صفحة 1 من 1

التنمية المستدامة

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 25, 2012 10:24 pm
بواسطة فهد المحرج 80
التنمية المستدامة


إن ما يدفع الإنسان اليوم إلى تغيير طريقة الحياه التي إعتاد عليها والتي يمكننا أن نقول أنها عبثيه لا مسؤوله إلى حد تجاوز حد المعقول ،مضت بهذا الكوكب الأزرق الجميل إلى الخراب والدمار .
لولا لطف الخالق بنا ثم تلك العقول النيرة التي تنبهت إلى ضرورة الحد من هذا الدمار الذي طال كل شيء.
أتساءل ولعلكم تتساءلون معي مالذي يحدث في العالم اليوم ؟ ماتأثيره على حاضرنا ومستقبلنا ؟ وماهي نظرتنا الحقيقية إلى أنفسنا ؟ ماهو واقعنا ؟ دعونا نتأمل فيه لنشكل فهمنا وأساليبنا وممارساتنا الصحيحة لمستقبلنا القريب والقادم . ولنضع أدوات حقيقية تعمل على إستمرار حياتنا وحياة الأجيال من بعدنا .
إننا هنا نستشعر إلى أين يوصلنا هذا السباق المحموم ومن الرابح الحقيقي . هنا نستشعر واقعنا ونحدد هويتنا من جديد، ونغير نظرتنا لكل شيء من حولنا ونجدد معارفنا .

إن عدد كبير من المتغيرات تحدث بفعلنا . نشاط بشري يؤثر على نظم الطقس الكونية ،ملايين البشر يجدون صعوبه متزايده في إيجاد مياه للشرب،دمار للغابات وللمزارع وللمراعي،( منظمات الأعمال ) آلات دمار شامل متزايدة الضخامه ،حروب أهلكت الأخضر واليابس،والناس لايعون أنهم أصبحو مواطنون كونييون ، وأن الهوية على المستوى الفردي ( مواطن كوني )،الزمان والمكان لم يعودا كما كانا ، سبل العيش بدلا من أن تكون أسهل أصبحت معقده وصعبه ومدمره ،





لم تراعي مستقبل كوكبنا ومستقبل الأجيال القادمه التي لها الحق في العيش الكريم والآمن ، ولم تراعي المحافظه على الموارد الطبيعية وتنميتها .
يقول الدكتور عبدالله الغامدي إستاذ التنمية السياسية المشارك بجامعة الملك سعود بالرياض في مقدمة دراسته حول التنمية المستدامه بين الحق في استغلال الموارد الطبيعية والمسؤولية عن حماية البيئة .

"شهد العالم خلال العقود الثلاثة الماضية إدراكا متزايدا بأن نموذج التنمية الحالي لم يعد مستداما ، بعد أن ارتبط نمط الحياة الاستهلاكي المنبثق عنه بأزمات بيئية خطيرة مثل فقدان التنوع البيئي، وتقلص مساحات الغابات المدارية، وتلوث الماء والهواء، وارتفاع درجة حرارة الأرض(الدفء الكوني)، والفيضانات المدمرة الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه البحار والأنهار، واستنفاد الموارد غير المتجددة، مما دفع بعدد من منتقدي ذلك النموذج التنموي إلى الدعوة إلى نموذج تنموي بديل مستدام يعمل على تحقيق الانسجام بين تحقيق الأهداف التنموية من جهة وحماية البيئة واستدامتها من جهة أخرى".

لذلك أمكن للبعض القول أن مفهوم التنمية المستدامة هو الإستمراريه ،أو التنمية المستمره ،ويعرفوها بأنها هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون الاخلال بقدرات الاجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. أو التقدم والتطور والنمو والإستفاده من الموارد دون إلحاق الضرر بها والمحافظه عليها وتنميتها .

إن المسؤولية في التنمية المستدامه ليست فقط مسؤولية حكومات أو دول أو منظمات وحتى لو كانوا هم في المرتبه الأولى في تحمل المسؤوليه ولكن هناك نحن "الناس" أو الشعوب ويطالنا جانب كبير أيضا في التنمية المستدامه فعاداتنا وخصائصنا وطريقة عيشنا لها تأثير كبير على مواردنا للمستقبل .
وهناك مبدأ إسلامي أصيل (( لا ضرر ولا ضرار )) .

وعلى سبيل المثال دعت منظمة الأغذية والزراعة المجتمعات المحلية للمشاركة في تجنب دمار الغابات والمراعي
" إذا كان الإنسان هو المسبب لتلك الحرائق فيجب السيطرة وتجنب حدوث هذه الحرائق على المستوى المحلي من قبل المواطن المحلي "






والمخاطر المحيطة بالأرض وبمن فيها من نبات وإنسان وحيوان وبيئة. كالانحباس الحراري، والتصحر، وتزايد التمدن، وتلوث المياه، والدمار الذي ألحق بالتنوع الحيوي ، والفقر ، والبطاله ، وتدني مستوى الصحه في أغلب البلدان الناميه والفقيرة ، واستخدامات الطاقة الغير آمنه. يمكن من خلالها تحديد محاور رئيسيه مستهدفه للتنمية المستدامه وهي حماية البيئة ،والتنمية الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية.
وفي هذه المحاور نجد أن التنمية الإقتصادية المستدامه تركز على رفع مستويات الإنتاج وإستخراج أشكال وأساليب جديدة له تساهم في دفع عجلة النمو من خلال إجراء التغييرات الجذرية في البنيان الإقتصادي .
وفي محور البعد الإجتماعي للتنمية المستدامه أو كما يمكن أن نطلق عليه البعد الإنساني أو البشري تراعي التنمية فيه تثبيت النمو الديموغرافي للسكان أو التوزيع السليم للحفاظ على الموارد الطبيعية وعلى البيئة ، وتنشيط المجتمعات القروية وتنميتها . مع الأخذ في الحسبان تحسين التعليم والخدمات الصحية ومحاربة الفقر والبطالة والتركيز على التدريب والتطوير لرأس المال البشري الذكوري والإنثوي . والإستمرار في التثقيف ورفع مستوى الثقافة لدى أفراد المجتمعات.
وفي الجانب الآخر من هذه المحاور نجد البيئة تأخذ من الإهتمام أكبره في التنمية المستدامة وأكدت تقارير البنك الدولي على الاهتمام بالبيئة كركن أساسي في التنمية للحفاظ على الموارد الطبيعية من الاستنزاف والتدهور لمصلحة الجيل الصاعد والأجيال المستقبلية.