سور التاريخ العظيم
مرسل: الخميس إبريل 02, 2009 12:39 pm
فهد عامر الأحمدي
سور التاريخ العظيم (على وزن سور الصين العظيم ) كناية عن حاجز تاريخي يصعب علينا رؤية ما خلفه أو العودة لما قبله . فنحن لا نعرف الكثير عما حدث قبل 3200 من الميلاد ولا نجزم بوجود أي حضارات مهمة قبل 5507 أعوام من الآن .. فأقدم حضارة معلومة لدينا ونعرف عنها ما يكفي هي الحضارة البابلية في العراق (وبعدها الفرعونية في مصر ، ثم الصينية في وادي هيانج هي) ..
غير أن تاريخ الإنسان على الأرض أقدم من ذلك بكثير (ولا يقل عن 400.000 عام ) وبالتالي يصعب الجزم بعدم ظهور حضارات أو تجمعات راقية طوال هذه الفترة . وهذا الرأي يرجحه اكتشاف أحافير وأثريات قديمة تثبت وجود حضارات راقية لا نعلم عنها شيئا ازدهرت واندثرت (قبل 3200 من الميلاد) . وكثير من هذه المكتشفات تتضمن تراكيب هندسية وميكانيكية بل وحتى تقنية خارقة يعود تاريخ بعضها الى خمسين ألف عام .. فهناك مثلا الكمبيوتر الميكانيكي الذي اكتشف قرب جزيرة انتيكياثيرا ويعود تاريخه الى ثلاثين ألف عام ، وهناك نموذج لطائرة (تدعى طائرة سقارة) يعود تاريخها لما قبل الفراعنة ، وكذلك سبيكة معقدة من التنجستن والموليبدنوم يعود تاريخها لأكثر من 20 الف عام (اكتشفت عام 1993 في جبال الأورال الروسية) .. أما في بعلبك بلبنان فيوجد معبد جوبتير الذي يضم عوارض صخرية تزن كل واحدة منها 1200 طن وضعت على ارتفاع شاهق .. والغريب هنا ليس كيفية رفعها بل اكتشاف رسومات تظهر فعل ذلك بتقنية خارقة لم تتوفر لنا حتى اليوم (جعلها تطفو في الهواء بإلغاء الجاذبية الأرضية) !!
... وفي الحقيقة هذه مجرد نماذج لأكثر من 433 غرضا متقدما اكتشفت من عصور سحيقة جدا (لا يفترض وجود بعضها حتى في عصرنا هذا) .. وحتى لو قررنا تجاهل مدلولاتها الحضارية فإنه يصعب علينا تجاهل المواقع التاريخية التي اكتشفت بها (ويعود تاريخ بعضها لما قبل البابليين والفراعنة) .. ففي كمبوديا مثلا عثر الفرنسي هنري موهوت عام 1860 على معابد أنكور العتيقة التي بنيت قبل ستة آلاف عام ، وحين وصل الأسبان الى البيرو في القرن السادس عشر سمعوا عن مدينة قديمة مفقودة تدعى "ماتشو بيكشو" لم يتأكد أحد من وجودها حتى عام 1910 (حين اكتشفها مغامر أمريكي يدعى هيرام بينجهام على ارتفاع 2400 متر فوق جبال الأنديز) .. أما في المكسيك فأعاد هنود الأزتيك اكتشاف عاصمتهم القديمة "تيوتيهوكان" التي اختفت بين الغابات لأكثر من ألفي عام (وتضم هرمين مدرجين أضخم من اهرامات مصر ؛ الأول مكرس لعبادة الشمس والثاني لعبادة القمر)..
أما آخر الاكتشافات المهمة فوجد تحت البحر قبالة ساحل أوكيناوا اليابانية ؛ ففي مارس 1995 شاهد غطاس ياباني آثار مدينة غارقة تتضمن شوارع صخرية منحوتة بدقة بطول 70 مترا وعرض 15 مترا .. ولا يقتصر مصدر غموضها على وجود مصاطب حادة ومدرجات ضخمة لا يعرف الغرض منها الى اليوم بل وعلى تاريخها الذي يعود لأكثر من عشرة آلاف عام حين كانت جزءا من "اليابسة" !!
... الغريب فعلا أن كتب التاريخ الرسمية مازالت تتحدث عن الحضارة البابلية على أنها "الحضارة رقم واحد" في حين أنها تعد (حديثة جدا) مقارنة بالنقش الغريب الذي اكتشفه الدكتور جيفر كابريا في البيرو عام 1966 :
... صفيحة معدنية نقش عليها رجال يحاصرون احد الديناصورات بحراب ضوئية تشبه الليزر .. والغريب أكثر أن الديناصورات انقرضت (أو يفترض بها ذلك) قبل ظهور الإنسان بستين مليون عام على الأقل !!
امصدر / جريدة الرياض الخميس 6 ربيع الآخر 1430هـ - 2 ابريل 2009م - العدد 14892
سور التاريخ العظيم (على وزن سور الصين العظيم ) كناية عن حاجز تاريخي يصعب علينا رؤية ما خلفه أو العودة لما قبله . فنحن لا نعرف الكثير عما حدث قبل 3200 من الميلاد ولا نجزم بوجود أي حضارات مهمة قبل 5507 أعوام من الآن .. فأقدم حضارة معلومة لدينا ونعرف عنها ما يكفي هي الحضارة البابلية في العراق (وبعدها الفرعونية في مصر ، ثم الصينية في وادي هيانج هي) ..
غير أن تاريخ الإنسان على الأرض أقدم من ذلك بكثير (ولا يقل عن 400.000 عام ) وبالتالي يصعب الجزم بعدم ظهور حضارات أو تجمعات راقية طوال هذه الفترة . وهذا الرأي يرجحه اكتشاف أحافير وأثريات قديمة تثبت وجود حضارات راقية لا نعلم عنها شيئا ازدهرت واندثرت (قبل 3200 من الميلاد) . وكثير من هذه المكتشفات تتضمن تراكيب هندسية وميكانيكية بل وحتى تقنية خارقة يعود تاريخ بعضها الى خمسين ألف عام .. فهناك مثلا الكمبيوتر الميكانيكي الذي اكتشف قرب جزيرة انتيكياثيرا ويعود تاريخه الى ثلاثين ألف عام ، وهناك نموذج لطائرة (تدعى طائرة سقارة) يعود تاريخها لما قبل الفراعنة ، وكذلك سبيكة معقدة من التنجستن والموليبدنوم يعود تاريخها لأكثر من 20 الف عام (اكتشفت عام 1993 في جبال الأورال الروسية) .. أما في بعلبك بلبنان فيوجد معبد جوبتير الذي يضم عوارض صخرية تزن كل واحدة منها 1200 طن وضعت على ارتفاع شاهق .. والغريب هنا ليس كيفية رفعها بل اكتشاف رسومات تظهر فعل ذلك بتقنية خارقة لم تتوفر لنا حتى اليوم (جعلها تطفو في الهواء بإلغاء الجاذبية الأرضية) !!
... وفي الحقيقة هذه مجرد نماذج لأكثر من 433 غرضا متقدما اكتشفت من عصور سحيقة جدا (لا يفترض وجود بعضها حتى في عصرنا هذا) .. وحتى لو قررنا تجاهل مدلولاتها الحضارية فإنه يصعب علينا تجاهل المواقع التاريخية التي اكتشفت بها (ويعود تاريخ بعضها لما قبل البابليين والفراعنة) .. ففي كمبوديا مثلا عثر الفرنسي هنري موهوت عام 1860 على معابد أنكور العتيقة التي بنيت قبل ستة آلاف عام ، وحين وصل الأسبان الى البيرو في القرن السادس عشر سمعوا عن مدينة قديمة مفقودة تدعى "ماتشو بيكشو" لم يتأكد أحد من وجودها حتى عام 1910 (حين اكتشفها مغامر أمريكي يدعى هيرام بينجهام على ارتفاع 2400 متر فوق جبال الأنديز) .. أما في المكسيك فأعاد هنود الأزتيك اكتشاف عاصمتهم القديمة "تيوتيهوكان" التي اختفت بين الغابات لأكثر من ألفي عام (وتضم هرمين مدرجين أضخم من اهرامات مصر ؛ الأول مكرس لعبادة الشمس والثاني لعبادة القمر)..
أما آخر الاكتشافات المهمة فوجد تحت البحر قبالة ساحل أوكيناوا اليابانية ؛ ففي مارس 1995 شاهد غطاس ياباني آثار مدينة غارقة تتضمن شوارع صخرية منحوتة بدقة بطول 70 مترا وعرض 15 مترا .. ولا يقتصر مصدر غموضها على وجود مصاطب حادة ومدرجات ضخمة لا يعرف الغرض منها الى اليوم بل وعلى تاريخها الذي يعود لأكثر من عشرة آلاف عام حين كانت جزءا من "اليابسة" !!
... الغريب فعلا أن كتب التاريخ الرسمية مازالت تتحدث عن الحضارة البابلية على أنها "الحضارة رقم واحد" في حين أنها تعد (حديثة جدا) مقارنة بالنقش الغريب الذي اكتشفه الدكتور جيفر كابريا في البيرو عام 1966 :
... صفيحة معدنية نقش عليها رجال يحاصرون احد الديناصورات بحراب ضوئية تشبه الليزر .. والغريب أكثر أن الديناصورات انقرضت (أو يفترض بها ذلك) قبل ظهور الإنسان بستين مليون عام على الأقل !!
امصدر / جريدة الرياض الخميس 6 ربيع الآخر 1430هـ - 2 ابريل 2009م - العدد 14892