- الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:22 am
#58732
.
عقد هذا المؤتمر لبحث مصير الدول المهزومة في الحرب العالمية الأولى، وكما أدت هذه الحرب إلى تفكك دول وانهيارها، وسقوط أنظمة وكان يجب معاقبة ألمانيا بعد هزيمتها، كما كان يجب تحديد مصير الأقطار التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية، ورسم الحدود بعد الحرب، وأخيرًا استخلاص العبر لتجنب حدوث حرب أخرى في المستقبل. كل هذه الظروف استلزمت عقد مؤتمر دولي.
عقد المؤتمر في قصر فرساي قرب باريس. انعقاده في فرنسا يدل على مكانتها كدولة مركزية. رئيس المؤتمر كان رئيس فرنسا جورج كليمنصو ، ومثّل بريطانيا رئيس وزرائها لويد جورج. ومثّل الولايات المتحدة رئيسها وودرو ويلسون. حضرت وفود أيضًا عن إيطاليا واليابان. عدد الوفود كان 32 وفدًا من 29 دولة. وكان عدد الأعضاء حوالي 1000 شخص. الدول الخمسة الكبرى وخاصةً الثلاثة الكبرى ( فرنسا – بريطانيا – أمريكا) كانت تجتمع وتقرر نتائج المؤتمر. الوفود الصغيرة عرضت آراءها على شكل عرائض والدول العظمى هي التي قررت قبول هذا ورفض ذاك. لم تشارك في المؤتمر كل الدول المهزومة بما فيها ألمانيا. افتتح المؤتمر بتاريخ 18/1/1919 واستمر حتى 28/6/1919. أغلق المؤتمر في 28/6 بالذات لأنه تاريخ قتل وليّ العهد النمساوي شرارة اندلاع الحرب. خلال المؤتمر حدثت خلافات وحاولت كل دولة من الدول الكبرى المحافظة على مصالحها وخاصة بريطانيا وفرنسا. فبريطانيا أرادت أكبر عدد من المستعمرات، واستمرار تفوقها البحري والمحافظة على توازن القوى في أوروبا وفرنسا كذلك تريد نصيبها من المستعمرات ودفع ألمانيا تعويضات لها انتقامًا منها لأن فرنسا دفعت تعويضات لألمانيا سنة 1871 بعد هزيمتها، وكذلك لإعادة إعمار فرنسا المهدمة. كما وطالبت فرنسا بالقضاء على القوة العسكرية الألمانية حتى لا تحارب فرنسا في المستقبل. أما الولايات المتحدة فقد عارضت سياسة فرنسا وبريطانيا في مجال الإستعمار، ونادت بمنح حق تقرير المصير للشعوب الصغيرة.
كما وسعت الولايات المتحدة إلى إعادة إعمار الاقتصاد الأوروبي لكي تستوعب أوروبا البضائع الأميركية وتسترجع أميركا ديونها. لذلك لم تكن أمريكا مستعدة لفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على ألمانيا لأن ذلك يضعف الاقتصاد الألماني. وبهذا الموقف اقتربت بريطانيا والولايات المتحدة من بعضهما. وكذلك في الموقف العسكري فسحق الجيش الألماني يؤدي إلى الإخلال بمبدأ توازن القوى، وتصبح فرنسا أقوى دولة في أوروبا وتنافس بريطانيا على الاستعمار.
حدثت مداولات صاخبة في المؤتمر بين الدول الثلاث، أما ألمانيا فلم يؤخذ برأيها وفي نهاية المؤتمر، سمح للوفد الألماني الدخول إلى القاعة كاللصوص يرافقهم الحراس على الجانبين ولم يسمح لهم بالجلوس، وأخذوا أقلامًا ووقعوا على القرارات وأخرجوا كالمساجين من القاعة، هذا المشهد كان مؤلمًا ومهينًا للأمة الألمانية بأسرها. واستغلت العناصر الألمانية المتطرفة هذا المشهد وبثت الدعاية المعادية للحكومة التي وقعت على القرارات وهذا ما فعله النازيون بقيادة هتلر فيما بعد.
القرارات (العقوبات) التي أقرها مؤتمر فرساي بخصوص ألمانيا.
القيود العسكرية:-
1. تحديد الجيش الألماني: بـِ-96 ألف جندي، و 4000 ضابط.
2. إلغاء التجنيد الإجباري وجعل الخدمة العسكرية اختيارية لمدة 12 سنة (لكي لا يكون لألمانيا جيش احتياط).
3. منع ألمانيا من إنتاج السلاح الثقيل مثل الدبابات وغيرها.
4. جعل منطقة غرب الراين معزولة السلاح.
5. تسليم الأسطول الألماني للحلفاء. وكان الألمان قد أغرقوا بعض القطع قبل تسليمها إلى الحلفاء.
6. منع فتح كليات عسكرية في ألمانيا.
7. يسيطر الحلفاء على أراضي غرب الراين وعلى إقليم السار الغني بالمعادن لمدة 15 سنة بعدها يجري فيه استفتاء لتقرير مصيره.
8. تعيين لجنة من الحلفاء للإشراف على القيود العسكرية.
الشروط الإقليمية:-
1. إقليم السار يبقى لمدة 15 سنة تحت سيطرة فرنسا وبلجيكا بعدها يقرر مصيره في استفتاء عام.
2. تخسر ألمانيا كل مستعمراتها في ما وراء البحار.
3. تسليم إقليم السوديت إلى تشيكوسلوفاكيا وإقليم بوزن لبولندا، وممر ممل ومدينة دانترج لبولندا.
4. إعادة الألزاس واللورين إلى فرنسا.
بهذه الشروط تكون ألمانيا خسرت نحو 7 مليون مواطن من ابنائها و 25 ألف ميل مربع من أراضيها، %30 من مناجم الفحم و %57 من مناجم الحديد.
الشروط التأديبية:-
لم يستجب الحلفاء لما طلبته فرنسا من مبالغ خيالية، بأن تدفع ألمانيا نحو 16 مليار جنيه استرليني كتعويضات لفرنسا حيث عارضت بريطانيا والولايات المتحدة ذلك مع أنهما اعترفتا بحق فرنسا في الحصول على تعويضات كبيرة من ألمانيا، لكن ليس مبلغ كهذا. فاتفق الحلفاء بان تدفع ألمانيا مليار جنيه كدفعة أولى لفرنسا وبلجيكا. وقد قبل جورج كليمنصو بهذا الحل كدفعة أولى. ولقد انتقده الرأي العام الفرنسي بشدة على هذا التنازل وأسقطه في الانتخابات المقبلة.
في سنة 1923 دخلت قوات فرنسية وبلجيكية إلى إقليم الرور الألماني الغني بصناعاته ومناجمه من أجل إرغام ألمانيا على دفع تعويضات أو تعويض عن عدم دفع تعويضات، احتجت بريطانيا والولايات المتحدة على هذه الخطوة. وطلبتا من فرنسا الانسحاب، لكن قامت الدول بعقد اجتماع واتفق على إنشاء لجنة تدعى "لجنة داوز" لتقرر المبلغ الذي سيفرض على ألمانيا. لجنة داوز أقرت مبلغ تدفعه ألمانيا على أقساط على مدى 60 عامًا، مقابل ذلك انسحبت فرنسا من إقليم الرور، لكن الألمان شعروا بالذل وظلّت مسألة التعويضات إحدى المسائل التي تثير الخلاف بين ألمانيا وفرنسا حتى أنه سنة 1923 استغل هتلر هذا الاجتياح من اجل القيام بمحاولة انقلاب ضد الحكومة في مدينة ميونيخ، لكنها فشلت.
عقد هذا المؤتمر لبحث مصير الدول المهزومة في الحرب العالمية الأولى، وكما أدت هذه الحرب إلى تفكك دول وانهيارها، وسقوط أنظمة وكان يجب معاقبة ألمانيا بعد هزيمتها، كما كان يجب تحديد مصير الأقطار التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية، ورسم الحدود بعد الحرب، وأخيرًا استخلاص العبر لتجنب حدوث حرب أخرى في المستقبل. كل هذه الظروف استلزمت عقد مؤتمر دولي.
عقد المؤتمر في قصر فرساي قرب باريس. انعقاده في فرنسا يدل على مكانتها كدولة مركزية. رئيس المؤتمر كان رئيس فرنسا جورج كليمنصو ، ومثّل بريطانيا رئيس وزرائها لويد جورج. ومثّل الولايات المتحدة رئيسها وودرو ويلسون. حضرت وفود أيضًا عن إيطاليا واليابان. عدد الوفود كان 32 وفدًا من 29 دولة. وكان عدد الأعضاء حوالي 1000 شخص. الدول الخمسة الكبرى وخاصةً الثلاثة الكبرى ( فرنسا – بريطانيا – أمريكا) كانت تجتمع وتقرر نتائج المؤتمر. الوفود الصغيرة عرضت آراءها على شكل عرائض والدول العظمى هي التي قررت قبول هذا ورفض ذاك. لم تشارك في المؤتمر كل الدول المهزومة بما فيها ألمانيا. افتتح المؤتمر بتاريخ 18/1/1919 واستمر حتى 28/6/1919. أغلق المؤتمر في 28/6 بالذات لأنه تاريخ قتل وليّ العهد النمساوي شرارة اندلاع الحرب. خلال المؤتمر حدثت خلافات وحاولت كل دولة من الدول الكبرى المحافظة على مصالحها وخاصة بريطانيا وفرنسا. فبريطانيا أرادت أكبر عدد من المستعمرات، واستمرار تفوقها البحري والمحافظة على توازن القوى في أوروبا وفرنسا كذلك تريد نصيبها من المستعمرات ودفع ألمانيا تعويضات لها انتقامًا منها لأن فرنسا دفعت تعويضات لألمانيا سنة 1871 بعد هزيمتها، وكذلك لإعادة إعمار فرنسا المهدمة. كما وطالبت فرنسا بالقضاء على القوة العسكرية الألمانية حتى لا تحارب فرنسا في المستقبل. أما الولايات المتحدة فقد عارضت سياسة فرنسا وبريطانيا في مجال الإستعمار، ونادت بمنح حق تقرير المصير للشعوب الصغيرة.
كما وسعت الولايات المتحدة إلى إعادة إعمار الاقتصاد الأوروبي لكي تستوعب أوروبا البضائع الأميركية وتسترجع أميركا ديونها. لذلك لم تكن أمريكا مستعدة لفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على ألمانيا لأن ذلك يضعف الاقتصاد الألماني. وبهذا الموقف اقتربت بريطانيا والولايات المتحدة من بعضهما. وكذلك في الموقف العسكري فسحق الجيش الألماني يؤدي إلى الإخلال بمبدأ توازن القوى، وتصبح فرنسا أقوى دولة في أوروبا وتنافس بريطانيا على الاستعمار.
حدثت مداولات صاخبة في المؤتمر بين الدول الثلاث، أما ألمانيا فلم يؤخذ برأيها وفي نهاية المؤتمر، سمح للوفد الألماني الدخول إلى القاعة كاللصوص يرافقهم الحراس على الجانبين ولم يسمح لهم بالجلوس، وأخذوا أقلامًا ووقعوا على القرارات وأخرجوا كالمساجين من القاعة، هذا المشهد كان مؤلمًا ومهينًا للأمة الألمانية بأسرها. واستغلت العناصر الألمانية المتطرفة هذا المشهد وبثت الدعاية المعادية للحكومة التي وقعت على القرارات وهذا ما فعله النازيون بقيادة هتلر فيما بعد.
القرارات (العقوبات) التي أقرها مؤتمر فرساي بخصوص ألمانيا.
القيود العسكرية:-
1. تحديد الجيش الألماني: بـِ-96 ألف جندي، و 4000 ضابط.
2. إلغاء التجنيد الإجباري وجعل الخدمة العسكرية اختيارية لمدة 12 سنة (لكي لا يكون لألمانيا جيش احتياط).
3. منع ألمانيا من إنتاج السلاح الثقيل مثل الدبابات وغيرها.
4. جعل منطقة غرب الراين معزولة السلاح.
5. تسليم الأسطول الألماني للحلفاء. وكان الألمان قد أغرقوا بعض القطع قبل تسليمها إلى الحلفاء.
6. منع فتح كليات عسكرية في ألمانيا.
7. يسيطر الحلفاء على أراضي غرب الراين وعلى إقليم السار الغني بالمعادن لمدة 15 سنة بعدها يجري فيه استفتاء لتقرير مصيره.
8. تعيين لجنة من الحلفاء للإشراف على القيود العسكرية.
الشروط الإقليمية:-
1. إقليم السار يبقى لمدة 15 سنة تحت سيطرة فرنسا وبلجيكا بعدها يقرر مصيره في استفتاء عام.
2. تخسر ألمانيا كل مستعمراتها في ما وراء البحار.
3. تسليم إقليم السوديت إلى تشيكوسلوفاكيا وإقليم بوزن لبولندا، وممر ممل ومدينة دانترج لبولندا.
4. إعادة الألزاس واللورين إلى فرنسا.
بهذه الشروط تكون ألمانيا خسرت نحو 7 مليون مواطن من ابنائها و 25 ألف ميل مربع من أراضيها، %30 من مناجم الفحم و %57 من مناجم الحديد.
الشروط التأديبية:-
لم يستجب الحلفاء لما طلبته فرنسا من مبالغ خيالية، بأن تدفع ألمانيا نحو 16 مليار جنيه استرليني كتعويضات لفرنسا حيث عارضت بريطانيا والولايات المتحدة ذلك مع أنهما اعترفتا بحق فرنسا في الحصول على تعويضات كبيرة من ألمانيا، لكن ليس مبلغ كهذا. فاتفق الحلفاء بان تدفع ألمانيا مليار جنيه كدفعة أولى لفرنسا وبلجيكا. وقد قبل جورج كليمنصو بهذا الحل كدفعة أولى. ولقد انتقده الرأي العام الفرنسي بشدة على هذا التنازل وأسقطه في الانتخابات المقبلة.
في سنة 1923 دخلت قوات فرنسية وبلجيكية إلى إقليم الرور الألماني الغني بصناعاته ومناجمه من أجل إرغام ألمانيا على دفع تعويضات أو تعويض عن عدم دفع تعويضات، احتجت بريطانيا والولايات المتحدة على هذه الخطوة. وطلبتا من فرنسا الانسحاب، لكن قامت الدول بعقد اجتماع واتفق على إنشاء لجنة تدعى "لجنة داوز" لتقرر المبلغ الذي سيفرض على ألمانيا. لجنة داوز أقرت مبلغ تدفعه ألمانيا على أقساط على مدى 60 عامًا، مقابل ذلك انسحبت فرنسا من إقليم الرور، لكن الألمان شعروا بالذل وظلّت مسألة التعويضات إحدى المسائل التي تثير الخلاف بين ألمانيا وفرنسا حتى أنه سنة 1923 استغل هتلر هذا الاجتياح من اجل القيام بمحاولة انقلاب ضد الحكومة في مدينة ميونيخ، لكنها فشلت.