الامبراطورية اليابانية
مرسل: الأربعاء ديسمبر 19, 2012 7:44 am
إمبراطورية اليابان كانت كيان سياسي ياباني وجد بين فترة استعراش مييجي في العام 1868 حتى هزيمة الإمبراطورية في الحرب العالمية الثانية.
محتويات
1 خلفية تاريخية
2 سقوط النظام الإقطاعي وبداية التحديث
3 غزو كوريا ومنشوريا
4 الحرب ضد روسيا
5 فرض مطالب الإمبراطورية اليابانية على الصين
6 الحرب ضد الصين
7 مصادر
8 انظر أيضًا
9 استعراش ميجي
10 مراجع
خلفية تاريخية
تستخدم كتب التاريخ اصطلاح "الإمبراطورية اليابانية" إشارة إلى الدولة اليابانية التي توحدت ولاياتها المختلفة تحت سلطان حاكم أعلى يحمل لقب إمبراطور، منذ القرن السابع قبل الميلاد. ولكن الإمبراطورية اليابانية بمفهوم الإمبراطورية الدال على التوسع الاستعماري وفرض سلطان الدولة على أراضي ومقدرات شعوب أخرى، هذه الإمبراطورية لم يبدأ تكوينها إلى في أواخر القرن التاسع عشر، عندما التحقت اليابان بركب الدول التي حققت ثورتها الصناعية، واتجهت إلى الاستعمار بحثا عما يسمى بالمجال الحيوي ومناطق النفوذ.
ففي منتصف القرن التاسع عشر، كان التواجد الاستعماري الغربي يتزايد بشكل خطير في جوار اليابان، ولم تسلم هي ذاتها من بعض آثاره، إذ أرغمت على عقد معاهدات أعطت مقتضاها امتيازات بحرية وقائية لدول ذات وجود استعماري قوي في المحيط الهادي كبريطانيا والولايات المتحدة، كما أرغمت على إخضاع تعرفتها الجمركية لصالح تجارة هذه الدول.
سقوط النظام الإقطاعي وبداية التحديث
و أدركت اليايان، في الوقت المناسب، أن نظامها الإقطاعي المهترئ، الذي استمر سبعمائة عام، ليس أمثل النظم التي تتيح لها نهضة سريعة، ويحقق لها القوة التي تستطيع أن تواجه بها هذا الخطر. وشهد عام 1868 خلال حكم الإمبراطور مييجي سقوط النظام الإقطاعي، وانتهاء حكم شوجونات أسرة توكو جاوا التي ظلت تتوارث السلطة الحقيقية في البلاد لمدة مائتين وخمسة وستين عام.
و باستعادة الإمبراطور للسلطة المركزية بدأت عملية تحديث مخططة ما لبثت أن آتت ثمارها في سنوات قليلة. وانتعش اقتصاد اليابان وصار لها جيش وأسطول قويان. وبدأت تتطلع إلى أمرين: الأول هو التخلص من قيود المعاهدات المجحفة التي فرضتها عليها الدول الاستعمارية، والثاني هي السيطرة على لمناطق المتاخمة للطرق البحرية المفضية إلى موانئها.
و قد تحقق لها الأمر الأول بسهولة منذ أن استشعرت هذه الدول قوة اليابان الجديدة. ثم بدأ يتحقق لها المطلب الثاني. وكانت البداية هي عقد معاهدة عام 1875 مع روسيا، والتي تنازلت روسيا بموجبها عن مطالبها في جزر كوريل مقابل تنازل اليابان عن مطالبها في جنوب جزيرة سخالين.
غزو كوريا ومنشوريا
و كانت لليابان مطامع في كوريا ومنشوريا شرعت في تحقيقها، بداية، بإرغام كوريا على توقيع معاهدة تنص على أن كوريا مستقلة عن الصين استقلال تاما، ثم افتعلت أسبابا لغزو كوريا عام 1894 ودحر القوات الصينية بها، ثم عبور نهر بالو وغزو منشوريا. وطلبت الصين الصلح الذي تم بعقد معاهدة شيمونسكي. وقد اعترفت الصين في هذه المعاهدة باستقلال كوريا، وأقرت بتنازلها لليابان عن فورموزا وبيسكادوس وشبه جزيرة لياو تونغ في منشوريا، كما حصلت اليابان، بموجب نفس المعاهدة، على تعويضات مالية وحقوق امتيازات لرعاياها في الأراضي الصينية. غير أن روسيا وفرنسا وألمانيا تدخلت فيما بعد وقدمت طلبا جماعيا بضرورة رد شبه جزيرة لياو تونغ إلى الصين، فخضعت اليابان لهذا الطلب.
الحرب ضد روسيا
و حتى نهاية القرن التاسع عشر لم تكن اليابان قد بلغت من القوة حدا تستشعر الدول الغربية إزاءه خطرا حقيقيا على مصالحها في الصين بل على العكس رأت فيها بريطانيا حليفا توازن به قوة روسيا في الشرق الأقصى، فعقدت معها تحالفا في عام 1902 شجع اليابان على الدخول في حرب مع روسيا عام 1904 هزمت فيها القوات الروسية، وطردت من كوريا وميناء بورت آرثر.
و انتهزت اليابان فرصت نشوب الحرب العالمية الأولى فأعلنت الحرب على ألمانيا، واستولت على ميناء كياوتشو ومقاطعة شانتونغ الذي كان الألمان يسيطرون عليهما داخل أرض الصين ذاتها، كما احتلت مجموعة الجزر التي كانت ألمانيا قد احتلتها في جنوب المحيط الهادي شمالي خط الاستواء.
فرض مطالب الإمبراطورية اليابانية على الصين
و في 18 يناير عام 1915 تقدمت اليابان إلى الصين بمطالبها الواحد والعشرين المشهورة والتي تتضمن الآتي: أن توافق الصين دون تحفظ على أي اتفاق قد تعقده اليابان مع ألمانيا بخصوص حقوقها في ميناء كياوتشو ومقاطعة شانتونغ، وأن يسمح لليابان ببناء خط حديدي في شانتونغ، وألا تعطى أي امتيازات فيها لأية دولة أخرى، ومد امتياز اليابان في مينائي بور آرثر ورايرن لتعسة وتسعين عام، وأن تقتح مدن معينة أمام التجارة الأجنبية، وأن تعترف الصين بحقوق اليابان في جنوب منشوريا وشرق منغوليا الداخلية، وألا تؤجر الصين أي ميناء أو خليج أو أرض تقع على ساحلها لأية دولة عدا اليابان. ورضخت الصين لمطالب اليابان ووقعت معها معاهدة بشأنها في مايو عام 1915. غير أن الصين عادت بعد الحرب فطعنت في شرعية المعاهدة التي وقعتها تحت ضغط القوة وذلك بإيعاز من الولايات المتحدة التي بدأت تشعر خطر تعاظم قوة اليابان وما تشكله من تهديد للمستعمرات الأمريكية في المحيط الهادي. وكانت قوة اليابان، وخاصة الأسطول، قد بلغت حدا جعل الحلفاء يستعينون به في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة حملة الغواصات الخطرة التي بدأها الألمان في فبراير عام 1917.
و في عام 1931 بدأت اليابان مرحلة جديدة في توسعها الاستعماري على حساب الأراضي الصينية فاحتلت منشوريا. ولكي تضفي على هذا العمل صفة الشرعية ادعت أنها "حررت" منشوريا من سيادة الصين، وجاءت بآخر سلالة أسرة المانشو- التي أسقطتها عن العرش ثورة الصين عام 1911- فنصبته إمبراطورا على منشوريا.
و هبت القوى الوطنية في الصين تقاوم الغزو الياباني وأرغمت تشين كاي تشيك على تغيير موقفه المتخاذل إزاء الغزو الياباني، كما قبل كارها إقامة جبهة وطنية موحدة في وجه اليابان تضم الشيوعيين الذي كان مهتما بمحارابتهم أكثر من اهتمامه بصد هذا الغزو الياباني.
الحرب ضد الصين
و ابتداءا من عام 1937 تحولت حرب اليابان مع الصين إلى حرب شاملة هدفها فرض سيطرتها الكاملة على الصين، وإجهاض قوى التطور التي أخذت تنمو فيها بعد ثورة 1911، وهو هدف قديم عبر عنه الكونت إبشي وزير خارجية اليابان عام 1915 بقوله: "إن اليابان لا يمكن أن تنظر بعين الاطمئنان إلى تنظيم جيش صيني ذي قدرة فعالة على القتال، كما أن اليابان تنظر بعين القلق إلى تحرير النشاط الاقتصادي لشعب يعد أربعمائة مليون نسمة".
و في عام 1941 دخلت اليابان الحرب ضد الحلفاء بهجوم مفاجئ على القاعدة الأمريكية في بيرل هاربر، وما لبثت في زمن قصير أن اجتاحت الفيليبين، وإندونيسيا، والهند الصينية الفرنسية، وملايو، وسنغافورة، وبورما.
و بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي واستسلام اليابان بلا قيد أو شرط عام 1945، انتهت الحرب العالمية الثانية، وانتهت معها الإمبراطورية اليابانية.
محتويات
1 خلفية تاريخية
2 سقوط النظام الإقطاعي وبداية التحديث
3 غزو كوريا ومنشوريا
4 الحرب ضد روسيا
5 فرض مطالب الإمبراطورية اليابانية على الصين
6 الحرب ضد الصين
7 مصادر
8 انظر أيضًا
9 استعراش ميجي
10 مراجع
خلفية تاريخية
تستخدم كتب التاريخ اصطلاح "الإمبراطورية اليابانية" إشارة إلى الدولة اليابانية التي توحدت ولاياتها المختلفة تحت سلطان حاكم أعلى يحمل لقب إمبراطور، منذ القرن السابع قبل الميلاد. ولكن الإمبراطورية اليابانية بمفهوم الإمبراطورية الدال على التوسع الاستعماري وفرض سلطان الدولة على أراضي ومقدرات شعوب أخرى، هذه الإمبراطورية لم يبدأ تكوينها إلى في أواخر القرن التاسع عشر، عندما التحقت اليابان بركب الدول التي حققت ثورتها الصناعية، واتجهت إلى الاستعمار بحثا عما يسمى بالمجال الحيوي ومناطق النفوذ.
ففي منتصف القرن التاسع عشر، كان التواجد الاستعماري الغربي يتزايد بشكل خطير في جوار اليابان، ولم تسلم هي ذاتها من بعض آثاره، إذ أرغمت على عقد معاهدات أعطت مقتضاها امتيازات بحرية وقائية لدول ذات وجود استعماري قوي في المحيط الهادي كبريطانيا والولايات المتحدة، كما أرغمت على إخضاع تعرفتها الجمركية لصالح تجارة هذه الدول.
سقوط النظام الإقطاعي وبداية التحديث
و أدركت اليايان، في الوقت المناسب، أن نظامها الإقطاعي المهترئ، الذي استمر سبعمائة عام، ليس أمثل النظم التي تتيح لها نهضة سريعة، ويحقق لها القوة التي تستطيع أن تواجه بها هذا الخطر. وشهد عام 1868 خلال حكم الإمبراطور مييجي سقوط النظام الإقطاعي، وانتهاء حكم شوجونات أسرة توكو جاوا التي ظلت تتوارث السلطة الحقيقية في البلاد لمدة مائتين وخمسة وستين عام.
و باستعادة الإمبراطور للسلطة المركزية بدأت عملية تحديث مخططة ما لبثت أن آتت ثمارها في سنوات قليلة. وانتعش اقتصاد اليابان وصار لها جيش وأسطول قويان. وبدأت تتطلع إلى أمرين: الأول هو التخلص من قيود المعاهدات المجحفة التي فرضتها عليها الدول الاستعمارية، والثاني هي السيطرة على لمناطق المتاخمة للطرق البحرية المفضية إلى موانئها.
و قد تحقق لها الأمر الأول بسهولة منذ أن استشعرت هذه الدول قوة اليابان الجديدة. ثم بدأ يتحقق لها المطلب الثاني. وكانت البداية هي عقد معاهدة عام 1875 مع روسيا، والتي تنازلت روسيا بموجبها عن مطالبها في جزر كوريل مقابل تنازل اليابان عن مطالبها في جنوب جزيرة سخالين.
غزو كوريا ومنشوريا
و كانت لليابان مطامع في كوريا ومنشوريا شرعت في تحقيقها، بداية، بإرغام كوريا على توقيع معاهدة تنص على أن كوريا مستقلة عن الصين استقلال تاما، ثم افتعلت أسبابا لغزو كوريا عام 1894 ودحر القوات الصينية بها، ثم عبور نهر بالو وغزو منشوريا. وطلبت الصين الصلح الذي تم بعقد معاهدة شيمونسكي. وقد اعترفت الصين في هذه المعاهدة باستقلال كوريا، وأقرت بتنازلها لليابان عن فورموزا وبيسكادوس وشبه جزيرة لياو تونغ في منشوريا، كما حصلت اليابان، بموجب نفس المعاهدة، على تعويضات مالية وحقوق امتيازات لرعاياها في الأراضي الصينية. غير أن روسيا وفرنسا وألمانيا تدخلت فيما بعد وقدمت طلبا جماعيا بضرورة رد شبه جزيرة لياو تونغ إلى الصين، فخضعت اليابان لهذا الطلب.
الحرب ضد روسيا
و حتى نهاية القرن التاسع عشر لم تكن اليابان قد بلغت من القوة حدا تستشعر الدول الغربية إزاءه خطرا حقيقيا على مصالحها في الصين بل على العكس رأت فيها بريطانيا حليفا توازن به قوة روسيا في الشرق الأقصى، فعقدت معها تحالفا في عام 1902 شجع اليابان على الدخول في حرب مع روسيا عام 1904 هزمت فيها القوات الروسية، وطردت من كوريا وميناء بورت آرثر.
و انتهزت اليابان فرصت نشوب الحرب العالمية الأولى فأعلنت الحرب على ألمانيا، واستولت على ميناء كياوتشو ومقاطعة شانتونغ الذي كان الألمان يسيطرون عليهما داخل أرض الصين ذاتها، كما احتلت مجموعة الجزر التي كانت ألمانيا قد احتلتها في جنوب المحيط الهادي شمالي خط الاستواء.
فرض مطالب الإمبراطورية اليابانية على الصين
و في 18 يناير عام 1915 تقدمت اليابان إلى الصين بمطالبها الواحد والعشرين المشهورة والتي تتضمن الآتي: أن توافق الصين دون تحفظ على أي اتفاق قد تعقده اليابان مع ألمانيا بخصوص حقوقها في ميناء كياوتشو ومقاطعة شانتونغ، وأن يسمح لليابان ببناء خط حديدي في شانتونغ، وألا تعطى أي امتيازات فيها لأية دولة أخرى، ومد امتياز اليابان في مينائي بور آرثر ورايرن لتعسة وتسعين عام، وأن تقتح مدن معينة أمام التجارة الأجنبية، وأن تعترف الصين بحقوق اليابان في جنوب منشوريا وشرق منغوليا الداخلية، وألا تؤجر الصين أي ميناء أو خليج أو أرض تقع على ساحلها لأية دولة عدا اليابان. ورضخت الصين لمطالب اليابان ووقعت معها معاهدة بشأنها في مايو عام 1915. غير أن الصين عادت بعد الحرب فطعنت في شرعية المعاهدة التي وقعتها تحت ضغط القوة وذلك بإيعاز من الولايات المتحدة التي بدأت تشعر خطر تعاظم قوة اليابان وما تشكله من تهديد للمستعمرات الأمريكية في المحيط الهادي. وكانت قوة اليابان، وخاصة الأسطول، قد بلغت حدا جعل الحلفاء يستعينون به في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة حملة الغواصات الخطرة التي بدأها الألمان في فبراير عام 1917.
و في عام 1931 بدأت اليابان مرحلة جديدة في توسعها الاستعماري على حساب الأراضي الصينية فاحتلت منشوريا. ولكي تضفي على هذا العمل صفة الشرعية ادعت أنها "حررت" منشوريا من سيادة الصين، وجاءت بآخر سلالة أسرة المانشو- التي أسقطتها عن العرش ثورة الصين عام 1911- فنصبته إمبراطورا على منشوريا.
و هبت القوى الوطنية في الصين تقاوم الغزو الياباني وأرغمت تشين كاي تشيك على تغيير موقفه المتخاذل إزاء الغزو الياباني، كما قبل كارها إقامة جبهة وطنية موحدة في وجه اليابان تضم الشيوعيين الذي كان مهتما بمحارابتهم أكثر من اهتمامه بصد هذا الغزو الياباني.
الحرب ضد الصين
و ابتداءا من عام 1937 تحولت حرب اليابان مع الصين إلى حرب شاملة هدفها فرض سيطرتها الكاملة على الصين، وإجهاض قوى التطور التي أخذت تنمو فيها بعد ثورة 1911، وهو هدف قديم عبر عنه الكونت إبشي وزير خارجية اليابان عام 1915 بقوله: "إن اليابان لا يمكن أن تنظر بعين الاطمئنان إلى تنظيم جيش صيني ذي قدرة فعالة على القتال، كما أن اليابان تنظر بعين القلق إلى تحرير النشاط الاقتصادي لشعب يعد أربعمائة مليون نسمة".
و في عام 1941 دخلت اليابان الحرب ضد الحلفاء بهجوم مفاجئ على القاعدة الأمريكية في بيرل هاربر، وما لبثت في زمن قصير أن اجتاحت الفيليبين، وإندونيسيا، والهند الصينية الفرنسية، وملايو، وسنغافورة، وبورما.
و بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي واستسلام اليابان بلا قيد أو شرط عام 1945، انتهت الحرب العالمية الثانية، وانتهت معها الإمبراطورية اليابانية.