- الأربعاء ديسمبر 19, 2012 4:54 am
#58671
الخروج عن النص
«الرياض» كشفت وننتظر وصف هيئة الفساد
د.مطلق سعود المطيري
الميزانية على الأبواب، والكل يستعد لاستقبالها بروح يملؤها التفاؤل والأماني العراض، فمواطن ميزانية 2012 يختلف تماماً عن مواطن الميزانيات السابقة، يرصد ويعد ويقدم الحسابات الدقيقة، ويطارد كل رقم شارد ليعرف بالضبط أين جهة هروبه، مواطن يحترم قيادته، ويطوقها بوفاء غير مصطنع، وقيادته جعلت منه حكاية تروم معالي النجاح في كل اتجاه من العالم، فكان منه الوفاء، ومن قيادته البذل الذي صنع عزما شديدا امتطاه إنسان هذه الأرض ليصارع التحديات، ويظفر بالنصر لوطنه وقيادته، ويصل بهما لمواقع الولاء والانجاز الحقيقي والشريف.
وسط هذه العلاقة الجميلة بين المواطن وقيادته، يظهر من يعبر عن اتجاه لا ينسجم مع قوة التلاحم المشاهدة بين القيادة والمواطن، ومن يكون هذا الكائن الذي يحاول أن يبعد الحبيب عن الحبيب؟
ولمعرفة غرائب هذا الكائن أدعوك لقراءة تقرير هذه الجريدة يوم الجمعة الماضي الذي يقول : " القطاع الخاص يطلق حافز بدون شروط للتحايل على السعودة،.. توظيف يحمل طابع التستر والتحايل على نظام السعودة، وتديره عمالة وافدة تعمل لحساب شركات ومؤسسات سعودية خاصة، تقوم بنشرهم أمام مدارس الثانويات والجامعات واماكن تجمعات الشباب من اجل توظيف الشباب بطريقة التستر للتحايل على أنظمة وزارة العمل لرفع نسبة توظيف السعوديين بالقطاع الخاص، والمطلوب فقط صورة من البطاقة المدنية، وأن يكون العمر 18 عاما، وهذا مقابل راتب يتراوح بين 1000 و2000، ريال، وليس مطلوباً من الشباب عمل محدد، أو حضور منتظم أو غير منتظم، ولا حتى معرفة موقع المؤسسة ".
هنا نحن أمام جريمة مكتملة الأركان والقواعد والأساسات، ولبشاعة هذا السلوك علقت جريدة "الرياض" الجرس ..
نقول جريمة، لأن عنصر التحايل بها واضح، ونقول فيها من البشاعة ما يتجاوز البشاعة ذاتها، لأنها تعطل قدرات الشباب السعودي وتمنعه من الحصول على خبرة حقيقية يحتاجها بلده، وتدفعه لفراغ مدفوع الثمن، وهذه جريمة لم يسبق القطاع الخاص في المملكة عليها أحد في الأولين وربما حتى في الآخرين، فراغ يعلّمه كل ثقافة الفراغ، من مخدرات، وانحرافات في الفكر والسلوك، الى أن تكون خبرة هذا الشاب خبرة تستنزف الكثير من مقدرات البلد وخبراته الشريفة لمكافحة نتائج أعمال القطاع الخاص.
فأي مؤسسة عملت هذا العمل لايمكن أن تنتسب لهوية هذا المجتمع، فلا اعتبار لديها إلا اعتبار المال، ولا هوية تنتسب إليها سوى هوية المال، ذلك المال المعطل لكل جهد إنتاجي وطني، هوية سلمت حياة أبناء الوطن ومستقبله لأياد أجنبية تؤمن بأن وجودها يضمن لها الحفاظ على هويتها المناهضة لمكاسب المواطنة والوطن .
اليوم نصبّح على هيئة الفساد بالخير، وندعوها لأن تتأمل هذا الموضوع جيداً، وتعطينا حكمها الرشيد على هذا السلوك، الذي لن نصفه بأي صفة قبل أن تحدد لنا هيئة الفساد صفته مشكورة، فميزانية الوطن والمواطن على الأبواب، وبعض الشركات الطاردة لجهد المواطن والمتحايلة على دعم الدولة لها تنتظر شيئاً منها، فهل لها حق بذلك أنبئونا بذلك إن كنت تعلمون ..
«الرياض» كشفت وننتظر وصف هيئة الفساد
د.مطلق سعود المطيري
الميزانية على الأبواب، والكل يستعد لاستقبالها بروح يملؤها التفاؤل والأماني العراض، فمواطن ميزانية 2012 يختلف تماماً عن مواطن الميزانيات السابقة، يرصد ويعد ويقدم الحسابات الدقيقة، ويطارد كل رقم شارد ليعرف بالضبط أين جهة هروبه، مواطن يحترم قيادته، ويطوقها بوفاء غير مصطنع، وقيادته جعلت منه حكاية تروم معالي النجاح في كل اتجاه من العالم، فكان منه الوفاء، ومن قيادته البذل الذي صنع عزما شديدا امتطاه إنسان هذه الأرض ليصارع التحديات، ويظفر بالنصر لوطنه وقيادته، ويصل بهما لمواقع الولاء والانجاز الحقيقي والشريف.
وسط هذه العلاقة الجميلة بين المواطن وقيادته، يظهر من يعبر عن اتجاه لا ينسجم مع قوة التلاحم المشاهدة بين القيادة والمواطن، ومن يكون هذا الكائن الذي يحاول أن يبعد الحبيب عن الحبيب؟
ولمعرفة غرائب هذا الكائن أدعوك لقراءة تقرير هذه الجريدة يوم الجمعة الماضي الذي يقول : " القطاع الخاص يطلق حافز بدون شروط للتحايل على السعودة،.. توظيف يحمل طابع التستر والتحايل على نظام السعودة، وتديره عمالة وافدة تعمل لحساب شركات ومؤسسات سعودية خاصة، تقوم بنشرهم أمام مدارس الثانويات والجامعات واماكن تجمعات الشباب من اجل توظيف الشباب بطريقة التستر للتحايل على أنظمة وزارة العمل لرفع نسبة توظيف السعوديين بالقطاع الخاص، والمطلوب فقط صورة من البطاقة المدنية، وأن يكون العمر 18 عاما، وهذا مقابل راتب يتراوح بين 1000 و2000، ريال، وليس مطلوباً من الشباب عمل محدد، أو حضور منتظم أو غير منتظم، ولا حتى معرفة موقع المؤسسة ".
هنا نحن أمام جريمة مكتملة الأركان والقواعد والأساسات، ولبشاعة هذا السلوك علقت جريدة "الرياض" الجرس ..
نقول جريمة، لأن عنصر التحايل بها واضح، ونقول فيها من البشاعة ما يتجاوز البشاعة ذاتها، لأنها تعطل قدرات الشباب السعودي وتمنعه من الحصول على خبرة حقيقية يحتاجها بلده، وتدفعه لفراغ مدفوع الثمن، وهذه جريمة لم يسبق القطاع الخاص في المملكة عليها أحد في الأولين وربما حتى في الآخرين، فراغ يعلّمه كل ثقافة الفراغ، من مخدرات، وانحرافات في الفكر والسلوك، الى أن تكون خبرة هذا الشاب خبرة تستنزف الكثير من مقدرات البلد وخبراته الشريفة لمكافحة نتائج أعمال القطاع الخاص.
فأي مؤسسة عملت هذا العمل لايمكن أن تنتسب لهوية هذا المجتمع، فلا اعتبار لديها إلا اعتبار المال، ولا هوية تنتسب إليها سوى هوية المال، ذلك المال المعطل لكل جهد إنتاجي وطني، هوية سلمت حياة أبناء الوطن ومستقبله لأياد أجنبية تؤمن بأن وجودها يضمن لها الحفاظ على هويتها المناهضة لمكاسب المواطنة والوطن .
اليوم نصبّح على هيئة الفساد بالخير، وندعوها لأن تتأمل هذا الموضوع جيداً، وتعطينا حكمها الرشيد على هذا السلوك، الذي لن نصفه بأي صفة قبل أن تحدد لنا هيئة الفساد صفته مشكورة، فميزانية الوطن والمواطن على الأبواب، وبعض الشركات الطاردة لجهد المواطن والمتحايلة على دعم الدولة لها تنتظر شيئاً منها، فهل لها حق بذلك أنبئونا بذلك إن كنت تعلمون ..