صفحة 1 من 1

مما راق لي

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 25, 2012 7:55 pm
بواسطة غالب سعود3
بثار الأثد !
محمد الرطيان - جريدة المدينة

أتخيّل أحياناً أن « بشار الأسد « يعلم في قرارة نفسه أن الأمور لن ترجع إلى الوراء ، وأن مصيره - في النهاية - سيكون مثل مصير كل الطغاة الذين سبقوه إلى المزبلة التاريخية ، وأظنه يعلم مدى بشاعة وسوء الكلمات التي سيكتبها التاريخ عنه في صفحاته السوداء : والذي لعنه حياً وسيلعنه ميتاً .
عندما يغلق شاشة التلفزيون الذي لا يستضيف سوى « شبيحته « ، ويُخرج المقربين إليه ، ويبقى لوحده .. بماذا يفكر لحظتها ؟ ..
هل يلعن الحظ الذي جعل شقيقه المرشح للرئاسة « باسل الأسد « يموت قبله ؟..
هل يتمنى لو أنه لم يكن ابناً لحافظ الأسد ووريثاً لعرشه الملطخ بالدماء ؟...
هل يحدث - في لحظة إنسانية - أن يتمنى أن يعود ذلك الشاب الصغير الذي لا علاقة له بالسياسة وبشاعتها؟
أتخيله - أحياناً - مثل أي « بني آدم « في هذا العالم : يتمنى أن يعيش بسلام مع زوجته وأطفاله ..
ولكن ، كيف سينام بسلام وصور الأطفال الذين قُتلوا على يده ستطارده في أحلامه ؟

(2)
سيقول التاريخ عنه : هو المقاوم / الممانع الذي لم يطلق رصاصة واحدة تجاه العدو ، وفرّغ كامل الذخيرة في صدر شعبه !
سيقول التاريخ : هو الطبيب الوحيد الذي جلب الأمراض والعاهات ولم يجلب الدواء . ويا للمفارقة « طبيب العيون « لديه ضعف في النظر ووجهة النظر ولا يرى المستقبل بشكل جيّد !

(3)
هناك معارك تخوضها بشرف حتى وإن علمت استحالة الخروج منها منتصراً ، مثلاً عندما تدافع عن بلادك ضد خصم أقوى وأشرس ، سيقول لك التاريخ : شكراً .. لقد حاولت ، وستجد بين شعبك من يُقبّل حروف اسمك .. حتى عندما تُهزم أنت انتصرت بشكل آخر ، ولكن : أي شرف في حرب تقودها ضد شعبك وعلى أرض بلادك ؟... لحظتها ، سيحتار التاريخ : أي الكلمات القذرة تليق بك أكثر ؟!

(4)
هل يُعقل أن بشار الأسد - والذين حوله - أطلقوا كذبة « المؤامرة « ومع كثرة تكرارها هم أول من صدقها ؟
هل يُعقل أنه ما يزال يؤمن أنه بقليل من الصبر وكثير من القتل ستعود الأمور إلى سابق عهدها ؟!
هل يُعقل أنه يراهن على الماضي الذي يبتعد كل يوم .. ضد شعب يراهن على المستقبل الذي يقترب كل يوم؟
غريبة هي عقول الطغاة :
يكررون نفس الأخطاء .. ولا يقرؤون التاريخ بشكل جيّد .
لغتهم واحدة .. حتى وإن اختلفت ألسنتهم .
يجمعون حولهم نفس الوجوه البشعة والنفوس الدنيئة والتي يمكن شراؤها بأبخس الأثمان .
يسمعون الذين يسبحون بحمدهم .. وبهم صمم تجاه الذين يئنون من بطشهم .
ولا يؤمنون إلا عند الغرغرة !
بن علي بعد سنوات طويلة استوعب الدرس ، وقال جملته الشهيرة : « أنا فهمتكم « .. وهرب .
مبارك « يلعب بمناخيره « في قفص .
عبدالله صالح تم شويه حياً .
القذافي صرخ بضعف يجلب الشفقة « حرام عليكم « وتم قتله بالطريقة التي كان يفعلها بخصومه .
بشار أجبن من هؤلاء جميعاً : سيفقد النطق من الرعب عندما يسمع الهدير حول قصره / أو مخبئه .. ستتحوّل كل الحروف إلى حرف « السين « الذي لا يُجيد نطقه !..
ولن يكتفي التاريخ بلعنه فقط ، بل سيبصق في وجهه عند نهاية كل سطر .