صفحة 1 من 1

مصلحة لبنان

مرسل: الجمعة ديسمبر 21, 2012 9:10 pm
بواسطة سلطان الدويش 9
مقال انطوان سابا في صحيفة البلد: ميشال سليمان...مصلحة لبنان فوق كل اعتبار
18/12/2012
​لم تتوقف المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حول الموضوع الحكومي وطاولة الحوار و لن تتوقف في الفترة الفاصلة عن الموعد الذي حدّد للحوار إيمانا منه بأن جلوس الاطراف حول طاولة واحدة هو شرط أساسي للانطلاق في أي حل للأزمة المتفاقمة.

لا نغالي إذا قلنا ان هناك إجماعا بين اللبنانيين على أن ما يقوم به الرئيس سليمان لا يصب إلا في مصلحة الوطن، ومع هذا هناك من يتهمه تارة بالانحياز الى طرف وتارة أخرى بالرهان على تغيرات داخلية أو إقليمية ، وفي الحالتين لا يمكن توصيف هذا الاتهام إلا بالتجني. فهو ليس في حاجة إلى شهادة وطنية من احد فتاريخه الوطني والعسكري هو اهم جواب على المشككين بسيرته الوطنية. ففي لبنان هناك رئيس واحد وهو على بعد متساو من جميع الافرقاء وثوابته الوطنية راسخة لا تتبدل وفقا للظروف التي تمر بها المنطقة.
فمن يتابع مواقف الرئيس سليمان منذ أن تولى سدة الرئيس يدرك تماما أن هذا الشخص وضع نصب عينيه مصلحة الوطن ليس إلا. وشاءت الظروف أن يأتي ائتمانه على الدستور في فترة هي الاخطر على لبنان منذ استقلاله ، بحيث إنها المرة الاولى التي نشعر فيها أن مصير وطن بات على المحك
والرئيس سليمان الذي يعي تمام دقة الوضع لا يترك وسيلة إلا ويستخدمها لإبعاد لبنان عن مصير أسود ينتظره في ظل انشقاقات جعلت الهوة بين اللبنانيين شبه عصية عن الردم.
وبناء عليه قرر الرئيس سليمان التمسك بثوابته الوطنية ضاربا عرض الحائط بمراعاة الخواطر أو الرهانات الواهية سواء داخليا أم خارجيا الامر الذي وضعه في موقع المتهم لدى بعض ضعفاء النفوس الذين اعتادوا تقييم الاشخاص قياسا على مدى تلبية مصالحهم الضيقة.
فلو صحت هذه الاتهامات لكان الرئيس استغل أكثر من ظرف مؤات ومال إلى ضفة دون سواها وراهن على المتغيرات كما يفعل الكثيرون من متهميه.
إلا أن ابن المؤسسة العسكرية نشأ على شعار مصلحة لبنان فوق أي اعتبار وهذا ما فعله ويفعله غير عابئ بالاتهامات التي تكال له من هذا الطرف أو من ذاك اقتناعا منه بأن لبنان ليس ملكا لهذا أو ذاك. وما زال يحاول تقديم المخرج والحل، وسط تصاعد المواقف وردود الفعل. ومن هنا تشديده على أن الحوار ضرورة لحل مشكلات البلاد مشددا على أهمية "عدم الاندفاع إلى التشكيك بأهلية المتحاورين أو صدقيتهم".
ان الدعوة الى الحوار، حتى تنجح، قد تتطلب من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بما يتمتع به من احترام لحياديته ووطنيته ورغبته الصادقة بالتوصل الى حلول، من معظم الافرقاء، اعتماد سياسة المكاشفة، والمصارحة مع الشعب وهذا ما يفعله ، ومن يصارح شعبه لا يمكن أن يصنف في خانة المراهنين لا على الداخل ولا على الخارج.
عودة