- الأحد ديسمبر 23, 2012 1:00 pm
#58985
السلطانة
:: شجرة الدر::
هي عصمة الدين أم خليل , الملقبة بشجر الدر
و يلقبها البعض عن خطأ بشجرة الدر.
كانت جارية تركية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب
وأنجب منها ابنه خليل.
تولت حكم مصر في العصر الأيوبي فعليا في ليلة النصف من شعبان (سنة 647ه) بعد أن توفى السلطان الصالح أيوب زوجها. في ذلك الوقت كانت القوات الصليبية .
تزحف جنوبًا على شاطئ النيل الشرقي لفرع دمياط ؛
للإجهاز على القوات المصرية الرابضة في المنصورة،
وكانت إذاعة خبر موت السلطان في هذا الوقت الحرج .
كفيلة بأن تضعف معنويات الجند،
وتؤثر في سير المعركة.
ويذكر التاريخ أن شجر الدر وقفت موقفًا رائعًا،
تعالت فيه على أحزانها، وقدمت المصالح العليا للبلاد،
وأدركت خطورة الموقف العصيب، فأخفت خبر موته،
وأمرت بحمل جثته سرًا في سفينة إلى .
قلعة الروضة بالقاهرة، وأمرت الأطباء أن يدخلوا.
كل يوم إلى حجرة السلطان كعادتهم، وكانت تُدخل الأدوية والطعام غرفته كما لو كان حيًا،
واستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم
وعليها علامة السلطان.
وتولت شجر الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شئون
الجيش في ميدان القتال،
وعهدت للأمير "فخر الدين" بقيادة الجيش،
وفي الوقت نفسه أرسلت إلى توران شاه ابن الصالح أيوب
تحثه على القدوم ومغادرة حصن كيفا إلى مصر،
ليتولى السلطنة بعد أبيه. وفي الفترة ما بين موت السلطان الصالح أيوب، ومجيء ابنه توران شاه
في (23 ذي القعدة 648ه = 27 فبراير 1250م)،
وهي فترة تزيد عن ثلاثة أشهر، نجحت شجر الدر
في مهارة فائقة أن تمسك بزمام الأمور،
وتقود دفة البلاد وسط الأمواج المتلاطمة
التي كادت تعصف بها، ونجح الجيش المصري
في رد العدوان الصليبي، وإلحاق خسائر فادحة بالصليبيين، وحفظت السلطنة حتى تسلمها توران شاه الذي قاد
البلاد إلى النصر.
التخلص من توران شاه
بعد النصر تنكر السلطان الجديد لشجر الدر، وبدلاً من أن يحفظ لها جميلها بعث يتهددها ويطالبها بمال أبيه،
فكانت تجيبه بأنها أنفقته في شئون الحرب،
وتدبير أمور الدولة، فلما اشتد عليها ورابها خوف منه ذهبت
إلى القدس خوفًا من غدر السلطان وانتقامه.
ولم يكتف توران شاه بذلك، بل امتد حنقه وضيقه
ليشمل أمراء المماليك، أصحاب الفضل الأول في
تحقيق النصر العظيم، وإلحاق الهزيمة
بالحملة الصليبية السابعة، وبدأ يفكر في التخلص منهم،
غير أنهم كانوا أسبق منه في الحركة وأسرع منه
في الإعداد، فتخلصوا منه بالقتل.
ولاية شجر الدر
وجد المماليك أنفسهم في وضع جديد، فهم اليوم
أصحاب الكلمة الأولى في البلاد، ومقاليد الأمور في أيديهم،
ولم يعودوا أداة في يد من يستخدمهم لتحقيق مصلحة
أو نيل هدف، وعليهم أن يختاروا سلطانًا للبلاد،
وبدلاً من أن يختاروا واحدًا منهم لتولي شئون البلاد اختاروا شجر الدر لتولي هذا المنصب الرفيع.
ويتعجب المرء من اختيارهم هذا، وهم الأبطال الصناديد،
والقادة الذين مشى النصر في ركابهم.
ولم تكن شجر الدر أول امرأة تحكم في العالم الإسلامي،
فقد سبق أن تولت "رضية الدين" سلطنة دلهي، واستمر حكمها أربع سنوات (634-638ه/1236-1240م).
"وشجر الدر" من أصل تركي ,وكانت جارية اشتراها السلطان الصالح أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ولدًا اسمه خليل، توفي في صفر،
وفي (2 من صفر 648ه = مايو 1250م).
أخذت البيعة للسلطانة الجديدة، ونقش اسمها على .
السكة (النقود) بالعبارة الآتية "المستعصية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين".
تصفية الوجود الصليبي
وما إن جلست شجر الدر على عرش الحكم حتى قبضت
على زمام الأمور، وأحكمت إدارة شئون البلاد،
وكان أول عمل اهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي
في البلاد، وإدارة مفاوضات معه، انتهت بالاتفاق
مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيرًا بالمنصورة
على تسليم دمياط، وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله، والباقي بعد وصوله إلى عكا،
مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل الإسلام مرة أخرى.
غير أن الظروف لم تكن مواتية لأن تستمر .
شجر الدر في الحكم طويلاً، على الرغم مما أبدته
من مهارة وحزم في إدارة شئون الدولة، وتقربها إلى العامة، وإغداقها الأموال والإقطاعات على كبار الأمراء،
فلقيت معارضة شديدة داخل البلاد وخارجها، وخرج المصريون في مظاهرات غاضبة تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد، وعارض العلماء ولاية المرأة الحكم،
وقاد المعارضة "العز بن عبد السلام"؛ لمخالفة جلوسها على العرش للشرع. وفي الوقت نفسه ثارت ثائرة الأيوبيين
في الشام لمقتل توران شاه، واغتصاب المماليك للحكم بجلوس شجر الدر على سُدَّة الحكم، ورفضت الخلافة العباسية
في بغداد أن تقر صنيع المماليك، فكتب الخليفة .
إليهم: "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا
حتى نسيّر إليكم رجلاً".
تنازل عن العرش
ولم تجد شجر الدر إزاء هذه المعارضة الشديدة
بدًا من التنازل عن العرش للأمير عز الدين أيبك أتابك العسكر، الذي تزوجته، وتلقب باسم الملك المعز، وكانت المدة التي قضتها على عرش البلاد ثمانين يومًا.
وإذا كانت شجر الدر قد تنازلت عن الحكم والسلطان رسميًا، وانزوت في بيت زوجها، فإنها مارسته بمشاركة
زوجها مسئولية الحكم، وخضع لسيطرتها، فأرغمته .
على هجر زوجته الأولى أم ولده عليّ، وحرّمت عليه
زيارتها هي وابنها، وبلغ من سيطرتها على أمور .
السلطان أن قال المؤرخ الكبير "ابن تغري بردي": "إنها كانت مستولية على أيبك في جميع أحواله، ليس له معها كلام".
وفاة شجر الدر
غير أنه انقلب عليها بعدما أحكم قبضته على الحكم في البلاد، وتخلص من منافسيه في الداخل ومناوئيه من الأيوبيين في الخارج، وتمرس بإدارة شئون البلاد،
وبدأ في اتخاذ خطوات للزواج من ابنة "بدر الدين لؤلؤ" الأيوبي صاحب الموصل، فغضبت شجر الدر لذلك؛ وأسرعت في تدبير مؤامرتها للتخلص من أيبك؛ فأرسلت إليه تسترضيه
وتتلطف معه، وتطلب عفوه، فانخدع أيبك لحيلتها،
واستجاب لدعوتها، وذهب إلى القلعة، حيث لقي حتفه
هناك في (23 ربيع الأول 655ه= 1257م).
أشاعت شجر الدر أن المعز أيبك قد مات فجأة بالليل،
ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها؛ فقبضوا عليها،
وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها
بقتلها بعد أيام قليلة، وألقوا بها من فوق سور القلعة،
ودُفنت بعد عدة أيام.. وهكذا انتهت حياتها
على هذا النحو بعد أن كانت ملء الأسماع والأبصار،
وقد أثنى عليها المؤرخون المعاصرون لدولة المماليك،
فيقول "ابن تغري بردي" عنها: "وكانت خيّرة دَيِّنة،
رئيسة عظيمة في النفوس،
ولها مآثر وأوقاف على وجوه البر، معروفة بها…".
رحمة الله عليها
:: شجرة الدر::
هي عصمة الدين أم خليل , الملقبة بشجر الدر
و يلقبها البعض عن خطأ بشجرة الدر.
كانت جارية تركية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب
وأنجب منها ابنه خليل.
تولت حكم مصر في العصر الأيوبي فعليا في ليلة النصف من شعبان (سنة 647ه) بعد أن توفى السلطان الصالح أيوب زوجها. في ذلك الوقت كانت القوات الصليبية .
تزحف جنوبًا على شاطئ النيل الشرقي لفرع دمياط ؛
للإجهاز على القوات المصرية الرابضة في المنصورة،
وكانت إذاعة خبر موت السلطان في هذا الوقت الحرج .
كفيلة بأن تضعف معنويات الجند،
وتؤثر في سير المعركة.
ويذكر التاريخ أن شجر الدر وقفت موقفًا رائعًا،
تعالت فيه على أحزانها، وقدمت المصالح العليا للبلاد،
وأدركت خطورة الموقف العصيب، فأخفت خبر موته،
وأمرت بحمل جثته سرًا في سفينة إلى .
قلعة الروضة بالقاهرة، وأمرت الأطباء أن يدخلوا.
كل يوم إلى حجرة السلطان كعادتهم، وكانت تُدخل الأدوية والطعام غرفته كما لو كان حيًا،
واستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم
وعليها علامة السلطان.
وتولت شجر الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شئون
الجيش في ميدان القتال،
وعهدت للأمير "فخر الدين" بقيادة الجيش،
وفي الوقت نفسه أرسلت إلى توران شاه ابن الصالح أيوب
تحثه على القدوم ومغادرة حصن كيفا إلى مصر،
ليتولى السلطنة بعد أبيه. وفي الفترة ما بين موت السلطان الصالح أيوب، ومجيء ابنه توران شاه
في (23 ذي القعدة 648ه = 27 فبراير 1250م)،
وهي فترة تزيد عن ثلاثة أشهر، نجحت شجر الدر
في مهارة فائقة أن تمسك بزمام الأمور،
وتقود دفة البلاد وسط الأمواج المتلاطمة
التي كادت تعصف بها، ونجح الجيش المصري
في رد العدوان الصليبي، وإلحاق خسائر فادحة بالصليبيين، وحفظت السلطنة حتى تسلمها توران شاه الذي قاد
البلاد إلى النصر.
التخلص من توران شاه
بعد النصر تنكر السلطان الجديد لشجر الدر، وبدلاً من أن يحفظ لها جميلها بعث يتهددها ويطالبها بمال أبيه،
فكانت تجيبه بأنها أنفقته في شئون الحرب،
وتدبير أمور الدولة، فلما اشتد عليها ورابها خوف منه ذهبت
إلى القدس خوفًا من غدر السلطان وانتقامه.
ولم يكتف توران شاه بذلك، بل امتد حنقه وضيقه
ليشمل أمراء المماليك، أصحاب الفضل الأول في
تحقيق النصر العظيم، وإلحاق الهزيمة
بالحملة الصليبية السابعة، وبدأ يفكر في التخلص منهم،
غير أنهم كانوا أسبق منه في الحركة وأسرع منه
في الإعداد، فتخلصوا منه بالقتل.
ولاية شجر الدر
وجد المماليك أنفسهم في وضع جديد، فهم اليوم
أصحاب الكلمة الأولى في البلاد، ومقاليد الأمور في أيديهم،
ولم يعودوا أداة في يد من يستخدمهم لتحقيق مصلحة
أو نيل هدف، وعليهم أن يختاروا سلطانًا للبلاد،
وبدلاً من أن يختاروا واحدًا منهم لتولي شئون البلاد اختاروا شجر الدر لتولي هذا المنصب الرفيع.
ويتعجب المرء من اختيارهم هذا، وهم الأبطال الصناديد،
والقادة الذين مشى النصر في ركابهم.
ولم تكن شجر الدر أول امرأة تحكم في العالم الإسلامي،
فقد سبق أن تولت "رضية الدين" سلطنة دلهي، واستمر حكمها أربع سنوات (634-638ه/1236-1240م).
"وشجر الدر" من أصل تركي ,وكانت جارية اشتراها السلطان الصالح أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ولدًا اسمه خليل، توفي في صفر،
وفي (2 من صفر 648ه = مايو 1250م).
أخذت البيعة للسلطانة الجديدة، ونقش اسمها على .
السكة (النقود) بالعبارة الآتية "المستعصية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين".
تصفية الوجود الصليبي
وما إن جلست شجر الدر على عرش الحكم حتى قبضت
على زمام الأمور، وأحكمت إدارة شئون البلاد،
وكان أول عمل اهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي
في البلاد، وإدارة مفاوضات معه، انتهت بالاتفاق
مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيرًا بالمنصورة
على تسليم دمياط، وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله، والباقي بعد وصوله إلى عكا،
مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل الإسلام مرة أخرى.
غير أن الظروف لم تكن مواتية لأن تستمر .
شجر الدر في الحكم طويلاً، على الرغم مما أبدته
من مهارة وحزم في إدارة شئون الدولة، وتقربها إلى العامة، وإغداقها الأموال والإقطاعات على كبار الأمراء،
فلقيت معارضة شديدة داخل البلاد وخارجها، وخرج المصريون في مظاهرات غاضبة تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد، وعارض العلماء ولاية المرأة الحكم،
وقاد المعارضة "العز بن عبد السلام"؛ لمخالفة جلوسها على العرش للشرع. وفي الوقت نفسه ثارت ثائرة الأيوبيين
في الشام لمقتل توران شاه، واغتصاب المماليك للحكم بجلوس شجر الدر على سُدَّة الحكم، ورفضت الخلافة العباسية
في بغداد أن تقر صنيع المماليك، فكتب الخليفة .
إليهم: "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا
حتى نسيّر إليكم رجلاً".
تنازل عن العرش
ولم تجد شجر الدر إزاء هذه المعارضة الشديدة
بدًا من التنازل عن العرش للأمير عز الدين أيبك أتابك العسكر، الذي تزوجته، وتلقب باسم الملك المعز، وكانت المدة التي قضتها على عرش البلاد ثمانين يومًا.
وإذا كانت شجر الدر قد تنازلت عن الحكم والسلطان رسميًا، وانزوت في بيت زوجها، فإنها مارسته بمشاركة
زوجها مسئولية الحكم، وخضع لسيطرتها، فأرغمته .
على هجر زوجته الأولى أم ولده عليّ، وحرّمت عليه
زيارتها هي وابنها، وبلغ من سيطرتها على أمور .
السلطان أن قال المؤرخ الكبير "ابن تغري بردي": "إنها كانت مستولية على أيبك في جميع أحواله، ليس له معها كلام".
وفاة شجر الدر
غير أنه انقلب عليها بعدما أحكم قبضته على الحكم في البلاد، وتخلص من منافسيه في الداخل ومناوئيه من الأيوبيين في الخارج، وتمرس بإدارة شئون البلاد،
وبدأ في اتخاذ خطوات للزواج من ابنة "بدر الدين لؤلؤ" الأيوبي صاحب الموصل، فغضبت شجر الدر لذلك؛ وأسرعت في تدبير مؤامرتها للتخلص من أيبك؛ فأرسلت إليه تسترضيه
وتتلطف معه، وتطلب عفوه، فانخدع أيبك لحيلتها،
واستجاب لدعوتها، وذهب إلى القلعة، حيث لقي حتفه
هناك في (23 ربيع الأول 655ه= 1257م).
أشاعت شجر الدر أن المعز أيبك قد مات فجأة بالليل،
ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها؛ فقبضوا عليها،
وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها
بقتلها بعد أيام قليلة، وألقوا بها من فوق سور القلعة،
ودُفنت بعد عدة أيام.. وهكذا انتهت حياتها
على هذا النحو بعد أن كانت ملء الأسماع والأبصار،
وقد أثنى عليها المؤرخون المعاصرون لدولة المماليك،
فيقول "ابن تغري بردي" عنها: "وكانت خيّرة دَيِّنة،
رئيسة عظيمة في النفوس،
ولها مآثر وأوقاف على وجوه البر، معروفة بها…".
رحمة الله عليها