الغموض في دور المرأة من أبرز مسببات ثلم جسد الأسرة السعودية تحديداً.

كشفت دراسة أجراها كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لدراسات الأسرة ونشرت في جريدة "الرياض" قبل أيام أن نتائج الدراسة التي أجريت على عينة مكونة من 1569 أسرة تسكن في مدينة الرياض أن 127 رجلًا منهم سبق لهم اللجوء إلى الطلاق لأسباب تعود 21% منها إلى تقصير الزوجة في الواجبات الزوجية، و15% إلى تدخل الأهل، و11% إلى عصبية الزوجة، ثم تأتي أسباب أخرى منها 8.4% تعود إلى حدة الطباع، و8.4% للزواج الثاني، و8.2% لعدم الإنجاب، يليها 6% لكلّ من عدم الالتزام الديني ولعدم احترام الزوج، و16% لأسباب متعددة.

الملفت أن 17% من الفتيات المتزوجات أقل من 20 سنة، في حين أن 83% أكثر من 20 سنة بحسب الدراسة وهذا مؤشر أيضاً ينضاف إلى الجانب الرديء الذي يفتك بجسد الأسرة ويرهق كاهلها. الأسرة هي نواة الأمن الاجتماعي، بل وأساس أمن الدولة ذاتها، لهذا يعتبر الفيلسوف الألماني هيغل أن الجذور الأخلاقية الأولية للدولة هي العائلة لأن العائلة تختلف تماماً مع المصالح الذاتية والمجتمع المدني، وهي مبنية على قيم جماعية، والنظام الموجود في العائلة هو ليس متبنياً على تعاقد بل مرتبط بالحب والثقة والاهتمام بالكل..

ويعتقد هيغل أن العائلة تحول النزوات والرغبات الجنسية إلى شكل عقلاني وكل شيء للمصلحة العامة وتطوير قانون الزواج، والتملك الأسري يدفع الطفل لأن يعمل لمصلحة العائلة ويرتبط وعي الدولة بوعي ودراية الوالدين!

بآخر السطر فإن بنية الأسرة وهيكليتها مترابطة تصنعها الثقافة ومن دون تطويرها لتكون متفقةً مع العصر والزمن ومفيدةً للمجتمع والدولة ستكون الأسرة مجرد عبء إضافي يضاف على الإنسان.