صفحة 1 من 1

فن السياسة بين الماوردي والفكر المكيافيلي

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 25, 2012 11:15 pm
بواسطة فهد المحرج 80
قدم ماكيافيلي في كتابة الأمير مجموعة من قواعد العمل السياسي التي صورها من ‏الواقع بالملاحظة وهذه القواعد هي : ‏
‏- على المستوى الداخلي : ‏
‏1-‏على الحاكم أن يخشى من خصومه وأصدقاءه ورعاياه فعليه أن يتخلص من ‏خصومه بكل ما أوتي من قوة وهذا على المستوى الداخلي ، وذلك لكي ‏يوطد حكمه ويسيطر على السلطة سيطرة مطلقة ، وبالتالي فعلى الحاكم أن ‏لا يعبأ كثيراً بالفضائل وذلك لأن الغرض من السياسة هو الحفاظ على القوة ‏السياسية وتدعيمها وهذا هو معيار نجاح السياسي من عدمه أي يجب على ‏الحاكم اتخاذ أي وسيلة يراها مناسبة من أجل توطيد حكمه بغض النظر عن ‏شرعية هذه الوسيلة .‏
‏2-‏على الحاكم أن لا يكون طيباً مع رعاياه على الدوام فيجب أن يعرف متى ‏يكون طيباً معهم ومتى لا يكون وفق ما تقتضيه الضرورة وما تتطلبة ‏مصلحته . ‏
‏3-‏أن يكون الحاكم قاسياً على رعاياه وذلك من أجل تحقيق الوحدة وإقامة النظام ‏والقضاء على الفتنة. ‏
‏4-‏على الحاكم أن يكون مهاب الجانب يخشى بأسه بدلاً أن يكون ليناً محبوباً ، ‏وذلك لأن الناس يحبون الأمير طالما تقتضى صوالحهم وبالتالي فحبه له ‏متغير بينما خوفهم منه إذا كان قوياً مهاباً دائم لا يتغير.‏

‏- على المستوى الخارجي : ‏
‏1-على الحاكم أن يكون قوي باطش كالأسد وأن يكون ثعلباً بحيث تكون الخديعة ‏والمراوغة والمكر والنفاق ضمن ما يتحلى بها من صفات ، وبالنسبة للمعاهدات ‏يجب على الحاكم أن لا يراعي فيها الضمير إذا كانت على حساب الإضرار ‏بمصالحه .‏
‏2-على الحاكم أن يدعي أمام رعاياه وأمام الرأي العام الخارجي العدل والوفاء ‏واحترام العهود .‏

وبناءً على ما سبق فإن ماكيافيلي أنطلق من فصل السياسة عن الأخلاق وذلك من ‏أجل توطيد حكمه ، وأنه يجب على الحاكم اختيار الوسيلة المناسبة مهما كانت ‏شرعيتها من أجل تحقيق مصالحه سواءً في داخل دولته أو في علاقته مع الدول ‏الأخرى . ‏



=========================================================


قدم الماوردي في مختلف تصنيفاته مجموعة من قواعد العمل السياسي معتمداً على ‏خبرته المستمدة من تجربته السياسية ، وكذلك من قراءات متنوعة من أنظمة الحكم ‏في الحضارات الأخرى ، وهذه القواعد مستمدة من القرآن والسنة وهي :‏
‏1-‏أن يكون الحاكم متمسكاً بالأخلاق والفضائل ، وأن تكون الاستقامة ديدنه ‏لكي يكون قدوه لرعاياه ، وأن يتبنى مكارم الأخلاق لأنه هو مرآة رعاياه. ‏
‏2-‏وعلى الحاكم أن يحذر الغرور وذلك لأن أقدار الملوك تقاس بما ينجزونه من ‏أعمال ، وكذلك يحذر من مدح المنافقين لأنه يؤدي إلى الغرور ومن ثم ‏الحكم بالهوى ، وعليه أن يميز بين الناصح الأمين والمنافق الوصولي .‏
‏3-‏ على الحاكم أن يضبط لسانه أي يلزم الصمت ما أمكن وأن يجتنب الكلام ‏دون ضرورة ، وإن كان هو متكلم لا محالة فعليه أن يمعن التفكير قبل أن ‏يطلق لسانه للعنان وعليه أن يدقق في اختيار ألفاظه وعباراته . ‏
‏4-‏على الحاكم أن يكتم أسراره وأن يضبط إمارات الوجه . ‏
‏5-‏على الحاكم أن يعتمد الصدق وينبذ الكذب ، ويجوز للحاكم الكذب في أوقات ‏الحروب .‏
‏6-‏على الحاكم أن يجمع في سياسته الخارجية بين أسلوبي الترغيب والترهيب ‏، ويجب على الحكم أن يحذر من الغضب لأنه يبعد المرء عن جادة ‏الصواب.‏
‏7-‏على الحاكم أن يعرف متى يكون رحيماً ومتى يكون قاسياً ، وبالتالي يميز ‏بين المواقف التي تحتاج للرحمة والمواقف التي تحتاج للقسوة ، ولكن القسوة ‏والرحمة مرفوضة إذا كانت تؤدي إلى الفساد .‏
‏8-‏وعلى الحاكم أن يكون عادلاً وأن يستشير أهل العلم والمعرفة وكذلك أن يفي ‏بالعهود .‏
‏9-‏على الحاكم أن يكون على دراية بكل كبيرة وصغيرة في الدولة من خلال ‏تعين أشخاص أمناء أكفاء ليرصدوا الأحداث والرأي العام ، وعليه أيضاً ‏معرفة الأوضاع في الدول المجاورة لأنها تؤثر دونما شك على دولته ، ‏وذلك إن هو أراد لدولته البقاء والمنعة . ‏


وبناءً على ما سبق فإن الماوردي لا يفصل بين السياسة والأخلاق فالسلوك ‏السياسي للحاكم يخضع للقواعد والقيم الإسلامية ، المذكورة في الكتاب والسنة .‏