صفحة 1 من 1

ايران وادواتها الخارجية:جمعية الوفاق البحرينية نموذجا

مرسل: الاثنين فبراير 04, 2013 1:56 am
بواسطة دعاءمحمد
ايران وادواتها الخارجية: جمعية الوفاق البحرينية نموذجا
---
يغيب عن الكثيرين حقيقة الاوضاع فى المنطقة وتحركات اطرافها الاساسية ومساعيهم نحو توظيف الادوات والاطراف المتاحة لها من اجل تحقيق مصالحها واهدافها. كما يغيب عن الكثيرين ايضا ان المقولة الدراجة بأن"فاقد الشئ لا يعطيه" تنطبق بصورة جلية على شئون الدول وسياستها، فمن غير المتوقع ان الدول المستبدة والمتسلطة على شعبها سواء باسم الدين او باسم الشعب نفسه او حتى باسم الالحاد والكفر والتى لا تراع حقوق مواطنيها وكرامتهم وحرياتهم، لا يمكنها ان تدعم حقوق مواطنين وحرياتهم فى بلدان اخرى. وان جل ما تفعله هو توظيف لمصالحها. وينطبق هذا الرأى بجلاء على الموقف الايرانى من سلسلة التحركات التى شهدتها المنطقة العربية خلال العامين الماضيين، فالسلطة فى طهران والتى تعاملت مع المتظاهرين الايرانيين الرافضين لانتخابات 2009 والتى شهدت اوسع عملية تزوير سياسية فى ارادة المواطنين واختياراتهم، بالقمع والكبت والارهاب، لا يمكن لهذه السلطة ان تدعم او تؤيد تحركات لقوى سياسية تطالب بالحقوق والحريات، فما وقعت فيه الدولة المصرية حينما اعتقدت خطأ ان طهران تؤيد الثورة المصرية ومن قبلها التونسية، يكشف عن سذاجة سياسية لدى النخب التى تولت امور الحكم مؤخرا، فطهران لم تؤيد تلك الثورات إلا حينما تأكدت من حسم الامر على ارض الواقع لصالحها، ويؤكد ذلك موقفها الاخير من الثورة السورية ضد نظام الاسد القاتل الذى لم يتورع عن استخدام اعتى ادواته العسكرية فى محاربة شعبه والقضاء عليه. فالتناقض فى الموقف الايرانى من الثورتين المصرية والسورية يجيب بجلاء على صحة هذا الموقف. ولا يختلف الامر اذا انتقلنا بالحديث عن الاحداث المأسوية التى عاشتها مملكة البحرين خلال العامين الماضيين منذ احداث فبراير ومارس 2011 والتى ما زالت تداعياتها مستمرة على الاوضاع الداخلية فى المملكة بسبب الممارسات الارهابية التى ترتكبها بعض القوى الخارجة على القانون، وذلك رغم الجهود المضنية والوطنية التى تبذلها الحكومة البحرينية برئاسة الامير خليفة بن سلمان بهدف استعادة الامن والاستقرار والنهوض بالاقتصاد الوطنى ومعالجة كافة التداعيات التى اصابت المجتمع البحرينى بسبب تلك الاحداث.
وغنى عن القول ان طهران من اجل تحقيق سياستها الخارجية المنطلقة من مصالحها القومية التى تستهدف استعادة المجد الفارسى عبر بناء امبراطورية فارسية توظف المذهب الدينى والطائفى فى الوصول الى غاياتها، فما يهمها ليس الدين ولا المذهب ولا الطائفة وإنما يهمها كسرى الذى انكسر وكنزه الذى اندثر، مستخدمة ادوات داخلية فى كل دولة فى المنطقة عبر توظيف بعض القوى التى تبيع ولاء الوطن بابخس الاسعار تحت شعارات جوفاء وانتماءات طائفية مذهبية تحمل فى طياتها احلام فارسية وطموحات اقليمية تخفيها من امام اعين الشعوب التى سرعان ما تنخدع بشعارات براقة واشارات لامعة تحمل رسائل دينية ومواعظ وخطب ارشادية. ولكن اثبت الشعب البحرينى انه شعب متعلم مثقف متدين يستطيع ان يفرق بين الحكومة الوطنية ورجالاتها الشرفاء وبين جمعية تمارس سياسات تتعارض مع مسماها "الوفاق" وهى ابعد ما تكون عن هذا المسمى بل يصبح الاسم المعبر عن سياساتها وتحركاتها جمعية "النفاق" الدينى والوطنى.