ديمقراطية الأخرين
مرسل: الجمعة ديسمبر 21, 2012 9:06 pm
مقال فؤاد دعبول في صحيفة الانوار: ديمقراطية الآخرين
19/12/2012
مبادرة طيبة من رئيس الجمهورية. ألا وهي زيارته للبطريرك يوحنا العاشر مهنئاً.
ومن دير سيدة البلمند أطلق شعاراً للمرحلة. لبنان لن يدفع ثمن ديمقراطية الآخرين.
قبل مراحل غابرة، كان الشعار بأن هذا الوطن لن يدفع ضريبة حرب الآخرين، على أرضه.
والمبادرة الرئاسية تلتقي مع مبادرة بطريركية.
قبل ٤٨ ساعة زار البطريرك يوحنا العاشر، وكان مطراناً على أوروبا، الرابية، والتقى متروبوليت المكسيك أنطون الشدراوي وتبادلا العواطف الجياشة والمحبة الرائدة عند مطارنة الانتشار.
وبعد ذلك جرت الانتخابات، لاختيار مَن يجلس على عرش انطاكيا.
طبعاً، لا أحد يرفض خلافة البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم.
وفي المقابل أيضاً، لا أحد يتخلى عن المنافسة الشريفة.
كان بإمكان المطران الشدراوي أن يرفض تعديل النظام الانتخابي البطريركي، لتتاح الفرصة لمن لم تمضِ خمس سنوات على انتخابه متروبوليتاً، لكنه ترك التعديل يمر في سلام وهدوء.
وهو انسجم بذلك مع نفسه.
وكما رفض تأجيل الانتخابات، لم يرفض تعديل القانون.
اختار متروبوليت المكسيك، فتح الطريق أمام ديمقراطية المنافسة.
وربما، قبل الترشح مرغماً، وآثر أن يعود الى أبرشيته، كما كان، امبراطوراً لا متروبوليتاً.
أمس، كان اللقاء في دير سيدة البلمند بين البطريرك الجديد والمنافس الكبير، صورة نقية عن ديمقراطية المنافسة، وديمقراطية القيادة.
وكما كانت الطائفة الأرثوذكسية، كبيرة في ديمقراطيتها، فإن الطائفة اللبنانية من كل الأنواع والمذاهب، هي الصورة المثالية في احترام السلطات.
لدى مغادرته البطريرك يوحنا العاشر حذر رئيس الجمهورية من أن يدفع لبنان، ثمن ديمقراطية الآخرين.
في سوريا الجارة القريبة تدور حرب مأسوية، حول قيام نظام ديمقراطي.
أرباب النظام لهم آراؤهم في الديمقراطية.
وقادة المعارضة لهم مذاهبهم في السياسة وفي الديمقراطية.
وفي مصر بداية صراع مرير وطويل، حول الديمقراطية بين الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين والسلفيين من جهة، وبين القوى المعارضة.
وهذا الصراع يعود الى أكثر من نصف قرن.
ولا أحد كان يتصور أن الإخوان المسلمين سيصبحون في مواجهة بينهم وبين حزب الوفد.
ولكن الديمقراطية تجمع الآن الوفد والناصريين ومؤيدي عمرو موسى، وغيرهم من المعارضين ضد الرئيس مرسي والإخوان.
وفي تونس مهبط ديمقراطية بوعزيزي تشتعل الحرب ضد رئيس الجمهورية الجديد، ولبّ الصراع البحث عن مفهوم جديد للديمقراطية.
من هنا مناشدة الرئيس ميشال سليمان، لإحباط الصراع على ديمقراطية الآخرين، مثلما كان الخوف من حرب الآخرين طوال حقبات الحرب.
عودة
19/12/2012
مبادرة طيبة من رئيس الجمهورية. ألا وهي زيارته للبطريرك يوحنا العاشر مهنئاً.
ومن دير سيدة البلمند أطلق شعاراً للمرحلة. لبنان لن يدفع ثمن ديمقراطية الآخرين.
قبل مراحل غابرة، كان الشعار بأن هذا الوطن لن يدفع ضريبة حرب الآخرين، على أرضه.
والمبادرة الرئاسية تلتقي مع مبادرة بطريركية.
قبل ٤٨ ساعة زار البطريرك يوحنا العاشر، وكان مطراناً على أوروبا، الرابية، والتقى متروبوليت المكسيك أنطون الشدراوي وتبادلا العواطف الجياشة والمحبة الرائدة عند مطارنة الانتشار.
وبعد ذلك جرت الانتخابات، لاختيار مَن يجلس على عرش انطاكيا.
طبعاً، لا أحد يرفض خلافة البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم.
وفي المقابل أيضاً، لا أحد يتخلى عن المنافسة الشريفة.
كان بإمكان المطران الشدراوي أن يرفض تعديل النظام الانتخابي البطريركي، لتتاح الفرصة لمن لم تمضِ خمس سنوات على انتخابه متروبوليتاً، لكنه ترك التعديل يمر في سلام وهدوء.
وهو انسجم بذلك مع نفسه.
وكما رفض تأجيل الانتخابات، لم يرفض تعديل القانون.
اختار متروبوليت المكسيك، فتح الطريق أمام ديمقراطية المنافسة.
وربما، قبل الترشح مرغماً، وآثر أن يعود الى أبرشيته، كما كان، امبراطوراً لا متروبوليتاً.
أمس، كان اللقاء في دير سيدة البلمند بين البطريرك الجديد والمنافس الكبير، صورة نقية عن ديمقراطية المنافسة، وديمقراطية القيادة.
وكما كانت الطائفة الأرثوذكسية، كبيرة في ديمقراطيتها، فإن الطائفة اللبنانية من كل الأنواع والمذاهب، هي الصورة المثالية في احترام السلطات.
لدى مغادرته البطريرك يوحنا العاشر حذر رئيس الجمهورية من أن يدفع لبنان، ثمن ديمقراطية الآخرين.
في سوريا الجارة القريبة تدور حرب مأسوية، حول قيام نظام ديمقراطي.
أرباب النظام لهم آراؤهم في الديمقراطية.
وقادة المعارضة لهم مذاهبهم في السياسة وفي الديمقراطية.
وفي مصر بداية صراع مرير وطويل، حول الديمقراطية بين الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين والسلفيين من جهة، وبين القوى المعارضة.
وهذا الصراع يعود الى أكثر من نصف قرن.
ولا أحد كان يتصور أن الإخوان المسلمين سيصبحون في مواجهة بينهم وبين حزب الوفد.
ولكن الديمقراطية تجمع الآن الوفد والناصريين ومؤيدي عمرو موسى، وغيرهم من المعارضين ضد الرئيس مرسي والإخوان.
وفي تونس مهبط ديمقراطية بوعزيزي تشتعل الحرب ضد رئيس الجمهورية الجديد، ولبّ الصراع البحث عن مفهوم جديد للديمقراطية.
من هنا مناشدة الرئيس ميشال سليمان، لإحباط الصراع على ديمقراطية الآخرين، مثلما كان الخوف من حرب الآخرين طوال حقبات الحرب.
عودة