- الجمعة ديسمبر 21, 2012 7:17 pm
#58866
مرت المانيا خلال هذه المدة لممتدة من 1918-1939 بفترتين رئيسيتين :
أ- حكم جمهورية فايمار(1918-1933)
ب –صعود النازية الى الحكم وفترة حكم " الرايخ الثالث " من 1933 وامتدت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 .
جمهورية فايمار (1918-1933):
ظروف قيام الجمهورية : في ايلول 1918 توصلت القيادة العسكرية الالمانية بعد اربع سنوات من الحرب الدامية الى قناعة انه ليس باستطاعة المانيا الانتصار في الحرب ولهذا يجب عليها السعي لوقف فوري للحرب وعقد هدنة مع الحلفاء لانه اذا طالت الحرب فان هنالك خطرا من هزيمة المانية ساحقة وربما دخول قوات الحلفاء الى اراضي المانيا ذاتها واحتلالها .
وافق امبراطور المانيا ولهلم الثاني على انشاء حكومة ليبرالية تسعى الى عقد اتفاق الاستسلام على اساس بنود الرئيس الامريكي ويلسون ال14 الا ان الرئيس الامريكي وسائر الحلفاء اشترطوا بانشاء حكم ديمقراطي في المانيا وزوال حكم الامبراطور ولهلم الثاني .
عندما رفض الامبراطور هذا الطلب انفجر تمرد بحارة الاسطول الالماني الذي اتسع ليشمل المانيا باسرها . فقد طالبت جماهير واسعة من العمال والجنود التي سئمت الحرب بعزل الامبراطور وثم انشاء " مجالس العمال والجنود " في انحاء مختلفة من المانيا . وهكذا وجد الامبراطور نفسه مضطر الى التنازل عن العرش والهرب الى هولندا في 1918-11-9 وفي نفس اليوم تحولت المانيا الى دولة جمهورية .
تم تأسيس حكومة مؤقتة بقيادة زعيم حزب الاشتراكين الديمقراطين فريدريك ايبرت التي بدأت بالتحضير لانتخابات ديمقراطية وتأسيس حكم ديمقراطي في البلاد . في كانوم الثاني سنة 1919 تم اجراء الانتخابات الديمقراطية الاولى في تاريخ المانيا وبها فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتم الاعلان عن انشاء الجمهورية الجديدة في مدينة " فايمار " حيث وضع دستور الجمهورية الجديدة هناك .
حسب " دستور فايمار " يتم المحافظة على المبنى الفدرالي (الاتحادي ) للدولة الالمانية بحيث تكون مكونة من 18 جمهورية صغيرة (دويلة صغيرة) . اما الحكومة المركزية فكان مقرها مدينة برلين حيث تمتعت بصلاحيات واسعة في مجالات مختلفه . حسب الدستور يكون البرلمان مكونا من مجلسين : المجلس الاول الرايخستاج وهو المجلس التشريعي الاعلى وبه يجلس ممثلو الاحزاب الذي ينتخب بانتخابات مباشرة , عامة رئيسية المجلس الثاني – الرايخسرات وبه تمثل الجمهوريات الالمانية الصغيرة التي تكونت منها الدولة الالمانية . اكد الدستور على ضمان حقوق الانسان وحرياته في الكلام والتفكير وغيره . حسب الدستور يقف على الدولة رئيس جمهورية فينتخب بانتخابات مباشرة تكون مرة كل 7 سنوات ويتمتع بصلاحيات واسعة . من هذه الصلاحيات حقه في تعيين إقالته المستشار (رئيس الحكومة عندنا) , حقه في حل البرلمان والاعلان عن انتخابات جديدة واعتباره القائد الاعلى للجيش. باستطاعة الرئيس الاعلان عن اوامر في حالة الطوارئ عندما يصبح الحكم البرلماني عاجزا عن إدارة شؤون البلاد .
وفقا لهذه الصلاحية يستطيع اصدار اوامر لا تحتاج الى موافقة الرايخستاج . الرئيس يستطيع اعلان حالة طوارئ في البلاد اذا ايقن بوجود خطر على الديمقراطية او محاولات انقلاب معادية للديمقراطية. في هذه الحالة يحق له التعدي على حقوق المواطن وتعطيل البرلمان وفرض ادارة السلطة المركزية بواسطة القوة العسكرية .
مصاعب واجهت " جمهورية فايمار " بين 1918- 1923 :-
1- هذه المصاعب ظهرت خاصة لسبب عدم تعود الشعب الالماني على الحياة الديمقراطية . التحول الى الديمقراطية كان الى حد كبير تحول مصطنع ومفروض من الخارج وليس ناتجا عن ارادة الشعب بعد تطورات تدريجية في داخل المانيا . كما انه كانت في المانيا نزعات قومية يمينية .... على قوى محافظة الشعب الألماني المعتاد على حياة الحكم الملكي والمركزي والتي تتم اتخاذ القرارات فية بسرعة وبدون مناقشات طويلة .
هذه النزعة كانت متاصلة في الجيش في جهاز القضاء وفي جهاز البيروقراطي ( جهاز الموظفين) الذي بقي في مواقعه منذ ايام الملكية . الحزب الاشتراكي اقام ائتلافا حكوميا مع احزاب اخرى التي كان قسم منها لا يؤمن بالديمقراطية مثل الحزب الكاثوليكي الائتلاق لم يكن ثابتا .
2- مصاعب سياسية – اسطورة "الطعنة في الظهر":-
الجماهير الالمانية فوجئت الى حد كبير من التوقيع على اتفاقية الهدنة مع الحلفاء خاصة وانه سنة 1918 حققت المانيا بعض المكاسب مثل عقد معاهدة "بريست ليتوفسك" مع الروس والمعاهدة مع رومانيا . كما ان اغلب الالمان لم يشعروا كثيرا بالحزب لانها بدأت خارج حدود المانيا ولم تدخل جيوش الاعداء الى اراضيها .
بالاضافة الى هذا التوقيع على معاهدة "فرساي " سنة 1919 هذه المعاهدة في نظر الالمان كانت معاهدة مذلة ومهينة لانها اعتبرت المانيا مسؤولة عن اندلاع الحرب العالمية الاولى وتضع قيود عسكرية كبيرة عليها مثل تقليص الجيش الى 100 الف وعدم السماح لالمانيا بامتلاك سلاح جوي, غواصات وغيرها من الأسلحة الثقيلة كما أمرها على الإبقاء على مناطق مختلفة من أراضيها منزوعو السلاح وكذلك تنازلها عن فرنسا, تشيكوسلوفاكيا وبولندا دفعها نحو الاتحاد مع النمسا وهذا يشمل نحو 10% من سكانها.
من الناحية الاقتصادية أجبرت ألمانيا حسب المعاهدة على رفع تعويضات حربية وكذلك خسرت نحو 57% من مناجم الفحم و30% من مناجم الحديد.
لهذا لما أدرك قادة جمهورية فايمر أن هذه المعاهدة غير عادلة وان التوقيع عليها سيعرضهم إلى انتقادات لاذعة من اليمين الألماني وبالفعل أطلق زعماء اليمين الألماني القومي أسطورة "الطعنة في الظهر" وعرضها الادعاء بأن الجيش الألماني لم يخسر في الحرب غير أن الشيوعيين واليهود هم الذين أضعفوا في دعاياتهم الروح القتالية للجندي الألماني وبهذا طعنوا الأمة الألمانية في ظهرها.
وهكذا استعملت القوى اليمينية معاهدة فرساي والموقعين عليها لنقطة مركزية في دعاياتهم ضد الشيوعيين واليهود وجمهورية فايمار التي وافقت على عقدها.
محاولات الانقلاب العسكرية التي قام بها اليمين واليسار
أ_ تمرد السبارتاكوس:
السبارتاكوس هو اسم الحزب الشيوعي الألماني الذي انفصل عن معسكر اليسار احتجاجا على تأييد الحزب الاشتراكي دخول ألمانيا الحرب العالمية الأولى وكذلك بسبب اعتماد زعيم الحزب الاشتراكي فريدريك انبرت على القوى الملكية القديمة ولم يعمل بعد صعوده إلى السلطة عام 1918 على إنشاء نظام جديد لتحسين أوضاع الطبقة العاملة.بسبب ذلك تمرد الشيوعيين عام 1919 على الحكومة في برلين برئاسة زعيمة الحزب البارزة روزا لوكسمبورغ وغيرها.كان هدف التمرد القضاء على جمهورية فايمار وإنشاء نظام شيوعي في ألمانيا على غرار النظام الشيوعي السوفيتي.
قامت حكومة فايمار بإصدار الأوامر إلى الجيش بقمع التمرد واعتقال زعمائه,وفعلا تم قمع التمرد خلال أسبوع قتل خلاله 1000 شخص واعتقل زعماؤه أو قتلوا.
وقد سمي هذا الأسبوع باسم الأسبوع الدموي ونظرا لذلك حدث انقسام داخل المعسكر الاشتراكي في ألمانيا وبعد ذلك زاد اعتماد حكومة فايمار على عناصر داخل الجيش الذي كانوا يعارضونها اصلا.
ب_الانقلاب العسكري اليميني:
اغلب العناصر اليمينية في ألمانيا كانت من الجنود المسرحين الذين نظروا الى النظام الجمهوري والى معاهدة فرساي بمثابة اهانة وخيانة ولذلك كانوا يتوقون إلى القضاء عليها وإعادة النظام الإمبراطوري إلى البلاد.
وهكذا في آذار سنة 1920 قام الجنرال كات بقيادة انقلاب عسكري يميني ضد الحكومة .نجح الانقلابيون في السيطرة على العاصمة برلين، رفض قادة الجيش الألماني القضاء على التمرد بحجة أن الجيش الألماني لا يحارب جيشًا ألمانيًا. نجح "كاب" في القبض على رئاسة الحكومة وإلغاء جمهورية فايمار إلا أن الحكومة الشرعية نجحت في تجنيد العمال ضد الحكومة العسكرية حيث تم إعلان الإضراب الشامل في برلين، كما أيدت بقية الأقاليم الألمانية نظام "جمهورية فايمار" فوجد العسكريون أنفسهم في حالة عزلة، الأمر الذي اضطر زعيمهم الجنرال "كاب" إلى الهرب من ألمانيا مع أتباعه وعودة جمهورية فايمار.
جـ- المحاولة الانقلابية في ميونيخ سنة 1923:-
يطلق على هذه المحاولة باسم " محاولة بيت البيرة" (عندما حاول هتلر وجماعته القبض على كبار حكومة بافاريا في بيت لشرب البيرة في ميونيخ)، لتي قادها هتلر وأتباعه في الحزب النازي، وقد أيده في ذلك جنود مسرحون ومغامرون ليست لديهم أي وظائف ولا يتمتعون بأي مركز، استغل الانقلابيون دخول القوات الفرنسية والبلجيكية إلى إقليم الروهر احتجاجًا على عدم دفع ألمانيا التعويضات المطلوبة، بدأ التمرد في مدينةى ميونيخ على أمل الوصول إلى برلين إلا أن القوات الموالية للحكومة نجحت بسهولة في القبض على زعماء التمرد.
حكمت المحكمة على هتلر بالسجن خمس سنوات لكنه لم يبقَ في السجن سوى لستة أشهر كتب خلالها هتلر كتابه "كفاحي" ((Mein Kampf الذي أصبح فيما بعد المرجع الفكري للنظام النازي بعد وصول هتلر إلى السلطة. إطلاق سراح زعماء التمرد النازي بعد فترة وجيزة يعود إلى استهتار الحكومة في هذه الفترة بالحركة النازية كحركة صغيرة لا يشكل خطرًا على السلطة الديمقراطية. في الحقيقة كانت محاكمة هتلر منبرًا استغله هتلر لنشر أفكاره المتطرفة، قمع التمرد جعل هتلر يحاول الوصول إلى السلطة بطريقة دستورية كما سنرى فيما بعد.
د- تقلب الحكومات السريع:-
لم تكن الحكومات في عهد جمهورية فايمار مستقرة نظرًا لإتباع النظام البرلماني وإمكانية إسقاط الحكومة بنزع الثقة. الانتخابات النسبية لم تسمح بوجود ائتلاف مستقر، حيث تبدلت الحكومات بسرعة وخاصة وأن جمهورية فايمار كانت حديثة العهد على الديمقراطية وتواجهها مشاكل سياسية داخلية، وانقسام بين اليسار واليمين عدا عن المصاعب الاقتصادية التي واجهتها البلاد لسبب الحرب وبسبب دفع التعويضات وغيرها. تولى منصب المستشار في ألمانيا في عهد جمهورية فايمار نحو 14 مستشارًا أي أن الحكومة تغيرت في هذا العهد مرة كل سنة تقريباً. معارضو الديمقراطية في ألمانيا وعلى رأسهم الحزب النازي استغلوا عدم الاستقرار ليظهروا فشل الديمقراطية وفشل جمهورية فايمار.
المصاعب الاقتصادية:-
المصاعب الاقتصادية هي أكثر المصاعب التي واجهتها جمهورية فايمار، والتي أدت مع غيرها من الأسباب إلى سقوط الجمهورية. من أهم العوامل التي أدت إلى هذه المصاعب هي:-
1. نتائج الحرب:- الحرب تركت وراءها مصانع مهدمة عجز مالي بسبب مصاريف الحرب، وأعداد هائلة من المعاقين، الجرحى، بطالة واسعة بسبب تقليص الجيش وعدم إيجاد أماكن.
أ- حكم جمهورية فايمار(1918-1933)
ب –صعود النازية الى الحكم وفترة حكم " الرايخ الثالث " من 1933 وامتدت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 .
جمهورية فايمار (1918-1933):
ظروف قيام الجمهورية : في ايلول 1918 توصلت القيادة العسكرية الالمانية بعد اربع سنوات من الحرب الدامية الى قناعة انه ليس باستطاعة المانيا الانتصار في الحرب ولهذا يجب عليها السعي لوقف فوري للحرب وعقد هدنة مع الحلفاء لانه اذا طالت الحرب فان هنالك خطرا من هزيمة المانية ساحقة وربما دخول قوات الحلفاء الى اراضي المانيا ذاتها واحتلالها .
وافق امبراطور المانيا ولهلم الثاني على انشاء حكومة ليبرالية تسعى الى عقد اتفاق الاستسلام على اساس بنود الرئيس الامريكي ويلسون ال14 الا ان الرئيس الامريكي وسائر الحلفاء اشترطوا بانشاء حكم ديمقراطي في المانيا وزوال حكم الامبراطور ولهلم الثاني .
عندما رفض الامبراطور هذا الطلب انفجر تمرد بحارة الاسطول الالماني الذي اتسع ليشمل المانيا باسرها . فقد طالبت جماهير واسعة من العمال والجنود التي سئمت الحرب بعزل الامبراطور وثم انشاء " مجالس العمال والجنود " في انحاء مختلفة من المانيا . وهكذا وجد الامبراطور نفسه مضطر الى التنازل عن العرش والهرب الى هولندا في 1918-11-9 وفي نفس اليوم تحولت المانيا الى دولة جمهورية .
تم تأسيس حكومة مؤقتة بقيادة زعيم حزب الاشتراكين الديمقراطين فريدريك ايبرت التي بدأت بالتحضير لانتخابات ديمقراطية وتأسيس حكم ديمقراطي في البلاد . في كانوم الثاني سنة 1919 تم اجراء الانتخابات الديمقراطية الاولى في تاريخ المانيا وبها فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتم الاعلان عن انشاء الجمهورية الجديدة في مدينة " فايمار " حيث وضع دستور الجمهورية الجديدة هناك .
حسب " دستور فايمار " يتم المحافظة على المبنى الفدرالي (الاتحادي ) للدولة الالمانية بحيث تكون مكونة من 18 جمهورية صغيرة (دويلة صغيرة) . اما الحكومة المركزية فكان مقرها مدينة برلين حيث تمتعت بصلاحيات واسعة في مجالات مختلفه . حسب الدستور يكون البرلمان مكونا من مجلسين : المجلس الاول الرايخستاج وهو المجلس التشريعي الاعلى وبه يجلس ممثلو الاحزاب الذي ينتخب بانتخابات مباشرة , عامة رئيسية المجلس الثاني – الرايخسرات وبه تمثل الجمهوريات الالمانية الصغيرة التي تكونت منها الدولة الالمانية . اكد الدستور على ضمان حقوق الانسان وحرياته في الكلام والتفكير وغيره . حسب الدستور يقف على الدولة رئيس جمهورية فينتخب بانتخابات مباشرة تكون مرة كل 7 سنوات ويتمتع بصلاحيات واسعة . من هذه الصلاحيات حقه في تعيين إقالته المستشار (رئيس الحكومة عندنا) , حقه في حل البرلمان والاعلان عن انتخابات جديدة واعتباره القائد الاعلى للجيش. باستطاعة الرئيس الاعلان عن اوامر في حالة الطوارئ عندما يصبح الحكم البرلماني عاجزا عن إدارة شؤون البلاد .
وفقا لهذه الصلاحية يستطيع اصدار اوامر لا تحتاج الى موافقة الرايخستاج . الرئيس يستطيع اعلان حالة طوارئ في البلاد اذا ايقن بوجود خطر على الديمقراطية او محاولات انقلاب معادية للديمقراطية. في هذه الحالة يحق له التعدي على حقوق المواطن وتعطيل البرلمان وفرض ادارة السلطة المركزية بواسطة القوة العسكرية .
مصاعب واجهت " جمهورية فايمار " بين 1918- 1923 :-
1- هذه المصاعب ظهرت خاصة لسبب عدم تعود الشعب الالماني على الحياة الديمقراطية . التحول الى الديمقراطية كان الى حد كبير تحول مصطنع ومفروض من الخارج وليس ناتجا عن ارادة الشعب بعد تطورات تدريجية في داخل المانيا . كما انه كانت في المانيا نزعات قومية يمينية .... على قوى محافظة الشعب الألماني المعتاد على حياة الحكم الملكي والمركزي والتي تتم اتخاذ القرارات فية بسرعة وبدون مناقشات طويلة .
هذه النزعة كانت متاصلة في الجيش في جهاز القضاء وفي جهاز البيروقراطي ( جهاز الموظفين) الذي بقي في مواقعه منذ ايام الملكية . الحزب الاشتراكي اقام ائتلافا حكوميا مع احزاب اخرى التي كان قسم منها لا يؤمن بالديمقراطية مثل الحزب الكاثوليكي الائتلاق لم يكن ثابتا .
2- مصاعب سياسية – اسطورة "الطعنة في الظهر":-
الجماهير الالمانية فوجئت الى حد كبير من التوقيع على اتفاقية الهدنة مع الحلفاء خاصة وانه سنة 1918 حققت المانيا بعض المكاسب مثل عقد معاهدة "بريست ليتوفسك" مع الروس والمعاهدة مع رومانيا . كما ان اغلب الالمان لم يشعروا كثيرا بالحزب لانها بدأت خارج حدود المانيا ولم تدخل جيوش الاعداء الى اراضيها .
بالاضافة الى هذا التوقيع على معاهدة "فرساي " سنة 1919 هذه المعاهدة في نظر الالمان كانت معاهدة مذلة ومهينة لانها اعتبرت المانيا مسؤولة عن اندلاع الحرب العالمية الاولى وتضع قيود عسكرية كبيرة عليها مثل تقليص الجيش الى 100 الف وعدم السماح لالمانيا بامتلاك سلاح جوي, غواصات وغيرها من الأسلحة الثقيلة كما أمرها على الإبقاء على مناطق مختلفة من أراضيها منزوعو السلاح وكذلك تنازلها عن فرنسا, تشيكوسلوفاكيا وبولندا دفعها نحو الاتحاد مع النمسا وهذا يشمل نحو 10% من سكانها.
من الناحية الاقتصادية أجبرت ألمانيا حسب المعاهدة على رفع تعويضات حربية وكذلك خسرت نحو 57% من مناجم الفحم و30% من مناجم الحديد.
لهذا لما أدرك قادة جمهورية فايمر أن هذه المعاهدة غير عادلة وان التوقيع عليها سيعرضهم إلى انتقادات لاذعة من اليمين الألماني وبالفعل أطلق زعماء اليمين الألماني القومي أسطورة "الطعنة في الظهر" وعرضها الادعاء بأن الجيش الألماني لم يخسر في الحرب غير أن الشيوعيين واليهود هم الذين أضعفوا في دعاياتهم الروح القتالية للجندي الألماني وبهذا طعنوا الأمة الألمانية في ظهرها.
وهكذا استعملت القوى اليمينية معاهدة فرساي والموقعين عليها لنقطة مركزية في دعاياتهم ضد الشيوعيين واليهود وجمهورية فايمار التي وافقت على عقدها.
محاولات الانقلاب العسكرية التي قام بها اليمين واليسار
أ_ تمرد السبارتاكوس:
السبارتاكوس هو اسم الحزب الشيوعي الألماني الذي انفصل عن معسكر اليسار احتجاجا على تأييد الحزب الاشتراكي دخول ألمانيا الحرب العالمية الأولى وكذلك بسبب اعتماد زعيم الحزب الاشتراكي فريدريك انبرت على القوى الملكية القديمة ولم يعمل بعد صعوده إلى السلطة عام 1918 على إنشاء نظام جديد لتحسين أوضاع الطبقة العاملة.بسبب ذلك تمرد الشيوعيين عام 1919 على الحكومة في برلين برئاسة زعيمة الحزب البارزة روزا لوكسمبورغ وغيرها.كان هدف التمرد القضاء على جمهورية فايمار وإنشاء نظام شيوعي في ألمانيا على غرار النظام الشيوعي السوفيتي.
قامت حكومة فايمار بإصدار الأوامر إلى الجيش بقمع التمرد واعتقال زعمائه,وفعلا تم قمع التمرد خلال أسبوع قتل خلاله 1000 شخص واعتقل زعماؤه أو قتلوا.
وقد سمي هذا الأسبوع باسم الأسبوع الدموي ونظرا لذلك حدث انقسام داخل المعسكر الاشتراكي في ألمانيا وبعد ذلك زاد اعتماد حكومة فايمار على عناصر داخل الجيش الذي كانوا يعارضونها اصلا.
ب_الانقلاب العسكري اليميني:
اغلب العناصر اليمينية في ألمانيا كانت من الجنود المسرحين الذين نظروا الى النظام الجمهوري والى معاهدة فرساي بمثابة اهانة وخيانة ولذلك كانوا يتوقون إلى القضاء عليها وإعادة النظام الإمبراطوري إلى البلاد.
وهكذا في آذار سنة 1920 قام الجنرال كات بقيادة انقلاب عسكري يميني ضد الحكومة .نجح الانقلابيون في السيطرة على العاصمة برلين، رفض قادة الجيش الألماني القضاء على التمرد بحجة أن الجيش الألماني لا يحارب جيشًا ألمانيًا. نجح "كاب" في القبض على رئاسة الحكومة وإلغاء جمهورية فايمار إلا أن الحكومة الشرعية نجحت في تجنيد العمال ضد الحكومة العسكرية حيث تم إعلان الإضراب الشامل في برلين، كما أيدت بقية الأقاليم الألمانية نظام "جمهورية فايمار" فوجد العسكريون أنفسهم في حالة عزلة، الأمر الذي اضطر زعيمهم الجنرال "كاب" إلى الهرب من ألمانيا مع أتباعه وعودة جمهورية فايمار.
جـ- المحاولة الانقلابية في ميونيخ سنة 1923:-
يطلق على هذه المحاولة باسم " محاولة بيت البيرة" (عندما حاول هتلر وجماعته القبض على كبار حكومة بافاريا في بيت لشرب البيرة في ميونيخ)، لتي قادها هتلر وأتباعه في الحزب النازي، وقد أيده في ذلك جنود مسرحون ومغامرون ليست لديهم أي وظائف ولا يتمتعون بأي مركز، استغل الانقلابيون دخول القوات الفرنسية والبلجيكية إلى إقليم الروهر احتجاجًا على عدم دفع ألمانيا التعويضات المطلوبة، بدأ التمرد في مدينةى ميونيخ على أمل الوصول إلى برلين إلا أن القوات الموالية للحكومة نجحت بسهولة في القبض على زعماء التمرد.
حكمت المحكمة على هتلر بالسجن خمس سنوات لكنه لم يبقَ في السجن سوى لستة أشهر كتب خلالها هتلر كتابه "كفاحي" ((Mein Kampf الذي أصبح فيما بعد المرجع الفكري للنظام النازي بعد وصول هتلر إلى السلطة. إطلاق سراح زعماء التمرد النازي بعد فترة وجيزة يعود إلى استهتار الحكومة في هذه الفترة بالحركة النازية كحركة صغيرة لا يشكل خطرًا على السلطة الديمقراطية. في الحقيقة كانت محاكمة هتلر منبرًا استغله هتلر لنشر أفكاره المتطرفة، قمع التمرد جعل هتلر يحاول الوصول إلى السلطة بطريقة دستورية كما سنرى فيما بعد.
د- تقلب الحكومات السريع:-
لم تكن الحكومات في عهد جمهورية فايمار مستقرة نظرًا لإتباع النظام البرلماني وإمكانية إسقاط الحكومة بنزع الثقة. الانتخابات النسبية لم تسمح بوجود ائتلاف مستقر، حيث تبدلت الحكومات بسرعة وخاصة وأن جمهورية فايمار كانت حديثة العهد على الديمقراطية وتواجهها مشاكل سياسية داخلية، وانقسام بين اليسار واليمين عدا عن المصاعب الاقتصادية التي واجهتها البلاد لسبب الحرب وبسبب دفع التعويضات وغيرها. تولى منصب المستشار في ألمانيا في عهد جمهورية فايمار نحو 14 مستشارًا أي أن الحكومة تغيرت في هذا العهد مرة كل سنة تقريباً. معارضو الديمقراطية في ألمانيا وعلى رأسهم الحزب النازي استغلوا عدم الاستقرار ليظهروا فشل الديمقراطية وفشل جمهورية فايمار.
المصاعب الاقتصادية:-
المصاعب الاقتصادية هي أكثر المصاعب التي واجهتها جمهورية فايمار، والتي أدت مع غيرها من الأسباب إلى سقوط الجمهورية. من أهم العوامل التي أدت إلى هذه المصاعب هي:-
1. نتائج الحرب:- الحرب تركت وراءها مصانع مهدمة عجز مالي بسبب مصاريف الحرب، وأعداد هائلة من المعاقين، الجرحى، بطالة واسعة بسبب تقليص الجيش وعدم إيجاد أماكن.