هيجل
مرسل: الجمعة ديسمبر 21, 2012 5:34 pm
جورج فردودش هيجل
(1770 – 1831)
الإكراه و الجريمة
الإنسان بوصفه كائناً حياً قد يكره، أعني أنه يمكن إخضاع جسمه أو أي شيئ آخر خارجي لقوة الآخرين، بيد أن الإرادة الحرة لايمكن إكراهها على الإطلاق إلا إذا فشلت في أن تسحب نفسها من الموضوع الخارجي الذي تتشبث به أو أن تنسحب من فكرتها التي كونتها عن هذا الموضوع.
إن الإرادة التي تسمح لنفسها بأن تكره على شيئ هي وحدها التي يمكن إجبارها على أمر ما.
هيجل
فلسفة الحق
الهيجلية
انتشرت الهيجلية انتشاراً واسع المدى حتى أوشكت أن تصبح العقيدة الرسمية للدولة، فبعد أن كان عدد طلابه محدوداً في الجامعات توافد عليه الطلاب بالمئات في جامعة برلين ومن جميع أنحاء البلاد ومن خارجها أيضاً،ويصف لنا تلميذه المخلص روزانكرانتس مسيرة حياته بقوله :
” استمع الناس من كل الطبقات إلى محاضراته, وتوافدوا عليه من كل أنحاء ألمانيا, ومن كل البلدان الأوربية ولا سيما بولندا, بل كان هناك أيضاً يونانيون, واسكندنافيون جلسوا عند قدميه وأنصتوا بخشوع لكلماته السحرية التي كان يتفوه بها وهو يقلب أوراقه فوق المنضدة وهو يسعل وينطق بصعوبة, غير أن عمق المضمون كان ينفذ إلى العقول ويشع فيها حماسة صافية كل الصفاء.”
وكما كان هناك أنصار متحمسون رفعوا شعاراً ضيق الأفق هو ( كل من ليس هيجيلياً فهو جاهل وأحمق !)
كان هناك معارضون أيضاً منهم شلنج و شلايرماخر وغيرهما، ولكن كان أبرز المعارضين فيلسوف التشاؤم أرثر شوبنهور 1760 – 1860 الذي كان يتمنى أن يحاضر في إحدى الجامعات الكبيرة, وأتيحت له الفرصة عام 1823 عندما دعي لإلقاء محاضرات يعرض فيها فلسفته أمام طلاب الجامعة فتعمد أن يختار لإلقاء محاضراته نفس الأوقات التي كان يلقي فيها هيجل محاضراته. وكان هيجل في ذلك الوقت في أوج شهرته.
وكان شوبنهور على ثقة تامة بأن الطلاب سيقارنون بينه وبين هيجل, بعين الأجيال القادمة, فيفضلونه ويقبلون عليه، لكنه ها هنا فقط كان متفائلاً موغلاً في تفائله, حسن الظن في مقدرة الطلاب على تقديره ذلك لأنه وجد نفسه يلقى محاضراته أمام صفوف من المقاعد الخاوية فاستقال من منصبه, وانتقم لنفسه من هيجل بالتشهير به! كتب يقول :
“أعظم قدر من الوقاحة يكمن في نشر هذا الهراء المطبق، إن تجميع ذلك القدر المجنون من الخربشة التي لا معنى لها لتشكل نسيجاً من الكلمات، هو أمر لم نكن نسمع عنه في السابق إلا في المصحات العقلية، لكنه ظهر أخيراً عند هيجل، وأصبح أداة للتعمية والملل والضجر، سوف تكون له نتيجة لاتصدق على الأجيال القادمة، ومن ثم فسوف يظل مذهب هيجل النصب التذكاري الدائم لغباء الألمان”
ظهر هذا الإتجاه النقدي عند فلاسفة آخرين في القرن العشرين، إبتداءً من برتراند راسل الذي يرى أن كل نظريات هيجل فاسدة إلى كارل بوبر الذي لا يرى فيها سوى نفايات غامضة وطنانة.
ومع ذلك كله فقد بلغ تأثير هيجل في العالم الحديث حداً لم يبلغه مفكر آخر، فتصور ماركس لجدل التاريخ، وتحليله للنظام الرأسمالي مدين لهيجل بدين ثقيل، كما أن وجودية كيركجور قد تطورت كرد فعل لفلسفة هيجل وكذلك برجماتية جون ديوي إلى التفكيكية عند جاك دريدا.
إنه ليس ثمة من يسعى لفهم العالم الحديث ويستطيع أن يتجنب التعامل مع هيجل ومصطلحاته
(1770 – 1831)
الإكراه و الجريمة
الإنسان بوصفه كائناً حياً قد يكره، أعني أنه يمكن إخضاع جسمه أو أي شيئ آخر خارجي لقوة الآخرين، بيد أن الإرادة الحرة لايمكن إكراهها على الإطلاق إلا إذا فشلت في أن تسحب نفسها من الموضوع الخارجي الذي تتشبث به أو أن تنسحب من فكرتها التي كونتها عن هذا الموضوع.
إن الإرادة التي تسمح لنفسها بأن تكره على شيئ هي وحدها التي يمكن إجبارها على أمر ما.
هيجل
فلسفة الحق
الهيجلية
انتشرت الهيجلية انتشاراً واسع المدى حتى أوشكت أن تصبح العقيدة الرسمية للدولة، فبعد أن كان عدد طلابه محدوداً في الجامعات توافد عليه الطلاب بالمئات في جامعة برلين ومن جميع أنحاء البلاد ومن خارجها أيضاً،ويصف لنا تلميذه المخلص روزانكرانتس مسيرة حياته بقوله :
” استمع الناس من كل الطبقات إلى محاضراته, وتوافدوا عليه من كل أنحاء ألمانيا, ومن كل البلدان الأوربية ولا سيما بولندا, بل كان هناك أيضاً يونانيون, واسكندنافيون جلسوا عند قدميه وأنصتوا بخشوع لكلماته السحرية التي كان يتفوه بها وهو يقلب أوراقه فوق المنضدة وهو يسعل وينطق بصعوبة, غير أن عمق المضمون كان ينفذ إلى العقول ويشع فيها حماسة صافية كل الصفاء.”
وكما كان هناك أنصار متحمسون رفعوا شعاراً ضيق الأفق هو ( كل من ليس هيجيلياً فهو جاهل وأحمق !)
كان هناك معارضون أيضاً منهم شلنج و شلايرماخر وغيرهما، ولكن كان أبرز المعارضين فيلسوف التشاؤم أرثر شوبنهور 1760 – 1860 الذي كان يتمنى أن يحاضر في إحدى الجامعات الكبيرة, وأتيحت له الفرصة عام 1823 عندما دعي لإلقاء محاضرات يعرض فيها فلسفته أمام طلاب الجامعة فتعمد أن يختار لإلقاء محاضراته نفس الأوقات التي كان يلقي فيها هيجل محاضراته. وكان هيجل في ذلك الوقت في أوج شهرته.
وكان شوبنهور على ثقة تامة بأن الطلاب سيقارنون بينه وبين هيجل, بعين الأجيال القادمة, فيفضلونه ويقبلون عليه، لكنه ها هنا فقط كان متفائلاً موغلاً في تفائله, حسن الظن في مقدرة الطلاب على تقديره ذلك لأنه وجد نفسه يلقى محاضراته أمام صفوف من المقاعد الخاوية فاستقال من منصبه, وانتقم لنفسه من هيجل بالتشهير به! كتب يقول :
“أعظم قدر من الوقاحة يكمن في نشر هذا الهراء المطبق، إن تجميع ذلك القدر المجنون من الخربشة التي لا معنى لها لتشكل نسيجاً من الكلمات، هو أمر لم نكن نسمع عنه في السابق إلا في المصحات العقلية، لكنه ظهر أخيراً عند هيجل، وأصبح أداة للتعمية والملل والضجر، سوف تكون له نتيجة لاتصدق على الأجيال القادمة، ومن ثم فسوف يظل مذهب هيجل النصب التذكاري الدائم لغباء الألمان”
ظهر هذا الإتجاه النقدي عند فلاسفة آخرين في القرن العشرين، إبتداءً من برتراند راسل الذي يرى أن كل نظريات هيجل فاسدة إلى كارل بوبر الذي لا يرى فيها سوى نفايات غامضة وطنانة.
ومع ذلك كله فقد بلغ تأثير هيجل في العالم الحديث حداً لم يبلغه مفكر آخر، فتصور ماركس لجدل التاريخ، وتحليله للنظام الرأسمالي مدين لهيجل بدين ثقيل، كما أن وجودية كيركجور قد تطورت كرد فعل لفلسفة هيجل وكذلك برجماتية جون ديوي إلى التفكيكية عند جاك دريدا.
إنه ليس ثمة من يسعى لفهم العالم الحديث ويستطيع أن يتجنب التعامل مع هيجل ومصطلحاته