موقف للتاريخ بين الملك فيصل وهنرى كيسنجر
مرسل: الأربعاء ديسمبر 19, 2012 10:40 am
إنه السياسى الإمريكى هنرى كيسنجر, أعظم وزير خارجية فى التاريخ الأمريكى, ولد لأبوين من يهود ألمانيا, هاجر إلى أمريكا خوفا من بطش هتلر , إلتحق بمعهد جورج واشنطن, شغل منصب وزير الخارجية فى ظروف كانت غاية فى الصعوبة , لعب دورا مهما فى السياسة الخارجية الأمريكية مثل الإنفتاح على الصينو وجولاته المكوكية بين العرب وإسرائيل والتى إنتهت بتوقيع إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل, عندما قامت حرب اكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل قررت الدول العربية قطع إمدادت البترول عن الدول الصديقة والمتعاونة مع إسرائيل بغية الضغط عليها ومنع الدعم الحربى واللوجيستى عن العدو الإسرائيلى, وفى هذه الثناء أرسل الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون وزير خارجيته إلى الملك فيصل ملك السعودية بغية إثناءه عن قراره بقطع البترول عن دول الغرب, وصف هنرى الحوار الذى دار مع الملك فيصل فى مذكراته فيقول: أنه عندما إلتقى الملك فيصل في جدّة عــــام 1973 م في محاولة لإثنائه عن وقف ضخّ البترول ! رآه متجهما ً, فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبة فقال : " إن طائرتي تقف هامدةً في المطار بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، و أنا مستعدٌ للدفع بالأسعار الحرة؟! " يقول كيسنجر : فلم يبتسمْ الملك ! بل رفع رأسه نحوي، وقال : " وأنا رجل طاعن في السن، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت، فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية ؟!, هكذا كان الملك فيصل وهكذا كان العرب إبان حرب أكتوبر 1973, كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعت له باقى الأعضاء بالسهر والحمى, وهو الموقف الوحيد الذى توحد فيه العرب معا, وشاط منه الرئيس نيكسون الذى قال قولته المشهورة " سيأتى يوم يشرب فيه العرب بترولهم ولن يجدوا من يشتريه منهم" ولكن القدر لم يمهل نيكسون كثيرا حتى يرى هذه الأمنية فقد خرج من البيت الأبيض مجبرا على الإستقالة بعد فضيحة واتر جيت التى أتهم فيها الحزب الجمهورى بالتجسس على الحزب الديمقراطى, وتوفى فى عام 1994