منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

#59172
ولد في جارناك (منطقة شارنت)، ونشأ في بيئة برجوازية وكاثوليكية. كان أبوه من الوجهاء، يدير معملاً للخل. اضطر لمسايرة قيم عائلته واتبع المسلك الذي رسمته له بيئته. درس الآداب والحقوق في باريس وتخرّج من المدرسة الحرة للعلوم السياسية وأصبح متطوعًا في حركة الكولونيل لاروك للشبّان، التي تدعو إلى تقوية السلطة التنفيذية وتميل إلى أقصى اليمين.

وعلى خلاف الأسطورة التي ساهم في ترويجها، كان طالبًا مسيّساً لا يربأ بنفسه عن المشاركة في المظاهرات ضدّ الأجانب. إلا أنه لم يكن فاشياً ولا معادٍ للسامية، بل كان هاجسه الأدب كما تبرهن عليه نصوصه عن فرنسوا مورياك وأندريه جيد وهنري دو مونترلان. إلا أنّه كان مائلاً إلى يمين اليمين.

بعد الحرب العابمية الثانية :
1941 عمل في فيشي للدولة الفرنسية كرئيس لشعبة الصحافة لمفوضية توظيف سجناء الحرب السابقين، بين 1942 - 1943. كان من المؤيدين لـ فيليب بيتان بحماس في الأشهر الأولى، لاعتقاده أن رابح فيردان أحصن سور ضدّ السيطرة الألمانية.

بدأ يتطلع إلى المقاومة في عيد الخمسين 1942 بعدما قابل مجموعة بدأت تقلب للدولة الفرنسية ظهر المجن، فشرع يتحوّل ببطء. لم يكن أوّل من انضمّ إلى المقاومة ولكنه لم يكن من المتخلفين عنها أيضاً.

دخل ميتيران في المقاومة سنة 1943 بعدما تلقى وسام "الفرانيسك" الذي كان يعطى لأوفى خدم فيليب بيتان. ثم سافر إلى لندن والجزائر. تتضمن مذكرات الجنرال ديغول الحربية بشأن ميتيران أحكاماً قاسية، إذ يذكره في قائمة من كان يخابر فرنسا الحرّة من داخل الحدود. أدرجّت حركة المعتقلين والمنفيين، التي كان ينشط فيها ميتيران، بعد التحرير في قائمة الحركات المشتركة في المقاومة الفرنسية الداخلية.

حوّلته الحرب إلى شخص آخر وأثّرت عليه مخالطة الشيوعيين والاشتراكيين في المعتقلات تأثيراً بالغاً. فعند تحرير فرنسا كان ميل ميتران إلى اليسار ميلاً شديداً بل كاد يدعو إلى الثورة العمالية؛ كتب في رسالة لأعز صديق له جورج دايان: "إن مثالي لهو الوحدة العمالية".