منتديات الحوار الجامعية السياسية

قسم مختص بالطلاب و اسهاماتهم الدراسية

المشرف: صفيه باوزير

صورة العضو الرمزية
By حمد القباني
#58845
الصدام بين الدولة العثمانية والدول الاوروبية


المسأله الشرقيه

هو مصطلح يصف العلاقة بين الدولة العثمانية والدول الاوروبية المركزية من وجهة نظر اوروبية في مرحلتين من مراحل الدولة العثمانية , مرحلة القوة ومرحلة الضعف . حيث كانت تعني في فترة القوة : كيف تحمي الدول الاوروبية نفسها من الخطر العثماني الذي وصلت جيوشها الى حدود فينا . اما في مرحلت ضعف الدولة العثمانية اصبحت تعني : كيف تقسم الدول الاوروبية الطامعة بالدولة الضعيفة بينها املاك الدولة العثمانية في وقت اصبحت الدولة العثمانية عاجزة عن الدفاع عن اراضيها .


موقف الدول الاوربية من الدولة العثمانية في المسألة الشرقية



موقف روسيا : اعتبرت روسيا نفسها الوريث الوحيد لاملاك الامبراطوريه البيزنطيه , كما اعتبرت نفسها الحاميه الاساسيه لمصالح المسيحيين الارثودوكس رعايا الدوله العثمانيه . على ضوء ذلك طالبت روسيا تقسيم املاك الدوله العثمانيه من اجل تحقيق اطماعها في التوسع في البلقان والوصول الى المياه الدافئة في البحر الاسود, ومن ثم التوسع نحو البحر الابيض المتوسط عبر مضائق البوسفور والدردنيل , الا انها تخلت عن الموقف خلال حملة ابراهيم باشا على الشام عندما حاربته من اجل الحفاظ على دولة عثمانيه ضعيفه الى جانبها من اجل تحقيق اهدافها في الحصول على حماية المسيحيين في البلقان والاراضي المقدسة تحقيقا لبنود معاهدة خنكار اسكله سي الموقعه سنة 1833 م من اجل منع محمد علي باشا والي مصر اقامة امبراطورية بديله للدولة العثمانيه اخذه بعين الاعتبار قوة محمد علي العسكريه .الا انها تخلت عن هذا الموقف وعادت تطالب تقسيم املاك الدوله العثمانيه عشية حرب القرم سنة 1853 – 1856 م وعادة تطالب املاك الدوله العثمانيه ابان الحرب الروسيه التركيه الثانيه سنة 1877م . وكانت روسيا برغم انجازتها الاوليه الدوله الاكثر خسارة وذلك بسبب الموقف البريطاني الفرنسي المعارض للمطالب الروسيه .
2. موقف النمسا : كانت النمسا اولى الدول الاوروبيه التي عملت على دحر العثمانيين من الاراضي الاوروبيه وذالك في اواخر القرن السابع عشر واوائل القرن الثامن عشر . الا انها لم توفق في ذالك رغم صلح كارلوفيتش سنة 1699 م , الذي ضمن لها نفوذا وسيطرة واسعه في المجر وتراتنسلفانيا . لذالك عملت السياسه النمساويه على توسيع نفوذها في البلقان وعلى مجابهة الاطماع الروسيه في تلك المنطقة . على ضوء هذه الاطماع ايدت النمسا الموقف الداعي الى تقسيم املاك الدولة العثمانيه بين الدول الاوروبيه من اجل منع روسيا من السيطره على البلقان وتهديد مصالح النمسا في تلك المنطقة , الا انها امتنعت من التدخل بصورة مباشرة في الازمات التي ميزت هذه المسأله وذلك بسبب ضعفها وعدم قدرتها على فرضنفوذها .

3. موقف بريطانيا : لقد عبر رئيس الوزراء البريطاني بالمرستون سنة 1833 م في خطاب له امام مجلس العموم البريطاني عن موقف بريطانيا من الدولة العثمانيه في المسالة الشرقيه بصورة واضحه حيث قال : " ان سلامة الامبراطورية العثمانيه واستقلالها هما شرطان اساسيان لحرية اوروبا ..." وقد نبع هذا الموقف نتيجة السياسة البريطانية في تلك الفترة و خاصه بعد خسارتها لمستعمراتها في القاره الامريكية بعد الثورة الامريكية سنة 1776 م . وقد اعتمدت بريطانيا في تلك الفترة في سياستها على الاسس التالية :
أ. الحفاظ على توازن القوى في القارة الوروبية .
ب. الحفاظ على المستعمرات البريطانيه في شرق اسيا والطرق المؤدية لها , وخاصة الهند .
ج. الحفاظ على الوضع القائم بالنسبه لسلامة املاك الدولة العثمانية.
على ضوء ذالك عمل الساسه البريطانيون على معارضة اي محاولة روسيه لتقسيم املاك الدولة العثمانية ,وكما عملوا على منع روسيا من تحقيق اطماعها في الدولة العثمانية من خلال تدخلها بدعم الثورة اليونانية وايضا بتدخلها ودعمها للدولة العثمانية ضد محمد على باشا في محاولته السيطرة على الشام في حملة ابنه وايضا بتدخلها ودعمها للدولة العثمانية ضد محمد علي باشا في محاولته السيطرة على الشام في حملة ابنه ابراهيم باشا , وذالك من اجل الغاء اتفاقية خنكار اسكله سي , ومن ثم عنما تدخلت في الحرب الروسية التركية في حرب القرم لصالح الدولة العثمانية , , وعندما تدخلت في الحرب الروسية العثمانية الثانية سنة 1877 م , ودعوتها لعقد مؤتمر برلين سنة 1878 م لالغاء الاتفاقيات التي تمت بين الدولة العثمانية وروسيا في اتفاقية سان ستيفانوا والتي نصت على منح روسيا الحق بالمرور الحر في مضائق البوسفور والدردنيل وسيطرتها على الشاطئ الشرقي للبحر الاسود . وقد كان الخاسر الوحيد من هذه السياسة روسيا , وذالك من خلال عمل بريطانيا على تحقيق اهدافها السياسية والتوسعيه في الشرق الاوسط , وعدم السماح لروسيا بمنافستها على هذه المناطق .

4.موقف فرنسا :كانت فرنسا اولى الدول الاوروبية التي أقامت علاقات تعاون وصداقة مع الدولة العثمانية وذالك منذ القرن السادس عشر عندما منح سلطان سليمان القانوني امتيازات اقتصادية وتجارية لفرنسا ورعاياها في الدولة العثمانية وفي حوض البحر الابيض المتوسط التي كانت اغلب شواطئه تخضع للحكم العثماني . استمرت العلاقات الودية بين فرنسا والدولة العثمانية حتى الثورة الفرنسية وظهور نابليون ومحاولته من خلال الحملة على مصر للسيطرة على املاك الدولة العثمانية . رغم ذلك من الجدير ذكره ان فرنسا عارضت طوال الوقت المحاولات الروسية النمساوية للسيطرة على املاك الدولة العثمانية , ونادت دائما من اجل المحافظة على سلامة الدولة العثمانية واستقلالها .
من الجدير ذكره ان الموقف الفرنسي خلال القرن التاسع عشر من الدولة العثمانية كان مليء بالتناقضات فتارة نراها تحاول تقسيم املاك الدولة العثمانية من خلال حملتها على مصر وتارة نراها تؤيد المحاولات الانفصال عن الدولة العثمانية , كما كان موقفها من الثورة اليونانية وفي تاييدها لمحمد علي باشا , الا انها عارضت دائما تزايد النفوذ الروسي في الدولة العثمانية , ودعمت بصورة غير مفهومة الموقف البريطاني عندما خاضت حربا ضد روسيا في الثورة اليونانية . لذالك يمكننا القول ان فرنسا حاولت السيطرة على املاك الدولة العثمانية , وعندما فشلت في ذالك تبنت الموقف البريطاني الذي نادى بالحفاظ على املاك الدولة العثمانية واستقلالها .

مجموعة الاحداث التي ادت الى تأزم العلاقات الدولية في المسألة الشرقية


مرت الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بعدة احداث هددت مصيرها وسلامة املاكها . كما ادت هذه هذه الاحداث الى تازم في العلاقات الدولية على الساحة الاوروبية . اما اهم هذه الاحداث هي :أ) الثورة اليونانية .ب) حرب القرم ج) ازمة محمد علي د) الحرب الروسية التركية الثانية .ه) ضم البوسنة والهرسك الى النمسا و) الحرب الأهلية اللبنانية.

أ . الثورة اليونانية او حرب المورة : اندلعت الثورة اليونانية في شبه جزيرة المورة , حيث طالب سكانها الاستقلال عن الحكم العثماني . وانتشرت بسرعة الى الجزر اليونانية وشمال اليونان ولاقت دعما وتاييدا من روسيا . وقد حققت هذه الثورة في بدايتها مكاسب سريعة مما دفع بالسلطان العثماني التوجه الى والي مصر محمد علي باشا طالبا منه المساعدة في اخماد الثورة . وقد وعد السلطان العثماني محمد علي باشا منحه جزيرة كريت بالاضافة الى ولايته على مصر . وافق محمد علي بقاشا واعد جيشا وعين على راسه ابنه ابراهيم باشا لاخماد الثورة اليونانية . قام ابراهيم باشا باحتلال جزيرة كريت واخماد الثورة فيها ومن ثم توجه الى شبه جزيرة المورة وانضم اليه الاسطول العثماني . قام ابراهيم باشا باحتلال المورة سنة 1824 م واحتلال اثينا مخمدا نار الثورة في المورة.

في هذه الظروف ونتيجة للأضرار التي لحقت بالتجارة الاوروبية في البحر المتوسط وتزايد الراي العام الاوروبي للتدخل لصالح اليونانيين , تدخلت كل من بريطانيا وفرنسا لصالح اليونان والتعاون مع روسيا لاخراج القوات العثمانية _ المصرية من اليونان , وذلك من اجل اضعاف قوة محمد علي باشا المتزايدة وعدم السماح لروسيا بالانفراد بمساعدة اليونانيين ومن ثم تحقيق مكاسب روسية في هذة المنطقة . قامت كل من بريطانيا وفرنسا بالتعاون مع روسيا من اجل اخراج القوات العثمانية المصرية من اليونان . فتقدمت الدول الثلاث بطلب من السلطان العثماني بسحب قواته من اليونان , الا ان هذا الطلب قوبل بالرفض , كما رفض محمد علي مطلب بريطانيا بالانسحاب من هذة المنطقة , على ضوء ذلك قامت الاساطيل الروسية والبريطانية والفرنسية بضرب اسطول محمد علي باشا والاسطول العثماني في خليج نفارينو مما دفع محمد علي بسحب قواته من اليونان بينما اعلن السلطان العثماني الجهاد , واعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية , وانتهت هذه الحرب بتوقيع معاهدة ادرنه سنة 1829 م التي تم فيها اعتراف السلطان العثماني باستقلال اليونان . وهكذا استقات اليونان نتيجة للتدخل الاوروبي وقد حققت كل من بريطانيا وفرنسا اهذافها من هذا التدخل , بينما لم تتحكم روسيا من تحقيق اهدافها في الوصول الى حوض البحر المتوسط رغم كونها اكثر الدول التي ساهمت في دعم اليونانيين .

ب.ازمة محمد علي باشا – حملة ابراهيم باشا على الشام : بعد انتهاء الثوره اليونانية وفشل القوات العثمانيه والمصرية في المحافظه على اليونان كجزء من الدولة العثمانية وحصول اليونان على استقلالها سنة 1829 م بموجب اتفاقية ادرنه . بدا محمد على باشا والي مصر بالمطالبة بضم سوريا لولاية مصر حسبما وعد السلطان العثماني , الا ان السلطان العثماني تراجع عن وعده لمحمد علي .
استغل محمد علي الظروف الداخلية في الدولة العثمانية وامر ابنه ابراهيم باشا بالقيام بحملة عسكرية لاحتلال سوريا وقد بدات الحملة في 29/ 10/ 1831 م .وتمكنت جيوش ابراهيم باشا من احتلال سوريا بمساعدة حاكم جبل لبنان بشير الشهابي الثاني , وقد وصلت جيوش ابراهيم باشا اواسط الاناضول مما جعل الطريق امامه مفتوحا الى مضائق البوسفور والدردنيل.

على ضوء الهزائم التي مني بها السلطان العثماني قام بالتوجه الى الدول الاوروبيه لمساعدته في حربه ضد محمد علي باشا , الا ان فرنسا وبريطانيا لم تستجب لهذا الطلب , وبينما استجابت له روسيا وتعتبر هذه الاستجابة تغييرا في الموقف الروسي من الدولة العثمانية , وقام القيصر الروسي بارسال السفن الروسيه الى مضائق البوسفور والدردنيل سنة 1833 م , كما ارسلت روسيا الخبراء العسكريين لتدريب الجيش العثماني . في هذه الاثناء جرت الاتصالات بين السلطان العثماني ومحمد علي , واسفرت هذه الاتصالات عن التوصل الى اتفاق كوتاهيه الذي ينص على اعتراف السلطان العثماني بضم ولاية سوريا واضنه في الاناضول الى محمد علي .

من جهة ثانية وقعت روسيا والدولة العثمانية سنة1833 اتفاقية " خنكار اسكله سي " . والتي تعتبر قمة النفوذ الروسي في الدولة العثمانية والتي نصت على :
1. عقد تحالف بين الدولة العثمانية وروسيا .
2. عقد اتفاقية دفاع مشترك بين الدولة العثمانيه وروسيا .
3. منح روسيا حق حماية الرعايا المسيحييين في البلقان .
4. منح روسيا حماية الاراضي المقدسه .
5. منح روسيا حق حرية الملاحه في المضائق والمياه العثمانية .
6. اغلاق المضائق امام السفن الحربية الاوروبيه .
وقد استمرت هذه المعاهدة ثماني سنوات وانتهت بتوقيع اتفاقية لندن سنة1841 . وتعتبر هذه المعاهدة تغييرا في الموقف الروسي حتى هذه الفترة الذي كان يطمع بتقسيم املاك الدولة العثمانية والسيطرة على املاكها .

ادى توقيع هذه المعاهدة الى تدخل اوروبي ضد محمد علي وخاصة من قبل بريطانيا وفرنسا اللتان رفضتا التدخل لصالح الدولة العثمانية في بداية الحملة المصرية على سوريا . وذالك بسبب خوف بريطانيا على مصالحها في الدولة العثمانية بسبب تزايد النفوذ الروسي في الدولة العثمانية , كذالك بسبب تزايد قوة محمد علي على المنطقة . مما دفع بريطانيا على توقيع معاهدة " بلطاليمان " بين بريطانيا والدولة العثمانية والتي تنص بالاساس على حماية حقوف وامتيازات بريطانيا في الدولة العثمانية , وقد وقعت هذه الاتفاقيه سنة 1838 م .
بعد توقيع هذه الاتفاقيه بدا تنسيق اوروبي بين روسيا وبريطانيا والنمسا وبروسيا وانضمت له فرنسا في النهاية للحد من توسعات محمد علي باشا في الدولة العثمانية , واستغل السلطان العثماني انشغال محمد علي بالسودان للقيام بحملة عسكرية ضد جيوش ابراهيم باشا في سوريا , فقام بحملة الى نزيب شمالي حلب بهدف دحر ابراهيم باشا , الا ان جيوش ابراهيم باشا تمكنت من هزيمة الجيوش العثمانية . مما دفع بالسلطان العثماني عبد المجيد بالدخول بمفاوضات مع محمد علي باشا بهدف اعتراف السلطان العثماني بحكم محمد علي باشا على سوريا .


الا ان معارضة الدول الاوروبية المذكورة حالت دون توقيع اتفاق بهذا الشأن , وقدمت اقتراحا ينص على اعتراف السلطان العثماني بحكم وراثي لمحمد علي باشا في مصر وضم ولاية عكا لحكمه طول حياته . الا ان محمد علي باشا رفض هذا الاقتراح مما دفع الدول الاوروبية وخاصة بريطانيا وروسيا والدولة العثمانية بالتدخل العسكري في لبنان وتهديد محمد علي في مصر . مما دفع محمد علي بسحب قواته من الشام وبتوقيع اتفاقيةلندن 1841 م , والتي تنص على اعتراف السلطان العثماني والدولة الاوروبيه بولاية محمد علي الوراثيه على مصر وتقليص عدد جيوشه مقابل دفع الضريبه المستحقة للسلطان العثماني وانتهت الحملة المصرية على الشام بالفشل للاسباب التالية :
1-التدخل الاوروبي لصالح الدوله العثمانية .
2-سياسة ابراهيم باشا الداخلية بالشام .
3- فرض ضرائب جديدة على السكان المحليين.
4- محاولة ابراهيم باشا تجنيد اهل الشام في جيشه .
5- ثورات داخليه ضد ابراهيم باشا .
6- انضمام عدد كبير من جيوش ابراهيم باشا للثورات المحلية .
7- جمع السلاح من السكان المحليين.
8- فرض نظام الاحتكار في الشام