- الجمعة ديسمبر 21, 2012 6:15 pm
#58843
وزير الخارجية السعودي / الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود
لَمْ تَكُنْ العِبارةُ التي ألقاها وزيرُ الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمامَ المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري
في تونس أخيراً إلا انطلاقاً من منظورٍ إسلامي يستنكر المنكر، ويرفض الطغيان. وهو عندما قال "
لا يمكن لبلادي أنْ تشارك في أيِّ عملٍ لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري"، فهو لم يكن وقتها السياسي الذكي، بل
كان الإنسان الذي ينطلق من سياسة دولة جعلت منهاجها الأول الشريعة الإسلامية، ومنها تنطلق لتضع نفسها على
مسافةٍ واحدةٍ من الجميع؛ مؤكدة أنها ستكون في طليعة أيِّ جهدٍ دولي يحقق حلولاً عاجلةً وشاملة وفعلية لحماية
الشعب السوري.
وعلى الرغم من حساسية المنصب ومتطلبات السياسة التي تفرض المجاملة والتروي إلا أن الفيصل – كعادته -
في مواقفَ حاسمةٍ شارك المنصفين الذين يرون أن ما يحدث للأشقاء من أبناء الشعب السوري لا يُرضي الله
ولا رسوله؛ وبالتالي فالموقف بحاجةٍ إلى وقفةٍ صادقةٍ يحتاج إليها التاريخ، وتفرضها دماء الشهداء.
الحكمة والصراحة:
سعود الفيصل هو نفسه الذي لم يتخل عن صراحته ولا عن تجسيد حكمة قيادة دولته في أصعب المواقف، ردّد أيضا
في المكان ذاته أن "المملكة العربية السعودية تحمّل الأطراف الدولية التي تعطل التحرُّك الدولي المسؤولية الأخلاقية
عمّا آلت إليه الأمور"، كما أنه هو ذاته الذي يؤكّد تسامح الموقف السعودي عندما يحتمل الوضع (التسامح)
في حنكة السياسة ليقول: "إيران دولة جارة لو تقدمت بخطوة حسنة سنتقدم بخطوتين"، رغم سخونة الوضع
واستفزازات إيران.
ومن الأمثلة الأخرى على صراحته عندما صرح في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أن "سياسة
الولايات المتحدة في العراق، تُعمّق الانقسامات الطائفية إلى حد أنها تسلم البلاد فعلياً لإيران". وقال في قلب أمريكا:
"... إنكم تتحدثون الآن عن السُّنة كما لو كانوا كياناً منفصلاً عن الشيعة، الإيرانيون يذهبون إلى المناطق التي
تؤمّنها القوات الأمريكية (المحتلة) ويسلحون الميليشيات التي هناك وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات
البريطانية والأمريكية".
الربيع العربي:
لقد واجهت المملكة العربية السعودية أخيراً تحديات سياسية كبيرة حاولت إخراجها عن حنكتها وأرادت المساومة على
مبادئها، وهدفت للإيقاع والإحراج أكثر من الإصلاح ولمّ الشمل لكن الفيصل – كعادته - لم يتخل عن صراحته فقال
واصفاً الموقف الإيراني بعد محاولة اغتيال السفير السعودي: "تمت إحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن والأمم
المتحدة، العلة في السياسة الإيرانية وليست في سياسة دول الخليج, مشيراً إلى أنهم إذا أرادوا حُسن النيّة فلن نتأخر".
لقد جاءت أحداث الربيع العربي لتترك تغييراتٍ كاسحة على الخريطة العربية، لكنها لم تنل من المواقف الثابتة للمملكة
العربية السعودية ولم تزد شعبها إلا تلاحماً مع قيادته، وكان الفيصل خلال ذلك – كما هو دوماً - مسلماً عربياً كان
يردّد: "لا نشك في نوايا كل الناس، ولكن ثبت بالخبرة أن الذي يأتي من الخارج لا يفهم مشاكلنا"
بل إنه حين شعر أن هناك خطأ ما في موضوع المراقبين العرب، قال بصراحته المعهودة: "الوضع لا يمكن أن
يستمر، لن نكون شهود زور، بلادي ستسحب مراقبيها...".
يقول الكاتب درويش محمي (سوري الجنسية) في مقالٍ له بصحيفة السياسة الكويتية تحت عنوان "سعود الفيصل
يمثلني": "موقف ضيوف تونس من السوريين كان عليهم حمل حقائبهم والإمساك بأطراف عباءة السيد سعود
الفيصل, هذا الأمير النبيل الصادق وهو ينسحب. كان عليهم أن يقولوا ما قاله سعود الفيصل. أنا شخصياً لا يمثلني
أحد, وإذا كان هناك أحدٌ ما يمثلني, فهو الأمير سعود الفيصل, شكرا سمو الأمير".
لطالما وُصِف الأمير سعود الفيصل بأنه "رجل المهمات الصعبة"، فهو يعرف التوقيت المناسب للتسامح مثلما هو
الوقت الأفضل للحزم، وعندما رأى أن البعض يفكر فيما يفكر جسّد الفيصل سياسة بلاده ولخصها في عبارات كان
يردّدها دوماً "لا نتدخل فيِ شؤوِن الآخرين ولا نقبلِ التدخل في شؤوننا، وأي إصبعَ يمتدَ في وجهَ الممَلكة، ﺳنقطعه".
لَمْ تَكُنْ العِبارةُ التي ألقاها وزيرُ الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمامَ المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري
في تونس أخيراً إلا انطلاقاً من منظورٍ إسلامي يستنكر المنكر، ويرفض الطغيان. وهو عندما قال "
لا يمكن لبلادي أنْ تشارك في أيِّ عملٍ لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري"، فهو لم يكن وقتها السياسي الذكي، بل
كان الإنسان الذي ينطلق من سياسة دولة جعلت منهاجها الأول الشريعة الإسلامية، ومنها تنطلق لتضع نفسها على
مسافةٍ واحدةٍ من الجميع؛ مؤكدة أنها ستكون في طليعة أيِّ جهدٍ دولي يحقق حلولاً عاجلةً وشاملة وفعلية لحماية
الشعب السوري.
وعلى الرغم من حساسية المنصب ومتطلبات السياسة التي تفرض المجاملة والتروي إلا أن الفيصل – كعادته -
في مواقفَ حاسمةٍ شارك المنصفين الذين يرون أن ما يحدث للأشقاء من أبناء الشعب السوري لا يُرضي الله
ولا رسوله؛ وبالتالي فالموقف بحاجةٍ إلى وقفةٍ صادقةٍ يحتاج إليها التاريخ، وتفرضها دماء الشهداء.
الحكمة والصراحة:
سعود الفيصل هو نفسه الذي لم يتخل عن صراحته ولا عن تجسيد حكمة قيادة دولته في أصعب المواقف، ردّد أيضا
في المكان ذاته أن "المملكة العربية السعودية تحمّل الأطراف الدولية التي تعطل التحرُّك الدولي المسؤولية الأخلاقية
عمّا آلت إليه الأمور"، كما أنه هو ذاته الذي يؤكّد تسامح الموقف السعودي عندما يحتمل الوضع (التسامح)
في حنكة السياسة ليقول: "إيران دولة جارة لو تقدمت بخطوة حسنة سنتقدم بخطوتين"، رغم سخونة الوضع
واستفزازات إيران.
ومن الأمثلة الأخرى على صراحته عندما صرح في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أن "سياسة
الولايات المتحدة في العراق، تُعمّق الانقسامات الطائفية إلى حد أنها تسلم البلاد فعلياً لإيران". وقال في قلب أمريكا:
"... إنكم تتحدثون الآن عن السُّنة كما لو كانوا كياناً منفصلاً عن الشيعة، الإيرانيون يذهبون إلى المناطق التي
تؤمّنها القوات الأمريكية (المحتلة) ويسلحون الميليشيات التي هناك وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات
البريطانية والأمريكية".
الربيع العربي:
لقد واجهت المملكة العربية السعودية أخيراً تحديات سياسية كبيرة حاولت إخراجها عن حنكتها وأرادت المساومة على
مبادئها، وهدفت للإيقاع والإحراج أكثر من الإصلاح ولمّ الشمل لكن الفيصل – كعادته - لم يتخل عن صراحته فقال
واصفاً الموقف الإيراني بعد محاولة اغتيال السفير السعودي: "تمت إحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن والأمم
المتحدة، العلة في السياسة الإيرانية وليست في سياسة دول الخليج, مشيراً إلى أنهم إذا أرادوا حُسن النيّة فلن نتأخر".
لقد جاءت أحداث الربيع العربي لتترك تغييراتٍ كاسحة على الخريطة العربية، لكنها لم تنل من المواقف الثابتة للمملكة
العربية السعودية ولم تزد شعبها إلا تلاحماً مع قيادته، وكان الفيصل خلال ذلك – كما هو دوماً - مسلماً عربياً كان
يردّد: "لا نشك في نوايا كل الناس، ولكن ثبت بالخبرة أن الذي يأتي من الخارج لا يفهم مشاكلنا"
بل إنه حين شعر أن هناك خطأ ما في موضوع المراقبين العرب، قال بصراحته المعهودة: "الوضع لا يمكن أن
يستمر، لن نكون شهود زور، بلادي ستسحب مراقبيها...".
يقول الكاتب درويش محمي (سوري الجنسية) في مقالٍ له بصحيفة السياسة الكويتية تحت عنوان "سعود الفيصل
يمثلني": "موقف ضيوف تونس من السوريين كان عليهم حمل حقائبهم والإمساك بأطراف عباءة السيد سعود
الفيصل, هذا الأمير النبيل الصادق وهو ينسحب. كان عليهم أن يقولوا ما قاله سعود الفيصل. أنا شخصياً لا يمثلني
أحد, وإذا كان هناك أحدٌ ما يمثلني, فهو الأمير سعود الفيصل, شكرا سمو الأمير".
لطالما وُصِف الأمير سعود الفيصل بأنه "رجل المهمات الصعبة"، فهو يعرف التوقيت المناسب للتسامح مثلما هو
الوقت الأفضل للحزم، وعندما رأى أن البعض يفكر فيما يفكر جسّد الفيصل سياسة بلاده ولخصها في عبارات كان
يردّدها دوماً "لا نتدخل فيِ شؤوِن الآخرين ولا نقبلِ التدخل في شؤوننا، وأي إصبعَ يمتدَ في وجهَ الممَلكة، ﺳنقطعه".